لماذا تحتاج لتحديد أهدافك:
إنّ الذين يُحدّدون الأهداف التي تُشكّل تحدّيات لكنها قابلة للتحقيق هم الذين يتحكمون بقوّة قبضتهم في المستقبل. فالأهداف تضع أمامنا شيئاً نندفع إليه ونهدف إلى تحقيقه وهي تجعل جهودنا مركزة وتتيح لنا فرص قياس النجاح، وتحديد الأهداف وتحقيقها يزيد ثقتك بنفسك فأنت لا تشعر أنك واثق في المجالات التي تتخصص فيها فحسب بل تشعر بالثقة في ذاتك عموماً مما ينعكس على جميع جوانب حياتك بإيجابية.
اختلاف الأهداف وأنواعها:
تتنوع الأهداف التي يحددها الإنسان لنفسه وتختلف من شخص لأخر، فهي تختلف في طبيعتها وحجمها وما تحتاجه من وقت لتحقيقها وهي:
1. أهداف داخلية أو خارجية:
فهناك من الأهداف ما يتصل بالتأثير على العالم المحيط بنا، وهناك ما يتصل بتنمية الخصائص والصفات الداخلية للفرد، والأهداف الخارجية مثل تأليف كتاب أو امتلاك سيارة معينة أو القيام برياضة ما للوصول لوزن وجسم مناسبين.
2. أهداف بعيدة المدى أو قريبة المدى:
فهناك أهداف بعيدة المدى كالحفاظ على علاقة سعيدة مع زوجتك أو تربية الأطفال على الاعتماد على النفس، وهناك أهداف قريبة المدى حتى لتشمل موعداً مع صديق على الغداء بعد يومين أو حضور مناسبة سعيدة بشكل لائق.
المبادئ الاثني عشر لتحديد الأهداف:
حدد الدكتور إبراهيم الفقي الكاتب والمحاضر العالمي اثني عشر مبدئاً لتحديد الأهداف وهي:
1. حدّد جيداً ماذا تريد:
ركّز كل الأضواء على هدفك، اجعله جلياً واضحاً، كامل المعالم، واضح التضاريس، حدّده وخطط لكيفية تحقيقه. في كتابه متعة العمل ينبهنا (دينيس ويتلى) إلى هذا المعنى بقوله: حتى تصل إلى مكان يجب أولاً أن تعلم إلى أين تتجه. عند الإجابة على هذا السؤال الهام فأنت تكون في الطريق الصحيح فمثلاً قد تكون إجابتك: اريد أن أكون غنياً، أريد أن أتحسن صحياً.. وهكذا.. الفكرة أن تحدد الأهداف ثم تبذل قصارى جهدك لتحقيقها.
2. أن يكون هدفك واقعي ويستحق التحقيق:
ينبغي أن يكون هدفك واقعي وذو قيمه لذا عندما تحدد لك هدفاً ما فليكن هذا الهدف منطقياً واقعياً قابلاً للتحقيق، وتعلّم أن تفصل بين الأهداف الحقيقة والأفكار التي لا تصلح أن تكون هدفاً، والتي تصلح أن تكون وسيلة لتحقيق الهدف. ولا تظن أنه يجب عليك أن تحقق أو تنجز كل شيء في يوم وليلة.
فإذا كان هدفك شيئاً لا يمكن تحقيقه فهذا لا يسمى هدفاً، وإنما هذه أحلامك وتطلعاتك الغير واقعيه ونواياك الطيبة، ولكن لا يعني هذا ألا تكون أهدافك طموحه ويمكنك جعل هذه الأحلام تتقدم وتتطور بتقسيمها لأهداف أصغر سهله التحقيق.
3. الرغبة المشتعلة:
ما قيمة الهدف الذي لا تحركه رغبة قوية مشتعلة، إن الرغبة القوية هي التي تخلق الروح في الأهداف كي تحيا على أرض الواقع. والأهداف بدون رغبة قوية أهداف خاملة ميتة ليس فيها روح.
فلا بد أن تكون رغبتك لتحقيق حلمك رغبة جياشة، منطلقة، قوية، وعليك أن تعرف ما تريد، وأنه ذو قيمه، وأنه لا أحد حتى أنت نفسك يستطيع أن يمنعك من تحقيقه.
4. عش هدفك:
يجب أن يعمل الشخص على تحفيز نفسه للوصول لأهدافه، وذلك من خلال تصوّر أن الهدف تحقق بشكل حقيقي وواقعي، فهذا التصور الذهني يجعله يشعر بالسعادة التي قد تحصل عند تحقيق الهدف واقعياً، وبالتالي يكون لديه حافز كبير لكي يعمل جاهداً لتحقيقه. عندما تحدد هدفك، حاول أن تراه بكل تفاصيله، وتصور وكأنه قد تحقق وبأنك جزء منه. إن التصور هو حركة الوصل ما بين العقل الحاضر والعقل الباطن.
الهدف وقانون الاعتقاد: "كل هدف تربطه بأحاسيسك يصبح اعتقاداً". إذا كان باعتقادك أنك تستطيع، أو كان بعتقادك أنك لا تستطيع، فانت محق فيما تعتقد، فاعتقد ما تشاء.
5. اتّخذ القرار:
اتّخذ قراراَ بالبدء لتحقيق أهدافك. هذا القرار الواعي أصبح عليك أن تضعه على أرض الواقع، أخبر من تحب وتعتقد بحبه لك بقرارك هذا كي يقدموا لك الدعم والمساندة، هذه الخطوة هي طريقك لتعيش حلمك، لتجعله واقعا ملموساً.
6. اكتب هدفك:
الأهداف غير المكتوبة يعني تمني شيء جميل، أما الأهداف المكتوبة فهي الحقيقة. يقول براين تريسي في كتابه فلسفة تحقيق الأهداف (بالقلم والورقة يبدأ كل شيء)، عندما تحتضن القلم بأناملك تكون قد استدعيت عاملين قويين من القوة الانسانية، أحدهما البدني حيث تمسك بالقلم وتحرك يدك، والآخر العقلي حيث تفكيرك مشغول بهذا الهدف ويكتبه ويقرأه، كما أن الصوت القادم من عقلك الباطن يكون دائم التكرار للهدف المكتوب.
7. تحديد إطار زمني:
تحديد موعد لكل هدف يتيح لك أشياء غاية في الأهمية كالالتزام، والحماسة، والقوة، وزيادة الحافز لديك ودفعك للتحرك في سبيل تنفيذها. لذلك يجب أن تقوم بوضع جدول زمني للقيام بتنفيذ كل جزء منه وكل مرحلة في وقت محدد، فأحياناً قد تستغرق الأمور أطول مما تظن، وأحياناً قد لا تستطيع تحقيق ما تصبو إليه، وأحياناً تحدث أشياء غير مقصودة. الفكرة أن تستمر في التخطيط والدفع الى الأمام وسوف تصل الى هدفك وسترى ذلك.
8. اعرف امكانياتك:
الهدف باعتقاد إمكانية الفعل يولد الفعل، والفعل أيضا يولد اعتقاد إمكانيته، ولكل هدف أدوات، انظر ما تمتلكه من أدوات لتحقيق هدفك وما تحتاج اليه، اعرف نفسك جيدا، واعمل على سد النقص في ذخيرة مواهبك، وزد معرفتك ومعلوماتك حول الأمور التي تريد تحقيقها فهذا يقربك أكثر إلى ما تريد تحقيقه، وطور مهاراتك باستمرار.
9. ادرس المصاعب واستعد لها:
ما دمت سائراً في طريق الطموح، فستواجه المصاعب، لذلك اعرف العقبات التي قد تقف في طريقك وحددها، وبذلك ستكون مزوداً بوسيله قوية للدفاع عن النفس في مواجهة أي مشكله تعيقك عن تحقيق أهدافك.
لأن النجاح ليس أمراً سهل المنال، فقط من يملكون القدرة على الصمود، والصبر، والتطلع الى المستقبل لتَبَيُّنِ العقبات القادمة والاستعداد لها جيداً هم من يملكون القدرة على التحدي وتحقيق أهدافهم.
10. تَقَدَّم:
ضع أهدافك على أرض الواقع، الخطوة الأولى دائما ما تكون صعبة، يحتاج المرء دائماً إلى قوة دافعة في بداية أي مشروع أو هدف، إبدأ الآن في تحقيق أهدافك بوضعها على أرض الواقع، خذ الخطوة الأولى بلا تردد أو إبطاء، فهذه الخطوة هي البرهان على قوة هدفك.
(الفعل)، يذكر الدكتور ابراهيم شيء طريف جداً في إحدى محاضراته في كندا أخرج من جيبه 20دولار، وسأل المشاركين من يريد أن يحصل على الـ 20دولار هذه؟ رفع 200 مشارك يدهم إلا واحداً نظر حوله ثم ذهب وأخذ الـ 20دولار من يد الدكتور إبراهيم وسط دهشه الجميع فكان تعليق الدكتور إبراهيم: "هذا هو الفعل عليك فقط أن تفعل ما تريد ولا تكتفي بالتمنّي فقط".
11. قيّم خططك:
فقبل أن تمضي في طريقك لتحقق هدفك، احصل على بعض الوقت لتقييم عملية تحديد الأهداف منذ التفكير فيها حتى إتمامها. فكّر في مدى رضاك عن الإطار الزمني، أو مجموعة مهاراتك، أو إمكانية تحقيق الهدف، تأكد من أنك قد سألت واستشرت وتسلحت بمعلومات وخبرات كافية تعينك على رحلتك، كي لا تنفق من وقتك وجهدك فيما لا طائل من ورائه، فعندما تريد أن تفعل شيئاً ادرس خططك وقم بتغيير أي شيء تراه ضرورياً.
12. الالتزام:
يقول توماس أديسون: "كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم هم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام".
لذلك عليك الالتزام التام بتحقيق أهدافك، والتمتع بالمرونة اللازمة للتحكم في حياتك وفي نفسك، والتحلي بالإصرار، ولا تدع الأشياء التي لا تستطيع فعلها أن تتداخل مع تلك التي تستطيع تحقيقها.
نصائح لتحقيق أهدافك:
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على تحقيق أهدافك:
- حدد هدفاً واحداً وما يجب عليك القيام به لتحقق هذا الهدف، وسبب رغبتك في تحقيقه وقم بكتابته ووضعه في كل مكان لتراه عدة مرات في اليوم الواحد، ثم أقرأه وأعد قراءته ثلاث مرات على الأقل يومياً.
- ضع أهدافاً صغيرة والتي من شأنها أن تقودك لتحقيق الهدف الأكبر، وقسم الأهداف الصغرى لمهام يومية واجعلها من عاداتك اليومية الروتينية والأسبوعية، وراجع خطتك وتقدمك وحَسِّن وطوّر طرق إدارة وقتك.
- تعيين تاريخ لتحقيق الهدف بوضع هدفك المنشود ضمن إطار زمني لتحقيقه، فإن هذا يكون بالفعل دافعاً قوياً للوصول إلى الهدف حيث يعطيك ذلك شيئا تعمل من أجله.
- إذا فكرت منذ البداية في العقبات المحتمل مقابلتها، فإن ذلك يمنحك الفرصة للتوصل إلى بعض الأفكار حول طريقة التعامل مع تلك العقبات.
- تعلم من إخفاقات الماضي، ولا تدع فشلك السابق في تحقيق أهدافك يثبط عزيمتك وتستلم.
- تجنب مضيعات الوقت، إن الوقت الذي يمضي لا يمكن تعويضه أو استعادته، فالإدارة الصحيحة لوقتك تضيف ساعات أكثر إلى حياتك، وإذا أحسنت استغلال الأوقات الضائعة ستنجز أعمالك في أوقاتها المحددة أو أقل من الوقت المطلوب لتنفيذها، إضافة لإنجاز مهامك وأهدافك اليومية الصغيرة.
- تحمّل المسؤولية، وارفض إلقاء اللوم على الأخرين، فلوم الآخرين حول ما يحدث في حياتك سيمنعك من تحقيق أهدافك كن شجاعاً، وتحمل النتائج.
- تقبل النقد البناء من الأخرين واستخدمه لتحسين عملك وهدفك وأساليب الوصول إليه، ومن جهة أخرى لا تلق بالاً إلى المحبطين، فلا ينبغي الالتفات إلى أي رأي يقلل من قيمتك، أو من طموحاتك، عليك فقط الاستماع لصوتك الداخلي الذي يشجعك للوصول إلى هدفك، فقد قيل: "محظوظ هو الشخص الذي استطاع أن ينمي قدرته على التحكم في نفسه ليسلك طريقاً مباشراً نحو هدفه في الحياة، دون أن ينحرف عن غايته تحت تأثير المديح أو الشجب".
وأخيراً فإن الخطوة الأولى للنجاح أن يعرف الشخص الذي يخطط إلى أين يتجه، وما هو هدفه وتحديد هذا الهدف، ويعرف مقدار ما يحرزه من تقدم، وتكون لديه فكرة جيدة تماماً عن التوقيت الذي سيصل فيه إلى أهدافه، وبذلك سيكون الطريق مفتوح إلى وجهته.
أبدأ العمل حالاً وكن جزءاً من الأقلية التي تعمل وليس من الأكثرية التي تتكلم وتشكو، "لا يعرف المرء ماذا يستطيع إلا بعد أن يحاول".
المصادر:
أضف تعليقاً