المشي خلال النوم: أسبابه، وأعراضه، وطرق تشخصيه وعلاجه

ظاهرة السير النومي أو ما يعرف باسم المشي في أثناء النوم إحدى اضطرابات النوم الشائعة نسبياً، حيثُ إنَّ نسبة انتشارها قد تصل إلى ما يقارب 1 إلى 15% من مجموع السكان في العالم، وذلك تبعاً للدراسات التي أجرتها جمعية النوم الأمريكية.



لذا سنشرح لكم في هذا المقال أعزائي القُراء أسباب ظاهرة المشي في أثناء النوم، وطرائق علاجها؛ فتابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.

ما هي ظاهرة المشي في أثناء النوم؟

إنَّها إحدى اضطربات النوم التي تحدث خلال مرحلة النوم العميق، حيثُ يكون الدماغ خلال هذه العملية نصف واعٍ ونصف نائم، وينتج عنه قيام النائم بحركات وتصرفات غريبة أو المشي وهو نائم، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّه من الصعب إيقاظ الشخص في حينه، وعندما يستقيظ لن يتذكر ما قام به خلال نومه.

كما أنَّ الشخص يمكن أن يكون فاتحاً عينيه عندما يمشي في أثناء النوم إلَّا أنَّ الرؤية لن تكون واضحة، كما يمكنه تجنب بعض العوائق السهلة خلال المشي في أثناء النوم، ولكنَّه لا يستطيع التفاعل الكامل مع العوائق الخارجية، أو القيام بالعمليات المعقدة، فيمكن للنائم ألَّا يميِّز بين الباب والنافذة، أو يمكن ألَّا يميِّز بأنَّه ينزل أو يصعد الدرج مما ينتج عن ذلك تعرُّضه للإصابة.

كما أنَّ المشي في أثناء النوم أكثر شيوعاً بين الأطفال مقارنةً بالبالغين، بالإضافة إلى أنَّ الأشخاص الذين لم يحصلوا على ساعات نومٍ كافية ومتواصلة يمكن أن يعانوا من هذه الظاهرة.

شاهد بالفديو: 12 حقيقة عن قلة النوم.. هكذا يقودك السهر إلى الهلاك!

ما هي أعراض المشي في أثناء النوم؟

يمكن أن تحدث ظاهرة المشي خلال النوم بعد خلود الشخص للنوم بساعة أو اثنتين، ولا يمكن أن تحدث خلال ساعات القيلولة، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ هذه الظاهرة يمكن أن تدوم بضع دقائق فقط ويمكن أن تستمر لفترةٍ أطول، وذلك تبعاً للحالة وطبيعة الأشخاص، ومن أعراض المشي في أثناء النوم نذكر:

  1. جلوس الشخص على السرير وعيناه مفتوحتان.
  2. ينهض من السرير وهو نائم ويتجول في أرجاء المنزل.
  3. لا يمكنه التواصل أو الاستجابة مع الأشخاص المُحيطين به.
  4. خلال حدوث النوبة من الصعب إيقاظه.
  5. تظهر على الشخص بعد استيقاظه أعراض التشتت والارتباك لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن.
  6. لا يمكنه تأدية المهام المطلوبة منه خلال النهار، وذلك بسبب اضطرابات النوم التي يعاني منها.
  7. لا يمكنه تذكر ما حدث بعد استيقاظه من النوم.
  8. يمكن أن يعاني من الشعور بالخوف والرعب في أثناء النوم.

كما أنَّ الشخص الذي يسير خلال نومه يمكن أن يقوم بأعمالٍ مثيرةٍ للقلق وتعرِّض حياته للخطر، نذكر منها:

  1. قيادة السيارة.
  2. الخروج من المنزل.
  3. يمكن أن يقوم بأنشطته النهارية الروتينية مثل ارتداء الملابس أو خلعها، أو تناول الطعام، أو التحدث.
  4. يمكن أن يتبول في مكان غير مناسب، مثل: الخزانة.
  5. يمكن أن يعرِّض نفسه لإصابات خطيرة، مثل: أن يرمي نفسه من النافذة، أو يسقط من الدرج.
  6. يمكن أن يصبح الشخص عنيفاً خلال السير في أثناء النوم، أو في فترة الارتباك الوجيزة التي تلي الاستيقاظ.
إقرأ أيضاً: اضطرابات النوم وأهم النصائح للحصول على نوم هادئ

متى تصبح زيارة الطبيب أمراً ضرورياً؟

يجب استشارة الطبيب في حال كانت نوبات المشي في أثناء النوم تتصف بما يلي:

  1. بدأت للمرة الأولى بعد سن البلوغ.
  2. تحدث كثيراً، عدة مرات في الليلة الواحدة، أو أكثر من مرتين خلال الأسبوع الواحد.
  3. استمرت خلال سنوات مراهقة الطفل.
  4. أن يتسبب للشخص بعض الأعراض في النهار، مثل: عدم قدرته على أداء المهام المطلوبة منه، أو فرط النعاس.
  5. أن يؤدي المشي في أثناء النوم إلى حدوث إصابة خطيرة للشخص نفسه، أو للأشخاص الآخرين المحيطين به.
  6. تسبب إزعاج نوم شديد إمَّا للشخص نفسه أو للأشخاص الآخرين المحيطين به.

شاهد بالفديو: 7 طرق لمقاومة النعاس خلال أوقات العمل

كيف يمكن تشخيص حالة المشي في أثناء النوم؟

يلجأ الطبيب المُعالِج لحالة المشي في أثناء النوم إلى تشخيص هذه الحالة من خلال مراجعة الأعراض الناتجة عنها بالإضافة إلى تاريخ المريض الطبي، ويتضمن التشخيص ما يلي:

1. إجراء الفحص البدني للمريض:

هناك بعض الاختبارات البدنية التي يقوم بها الطبيب بهدف كشف الحالات التي يمكن أن تختلط أعراضها مع أعراض المشي في أثناء النوم، ومن هذه الحالات نذكر: نوبات الهلع، أو النوبات الليلية، أو اضطرابات النوم الأخرى.

2. مناقشة الأعراض التي يعاني منها المريض:

إذا كان المريض يعيش بمفرده فلن يعرف إذا كان يعاني من المشي في أثناء النوم أم لا، ولكن في حال وجوده مع أحد أفراد عائلته أو شريكه في المنزل فيجب أن يذهبا إلى الطبيب، وعندها سيناقش الطبيب شريكه عن الأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى بعض الأسئلة عن عادات النوم المتبعة في المنزل بالإضافة إلى التاريخ الطبي للعائلة، وفيما إذا كان أحد أفراد العائلة يمشي في أثناء نومه.

3. إجراء اختبار النوم (دراسة النوم ليلاً):

يتم في هذه الدراسة تصوير المريض وتوثيق حالته وسلوكه في أثناء النوم، حيثُ إنَّ الطبيب المعالج يمكن أن يلجأ في بعض الأحيان إلى دراسة حالة المريض لمدة ليلة كاملة في مختبر النوم، حيث تُسجَّل داخل المختبر موجات الدماغ ومعدل ضربات القلب والتنفس، ويتم تحديد نسبة الأوكسجين في الدم، كما أنَّه تتم مراقبة حركات الرِّجلين والعينين خلال النوم، وذلك من خلال الاستشعارات الموجودة في الجسم.

وعندما يقرر المريض الذهاب إلى الطبيب، فيجب عليه أيضاً أن يضع قائمة تشتمل على ما يلي:

  • جميع المعلومات الشخصية الرئيسة؛ والتي تتضمن جميع التغيرات التي طرأت على حياة المريض، وكافة أنواع الضغوطات التي يعاني منها سواء في العمل أم العلاقات الاجتماعية أم الأسرية.
  • كل الأعراض التي يعاني منها المريض.
  • جميع الأسئلة التي يمكن أن تخطر على بال المريض، ومن الأسئلة التي يمكنه طرحها نذكر:
    1. ما هو السبب الرئيس للأعراض التي تظهر عليه؟
    2. ما هي أنواع الاختبارات التي يجب أن يخضع لها المريض؟
    3. ما هي الأسباب الأخرى المحتملة التي تنتج عنها الأعراض؟
    4. هل هذه الحالة التي يعاني منها المريض دائمة أم مؤقتة؟
    5. ما هو الإجراء الأفضل الذي يجب اتخاذه؟
    6. هل هناك أي قيود يجب أن يلتزم بها المريض؟
  • جميع أنواع المكملات الغذائية التي يتناولها المريض بما فيها: الفيتامينات، أو الأعشاب، أو غيرها، بالإضافة إلى جميع أنواع الأدوية التي يتناولها.

شاهد بالفديو: 4 أخطاء فادحة عليك أن تبتعد عن ممارستها قبل النوم

ما هي أسباب حدوث المشي في أثناء النوم؟

إنَّ السبب الأساسي لحدوث المشي في أثناء النوم غير معروف حتى الآن، ولكن هناك عدة احتمالات وفرضيات قد اقتُرِحَت ولكن لم تُثبَت صحتها ودقتها بعد، ومن هذه الفرضيات والاحتمالات نذكر لكم أعزاءنا القراء:

  • العوامل الوراثية: بيَّنت الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا المجال أنَّ نسبة الأطفال الذين يعانون من المشي في أثناء النوم تبلغ حوالي 45% في حال كان أحد الوالدين مصاباً بهذا الاضطراب، وفي حال كان الوالدان يعانيان من المشي في أثناء النوم فإنَّ هذه النسبة سوف تزداد لتبلغ حوالي 60%.
  • العوامل غير الوراثية: مثل:
  • هناك بعض الأمراض التي يمكن أن ينتج عنها اضطراب المشي في أثناء النوم: ومن هذه الأمراض نذكر مرض باركنسون.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية: هناك أربعة أدوية مرتبط تناولها بظهور أعراض المشي في أثناء النوم، وهذه الأدوية هي مضادات الذهان وحاصرات بيتا، أو مضادات الاكتئاب والعوامل السيروتونية المفعول، أو الزولبيديم، أو ناهضات مستقبلات البنزوديازيبين ومثيلاتها.

ما هي طرائق علاج المشي في أثناء النوم؟

عادةً ما تزول هذه الظاهرة وتختفي عند الأطفال الذين يعانون من ظاهرة المشي في أثناء النوم قبل بلوغهم سن المراهقة، ولكن في حال كان الشخص البالغ يعاني من هذه الظاهرة وأصبح هذا الأمر مزعجاً للأشخاص المحيطين به، ويمكن أن يسبب خطراً سواء على المريض ذاته أم على من حوله، أو أصبح هذا المرض يسبب إحراجاً للشخص الذي يعاني منه، فعندها يمكن اتباع بعض الطرائق العلاجية التي تعتمد على القضاء على المُسببات، والمُحفزات، وتعزيز سلامة الأشخاص، ومن هذه الطرائق نذكر:

  1. إعادة ضبط الأدوية التي يتناولها المريض في حال كان المشي في أثناء النوم ناتجاً عن الآثار الجانبية لهذه الأدوية.
  2. علاج أيَّة حالة كامنة محتملة، وذلك في حال كان المشي في أثناء النوم ناتجاً عن الحرمان من النوم لساعاتٍ طويلة، أو بسبب حالة طبية، أو بسبب أحد اضطرابات النوم الكامنة الأخرى.
  3. اتباع طريقة الاستيقاظ التوقعي الذي يقوم على مبدأ إيقاظ المريض قبل ربع ساعة تقريباً من قيامه بالمشي في أثناء النوم وإبقائه مستيقظاً لفترة لا تتجاوز بضع دقائق قبل تركه يغفو مرةً ثانية.
  4. تعليم طريقة التنويم المغناطيسي الذاتي للمريض.

وختاماً، هناك بعض الطرائق التي يمكن أن تفيد المريض الذي يعاني من المشي في أثناء النوم، كما أنَّها تفيد الأبوين الذين يعانيان من إصابة طفلهما بهذا الاضطراب:

  1. جعل البيئة التي تحيط المريض آمنة.
  2. الحصول على ساعاتٍ كافية من النوم.
  3. محاولة القيام بروتينٍ منتظم يهدف إلى حصول المريض على الاسترخاء الكافي قبل النوم.
  4. التعرف على مُسببات التوتر.
  5. توجيه المريض إلى سريره في أثناء حدوث نوبة المشي في أثناء النوم بكل لطف.
  6. الامتناع عن شرب الكحول.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة