السلبية: ما هي؟ وما هو أثرها المدمر على حياتنا وكيف نتخلص منها؟

تكتنف الإنسان مجموعة من العواطف والمشاعر، ويعيش حياته متنقلاً بين تلك الشحنات العاطفية التي تتأثر في كثير من المحفزات الخارجية، والتي تنعكس على شخصيته وحياته اليومية من خلال أفكار وسلوكات يقوم بها.



وتُعَدُّ السلبية واحدة من المشاعر التي يمكن أن تعتري الإنسان في مختلف الظروف التي يمر بها، إلَّا أنَّ استسلامه للمشاعر السلبية له عواقب وخيمة على نفسه وعلى المحيط الذي يعيش فيه، ومع سيطرة المشاعر السلبية تبدأ مشكلات الفرد بالظهور.

تُشير الدراسات والأبحاث المختلفة إلى وجود علاقة وثيقة بين الصحة الجسدية للفرد والمشاعر السلبية؛ إذ تؤثر المشاعر السلبية في الصحة الجسدية للإنسان بطريقة مدمرة قد تودي بحياته، فالجسم يتفاعل مع المشاعر بطريقة إفراز الهرمونات، فعندما يكون الإنسان سعيداً يفرز الجسم هرمونات السريتونين والدوبامين والاوكسيتوسين، وعندما تعتريه مشاعر سلبية يفرز الجسم هرمونات الكورتيزول والنورابينفرين، وإنَّ إفراز تلك الهرمونات يترافق مع مظاهر جسدية تتمثل في القلق والتوتر والصداع وارتفاع ضغط الدم حينما تكون المشاعر السلبية هي المسيطرة.

من الهام بالنسبة إلينا جميعاً ألَّا نستسلم للمشاعر السلبية التي تعترينا، إلَّا أنَّه بدايةً علينا أن نعرف كيف تتكوَّن تلك المشاعر، وكيف تتشكل الشخصية السلبية.

تعريف الشخصية السلبية:

تُعَدُّ الشخصية السلبية عبارة عن مجموعة من الصفات الإنسانية غير المرغوبة والتي تمتزج مع بعضها لتتشكل تلك الشخصية، وإنَّ أهم الصفات التي تساهم في تكوين الشخصية السلبية هي التشاؤم الدائم، والأنانية، والتشكيك، وعدم الثقة، وتجنُّب الآخرين، وشعور الحزن الذي يطغى على حياة الفرد، وعدم امتلاكه الرغبة في تطوير نفسه أو الخروج إلى العالم ليرى الناس كيف يعيشون؛ إذ إنَّ الفرد صاحب الشخصية السلبية يتقوقع على ذاته معتقداً أنَّه على صواب وكل الآخرين على خطأ.

كيف تتكوَّن الشخصية السلبية؟

بالعودة إلى تعريف الشخصية السلبية وجدنا أنَّ السلبية هي مجموعة من الأفكار غير المرغوبة والتي ترتبط مع بعضها بعضاً في مزيج لتشكِّل الشخصية السلبية، إلَّا أنَّه إضافة إلى ما ذُكر فتوجد مجموعة من العوامل التي تساهم في تكوين الشخصية السلبية، وهذه العوامل هي:

1. عوامل وراثية:

مثل مشكلة وراثية وصحيَّة تتعلَّق بإفراز الهرمونات المتعلِّقة بعمل الغدد في جسم الإنسان، وقد تصيب الإنسان تشوهات خلقية تكون مصدراً لتكوين المشاعر السلبية لديه.

2. عوامل بيئية:

كأن يعيش الإنسان في جو أُسري غير مترابط مشحون بالسلبية والخلافات الدائمة، وكذلك يُعَدُّ الفقر والجهل أحد أهم العوامل البيئية التي تساهم في تشكيل الشخصية السلبية، وبعض الأسباب الاجتماعية سبب في تكوين الشخصية السلبية كالصدمات العاطفية، وتعرُّض المرء إلى بعض المشكلات في مرحلة ما من مراحل الحياة كالتحرُّش وغيرها من الحالات التي يمكن أن تُساهم بشكل فعَّال في تكوين الشخصية السلبية.

تتَّسم الشخصية السلبية بمجموعة من الصفات التي تظهر وتنعكس بشكلٍ واقعي على تفاصيل حياته اليومية، ومن الهام علينا التعرُّف إلى صفات الشخصية السلبية.

صفات الشخصية السلبية:

1. حب الذات المُفرط وإلقاء اللوم على الآخرين:

يتَّسم الأشخاص الذين يملكون شخصية سلبية بحب الذات لدرجة مُفرطة، وقد يصل بهم الأمر إلى حسد الآخرين، كما أنَّهم دائماً ما يلومون الآخرين على ما وصلوا إليه، ودائماً ما يجنِّبون أنفسهم المسؤولية، وإنَّ هذا التفكير يدفعهم إلى اتِّباع منهج الأنانية وتحقيق المكاسب من الآخرين في علاقاتهم الاجتماعية، وتكون غايتهم هي تحقيق المرابح الخاصة بهم ولو كانت على حساب الآخرين.

2. مظاهر القلق والتوتر الدائمَين:

دائماً ما تترافق السلبية في الفرد مع مشاعر القلق والتوتر اللذين يسيطران على مجريات حياته؛ وذلك من جراء عدم الثقة بنفسه وعدم اليقين بقدراته إضافة إلى شكوكه الدائمة بكل ما يحيط به.

3. عدم تقبُّل النقد:

إنَّ الأشخاص السلبيين لا يمكنهم تقبُّل أي نقد يوجَّه إليهم؛ بل إنَّهم يَعُدُّون النقد على أنَّه إهانة لهم، ويرون أنفسهم أنَّهم يقدمون تنازلات كبيرة فيما لو أنَّهم تقبلوا نصيحة ما أو نقد يتعلق بأمرٍ معيَّن.

4. عدم المسامحة:

إنَّ الشخصية السلبية لا يمكن لها أن تتعامل مع الآخرين من مبدأ إيجاد الأعذار للآخرين، فالخطأ الأول من وجهة نظرهم هو الخطأ الأخير؛ ولأنَّهم دائماً ما يلقون اللوم على الآخرين ولا يتحملون مسؤولية أخطائهم؛ فهذا يجعلهم يعتقدون أنَّهم على صواب دائم وأنَّ الآخرين هم المخطئون؛ لذا هم لا يتفهمون الآخرين على الإطلاق.

5. محاولة إبراز أنفسهم:

دائماً ما يلجأ أصحاب الشخصيات السلبية إلى جعل أنفسهم محور كل شيء حولهم من خلال لفت نظر الآخرين إليهم؛ لذا تراهم دائماً ينتقدون الآخرين، ويتكلمون عنهم بغير حق، ويفسرون الأمور من وجهة نظرهم فقط لكي يدفعوا الآخرين إلى نقاشهم لمجرَّد إثبات ذاتهم أمامهم، ويشعرون بالنشوة إن استطاعوا أن يقنعوا الآخرين بصوابيتهم سواء كان الآخرون مقتنعين بوجهة نظرهم أم تجنُّباً لزيادة النقاش معهم.

6. الإحجام عن تقديم المساعدة للآخرين:

إنَّ سيطرة المشاعر السلبية على الفرد تجعله يأخذ دور الضحية؛ إذ يرى كل مساعدة يمكن أن يطلبها الآخرون منه هي عبارة عن استغلال له، بالإضافة إلى ذلك هم دائماً ما يكونون جاهزين إلى تقديم المبررات التي تؤيِّد ما يفكرون فيه تجاه الآخرين.

شاهد بالفديو: 6 صفات تدلّ على الشخصية السلبية

إنَّ تلك الصفات التي تنطبق على الأشخاص ذوي الشخصيات السلبية لا بدَّ لها من أن تترك آثارها الجانبية فيهم، وسنتعرَّف معاً إلى الآثار المدمرة للمشاعر السلبية في مختلف جوانب حياة الإنسان.

ما هو تأثير سيطرة المشاعر السلبية في حياة الإنسان؟

تترك المشاعر السلبية في الإنسان مجموعة من الآثار المدمرة من النواحي النفسية والصحية والاجتماعية والعملية، ومن ذلك:

1. آثار المشاعر السلبية في الصحة الجسدية:

ذكرنا في مقدمة المقال أنَّ سيطرة المشاعر السلبية على الإنسان تحفِّز الجسم على إفراز هرمونات معيَّنة تتفاعل كيميائياً مع الجسم لتنعكس بشكل فعلي على صحة الإنسان الشخصية؛ إذ تترافق سيطرة المشاعر السلبية مع أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والصداع والاكتئاب النفسي، وقد يصل الأمر إلى الأسوأ بأن يُصاب الإنسان بأحد الأمراض النفسية المستعصية كالانفصام الشخصي، ولا تستغرب إن قلنا إنَّ المشاعر السلبية وسيطرتها على الإنسان قد تؤدي إلى حد الجنون أو حتى الانتحار.

2. آثار المشاعر السلبية في العلاقات الاجتماعية:

جميعنا ندرك أثر سيطرة المشاعر السلبية في جو الأسرة ومدى الدمار الذي يمكن أن تسببه سيطرة المشاعر السلبية على حياة الزوجين وحياة الأبناء، وكثيرة هي المشكلات الأُسرية التي نعرفها والتي كانت من جرَّاء وجود الشحن السلبي داخل الأسرة، كما أنَّ المشاعر السلبية تمتد لتشمل العلاقات مع الآخرين، فلا يمكن لأي شخصٍ يحمل مشاعرَ سلبية أن يحقق تواصلاً فعالاً ومثمراً مع الآخرين، والشخصية السلبية هي شخصية غير مُحببة لتعامُل الآخرين معها أو إقامة العلاقات، وإنَّ معظمنا إن لم نكُن جميعنا نتجنَّب الأشخاص السلبيين في حياتنا.

3. آثار المشاعر السلبية في العمل:

إنَّ سيطرة المشاعر السلبية على الفرد تجعل منه شخصاً يصعُب التعامل معه، فكيف لأي شخص أن يتعامل مع شخص لا يرى الشيء الإيجابي في عمله، ولا يرى هدف العمل إلَّا على أنَّه استغلال من أصحاب العمل لقدراته، وهذه النظرة بالتأكيد ستؤثر سلبتاً في الإنتاجية وجودة الأداء.

تعمل المشاعر السلبية على إذكاء الخلافات داخل جو العمل، وعلى زيادة حدَّة النزاعات بين الموظفين مهما كانت المراتب الوظيفية، ومن الممكن أن تؤدي سيطرة المشاعر السلبية على الفرد إلى أن يُطرد من عمله.

إقرأ أيضاً: لماذا لا تعد المشاعر السلبية سيئة للغاية؟ وكيف تتعامل معها؟

خطة العلاج للتخلص من تأثير المشاعر السلبية:

لا يمكن لأي فرد منَّا أن ينكر كمَّ الشحنات الانفعالية التي تعترينا يومياً خلال أحداث الحياة، وبعد أن فنَّدنا المشاعر السلبية في مقالنا هذا، أعتقدُ أنَّ الوقت قد أصبح مناسباً لكي نضع لأنفسنا خطة تجعلنا نتجنَّب المشاعر السلبية ونخرج من سيطرتها، ونقودها بدلاً من أن تقودنا، وهذا ممكن من خلال اتِّباع الخطوات الآتية:

1. الثقة بالنفس:

تُعَدُّ الثقة بالنفس وزيادة معدلاتها عند الإنسان السلاح الأول الذي يمكن لأي فرد استخدامه في مواجهة المشاعر السلبية؛ إذ تُعَدُّ الثقة بالنفس واحدة من أهم العوامل التي تساعد المرء على الانتقال من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية.

2. التزام الصبر وضبط النفس والتحكُّم بها:

كلنا نعلم أنَّ هذه الحياة عبارة عن مدرسة فيها الكثير من التجارب التي سنمرُّ بها؛ منها ما هو جيِّد وكثيرة هي التجارب السيِّئة، وقد تُسبِّب تلك التجارب السيِّئة نوعاً من الإرهاق والتعب والتوتر، وقد يعتري الإنسان نوع من اليأس في بعض الأحيان، إلَّا أنَّ الأهم من ذلك كله هو اختياره للطريقة التي يريد أن يعيش فيها، فهل توجد أيَّة فائدة من العيش في الحالة السلبية والشكوى؟ فلو تذمَّر المرء دهراً كاملاً ما الذي سيتغيَّر؟ لا شيء؛ لذا على المرء التزام الصبر وضبط النفس والتحكُّم بها بحثاً عن حلول لمشكلات حياته، والتي سيجدها حتماً إن لم يَعُد يركِّز في المشكلة؛ بل يجب أن يكون جل التركيز منصباً على إيجاد الحلول.

3. التعاطف مع الآخرين وتفهُّم أسباب سلوكاتهم واستيعابها:

على الإنسان أن يتحلَّى بالمرونة الفكرية التي تساعده على إيجاد المبررات والأعذار للآخرين حتى ولو كانوا أشخاصاً سلبيين، مع اتِّباع طرائق ذكية في التعامل؛ وذلك بترك مسافات ووضع حدود لضوابط التعامل والتواصل معهم؛ الأمر الذي يساعد على استيعاب الأشخاص الآخرين، وتفهُّم سلوكاتهم وأسبابها. 

4. مساعدة النفس فإن لم تساعد نفسك لن يساعدك أحد:

يُعَدُّ الاعتماد على الذات واحداً من أهم أساليب مواجهة المشاعر السلبية؛ إذ على المرء ألَّا ينتظر أحداً من الآخرين لكي يعمل على تلبية احتياجاته؛ بل يجب أن يكون الإنسان ذاته هو المسؤول الأول والأخير عن تلبية حاجاته الأساسية في هذه الحياة، والتخلُّص من المشاعر السلبية وتقبُّل الحياة هي حاجات أساسية من حاجات أي إنسان؛ لذا لا يمكن للإنسان أن يتجاوز السلبيات ما لم يعتمد على ذاته فقط بصرف النظر عن مساعدة الآخرين.

5. تقبُّل الفشل:

يتعرَّض الإنسان خلال يوميات حياته وسنواتها إلى الكثير من الخيبات التي تزيد من ترسيخ المشاعر السلبية، وإنَّ التعرُّض إلى مثل تلك الحالات أمر طبيعي، حتى تشكيل المشاعر السلبية طبيعي إلى حد ما، فنحن بشر في النهاية وتحكمنا العواطف، إلَّا أنَّ الشيء الذي يُعَدُّ غير طبيعي هو الاستسلام إلى الفشل والركون إليه، وعدم البحث عن الإيجابيات التي يمكن للمرء الحصول عليها من جراء تلك التجارب الفاشلة السابقة.

6. عدم الرجوع إلى الماضي:

لعلَّ أبرز مشكلة يمكن أن تواجه الشخصية السلبية هي التعلُّق بالماضي والعودة إلى أخطائه والعيش فيها، وإنَّ التخلُّص من المشاعر السلبية يكون من خلال عدم استذكار سلوكات الماضي وعدم العودة إليها وتجاوز عقباتها والبدء من جديد، فلا أحد يملك سلطة تغيير الماضي، إلَّا أنَّه يمكننا التحكُّم بطريقة عيشنا في المستقبل.

إقرأ أيضاً: بعض الاستراتيجيات لتحرير نفسك من الماضي

7. تجنُّب البيئات ذات التأثير السلبي:

في كثير من الأحيان تتكوَّن الشخصيات السلبية من جراء تعاملها وعيشها في وسط بيئي يحمل شحنات سلبية، وإنَّ تخلُّص المرء من السلبية لا يكون إلَّا من خلال الخروج من تلك البيئة أو من خلال وضع حدود للتعامل فيها، وترك مسافة أمان معها، وسنتناول معاً كيفية التخلُّص من المشاعر السلبية في البيئات المختلفة التي يمكن أن يعيش بها المرء:

البيئة الأُسريَّة:

من المعلوم أنَّه لا يوجد شخص قد كان له الخيار في تحديد الأسرة التي يريد أن يكبر وينمو فيها، فمعظم الأشخاص بكل أسف يمكن أن يُولَدوا وينشؤوا في بيئة سلبية مشحونة بالتوتر الدائم والمشكلات المتلاحقة، لكن هل استسلام الشخص لهذا الأمر وتقبُّل بيئته هو الحل؟ بالتأكيد لا؛ إذ على الفرد الذي يريد محاربة طبائعه السلبية أن يعمل جاهداً على تحسين جو الأسرة مثلاً والتخفيف من أسباب ظهور المشكلات، ومعالجة بعض أسباب التوتر، وإن فَشِلَ في تحقيق هذا الأمر، فعليه أن يضع حدوداً للتعامل مع الأسرة ليحافظ على كيانه النفسي بعيداً عن كل المشاعر السلبية المسيطرة.

أصدقاء السوء:

قد لا تكون الأسرة هي السبب الرئيس لسيطرة المشاعر السلبية، فالأصدقاء أيضاً يؤدون دوراً رئيساً في أن يكونوا مصدراً لتلك المشاعر السلبية، وإنَّ أفضل طريقة للتعامُل مع هذه الحالة تكمن من خلال الابتعاد عن الأصدقاء السلبيين واستبدالهم بأناس إيجابيين يقدرون قيمة الحياة، وفي أقل تقدير وضع حدود ومسافات أمان للتعامل مع الأصدقاء السلبيين.

أصدقاء العمل:

قد يكون الإنسان مجبراً على التعامل مع الأسرة ومع الأصدقاء الشخصيين كالجيران وأصدقاء المدرسة مهما كان نوع شخصيتهم إيجابية كانت أم سلبية، أمَّا أصدقاء العمل وزملاء القطاع المهني فالتعامل معهم يختلف كلياً ويُعَدُّ أسهل من التعامُل مع الحالات السابقة؛ إذ يكفي فقط لكل مرء أن يأخذ من قالب العمل الرسمي وسيلة للعمل والتواصل مع الأقران؛ الأمر الذي يؤدي إلى فرض حدود ومسافات يلتزم بها الجميع ضمن إطار العلاقة داخل العمل.

شاهد بالفديو: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السلبيين؟

 

8. تخفيف الطاقة السلبية من خلال ممارسة سلوكات إيجابية:

توجد طرائق متعددة من أجل تخفيف حدة المشاعر السلبية عند الإنسان، ومن هذه الطرائق نذكر الآتي:

القيام بتمرينات رياضية:

تُشير كل الدراسات والتجارب إلى أنَّ ممارسة الرياضة بانتظام تساهم بشكل فعَّال في تنظيم عمليات الجسم الحيوية؛ الأمر الذي يؤدي إلى رفع معدل الطاقة الإيجابية وتخفيف أعراض القلق والاكتئاب، وتنشيط الدورة الدموية، كما تساعد على زيادة التركيز وتحسين أداء الجملة العصبية.

تجنُّب العادات السيئة:

على الإنسان الذي يرغب في تغيير نفسه وتغيير نمط تفكيره للانتقال من السلبية إلى الإيجابية أن يتبنَّى قرار تغيير العادات السيِّئة الموجودة لديه؛ إذ تساهم العادات السلبية في تكريس النمط السلبي في حياة الفرد، فعلى سبيل المثال السهر الزائد وإدمان الألعاب الإلكترونية والتدخين وإدمان الكحول والمخدرات والسمنة الزائدة، كلها تساهم بشكل أساسي في ترسيخ الشخصية السلبيَّة، وإنَّ قرار تبنِّي الإيجابية يتطلَّب من المرء التخلي عن كل العادات السلبية السيِّئة.

تحديد الأولويات في الحياة:

يغفل معظمنا عن أهمية الوقت في الحياة وأهمية ضبط الساعة البيولوجية للجسم الإنساني؛ مثل تحديد ساعات النوم والاستيقاظ وتنظيم الوقت للقيام بكل ما يريده الإنسان دون أن يشعر بأنَّه مضغوط ومُلاحق بعديد من المهام، وقد يبدو هذا الأمر في بدايته صعباً، إلَّا أنَّ الجسم الإنساني يعتاد على ما يقوم به الفرد، وإنَّ الجملة العصبية تؤكِّد للإنسان ما يريد القيام به وتجعله حقيقة واقعية أمامه.

إقرأ أيضاً: أهم 7 أولويات في الحياة وطرق تحقيقها

عدم إهمال الهوايات وتنميتها:

تميل الشخصية السلبية إلى الانعزال عن الآخرين، وكذلك يمتاز الإنسان صاحب الشخصية السلبية بفتور الهمة وإهمال ممارسة هواياته، وعليه فإنَّ الخروج من الحالة السلبية يتطلَّب من المرء أن يمارس هواياته المفضلة، وأن يعمل على تنميتها سواء كانت موسيقى أم رسماً أم تصويراً أم أي نوع يساهم في إيجاد شخصية إيجابية بخلاف الشخصية السلبية تماماً.

في الختام:

إنَّ المسؤولية الكاملة في الخروج من الحالة السلبية وتبنِّي حالات إيجابية في حياتك تقع على عاتقك الشخصي، وأنت المسؤول عنها، وليست أمامك أيَّة حجة يمكن أن تتخذها ذريعة لبقائك في الحالة التي أنت فيها، إلَّا أنَّ هذا التغيير يتطلَّب منك التحلِّي بالشجاعة لتبني خطوات تغيير الحالة السلبية، مثل الابتعاد عن الأشخاص السلبيين ووضع حدود للتعامل مع الآخرين، أو ما نسميها مسافة الأمان.

يجب عليك أنت وفقط أنت أن تجنِّب نفسك البيئات السلبية التي يمكن أن تكون فيها؛ وذلك من خلال تحييد نفسك عن الغوص في داخلها والتأثُّر فيما يدور فيها من أحداث، كما عليك أنت فقط أن تكون ذكياً في تحديد الأشخاص الذين تريد التقرُّب إليهم، فلا تختَر إلَّا الإيجابيين منهم، وعليك ألَّا تهمل نفسك فهي مرآتك إلى العالم الخارجي، وأخيراً تذكَّر كما أنَّ الأمراض مُعدية بين الناس فإنَّ المشاعر مُعدية أيضاً، فصاحب السعيد تسعد، وصاحب الشقي تشقى، والقرار والخيار لك وحدك.




مقالات مرتبطة