الدراسة والعمل في آن واحد: مزاياها، وعيوبها، وكيفية التوفيق بينهما

يرغب كثير من طلاب الجامعات في العمل في أثناء دراستهم؛ وذلك لعديد من الأسباب مثل تغطية جزء من تكاليف الدراسة والمصاريف الشخصية، ويُعَد نظام العمل الجزئي من الأمور التي تشجع الطالب على العمل في أثناء دراسته؛ حيث يستطيع كثير من خلال هذا النظام أن يوافق بين الدراسة والعمل.



إنَّ ثقافة العمل في أثناء الدراسة سائدة في مجتمعات أوروبا، حيث تُؤمِّن الحكومة فرص عمل للطلاب الجامعيين بدوام يتراوح ما بين 2 - 4 ساعات؛ لذا سوف نتحدث في مقالنا هذا عن كيفية التوفيق بين الدراسة والعمل، بحيث لا تؤثر إحداهما في الأخرى، كما سنذكر عيوب ومزايا العمل في أثناء الدراسة، ومن ثم نتكلم عن أهم النصائح التي يجب اتباعها حتى لا تتأثر دراسة الطالب بسبب عمله.

كيفية التوفيق بين الدراسة والعمل:

يعتقد كثير من الأشخاص أنَّ العمل يأتي بعد الانتهاء من الدراسة، لكنَّ هذا الاعتقاد يُعَد غير صحيح؛ لأنَّ كثيراً من الأشخاص يلتزمون بالعمل في أثناء دراستهم، ويحدث بطريقة صحيحة بحيث لا يؤثر العمل في الدراسة، ولا يُسبب أي تقصير؛ خاصة عندما يأخذ الطالب بعض الأمور في الاعتبار، مثل:

1. التخطيط للدراسة:

يجب أن تخطط لدراستك أولاً، كي تعلم ما هي الساعات التي تستطيع العمل فيها دون أن تؤثر في ساعات دراستك، وذلك من خلال معرفة المواد التي سوف تدرسها في هذا الفصل الدراسي، ونسبة حضور الفصول الدراسية الواجب عليك الالتزام بها؛ كما أنَّ هناك وقت عملي للكليات العلمية يتم أخذها في الحسبان، كل هذه الأمور يجب أن توضع في الخطة.

إقرأ أيضاً: أهمية تنظيم الوقت لتحصيل دراسي أفضل للطلاب

2. الاختبارات:

يُمكنك العمل خلال أيام الحضور، لكنَّ أيام الاختبارات يجب أن تُخصَّص للاختبارات، والمراجعة العامة لما تم أخذه. قد يختلف تحديد الوقت المناسب من شخص لآخر، حيث يعتمد على قدرة الطالب وفهمه؛ إلا أنَّ كثيراً من الطلاب يختارون أيام العطل للاختبارات ويُعدُّونها كافية بالنسبة لهم.

3. كثرة المهام:

يجب أن تتأقلم مع المهام الكثيرة كي تنجح في الجمع بين الدراسة والعمل، والمقصود هنا بكثرة المهام وتعددها أن تؤدي عملك بأكمل وجه، ومن ثم تتجه للدراسة دون تشتت أو إهمال بحجة التعب، فيجب أن تكون مرناً وسلساً في الانتقال من مهمة إلى أخرى دون أن تتأثر باقي مهامك. تساعد كثرة المهام والتأقلم معها في إنجاز ما يجب أن يُنجز ضمن الفترة المحددة دون تسويف وشعور بعدم رغبة في التنفيذ.

شاهد بالفديو: كيف تنظّم حياتك بالشكل الصحيح

4. القضاء على المُشتتات:

من الأمور الهامة كي تنجح في الجمع بين الدراسة والعمل أن تقضي على كل ما يُشتت أفكارك. عادة يكون لدى الأشخاص الذين يجمعون بين الدراسة والعمل حجم ضغط كبير؛ ما قد يصيبهم بالإحباط في بعض الأحيان عند النظر لزملائهم وهم يقضون وقتهم بالأنشطة التي يرغبون بها، بالإضافة كثير من الأمور التي تشغل تفكيرهم وتشتت انتباههم؛ مما يؤثر سلباً في دراستهم وعملهم على حد سواء.

5. أخذ قسط من الراحة:

يحتاج الإنسان في كثير من الأحيان لأن يأخذ قسطاً من الراحة؛ لذلك يجب أخذ إجازة من العمل والدراسة كل فترة من الزمن، تقضيها في الراحة أو ممارسة بعض الأنشطة التي تشعر أنَّك بحاجة لممارستها، على عكس كثير من الأشخاص الذين يعتقدون أنَّه يجب التضحية بكامل الوقت، ولا وقت للراحة يجب أن يؤخذ.

إنَّ الجسم والعقل بحاجة لهذه الإجازة؛ لذا عليك استغلالها بالنشاط الذي ترغب فيه كالسفر أو قضاء الوقت مع من تُحب.

6. النوم الجيد:

يتعب جسدك نتيجة الجهد الذي يُبذل؛ لذلك يجب أن تنام جيداً كي تستطيع إتمام مهامك في اليوم التالي على نحو أفضل، على عكس كثير من الأشخاص الذين يظنون أنَّ استغلال وقت النوم في قضاء بعض المهام أفضل من النوم، وهذا أمر خاطئ قد يؤثر سلباً في صحة جسمك.

إقرأ أيضاً: النوم: أثره على الصحة، وانعكاسه على الإنتاجية

7. الغذاء الجيد:

ذكرنا سابقاً أنَّ الجسد يتعب نتيجة الجهد الذي يُبذل، وللجسد طاقة قد تنفذ؛ لذلك عليك أن تتغذى جيداً كي لا تُصاب بالأمراض والدوار الدائم.

مزايا العمل في أثناء الدراسة:

1. اكتساب دخل إضافي:

من مزايا العمل في أثناء الدراسة أنَّها تُعيل الطالب في مصروفه الشخصي ومصروف دراسته من كُتب ومستلزمات.

2. تَلقِّي الخبرة في وقت مُبكر:

يحصل الطالب على الخبرة في العمل والحياة أيضاً عندما يعمل في أثناء الدراسة، خصوصاً إذا كان مجال عمله متوافقاً مع الاختصاص الجامعي الذي يدرسه، حيث تكون فرصته في العمل بعد انتهاء الدراسة وتخرجه أكبر بكثير من الخريجين الجدد الذين لا يملكون الخبرة، كما أنَّه يتعلم ويكتسب الخبرة الحياتية والاعتماد على الذات في تحقيق الدخل.

3. اكتساب مهارة التعامل مع الزبون:

يكتسب الفرد بعض المهارات؛ منها مهارة التعامل مع أنواع الزبائن وكيفية إقناعهم وماهية أذواقهم، وكذلك معرفة أصناف الزبائن.

4. الدخول إلى سوق العمل ومعرفته:

ينال الطالب في أثناء عمله فرصة معرفة السوق وفهمه، وكيفية التعامل في الأسواق بين الموردين والتجار من ناحية، وبين التجار والزبائن من ناحية أخرى، وماهية القواعد التي تحكم السوق، ومعرفة كيفية جيران الأمور ضمن السوق عامة.

إقرأ أيضاً: كيف تسوق لنفسك في سوق العمل؟

5. تكوين العلاقات:

يُعَد إنشاء العلاقات الجيدة مع كافة الأطياف من أرباب العمل وصولاً إلى الزبائن من الأمور الهامة وإحدى أهم مزايا العمل؛ حيث أنَّه يُفيد في الحصول على فرص عمل أفضل في المستقبل، كما يُعَد بناء شبكة علاقات واسعة والحفاظ عليها من أهم الأمور التي يكتسبها الطلبة في أثناء عملهم؛ إذ يُمكن القول أنَّها السيرة الذاتية لك من أجل الحصول على فرص أفضل.

6. تعلم الصبر وتحمل ضغط العمل:

إنَّ تَعلُّم الصبر واكتساب مهارة تحمل الضغط من الأمور المُفيدة التي يحصل عليها الطالب في أثناء عمله، ويمكن عَدُّها تهيئة للحصول على فرص عمل موائمة لخبراته ومهاراته في المستقبل.

7. الأفضلية في الحصول على فرص العمل بعد التخرج:

تُتاح لك الأولوية في الحصول على وظيفة فور الانتهاء من الدراسة؛ كونك اكتسبت الخبرة في مرحلة مبكرة، وتكون سيرتك الذاتية أقوى من السير الأخرى.

شاهد بالفديو: 10 طرق تُسهّل الحصول على وظيفة

عيوب العمل في أثناء الدراسة:

1. الضغط النفسي والإرهاق:

يتعرض الطالب للضغط النفسي الشديد بسبب تعدد مهامه وواجباته، فلا يلقى مُتنفساً له؛ لذلك من الحلول المقترحة أن يبحث طالب الدارسة على العمل الحر كونه أكثر مرونة.

2. التراجع في المستوى الدراسي:

يكون الطالب متراجعاً في دراسته عندما يعمل في ذات الوقت؛ وذلك لعدة أسباب منها تعرضه للضغط النفسي والتعب الشديد الذي ينتج عن العمل المتواصل ومن ثم الدراسة، أو بسبب اهتمام الطالب بالعمل على حساب دراسته؛ فيتراجع مستواه الدراسي.

من الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة تنظيم الوقت وإدارته إدارة صحيحة من خلال وضع جدول فيه المهام مع الوقت اللازم لإنجازها.

3. ترك الدراسة بسبب الانخراط في سوق العمل:

نرى كثيراً من الطلاب الذين يتجهون إلى سوق العمل مُضحِّين بدراستهم من أجل المغريات المادية والمعنوية التي سوف يحصلون عليها.

4. استغلال الشركات:

تستغل كثير من الشركات الطلاب الذين يعملون في شركتهم؛ وذلك لأنَّ الأجر الذي يتلقاه الطالب أقل بكثير من الأجر الذي يُعطى إلى من يمتلكون الشهادات، فتحاول مثل هذه الشركات إغراء العاملين لديها من الذين لم يُنهوا دراستهم بعد بمغريات بسيطه من أجل إبقائهم في الشركة.

نصائح للتوفيق بين الدراسة والعمل:

1. ادرس أولاً:

إنَّ الهدف من العمل هو مساعدة الطالب في مصروفة والمستلزمات التي يحتاج إليها والتي تخص دراسته؛ فمن الصواب أن تُوضع الدراسة في مقدمة الأهداف الموضوعة.

2. نَظِّم نَفْسك:

كُن منظماً؛ لأنَّ التنظيم يُساعدك في الإنجاز وتحقيق الأهداف وأداء المهام المطلوبة، كما يُمكنك أن تستعين بالأدوات التي تساعد في أن تكون أكثر تنظيماً.

إقرأ أيضاً: 100 نصيحة لإدارة الوقت وزيادة الإنتاجية كل يوم

3. قرِّب موقع العمل من الجامعة:

من الأمور التي تختصر عليك كثيراً من الوقت هو قرب مكان العمل من الجامعة التي تدرس فيها.

4. أعلِم مديرك في العمل عن أوقات دراستك:

أطلع مديرك في العمل على جدولك الدراسي الذي وضعته من أجل مراعاة تلك الأوقات.

5. استغلَّ وقت العمل في الدراسة:

يكون في كثير من الأحيان ضمن العمل الإضافي أوقات فراغ يُمكن استغلالها في الدراسة.

6. خُذ ما يُمكنك إنجازه من المهام:

لا تُعرِّض نفسك لكثير من الضغوط، خُذْ ما تستطيع إنجازه دون التأثير في جهدك ووقتك؛ عندها لن تُستنفذ طاقتك بالكامل.

7. لا تعمل كل فصول الدراسة:

حاول أن تعمل في فترة معينة مثل بداية الفصل الدراسي الأول أو نهاية امتحان الفصل الثاني.

8. ارتدِ اللباس المريح:

من  الأمور التي تُعتبر مهمة هي اللباس المريح في أثناء العمل، خصوصاً بالنسبة للطالبات اللَّواتي يجب عليهنَّ الالتحاق بالكلية فور الانتهاء من العمل.

إقرأ أيضاً: أفضل 5 تطبيقات لإدارة الوقت والمهام

9. خُذ قسطاً من الراحة:

يجب على الطلاب الذين يعملون في أثناء دراستهم أن لا يرهقوا أنفسهم بالعمل، بل عليهم أن يأخذوا إجازة بين الفترات من أجل تجنب الضغط والتعب النفسي.

يُعَدُّ العمل في أثناء الدراسة من الأمور التي يعتمد عليها أغلب الطلاب في الخارج، حيث يُعيل الطلاب في المصروف ويُكسبهم الخبرة. وتحدثنا في مقالنا هذا عن كيفية الجمع بين العمل والدراسة في آن واحد، كما ذكرنا المزايا التي يحصل على الطالب عند العمل في أثناء الدراسة، بالإضافة إلى عيوب العمل في أثناء الدراسة مُقترحين الحلول التي من الممكن أن تُفيد في تجاوزها، وفي النهاية ذكرنا أهم النصائح التي يجب اتباعها لكل من يريد أن يعمل في أثناء دراسته.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة