كيف تجعل أيامك أكثر نجاحاً؟

يعد تحديد ما يعنيه اليوم الناجح بالنسبة إليك أمراً بالغ الأهمية كي تتمكن من تطوير نفسك؛ فإذا لم يكن لديك جدول أعمال واضح، وإذا لم تكن قد نظمت الأمور بأكبر قدر ممكن من الفاعلية، وإذا لم تستبعد الأمور التي لم تمنحك أي نتيجة وركزت أكثر على بقية الأمور ذات الجدوى، فلا يمكنك أن تكون منتجاً أو ناجحاً أو حتى سعيداً في حياتك.



إذا فكرت في الأمر ملياً ستجد أنَّ النجاح في الحياة هو مجرد سلسلة من الأيام الناجحة، ومهمتك هي تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في كل يوم، بحيث يمكنك المضي قدماً باستمرار.

ستكون هناك بعض العقبات بالتأكيد، وسيُفسد الآخرون خططك في بعض الأحيان، وستحدث أمور غير متوقعة، ولكن ما يجعل الأشخاص الذين يمتلكون عقلية قوية وتنظيماً شخصياً جيداً مختلفين، هي قدرتهم على النهوض من جديد، والعودة دائماً إلى المسار الصحيح في اليوم التالي.

لذا، خذ وقتك اليوم للتفكير كيف يجب أن يبدو مثل هذا اليوم في حياتك، وقسِّمه إلى أجزاء مختلفة، فمن لحظة استيقاظك إلى اللحظة التي تغفو فيها، يجب أن يكون كل شيء واضحاً ومحدداً.

دوِّن كل شيء، وراجع ذلك يومياً على مدار الأيام القليلة المقبلة حتى تتمكن من الالتزام بهذه الخطة مهما حصل، وفي حال احتجت إلى مثال لخطة يوم ناجح، فأكمل قراءة ما يلي:

ما هي الأمور التي تضفي نجاحاً على أيامك؟

1. الاستيقاظ مبكراً والالتزام بروتين صباحي فعَّال:

يُعدُّ الصباح أفضل الأوقات في اليوم لعدة أسباب:

  • سيكون لديك بعض الوقت الإضافي عند الاستيقاظ مبكراً للاستعداد لبقية اليوم، وتنظيم كل ما يجب القيام به والتحضير له ذهنياً، وإيجاد وقت لبعض الأمور، مثل القيام بالتمرينات الرياضية أو غيرها، والتي لا تندرج عادةً ضمن جدولك اليومي.
  • الصباح بحد ذاته وقت للإلهام.
  • يمكنك قضاء بعض الوقت وحدك وهذا مفيد جداً لراحة بالك.
  • يمكنك الإبداع في الكتابة أو القراءة أو إجراء عصف ذهني لأفكار عملك؛ لأنَّه ما من أحد سيزعجك في الساعات الأولى من الصباح.
  • يعني بدء اليوم بنجاح وبشكل مثمر أنَّه سينتهي بهذه الطريقة أيضاً.
  • يمكنك اكتساب الزخم من خلال القيام ببعض الأنشطة الصحية والإيجابية في الساعات الأولى من اليوم والاستمرار في الإنتاج بعد ذلك أيضاً.
  • يمكنك تحويل رغباتك إلى شيء رائع خلال وقت قصير إذا كرَّست صباحك لتحقيقها.
  • يستيقظ جميع الأشخاص الناجحين في وقت أبكر مما يجب، وهذا الفكر بحد ذاته تحفيزي.

من الهام أن تستيقظ باكراً وأنت تمتلك العزيمة ولديك سبب وجيه للقيام بذلك، كما يمكنك تجريب أمور مختلفة في هذا الروتين الصباحي بحسب أهدافك.

إذا كنت ترغب في الاهتمام بلياقتك البدنية، فأضف وجبة فطور صحية وكمية من الماء، وبعض التمرينات الرياضية إلى ما تفعله كل صباح، أمَّا إذا كنت ترغب في التفوق على الآخرين في العمل، فاستفد من هذا الوقت للاستعداد للعمل وكتابة قائمة مهامك والتحقق من بريدك الإلكتروني، وقراءة شيء مرتبط بمجال عملك، والوصول مبكراً إلى العمل وستكون في حالة مزاجية جيدة طوال اليوم.

إقرأ أيضاً: كيف تؤسس لروتين صباحي راسخ

2. القيام ببعض الأعمال المحددة بتركيز:

يمكنك الانتقال إلى عملك الفعلي بمجرد الانتهاء من طقوسك الصباحية؛ سواءً كان وظيفتك العادية، أم عملك التجاري، أم العمل على فكرة جديدة، أم العمل المستقل للعملاء، فالأمر كله يتعلق بالتركيز والرغبة والنشاط.

يعني العمل المنتج في هذه الحالة:

  • تحديد مهام اليوم ومعرفة أيُّها أكثر أهمية.
  • البدء مع هذه المهام وعدم القيام بشيء آخر حتى تنتهي منها.
  • الانتقال إلى أمور أقل أهمية، ولكن ضرورية.
  • التوقف لأخذ استراحة كل 40 دقيقة مثلاً، فبهذه الطريقة يعمل عقلك عملاً أفضل.
  • التخلص من عوامل التشتيت مثل وسائل التواصل الاجتماعي والأشخاص الآخرين والضوضاء وما إلى ذلك في أثناء العمل.
  • أن يكون مكان عملك منظماً وخالياً من الفوضى كي يساعدك على الإبداع.
  • المواظبة على ما لا يقل عن 4 ساعات من العمل بتركيز قبل أن تأخذ استراحة لتناول الغداء.

نعلم جميعاً متى نكون أشخاصاً منتجين؛ ومع ذلك يظل بعض الأشخاص مشغولين دائماً، ويفعلون أموراً لا قيمة لها، ولا تمنحهم أي نتائج لمجرد أنَّها أمور مُلِحَّة أو لأنَّهم كانوا يفعلونها دائماً.

ولكن هذا النهج خاطئ؛ حيث إنَّ إنجاز الأمور يعني رفض المماطلة وحالات الانقطاع والمشتتات، وإنجاز أهم مشاريعك اليومية.

3. تعلُّم شيء جديد:

التعلم عملية لا تنتهي أبداً، ويجب أن يتضمن كل يوم في حياتنا شكلاً من أشكاله، قد يكون ذلك من خلال قراءة المقالات المتعلقة بمجال عملك للبقاء على اطلاع دائم على المستجدات، أو قراءة كتاب مُلهم يساعدك على التفكير بطرائق جديدة، ويتيح لك التفكير في حلول هامة للمشكلات الموجودة في عملك، أو يُحفِّزك على اتخاذ إجراءات لتحقيق أهدافك.

كما قد يكون من خلال تلقي دورة تدريبية عبر الإنترنت لتعلُّم مهارة عملية جديدة، مثل كتابة النصوص أو البرمجة (حتى لو كان المستوى بسيطاً) أو تصميم مواقع الويب أو تعلم لغة أجنبية أو غير ذلك، يجعلك كل هذا أكثر ذكاءً بطرائق قد لا تتخيلها؛ حتى لو كانت مجرد هواية.

قد يعني التعلم أيضاً القيام بشيء لم تفعله من قبل، والتحدث إلى شخص جديد ومواجهة الخوف الذي طالما شعرت به عند القيام بشيء تخاف منه، كما يوجد طرائق لا حصر لها لتعلُّم أمور جديدة، فاختر واحدة على الأقل كي تجعل أيامك أكثر نجاحاً.

4. العيش بوعي:

لا تتعجل، ولا تنتقل من مهمة إلى أخرى، ولا تكن قليل الصبر لإنهاء نشاط ما حتى تتمكن من الانتقال إلى النشاط التالي.

الحياة تجري الآن، فإذا كنت تقضيها وأنت في عجلة من أمرك، أو بالتفكير بالأمس أو التخطيط ليوم غد، فأنت تفوِّت كل ما يجري من حولك.

لكي تعيش بوعي أكبر، يمكنك القيام ببعض الأمور في يومك، مثل التأمل في الصباح أو المساء، وتدوين أفكارك، والتفكير ومحاولة التعرف على نفسك الحقيقية، والتوقف بين الحين والآخر لإظهار التقدير لكل ما تملكه، وبالتالي الاستمتاع به أكثر.

كن حريصاً على تخصيص الوقت للقيام بذلك يومياً إذا كنت ترغب في تحقيق النجاح كل يوم.

5. القيام بشيء من أجل صحتك:

لا يمكننا أن نحظى بيوم ناجح دون الاهتمام بأنفسنا وبناء عادة صحية واحدة على الأقل، قد يكون ذلك شيئاً مثل:

  • إضافة المزيد من الخضار إلى إحدى وجباتك.
  • شرب الشاي الأخضر.
  • التأمل قبل النوم للحصول على نوم جيد ليلاً والتخلص من الأرق الناتج عن التفكير في كل شيء يحدث في النهار.
  • الركض.
  • التمدد كل ساعة في أثناء العمل.
  • الذهاب في نزهة على الأقدام.
  • أخذ حمام بارد.
  • شرب كوب من الماء عند الاستيقاظ صباحاً.
  • تنظيف الأسنان بعد كل وجبة.

تُحدِثُ أمور صغيرة كهذه فرقاً كبيراً مع مرور الوقت، فهي تقلل الإصابة بالأمراض وتطيل العمر وتُحسِّن المزاج وتجعل نمط الحياة أكثر نشاطاً وصحةً وتُشعرك بالانتعاش وتجعلك تبدو أصغر سناً وغيرها من الفوائد العظيمة التي تُحسِّن نوعية حياتك عموماً.

إقرأ أيضاً: 6 عادات صحيّة يجب أن تمارسها في حياتك اليوميّة

6. إنهاء اليوم بصورة صحيحة:

أخيراً وليس آخراً، فلتنهِ يومك الناجح إنهاءً مناسباً، حيث يمكنك أن تسمي ذلك طقساً مسائياً، ولكنَّه عبارة عن مجموعة من الأنشطة التي يجب أن تقوم بها في المساء لضمان حصولك على 8 ساعات من النوم الجيد والاستيقاظ بنشاط في صباح اليوم التالي.

عادةً ما تكون هذه الأنشطة مُحفِّزة للاسترخاء، مثل التأمل، والاستحمام، وتحليل مجريات يومك عن طريق تدوين كل ما فعلته وكيف شعرت به، ومراجعة أهدافك، وإجراء محادثة لطيفة مع أحد أفراد أسرتك، وقراءة شيء ما يساعدك على النوم، وترتيب المنزل والتجهيز ليوم غد، وغيرها من الأمور.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب بعض الأنشطة، مثل تناول الطعام وشرب الماء قبل النوم مباشرة، واستخدام التكنولوجيا قبل الذهاب إلى النوم أو في أثناء الاستلقاء؛ ذلك لأنَّها تؤثر على راحتك.

إقرأ أيضاً: ما هي طقوس الانتهاء من العمل؟ وكيف يستفيد العاملون عن بُعد منها؟

كل ما يتطلبه الأمر هو إجراء واحد في اليوم:

في بعض الأحيان، حتى بعد معرفة ما نريده وتحديد الأهداف التي نسعى إليها، نظل نعاني لكي نبدء يومنا؛ وذلك لأنَّ الأمر يبدو صعباً جداً في البدايات؛ فنحن نركز على الصورة بأكملها، حيث يستغرق الأمر في كثير من الأحيان سنوات لكسب المال الذي تريده، أو لتصبح مستقلاً مالياً، أو شهوراً قبل أن تُحسِّن لياقتك وتحصل على الجسم الذي تريده وتتخلص من الوزن الزائد، أو أسابيع قبل اكتساب عادة جديدة، أو كي يزداد عدد متابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو تتمكن من كتابة العدد الكافي من الصفحات للحصول على مسودة الكتاب الذي تتمنى نشره.

قد لا تجذبنا هذه الصورة الكبيرة بما فيه الكفاية؛ ذلك لأنَّ كل ما نراه هو الوقت الطويل الذي سيستغرقه الأمر، والجهود التي نحتاجها للقيام بذلك، وفرص الفشل والتنازلات التي سيتعين علينا القيام بها والأمور التي يجب علينا التضحية بها، وهذا يُخيفنا كثيراً لدرجة أنَّنا لا نفكر في البدء حتى، وهي أكبر هزيمة يمكن أن يتعرَّض لها المرء في حياته.

ولكن ماذا لو استخدمنا منهجاً آخر؟ وحاولنا التركيز على التقدم قصير الأمد، لننسى أنَّ هدفنا الكلي سيستغرق وقتاً وجهداً، والقيام بشيء واحد مرتبط بهدفنا كل يوم.

هذا كل ما يتطلبه الأمر؛ القيام بشيء واحد في اليوم، سواءً كانت كتابة 200 كلمة، أم صفحة واحدة، أم قضاء عشر دقائق في الكتابة، أم معرفة الخطوة اليومية التي تحتاج إلى اتخاذها والتي تناسبك بشكل أفضل؛ الهدف هو تقسيم هدفك الكبير إلى مهام محددة، ثم تحويلها إلى خطوات، واتخاذ الإجراء المناسب كل يوم.

اجعل هذا الإجراء صغيراً وسهلاً بحيث يكون ممتعاً وسهل التنفيذ، وافعل ذلك في نفس الوقت واجعله أولوية لهذا اليوم، وبغض النظر عما يحدث في ذلك اليوم، فأنت بحاجة إلى اتخاذ خطوتك، وإلا سيكون يومك قد ذهب جُذافاً.

كل هذا سهل ويؤدي إلى النجاح؛ لأنَّ العنصر الأساسي هنا هو الاستمرارية، ويترافق ذلك مع تحديد الأولويات والتركيز على أمر واحد في كل مرة والبدء بخطوات صغيرة وتعزيزها تدريجياً؛ حيث تتحقق الأحلام الكبيرة بالتغيير التدريجي.

هكذا يكون النجاح اليومي؛ فأنت لا تحتاج إلى القيام بذلك بشكل مناسب في كل مرة، ولكنَّ النجاح في مجال واحد من هذه الأمور اليومية سيُغيِّر حياتك بعدة طرائق قد تجهلها الآن.

 

المصدر




مقالات مرتبطة