أولاً: أهمية تنظيم الوقت للطالب
"الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" نعم إنّها جملة قد سمعناها في الكثير من الأوقات ولكن هل توقفنا مرّةً للتفكير في أهمّيتها وفيما تعنيه. في الحقيقة إنّ الوقت ثروة بين أيدينا إن أدركنا قيمتها وأحسنّا استغلالها بالطُّرق الصحيحة واستثمارها بشكل جيِّد، سنحقِّق فوائد عظيمة تنعكس على مختلف جوانب حياتنا.
أهمية الوقت للطالب: الوقت ذو أهميّة وقيمة كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات دون استثناء. فالأفراد الذين يحقِّقون إنجازات في حياتهم الشخصيّة والمهنيّة، وتقدُّماً في الأهداف التي وضعوها وخطَّطوا لتحقيقها، هم الذين يعون أهميّة الوقت وينظرون إليه على أنّه وحدة يُقَاسُ بها الإنجاز.
ثانياً: أهمية تنظيم الوقت لتحصيل دراسي أفضل للطلاب
يواجه معظم الطلّاب مشاكلاً في الدراسة والتحصيل الدراسي الجيِّد بسبب ضُعف القدرة على إدارة الوقت وبالتالي عدم القدرة على إنجاز المهام المطلوبة منهم، وإنَّ ضُعف القدرة هذا غالباً ما يؤثِّر على ضُعف الأداء والتحصيل. حيث توجد علاقة ارتباطيّة بين إدارة الوقت وتنظيمه وبين التحصيل الدراسي، فكلّما ارتفعت فعَاليّة إدارة وتنظيم الوقت لدى الطلّاب ارتفع معها التحصيل الدراسي.
ولمّا كانت إدارة الوقت تنقسم إلى:
- التّخطيط: وهو تحديد الأهداف التي يُرَاد تحقيقها وإيجاد البدائل الممكنة عند مواجهة الصعوبات. وهي عمليّة تتطلَّب تنمية مهارة الفرد وقدرته على تحديد الأهداف والأولويات في حياته، إلّا أنّها عمليّة رابحة مُنتِجَة للفرد، إذ بيّنت إحدى الدراسات أنَّ كل دقيقة تُنْفَق في التّخطيط توفِّر 3-4 دقائق في التّنفيذ.
- التّنظيم: ويتضمّن تقسيم العمل المُراد القيام به، بهدف النجاح في تحقيق الأهداف، وبالتالي يكتسب الفرد القدرة على إنجاز الأعمال الإيجابيّة، فيزيد في تحقيق ذاته ونموِّه الانفعالي والسلوكي، ممّا يزيد قدرته على الثقة بنفسه، واستمتاعه في قضاء أوقاته بإنجازات دائمة ومتلاحقة.
ولذلك فإنَّ لتنظيم الوقت أهميّة كبيرة في حياة الطالب في أي مرحلة دراسيّة، وذلك لأنّ التخطيط بشكل جيِّد لاستثمار الوقت بشكل أفضل هو سبيلهُ لتنفيذ ما خطَّط له مُسبقاً والقيام بجميع المهام المطلوبة منه بكفاءة وفاعليّة، وطبعاً لتحصيل دراسي أفضل. فتنظيم الوقت هو مؤشِّر للالتزام، والأفراد الناجحون هم أكثر التزاماً بالوقت من غيرهم، إذ أنَّهم حريصون على استثماره جيِّداً والالتزام بحدوده وِفْقَ ما يرغبون في تحقيقه من أهداف.
ثالثاً: فوائد تنظيم الوقت للطالب
1. إدراك أهميّة الوقت واستثماره فيما يفيد:
الكثير من الطلّاب لا يدركون قيمة تنظيم الوقت وانعكاس هذا التنظيم على حياتهم. فالطالب الذي ينظِّم وقته يعرف أهميَّة الوقت وضرورة ترشيده من خلال استثماره فيما يفيده وفيما يحقَّق أهدافه، ويدرك أنَّ كل دقيقة ضروريَّة في سبيل تحقيق نجاحه في حياته العلميّة والعمليّة.
2. إنقاذ الطالب من التردُّد والحيرة عند اختيار ما يقوم به من عمل دراسي:
عند تنظيم الوقت للطالب يتمكن من التّخطيط لأهدافه ومهامه، وعندما ينظِّم وقته بشكل جيِّد من خلال وضع جدول أو برنامج خلال خطَّة زمنيّة معيَّنة يرتِّب فيها أوقاته ومواعيده بشكل منظَّم، ويحدِّد المواد أو المهام المطلوبة منه بحسب أهميّتها وأولويَّتها، لن يشعر بالحيرة ولا بالتوتُّر أو حتّى التردُّد بشأن ما يتوجَّب عليه القيام به من مهام دراسيّة. فهو قد رتَّب أوقاته بشكل مُسْبَق ويَعْلَم بكل تأكيد ما يجب عليه اختياره أو القيام به.
3. توفير الوقت واستغلاله في نشاط آخر مفيد:
إنَّ تنظيم الوقت من قِبَلْ الطالب من خلال اختيار أوقات محدَّدة للدراسة، وإنجاز المهام المطلوبة، حتماً سيؤدِّي إلى توفير فائض من الوقت خارج أوقات الدراسة، ويمكن للطالب استغلال هذا الوقت بأيَّ نشاطٍ آخر مفيد يحبُّه.
4. تحقيق الأهداف:
إنَّ الطالب الذي يُدير وقته وينظِّمه بشكل صحيح بالتّأكيد سيكون قد خطَّط لأهداف معيَّنة يريد الوصول إليها، وهذا التّخطيط يؤدِّي حتماً إلى تحقيق أهدافه والوصول إليها بشكل أسرع. فالكثير من الأشخاص لديهم أهداف يرغبون بشدّة في تحقيقها، إلّا أنّهم لم يعلموا بعد أهميّة إدارة الوقت فأصبحت أهدافهم مؤجلةً إلى أجلٍ غير مُسَمَّى.
5. قضاء وقت أكبر مع العائلة أو في التّرفيه والراحة:
تنظيم الوقت من قِبَل الطالب بتحديد أوقات معيَّنة للدراسة، حتماً يؤدِّي إلى وجود وقت أكبر يقضيه مع عائلته، أو يقوم بالراحة فيه، أو التّرفيه عن نفسه بالخروج مع أصدقائه أو القيام بأيَّ نشاطٍ آخر.
رابعاً: كيفيّة تنظيم الطالب لوقته
عندما يُرَاجِع أيَّ طالب يومه يجد أنّه قام بالعديد من النشاطات، من الدراسة للراحة ومشاهدة التلفاز وقضاء الوقت مع الأسرة والأكل والنوم وغيرها من النشاطات الأخرى. والسؤال الذي يُوَاجِه الطالب الآن هو كيف أُنظِّم وقتي لترتيب هذه النشاطات بطريقة صحيحة؟ كيف أُحدِّد أولوياتي؟ كيف أُحدِّد ما هو المهم من الأهم بالنسبة لي وأُحقِّق الاستفادة القصوى من وقت الدراسة وأزيد من تحصيلي الدراسي؟
في الحقيقة إنَّ استفادة الطالب من وقته تتأثَّر بالعديد من العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة وقدراته الذهنيّة ودرجة ذكاءه. ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ للأسرة والهيئة التعليميّة دور مهم في تحفيز الطالب وإرشاده للطرق الصحيحة لاستثمار وقته وتحديد أهدافه وتعزيز السلوكيَّات التي ستمكِّنه من الوصول لأهدافه، ولا ننسى أيضاً أنَّ للطالب الدور الأكبر في ذلك.
لذلك تتلخص مهمة الطالب بالقيام بما يلي:
- تحديد الأولويات والأهداف بشكل واضح.
- وضع جدول أسبوعي يحدِّد النشاطات والمهام التي يجب القيام بها وترتيبها حسب أهميَّتها وأولويَّتها، وتحديد المواعيد النهائيّة للمهام. ويمكن للطالب الاستعانة بأحد التطبيقات الإلكترونيّة لإعداد الجدول، وترتيب المهام ومن ثم طباعته وتعليقه.
- خلال أسبوع من تنفيذ المهام الموجودة في الجدول على الطالب وضع تقييم لنفسه. هل استغرق في تنفيذ مهمَّة معيّنة أكثر من الوقت المحدَّد لها؟ ماهي الأسباب التي أدَّت لضياع هذا الوقت؟
- تحديد مضيِّعات الوقت (مكالمات، زيارات، وسائل تواصل اجتماعي، التزامات) ومحاولة تجنُّبها في الأسبوع القادم.
- بعد تقييم كيفيَّة إنجاز المهام، على الطالب أن يخطِّط بشكل أفضل للأسبوع القادم.
- على الطالب أن يكافئ نفسه بعد كل مهمَّة ينجزها أو هدف يحقِّقه من خلال القيام بأيَّ نشاطٍ يحبُّه.
خامساً: بعض الإرشادات في تنظيم الوقت لزيادة التحصيل العلمي للطالب
- اتخاذ عادة الدراسة كعادةً يومية والمحافظة على معدَّل السّاعات الدراسيّة، وذلك في حال وجود واجبات دراسيّة أو امتحان أو في حال عدم وجودها. وذلك حتى تتكوَّن لدى الطالب عادة الجلوس في مكان دراسته في أوقات محدَّدة وبشكل يومي.
- استغلال الأوقات الضائعة في أنشطة مفيدة، كقراءة كتاب ما أو قصَّة خلال انتظار الحافلة أو في أثناء طريقك للمدرسة أو للجامعة.
- على الطالب البدء بالمواد الدراسيّة الصعبة والتي لا يرغب بدراستها في فترات نشاطه. حيث أنَّ معظم الطلّاب يعانون من وجود مواد صعبة أو مواد لا يحبِّذون البدء بها، ويقومن بتأجيلها من يوم لآخر ويستمرُّون بالتّأجيل إلى أن يأتي الامتحان ولا يعود هناك وقت لدراستها واستيعابها بشكلٍ صحيح. وصحيح أنَّ البدء بالمواد الصعبة أمراً ليس بالسهل، لكن لا بدَّ من كسر هذا الحاجز وذلك بشكل تدريجي لتحقيق النجاح والتفوُّق. وقد قيل "ومن يتهيَّب صُعُودَ الجبالِ... يعشْ أَبَدَ الدّهرِ بينَ الحُفَر". فماذا تنتظر؟
- يجب على الطالب الاستيقاظ مبكِّراً والنوم مبكِّراً للحصول على ساعات نوم كافيّة وحسب عدد الساعات التي تحتاجها فئته العمريَّة، وذلك كي يستطيع الدراسة بشكل فعَّال ودون شعور بالإرهاق بسبب قِلَّة النوم. حيث أظهرت الدراسات أنَّ الحصول على نوم جيِّد بعد الانتهاء من الدراسة يحفِّز الذّاكرة، بالإضافة لأهميَّته في ترتيب المعلومات في الدماغ، وحفظه في الذاكرة الدائمة.
- يجب على الطالب تنظيم جدوله وتقسيم مهامه إلى فترات زمنيَّة تصل إلى 45-60 دقيقة، وأخذ وقت لاستراحة قصيرة بين هذه الفترات تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة.
- يجب على الطالب الاهتمام بغذائه حيث تلعب التغذيّة دوراً مهماً في تعزيز صحَّة الذّاكرة وزيادة التحصيل الدراسي للطالب، لذلك يجب عدم إهمال وقت وجبة الإفطار. حيث يُعَّد تناول وجبة الإفطار من أهم العادات اليوميَّة بالنسبة للطلاب. فهو يساعد على زيادة التّركيز وتحسين الأداء الدراسي، مما يزيد من التحصيل العلمي وكفاءة التّعلُّم. فالتغذية السيّئة تجعل الطالب يشعر بالصداع والدوار وعدم التركيز في حل الواجبات أو استيعاب الدروس، ممَّا يؤثِّر في مستوى التحصيل العلمي.
- استغلال الأوقات التي يكون فيها الطالب في أوج نشاطه أوَّل الصباح أو أوَّل المساء، في دراسة المواد الصعبة أو الحسّاسة والتي تحتاج إلى جهد وتركيز عالي، وعدم تأجيل الدراسة في مثل هذه الأوقات.
- على الطالب أن يتمتَّع بالانضباط الذاتي بحيث يكون أكثر انضباطاً في إنجاز مهامه وذلك حتّى يقوم بواجباته الدراسيّة وينجزها بطريقة صحيحة وعلى أكمل وجه، ووفقاً للبرنامج المحدَّد من قِبَلِه ضمن الجدول الأسبوعي.
- يُنصَح الطالب باستثمار أوقات الفراغ في تطوير مهاراته في القراءة والكتابة أو أيَّ نشاطٍ مفيد يزيد من خبراته.
- وكنصيحة مهمَّة جدَّاً يجب على الطالب الحرص على اختيار بيئة مناسبة يدرس فيها، من خلال تخصيص زاوية معيّنة أو غرفة محدَّدة خاصة للدراسة. فذلك من شأنه أن يُشعِرَه بأجواء الدراسة، ويشجِّعه على الدراسة في هذه الغرفة فقط دون سواها أو الزاوية الخاصة به. حيث أنَّ ارتباطه بها وشعوره أنّها خاصة به فقط، سيزيد من درجة تركيزه ومقدرته على الدراسة بعيداً عن كل مصدر يشتتّه وبالتالي تحقيق تحصيل دراسي أفضل.
- يمكن للطالب القيام بتخصيص أوقات معيَّنة للراحة وللترفيه عن نفسه وقضاء أوقات مع أسرته أو أصدقائه.
- يجب على الطالب في أوقات الدراسة الابتعاد بشكل نهائي عن الملهّيات التي تسبِّب تشتيتاً له، من أجهزة الموبايل إلى التلفاز والإنترنت وغيرها من الملهّيات التي تشتِّت تركيزه.
ونصيحتنا الأخيرة لك لا تستسلم أبداً ويمكنك في أي وقت البدء بالتّخطيط لأهدافك وأحلامك والعمل على تحقيقها، ويلزمك فقط الإرادة القويّة والقليل من الخيال والكثير من العمل والالتزام.
المصادر:
أضف تعليقاً