لماذا يجب شرب شاي المورينجا في الصباح؟

المورينجا هي شجرة ذات خصائص غذائية غنية، موطنها "الهند" (India) و"بنغلاديش" (Bangladesh) و"باكستان" (Pakistan) و"أفغانستان" (Afghanistan). توجد العديد من الأنواع المختلفة لهذه النبتة، ولكنَّ الأكثر شيوعاً هو المورينجا أوليفيرا، وتُعرَف أحياناً باسم شجرة المعجزات أو شجرة الحياة وعصا الطبلة وفجل الحصان.



هي شجرة سريعة النمو ومقاوِمة للجفاف ويمكن أن يصل ارتفاعها إلى 40 قدماً (نحو 12 متراً) وكل جزء منها تقريباً صالح للأكل وله خواص طبية.

لكنَّ الأوراق الريشية والأوراق الخضراء والأزهار واللحاء هي الأكثر استعمالاً، وهي ذات قيمة خاصة في العلاجات الهندية القديمة بسبب استعمالاتها المتعددة، ومنها خصائصها المضادة للالتهابات والإصابات الفطرية والفيروسات كما أنَّها مضاد للاكتئاب.

لحاؤها ثخين وذو لون أبيض، وأوراقها طويلة وبيضاوية الشكل، واستُخدِمَت هذه الشجرة منذ العصور القديمة، وقد أعطاها المصريون القدماء والإغريق قيمة كبيرة.

حالياً، تشجِّع العديد من المنظمات الإنسانية على زراعتها في المجتمعات الريفية للمساعدة في مكافحة سوء التغذية. تنمو هذه النباتات بسرعة كبيرة بحيث يمكن حصاد أول ثمارها في غضون ستة أشهر بعد زراعة الشتلات، وبحلول العام الثاني، يمكن للشجرة الواحدة أن تنتج ما يقرب من 300 بذرة من أوراقها القرنية والتي يمكن سلقها وإضافتها إلى الكاري أو تحميصها وأكلها مثل المكسرات.

يمكن صنع شاي المورينجا من الأوراق المجففة أو البذور أو الزهور؛ لكنَّ الأوراق المجففة هي الأكثر شيوعاً، بينما تُستَهلَك شاي المورينجا بشكل متكرر في الهند، إلا أنَّ فوائد الشاي لم تصل إلى العالم الغربي إلا مؤخراً.

يُستعمَل ما يقرب من ملعقة صغيرة من أوراق الشاي المجففة في كوب واحد من الماء النقي المسخَّن حديثاً - لا يجب أن يكون الماء مُقطَّراً أو مُنكَّهاً - وتستطيع مزجها ببعض الشاي الأخضر للحصول على المزيد من الفوائد الصحية والنكهة اللذيذة.

المورينجا تحتوي على الغلوكوسينولات النادرة:

الفوائد الصحية الأخرى لنباتات المورينجا هي الغلوكوسينولات الفريدة التي تتميز بها الشجرة، فالغلوكوسينولات هو مادة كيميائية نباتية خاملة تحتوي على الكبريت والتي توجد بشكل ملحوظ في الخضروات الصليبية مثل كرنب بروكسل، والبروكلي، والملفوف.

وفقاً لإحدى الأوراق البحثية من أحد التقارير العلمية، فإنَّ المورينجا لا تحتوي فقط على مستويات عالية من الغلوكوسينولات؛ بل تحتوي أيضاً على تركيبة فريدة مسؤولة عن العديد من خصائصها الطبية، فعندما تُستَقلَب الغلوكوسينولات بواسطة إنزيم يسمى مايروسينيز، فإنَّها تنتج مركب إيزوثيوسيانات النشط بيولوجياً.

مركب الإيزوثيوسيانات الموجود في البروكلي والعديد من الخضروات الصليبية الأخرى هو سلفورافين، ومع ذلك، تُحَوَّلُ الغلوكوسينولات النادرة الموجودة في نبات المورينجا إلى المورينجين بواسطة عملية الاستقلاب.

وقد اكتشف الباحثون مؤخراً غلوكوسينولات جديدة في أشكال برية من المورينجا أوليفيرا تسمى "جلوكوبيرانوسيلوكسي البنزيل" والتي يُرمَز لها بـ (4GBGS)، وهذا الشكل من المورينجا يتفوق على أشكال مورينجا الأوليفيرا المزروعة للاستعمال البشري بوجود مادة "جلوكوبيرانوسيلوكسي البنزيل" بتركيز كبير.

وقد تكهن الباحثون بأنَّ السبب في ذلك يعود إلى أنَّ الأشكال المزروعة من المورينجا تُرعى بحيث يقل فيها الطعم المر عند الاستعمال البشري، ونظراً لأنَّ الغلوكوسينولات تحتوي على الكبريت، فإنَّ لها نكهة لاذعة وأحياناً لا يمكن تقبُّلها.

وبالإضافة إلى مادة "الغلوكومورينغن" (glucomoringin) و"جلوكوبيرانوسيلوكسي البنزيل"، فإنَّ مورينجا الأوليفيرا تحتوي أيضاً على 10 أنواع أخرى على الأقل من الغلوكوسينولات، التي تجتمع خواصها الكيميائية معاً لتجعل هذا النبات ذا فوائد صحية عديدة.

وفقاً لـ "غيد فاهي" (Jed Fahey) عالم الكيمياء الحيوية التغذوية من كلية "جونز هوبكنز بلومبرج" للصحة العامة (Johns Hopkins Bloomberg)، فقد أدت القيمة الغذائية الإجمالية لشجرة المورينجا إلى انتشار استعمالها من أجل التقليل من آثار نقص التغذية.

وفي مقال نُشِرَ عام 2009 في مجلة "إيكولوجي أوف فود آند نيوتريشن" Ecology of) Food and Nutrition)، كتب "فاهي" ما يأتي: "لم يُبلَّغ حتى الآن عن التجارب العلمية التي تختبر فاعلية المورينجا على البشر الذين يعانون من نقص التغذية، لكن إذا كان من الممكن دعم الأدلة القائمة على الروايات بأدلة سريرية قوية، فقد يكون لدى البلدان التي ينتشر فيها نقص التغذية حل مستدام في متناول اليد لبعض تحدياتها الغذائية".

في السنوات التي تلت مقال "فاهي"، بدأت الدراسات البشرية والحيوانية في الكشف عن بعض الفوائد الصحية التي نتجت عن ممارسة الطب التقليدي لمئات السنين، بما في ذلك تحسين مستويات الحديد لدى النساء المرضعات، والحد من سوء التغذية عند الأطفال.

وقد أظهر هذا النوع من الطب نتائج واعدة في معالجة الملاريا من خلال الدراسات التي طُبِّقَت على الفئران.

شاهد بالفديو: 7 فوائد عظيمة يقدمها الشاي الأخضر للصحة

7 فوائد مذهلة لشرب شاي المورينجا:

من المحتمل أن تكون العديد من الفوائد المرتبطة بشرب شاي المورينجا نتيجة للعناصر الغذائية الموجودة في هذا النبات، بما في ذلك الغلوكوسينولات النادرة التي تحدثنا عنها آنفاً، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ النبات غني بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية الأساسية، ومن المعروف أنَّ البروتين يتشكل من سلسلة من الأحماض الأمينية.

ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية (U.S. Department of Agriculture)، يحتوي كل 100 جرام من قرون المورينجا على 45 ملليجرام من المغنيسيوم، و15 ملليجرام من الفوسفور، و461 ملليجرام من البوتاسيوم، كما أنَّها غنية بالزنك وفيتامين C وحمض الفوليك وفيتامين A.

يُعَدُّ شرب شاي المورينجا طريقة سهلة للحصول على العديد من الفوائد الصحية التي يقدمها هذا النبات، وإذا كنت ترغب في تجربة نكهة مختلفة، فحاول إضافة القرفة أو الريحان والليمون إلى مشروبك، فإنَّ إضافة شاي المورينجا إلى نظامك الغذائي يقدم لك سبع فوائد:

1. الحد من سمية الزرنيخ:

كشفت مراجعة الأدبيات أنَّ مورينجا الأوليفيرا قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع السكر المزمن في الدم (مرض السكري) وخلل الشحوم في الدم.

يرتبط التعرض المزمن للزرنيخ من خلال مياه الشرب أو الطعام الملوث بزيادة خطر الإصابة بارتفاع نسبة السكر في الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.

يمكن أن يؤدي التعرض للزرنيخ على الأمد الطويل إلى أنواع عدة من السرطانات، ويمكن أن يساهم في تطور أمراض الجهاز العصبي والرئتين والكلى؛ إذ تظهر الدراسات التي أُجرِيَت على الحيوانات أيضاً أنَّ خصائص المورينجا المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات تساعد على تقليل تلك المخاطر طويلة الأمد.

2. المساعدة في السيطرة على نسبة السكر في الدم:

أظهرت إحدى الدراسات التي أُجرِيَت على الحيوانات أنَّ المورينجا يمكن أن تقلل نسبة السكر في الدم بنسبة تصل إلى 29.9% في الأشخاص السليمين، وتصل إلى 32.8% في الأشخاص المصابين بداء السكري المعتدل، و69.2% لدى مرضى السكري الشديد.

3. تحسين صحة القلب والأوعية الدموية:

أظهرت الدراسات التي أُجرِيَت على الحيوانات أنَّ المورينجا تساعد على تخفيض المستويات المرتفعة من السكر في الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية لدى مرضى السكري.

تُعَدُّ أمراض القلب والأوعية الدموية من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بتشخيص مرض السكري من النوع 2، وقد تساعد المورينجا أيضاً على تقليل تكوين اللويحات (الترسبات التي تحتوي الكوليسترول) في الأوعية الدموية.

4. تأثيرات محتملة مضادة للسرطان:

المورينجا لها تأثير مكافح لسرطان الثدي والقولون والمستقيم والبروستات، وقد يكون أيضاً علاجاً مساعداً محتملاً لمرض تضخم البروستات الحميد، وهو أحد أكثر الحالات شيوعاً لدى الرجال مع تقدمهم في العمر.

5. تحسين صحة الدماغ:

في تجربة على الحيوانات، وُجِد أنَّ المورينجا لها فوائد في التخفيف من آثار الهوموسيستين في الدماغ، وهي المادة التي يؤدي ازديادها إلى تطور مرض الزهايمر، كما وُجِد أنَّ المورينجا تحُد من ضعف الذاكرة في مرض الخرف المرتبط بالتقدم في العمر.

6. الوقاية من الأمراض المزمنة:

شاي المورينجا غني بالمواد الكيميائية ذات المصدر النباتي، بما في ذلك التانينات، والصابونين، والبوليفينول، وتؤدي هذه المركبات دوراً في مقاومة تطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) وارتفاع ضغط الدم والسرطان والالتهاب العام.

7. تحسين القدرة الإنجابية لدى الذكور:

أشارت الدراسات التي أُجرِيَت على الحيوانات إلى أنَّ المورينجا لها تأثير مفيد في الصحة التناسلية لدى الذكور، بما في ذلك الرغبة الجنسية والخصوبة، لكن لا ينطبق هذا التأثير على الإناث؛ إذ وُجِدَ أنَّ المكملات الغذائية كان لها تأثير سلبي في خصوبة النساء.

تحتوي المورينجا على كل الأحماض الأمينية الأساسية:

المورينجا هي أيضاً مصدر للأحماض الأمينية عالية الجودة والتي تُعَدُّ اللبنات الأساسية لتشكيل البروتين، كما تُستَعمَل الأحماض الأمينية في مجموعة متنوعة من الوظائف الحيوية. هناك 20 نوعاً من الأحماض الأمينية المختلفة التي تم تحديدها وتصنيفها في نوعين، أساسية وغير أساسية.

وبينما يمكن لجسمك أن يصنع الأحماض الأمينية غير الأساسية، إلا أنَّه يحتاج إلى الحصول على الأحماض الأمينية الأساسية من الطعام.

ولأنَّه من النادر وجود نبات يحتوي جميع الأحماض الأمينية الأساسية، يكون المورينجا بمنزلة مكمل غذائي رائع باحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.

وفقاً لمجلة "أفريكان جورنال أوف بيوتكنولوجي" (African Journal of Biotechnology)، يحتوي نبات المورينجا على 19 حمضاً أمينياً بما في ذلك جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة.

لكل واحد من هذه الأحماض الأساسية التسعة وظائف حيوية هامة، بما في ذلك دورها في استقرار نسبة السكر في الدم، واستعمالها في إنتاج الكولاجين، وهي ضرورية في إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء، وتؤدي دوراً في تكوين الذاكرة وعمل الجهاز العصبي.

إقرأ أيضاً: 9 أغذية تحميك من الأمراض مدى الحياة

الخواص المضادة للالتهابات وخواص المضادات الحيوية:

تمتد التأثيرات الحيوية للمورينجا إلى امتلاك خصائص قوية تعمل كمضادات حيوية ضد مجموعة متنوعة من مسببات الأمراض، بما في ذلك الإشريكية القولونية (نوع من الجراثيم الممرضة التي تعيش في أمعاء الثدييات)، والسالمونيلا التيفية (نوع من العصيات المعوية الممرضة)، والمبيضات (نوع من الفطريات يسبب عدوى فطرية)، والملوية البوابية (H. pylori) (نوع من العصيات المعدية تسبب التهاباً في مخاطيات المعدة).

قد تساعد التأثيرات المضادة للالتهابات التي تتمتع بها المورينجا على حماية بشرتك من التلوث، فأوراق المورينجا غنية بمضادات الأكسدة التي تساهم في صحة الجلد، وهي كذلك غنية بالكبريت، وهو عنصر أساسي في إنتاج الكولاجين والكيراتين.

أما زيت المورينجا المستخرَج من بذور الشجرة فإنَّه يُخزَّن لسنوات دون أن يتلف، ويُمتَصُّ بسهولة في الجلد، وعلى الرغم من أنَّ زيت المورينجا لم يكتسب شعبية واسعة، إلا أنَّ هناك أدلة على أنَّه يساعد على تقليل التجاعيد، كما أنَّ الزيت مرطب ومغذٍّ بشكل طبيعي.

توخَّ الحذر عند تناول المورينجا:

من الهام أن تتذكر أنَّ بعض النباتات؛ مثل المورينجا، نشطة بيولوجياً وقد تتداخل مع الأدوية أو المكملات الغذائية التي تتناولها.

تُعَدُّ الأوراق آمنة وصالحة للأكل عموماً، ولكن هناك جدل صغير حول الجذور والسيقان.

المعلومات حول استعمال المورينجا قبل أو في أثناء الحمل، أو في أثناء الرضاعة، غير واضحة أيضاً، وإلى أن تتوفر المزيد من الأدلة على أنَّ المورينجا آمنة في أثناء الحمل، يجب على النساء الحوامل أو اللاتي يرغبن في الحمل عدم استعمالها.

أظهرت الدراسات الأولى أيضاً أنَّ البذور أو المستخلصات التي تحتوي على جذور وبذور المورينجا لها تأثير مُثبط للمناعة، كما يمكن أن يكون للمورينجا أيضاً تأثير ملين خفيف في الأمعاء.

نطراً لأنَّ المورينجا لها تأثير في نسبة السكر في الدم وتأثير أيضاً في الاستجابة الالتهابية، وقد تتفاعل مع الأدوية الأخرى؛ لذلك، يكون من الضروري أولاً مراجعة الصيدلي وإبلاغ الطبيب عن نيتك باستعمالها، بالإضافة إلى مراقبة نسبة السكر في الدم بشكل متكرر إذا كنتَ مصاباً بمرض السكري.

المصدر




مقالات مرتبطة