أولًا: الحزن وتأثيراته على جسم الإنسان وصحّته
إنّ حزن الإنسان على تجارب عاشها في الماضي وتأثّرهِ بها بشكلٍ مبالغ فيهِ، سيؤدي مع الأيّام لأصابتهِ بالعديد من الأمراض النفسيّة والجسديّة الخطيرة، التي ستفقدهُ متعة الاستمتاع بالحياة، وهذهِ التأثيرات هي:
- الامتناع عن تناول الطعام والشراب مما يتسبب بأمراض خطيرة وضعف عام في الجسم.
- المبالغة في تناول الطعام ممّا يعرّضُ الإنسان لمشكلة السمنة الزائدة.
- حدوث تغيُّرات عامة في معدل المواد الكيميائيّة التي يفرزها الدماغ مما يُسبب للإنسان العديد من المشاكل الدماغية والعصبية كالإصابة بمشكلة السكتة الدماغيّة.
- الإصابة بالتهاب الأعصاب والمفاصل.
- الإصابة بحالات من الأرق المتكرر خلال الليل وعدم القدرة على النوم.
- إفراز الجسم لكميات كبيرة من مركب الأدرينالين الذي يتسببُ في ارتفاع ضغط الدّم.
- الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
- التعرّض لخطر الإصابة بالذبحة القلبيّة.
- الإصابة بأمراض الغدد وبشكلٍ خاص الغدة الدرقيّة، وضعف غدة البنكرياس.
- التعرّض لخطر الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، كالقولون العصبي، عسر الهضم، والإصابة بحالات متكررة من الإمساك، و الإسهال.
- تعرّض المرأة بشكلٍ خاص لمشكلة تساقط الشعر، وضعف في البشرة وترهلاتها.
- ظهور الحبوب والبثور على البشرة.
- ظهور التصبغات التي تسيئ لجمال ونقاء البشرة.
- تعرّض المرأة الحامل لمشكلة الولادة المبكرة والاكتئاب.
- إصابة الجنين بالتوتر الذي يسئُ لصحتهِ.
ثانيًا: الذكريات المؤلمة في علم النفس
تنقسم الذكريات المؤلمة في علم النفس إلى نوعين، النوع الأول وهو ما يكون واضحًا ومتعلقًا ببعض الأحداث الصادمة التي يتعرّض لها الإنسان في حياته، والتي تركت أثرًا وجرحًا عميقًا في النفس، لدرجةٍ يصعب على الإنسان تجاوزها بسرعةٍ وسهولة، وهذا النوع من الذكريات يبقى أثرهُ مستمرًا، وهو ما يُعرف بإسم اضطراب ما بعد الصدمة.
أمّا النوع الثاني من الذكريات المؤلمة فيُسمى في علم النفس بالصدمات المعقدة التي تترك أثرًا عميقًا في نفس الإنسان، وتؤثر على سلوكهِ، ولكنها لا تظهر بشكلٍ واضح إلى العلن، وهذا النوع من الصدمات بالتحديد يتحول مع الأيّام إلى نوع من العقد النفسيّة، كتعرض الطفل مثلًا لأحداثٍ مؤلمة في مرحلة الطفولة، كتعديات لفظية وجسدية يحملها معه إلى الأبد.
ويقول المفكر الهندوسي جيدو كريشناموتري، بأنّ الإنسان هو نتاج ذاكرتهِ وماضيهِ، إذ أنّ تصرفاتنا وسلوكياتنا في الحاضر تُحددها تأثيرات اللحظات والأحداث والتجارب القوية، والآثار الباقية من الماضي والتي تراكمت على مر الأعوام.
ويقول الطبيب النفسي الشهير سيغموند فرويد، بأنّ داخل كل إنسان منّا آليّة معينة تدفعه إلى الأحاسيس والعاطفة الطفوليّة، وتتحكّم غريزة التقليد هذهِ في مقاليد علاقاتنا العاطفيّة ومشاعرنا، وترغمنا على إعادة تكرار السيناريوهات ذاتها، فقد يُعاود الإنسان الذي تعرض للضرب المبرح على يد أحد والديه، عيش هذهِ التجربة طوال فترة حياتهِ، أو العكس، أي قد يتخذ موقفًا جذريًّا لدرجة الهوس، كأن يمتنع عن التعاطي أو التعامل مع الأطفال خوفًا من أن يؤذيهم.
ثالثًا: تأثير التجارب الماضية على الصحة حسب علم النفس
يقول جيرار لولو إختصاصي علم النفس، بأنّ الشخص الذي تعرّض للإغتصاب في مرحلة الطفولة أو الشباب، سوف يحتفظ بذاكرتهِ عن بعض المشاهد المتعلقة بهذهِ التجربة المؤلمة التي عاشها، وسيُخبئ في جسدهِ العديد من الجروح العميقة التي ستمنعه من الاستمتاع بكل العلاقات الجنسيّة التي سيعيشها في الحاضر والمستقبل، وستؤدي أيضًا لإصابتهِ بمشكلة الضعف الجنسي، وذلك لأنّ العلاقة بين الجسد والفكر، علاقة قوية ومتينة جدًا، فالإنسان الذي نجح الماضي في تحطيم نفسيتهِ، سيُعاني حتمًا من مشكلة الضيق الجسدي.
رابعًا: نصائح وإرشادات مهمة لنسيان التجارب المؤلمة
1- تغيير طريقة التفكير:
إنّ تغيير طريقة التفكير الخاصة بك هي الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها، لتنجح في تخطي كل التجارب المؤلمة التي عشتها في الماضي، كأن تسعى لتتحرر من أفكارك السلبيّة، والعمل على انتهاج طريقة إيجابيّة في التفكير بخصوص مختلف الأمور والقضايا.
2- كتابة التجارب المؤلمة:
تستطيع أن تتّبع هذا السلوك لتتخلّص من تأثيرات التجارب المؤلمة على حياتك ونفسيتك، وتقوم هذه الطريقة على كتابتك لكل التجارب المؤلمة التي عشتها على ورقة معينة، ومن ثُمّ قم بتمزيق هذهِ الورقة ورميها في النفايات، لتشعر وكأنّك رميت معها كل أحزانك وآلامك.
3- التخلّي عن بعض الأصدقاء:
من الأفضل خلال هذه المرحلة أن تتخلّى عن بعض الأصدقاء الذين لا يُقدمون لك أي فائدة أو نفع، والذين لا يتوقفون عن تذكيرك بآلام الماضي وجراحه، وأن تكتفِ فقط بمرافقة الأصدقاء الإيجابيين الذي يُحاولون قدر المستطاع أن يجعلوك سعيدًا ومبتهجًا.
اقرأ أيضاً: 9 أنواع من الأصدقاء ابتعد عنهم تماماً
4- رسم وتحديد الأهداف المستقبليّة:
لا شيئ من الممكن أن يُساعدك على نسيان التجارب الماضيّة المؤلمة، أكثر من تفرغك لرسم وتحديد الأهداف المستقبليّة التي يجب أن تعمل عليها، وذلك لكي تجعل حياتك مُثمرةً وسعيدةً وبعيدة عن كل ما مر معك في الماضي.
5- التسامح والغفران:
عليك أن تتحلّى بروح التسامح والغفران في علاقتك مع نفسك ومع الآخرين، كأن تنسى كل من سبب لك الأذى والضرر، وألّا تفكر على الإطلاق بالانتقام منهم، كما وعليك أن تتعلّم كيف تسامح نفسك على كل الأخطاء التي ارتكبتها بحقها، وأن تقدم عهدًا صادقًا بأنّك ستعمل من أجل بناء مستقبل زاهر لنفسك.
6- فكّر في آلام الآخرين:
إنّ تفكيرك بآلام الآخرين ومعاناتهم اليوميّة، سيُخفف عنك الكثير من الآلام والأوجاع التي تراكمت عليك بسبب تجارب الماضي المؤلمة، لهذا ننصحك بأن تُشارك الآخرين آلامهم، وأن تحاول التخفيف عنهم، وتقديم الحلول المناسبة التي ستجعلهم يتخلّصون من كل ما يؤلمهم، لتشعر أنت أيضًا بالرضا والسعادة.
7- طلب المساعدة من الآخرين:
في حال لم تنجح في تخطي تجارب الماضي المؤلمة، ننصحك بأن تستشير أحد الأشخاص المقربين الذين تثق بهم، وأن تطلب مساعدتهم دون أن تشعر بأي نوع من الخجل، وتذكر دائمًا بأنّ الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحيدًا وبأنّه بحاجةٍ دائمة لطلب المساعدة من الآخرين.
8- حاول أن تكون واقعي:
من المهم جدًا أن تحافظ على ثباتكَ وقوتك بعد مرورك بأي تجربة مؤلمة في الماضي، وأن تكون واقعيًا في تفكيرك حيال هذهِ التجارب، فنحن لسنا في عصر المعجزات، لهذا عليك أن تتحلى بشيئ من التفكر الواقعي الذي سيدفعك للبحث عن طرق فعّالة لنسيان الماضي والبدأ من جديد.
9- لا تشعر بالخوف من الخطأ:
عليك أن تتذكر شيئ في غاية الأهمية، وهي أننا كبشر مُعرّضون للوقوع في الخطأ مرارًا وتكرارًا في الحياة، وبأن الخطأ لا يؤثر على الإنسان عندما يكون قويًا ومتماسكًا، وقادرًا على معالجتهِ بشكلٍ سريع قبل أن يكبر، ومن هنا عليك أنت أيضًا أن تسعى وبكل جهد لمعالجة كل أخطاء الماضي وتجاربة المؤلمة قبل أن تكبر، وقبل أن تقضي على حاضرك ومستقبلك.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح للتغلب على الخوف من الفشل
10- قدّم إنجازات بسيطة كل يوم:
إنّ تقديمك لبعض الإنجازات البسيطة كل يوم، ستجعلك تنجحُ في نسيان كافة التجارب المؤلمة التي مررت بها، لتفتح صفحات جديدة من حياتك مليئة بالسعادة والإيجابيّة، كأن تقوم مثلًا بزراعة الزهور والنباتات الطبيعيّة التي تثمر مع الأيّام بالفاكهة اللذيذة، أو أن تربي بعض الحيوانات الأليفة.
11- ممارسة الهوايات:
تساعدُ الهوايات على ملئ أوقات الفراغ التي تدفع الإنسان لتذكّر التجارب الماضية المؤلمة، لهذا عليك أن تخصص وقتًا معينًا كل يوم لممارسة بعض الهوايات المميزة التي تضفي السعادة والمتعة لحياتك، كالعزف، الغناء، الرسم، النحت، الزراعة، وغيرها من الأعمال اليدويّة.
12- ممارسة الرياضة:
إنّ الرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحريض الجسم على إنتاج كميات كبيرة من هرمون السعادة الذي يقضي على كل مشاعر الحزن التي نشأت بسبب ذكريات الماضي، لهذا ننصحك بأن تواظب على ممارسة الرياضة وبالتحديد في الهواء الطلق خلال ساعات الصباح الأولى.
اقرأ أيضاً: 10 فوائد صحيّة مهمة تمنحُها الرياضة لجسم الإنسان
خامسًا: مقولات وحكم تساعد على تخطي تجارب الماضي المؤلمة
- أنت لا تعرف مدى قوتك، حتى تجد نفسك في موقف ليس أمامك فيه سوى أن تكون قويًا.
- في بعض الأحيان تقع لنا بعض الأحداث غير الطيبة، لكنها في الحقيقة تفسح المجال أمام الأحداث الطيبة لكي تأتي.
- لا يوجد من هو كامل، ولا أحد يستحق أن يكون كاملًا، الحياة لا تمضي سهلة على أحد، أنت لا تعرف ما الذي يعانيه الآخرون، لكل واحد منا مشاكله وهمومه، فلا تقلل من شأنك أو من شأن غيرك، كل واحد منا يخوض حربهُ الخاصة.
- الذكريات المؤلمة إهدار للسعادنة، دعها ورائك وأنساها.
- لا تدع النجاح يؤثر على عقلك، ولا تدع الفشل يصل إلى قلبك.
- يجب عليك أن تقاتل في الأيام والأوقات الصعبة، حتى تستحق مجيء أفضل أيام حياتك.
- يمكنك أن تتعلم دروسًا عظيمة من أخطائك، حين لا تكون مشغولًا بإنكار وقوعك في هذه الأخطاء.
- الوقت يُنسي الألم ويطفئ الانتقام، هو بلسم الغضب ويخنق الكراهية، فيصبح الماضي كأن لم يكن.
- ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر، قد يبدو الأمر سهلًا، لكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك.
- لنتألم قليلًا عند الفراق أو حتى كثيرًا، ولنصرخ بصوت مرتفع، لكن لماذا لا نعتبر هذه الصرخة هي صرخة الميلاد لنحاول استقبال الحياة من جديد.
- علينا أن نتدرب على النسيان لنستطيع العيش.
- لولا النسيان لمات الإنسان لكثرة ما يعرف، لمات من تخمة الهموم والعذاب والأفكار التي تجول في رأسه.
- النسيان بالنسيان والبعد بالبعد وأنا لنفسي وأنت لأمثالك.
- النسيان خيانةٌ للوجع.
- التسامح أرقى أنواع النسيان.
- ربما نظنُّ أن النسيان محزن، لكن الأشد حزنًا، أولئك الذين يحملون مرارة طفولتهم، حتى آخر أيام حياتهم.
- لا تنتظروا شروق شمس جديدة، فقد تتأخر عليكم كثيرًا وحاولوا أنتم أن تبحثوا عنها خلف غيوم الأيام، كي لا تضيع سنواتكم في ظلمة الانتظار.
- شاق هو الفراق الأبدي ولكن علينا أن نتدرب على النسيان لنستطيع العيش.
- لا تقلق كثيرًا بشأن الماضي، ولا تحمل هم الغد، الآن هو حياتك، عشها.
- كن متفائلًا حين تحيطك السلبية، ابتسم حين يقطب الآخرون، فهذا هو الطريق الأسهل لتصنع فرقًا.
- لا تحزن كثيرًا على علاقة عاطفية لم تنجح، فهي فعليًا تساعدك بالعثور على الشريك الأفضل لك، وحين تفعل، ستكون قادرًا على تقديره بسبب ما هو عليه، وما يفعله.
- ما يقف أمامنا وخلفنا هو شيء صغير جدًا حين نقارنه بما هو داخلنا.
- لا تدع الآخرين يعرفون أنهم قد نالوا منك، تجاهلهم، ابق رأسك عالية مرتفعة، وتظاهر وكأن كل هذه السلبيات لم تنل منك، ويوما ما، سيكون الأمر كذلك.
- الضحك هو أفضل حل للضغط العصبي، اضحك على نفسك كثيرًا، ابحث عن الجانب المضحك في كل موقف تمر به.
كما رأيت عزيزي فإنّ النسيان هو العلاج الوحيد لكل التجارب المؤلمة التي عشتها في الماضي، وهو المفتاح الذي سيفتحُ لك أبواب المستقبل المشرق.
المصادر:
أضف تعليقاً