في إجابة عن سؤال عن أكثر الأمور التي تعود على حياة الموظف المهنية بالفائدة، فقد أفاد 72% من الموظفين بأنَّ أداءهم يتحسَّن عند تلقي التغذية الراجعة تلقِّياً صحيحاً من مديريهم، ويمكن لأقسام الموارد البشرية أن تساهم في ضمان تقديم تغذية راجعة عالية الجودة على مستوى الشركة، وسنتناول في هذا المقال ماهية التغذية الراجعة في مكان العمل وأهميتها، وبعض الأنواع المختلفة للتغذية الراجعة، إضافة إلى نصائح لتقديم تغذية راجعة فعَّالة تساهم في تطوير أداء الموظف.
ما هو المقصود بالتغذية الراجعة في مكان العمل؟
التغذية الراجعة في مكان العمل هي عملية تقديم الملاحظات، والاقتراحات التي تعزِّز السلوك الإيجابي، وتشير إلى الجوانب التي تحتاج إلى تحسين بما يساهم في الارتقاء بأداء الموظفين.
يجب على القادة تقديم التوجيهات والإرشادات أولاً بأول من أجل بناء علاقات صحية مع أعضاء الفريق وإبقائهم على المسار الذي يضمن لهم تحقيق النجاح، وتشجِّع التغذية الراجعة التي تقدَّم بطريقة صحيحة الموظفين على المثابرة في تقديم الأداء الجيِّد، وتنبِّههم إلى ضرورة تلافي الأخطاء التي تؤثِّر سلباً في جودة العمل.
أهمية تقديم التغذية الراجعة الفعالة:
يعزِّز استخدام التغذية الراجعة الفعالة بوصفها إحدى استراتيجيات إدارة الأداء من قدرة الموظفين على تطوير أنفسهم، وتشمل الفوائد التي توفرها التغذية الراجعة الفعَّالة للشركة ما يأتي:
1. تمتين العلاقات:
يؤدِّي النقاش الصريح عن الأداء إلى علاقات مفعمة بالصدق، ويمكن فيها للطرفين إظهار ضعفهم، وتشجِّع الأريحية في تقديم التغذية الراجعة وتلقيها الأفراد على التحدث بصراحة عن مشكلاتهم، وتساعد أيضاً على تجنُّب النزاعات، وتعزِّز الروابط بين أعضاء الفريق، أضف إلى ذلك فائدة الاعتراف بنقاط قوة الموظف في بناء الثقة المتبادلة.
2. تحسين أداء فريق العمل:
عندما يدرك الموظفون أنَّهم يلبُّون التوقعات، فإنَّهم يتشجعون على الحفاظ على مستوى أدائهم، وتحسين الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، ويؤدي هذا إلى تجنُّب إهدار الجهد ويقلِّل من الأخطاء.
3. تعزيز تطوير الموظف لذاته:
تمنح جلسات التغذية الراجعة الموظف الاهتمام، والفرصة للبوح بما لديه، كما يدرك الموظف من خلال التغذية الراجعة الفعالة منظور الآخرين عنه، وتمكَّنه من تحسين فهمه لنفسه، ويساعد هذا النوع من بيئات العمل الداعمة الموظف على الاستفادة من الأفكار التي تتمخَّض عنها التغذية الراجعة، وتعزِّز حماسته لتحقيق مزيد من النجاح.
4. تعزيز اندماج الموظفين:
يبعث تخصيص الوقت لتقديم التغذية الراجعة للموظف برسالة مفادها بأنَّه قادر على إضافة قيمة للشركة التي يعمل بها، ويمكن أن يتعزَّز اندماج الموظف في عمله عندما يعلم أهمية مساهمته في نجاح الفريق، وفي الواقع أظهرت بيانات استطلاع نبضي (أحد أنواع الاستطلاعات التي تُستخدم لقياس اندماج الموظف) أجرته شركة "أوفيس فايب" (Officevibe) للبرمجيات، أنَّ عدد الموظفين المندمجين يقلُّ بنسبة 40% عندما يُحرمون نهائياً، أو لا يوفَّر ما يكفي من التغذية الراجعة لهم.
كيفية تكريس ثقافة التغذية الراجعة في الشركات:
يُعدُّ قسم الموارد البشرية في أية شركة عنصراً أساسياً في إنشاء ثقافة بيئة العمل، ومن ذلك تنمية ثقافة التغذية الراجعة، وفيما يأتي بعض النصائح التي يمكن لموظفي الموارد البشرية من خلالها تطبيق وتعزيز الاستفادة من التغذية الراجعة الفعَّالة:
1. احرُصْ على توفر آليات التغذية الراجعة في جميع أقسام الشركة:
قد يكون حان الوقت لاستبدال نظام تقييم الأداء السنوي بأسلوب إدارة الأداء الذي يعتمد على الكوتشينغ المستمر، ويؤدِّي عقد الاجتماعات الفردية مرة كل أسبوع أو أسبوعين إلى جعل التغذية الراجعة أكثر صلة وسلاسة، ويجب توفير الفرص للموظفين أيضاً من أجل تقديم التغذية الراجعة لبعضهم بعضاً ولقادتهم على حدٍ سواء.
2. وفر التدريب على تقديم التغذية الراجعة في مكان العمل:
يجب أن يكون جميع الموظفين على دراية بالطريقة الصحيحة لتقديم وتلَّقي التغذية الراجعة التي تهدف إلى إيجاد الحلول، ومن الضروري وجود شكل من أشكال التدريب للقادة، وأعضاء الفريق بهذا الخصوص، وقد يشمل هذا تدريب القادة على تقديم "الكوتشينغ"، وشرح طريقة تقديم وتلقي التغذية الراجعة للموظفين.
3. اجمع التغذية الراجعة التي يقدِّمها الموظفون وتصرَّف بناء عليها:
أتِحْ للموظفين إبداء آرائهم المتعلقة بإجراءات العمل اليومية، أو المبادرات القادمة وذلك من خلال استطلاعات الرأي، ومجموعات التركيز، واستخدِمْ الملاحظات والبيانات التي يقدِّمها الموظفون لبناء الاستراتيجيات وإجراء التحسينات، واحرص على التنويه إلى أهمية مساهمة الموظفين في إحداث التغيير.
أظهرت دراسة أجرتها شركة "كوالتريكس إكس إم إنستيتوت" (Qualtrics XM Institute) أنَّ غالبية الموظفين في مجموعة متنوعة من المهن والمناصب والمجالات كانوا على استعداد لبذل مزيد من الجهد عند شعورهم بأنَّ التغذية الراجعة التي يقدمونها تؤخذ بالحسبان، وتساهم في اتخاذ القرارات
4. وفر بيئة آمنة لتقديم التغذية الراجعة:
يجب أن يشعر الموظفون بالأريحية عند تلقي التغذية الراجعة وتقديمها، ويجب على المديرين إنشاء مناخ يشجِّع الموظفين على التحدُّث بصراحة، وأريحية في جلسات التغذية الراجعة، فتمنح التغذية الراجعة التي لا تُصرِّح باسم الموظف الموظفين مزيداً من الشعور بالأمان ما يدفعهم لتقديم تغذيتهم الراجعة بصراحة.
5. شجع الفرص التي تتييح تقديم التغذية الراجعة علنا:
تعمل المناقشات الجماعية على إتاحة الفرصة لتقديم التغذية الراجعة تقديماً علنياً، وتسمح للموظفين بتبادل الأفكار، وتمكِّن القادة من تعزيز التواصل مع الموظفين، وتُعدُّ اجتماعات الفريق، والاجتماعات على مستوى الشركة التي تهدف للاحتفاء بالإنجازات طريقة رائعة لمشاركة التغذية الراجعة الإيجابية مع الجميع.
6. نصيحة خاصة بموظفي الموارد البشرية:
يمكن لموظفي قسم الموارد البشرية أن يكونوا قدوة لباقي موظفي الشركة من خلال تجسيد ممارسات تقديم وتلقي التغذية الراجعة، فضَعْ آلية خاصة بالتغذية الراجعة لموظفي قسم الموارد البشرية، واطلب التغذية الراجعة من جميع الموظفين عن خدمات قسم الموارد البشرية.
شاهد بالفيديو: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل
الأنماط المختلفة للتغذية الراجعة:
توجد عدة أنماط للتغذية الراجعة، وبعض منها أكثر فائدة من بعضها الآخر، وسنتحدث الآن عن عدة أنماط مختلفة للتغذية الراجعة، وطريقة تطبيقها في مكان العمل:
النمط الأول: التغذية الراجعة الإيجابية
تعزز التغذية الراجعة الإيجابية، وتشجِّع على السلوكات التي تؤدي إلى تحقيق النتائج المطلوبة، وتُعدُّ طريقة لتحفيز الشخص للمثابرة على استثمار نقاط قوته في النهوض بمسؤولياته.
أولا: الأشكال المختلفة للتغذية الراجعة الإيجابية
الثناء والتقدير: يظهر بشكل الثناء اللفظي على نجاح الموظف في تأدية عمله، وما حققه من فائدة للفريق أو للشركة، ويمكن أن يقدَّم هذا النوع من التغذية الراجعة بشكل خاص، وفردياً أو علناً للثناء على إنجازات شخص أو فريق.
مثال: كأن تقول للموظف: "شدة اهتمامك بالتفاصيل مذهلة، وقد تجنَّبنا بفضل ملاحظتك للخطأ في هذه البيانات ضياع الوقت والجهد".
ثانيا: التغذية الراجعة الإيجابية المستندة إلى الأداء
هي من أشكال التغذية الراجعة التي تتناول الإنجازات والتي تُقدَّم خلال اجتماع فردي، أو في تقييمات الأداء الرسمية.
مثال: كأن تقول للموظف: "لقد أدهشتني سرعة إلمامك بمنصبك الجديد، وتُظهر لي رغبتك، واستعدادك لطرح الأسئلة أنَّك ستستمر في تنمية معارفك، وتطوير قدراتك".
ثالثا: فوائد التغذية الراجعة الإيجابية للموظفين
ليس من المستغرب أن يكون للتغذية الراجعة الإيجابية آثار إيجابية في الموظفين، وتشمل هذه الآثار:
- تحسين اندماج الموظفين بسبب شعورهم بأنَّ جهودهم تلقى التقدير: وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة "غالوب" (Gallup)، يندمج 67% من الموظفين في عملهم عندما يشعرون بأنَّ مديرهم يقدِّر نقاط قوتهم.
- تعزيز الإنتاجية، بسبب إدراك الموظفين لما يجب عليهم القيام به من أجل تلبية التوقعات.
- تعزيز ثقافة الشركة، نظراً لشعور الموظفين بأنَّ مديريهم يدعمونهم لتطوير أنفسهم، وتحقيق مزيد من التقدُّم.
رابعا: نصيحة خاصة بموظفي قسم الموارد البشرية
ذكِّر القادة بضرورة ربط ممارسات الموظفين الإيجابية بأهداف المنظمة وقيمها، وأكِّدْ أهمية أن تصبَّ جهودهم في خدمة رسالة الشركة.
النمط الثاني: التغذية الراجعة البناءة
تُستخدم في التغذية الراجعة البنَّاءة الملاحظات والنصائح للفت النظر إلى الجوانب التي تحتاج إلى تحسين؛ من أجل مساعدة الموظف على تطوير نفسه، وتحقيق مزيد من التقدُّم، ومن الهام التأكيد على ضرورة التركيز على عمل الموظف لا على شخصه.
مثال: كأن تقول للموظف: "أصبح الموعد النهائي للمشروع قريباً، ولم تبلغني للآن عن التقدُّم الذي أحرزته، وسيكون من المفيد أن تطلعني على المستجدات في كل صباح نهاية أسبوع العمل، فهل هذا ممكن؟ أم لديك فكرة أفضل؟".
أولا: أساليب تقديم التغذية الراجعة البناءة
توجد عدة أساليب لتقديم التغذية الراجعة البنَّاءة، ومنها:
- مراجعات النظراء.
- التغذية الراجعة المُتبادلة بين النظراء.
- تقييمات الأداء.
- التغذية الراجعة متعددة المصادر.
- جلسات الكوتشينغ والمتورينغ.
- وضع وتتبُّع الأهداف.
- تدريبات بناء الفريق.
- خطط التطوير المهني.
- استطلاعات الرأي من خلال الإنترنت واستمارات التغذية الراجعة.
ثانيا: كيف تقدم التغذية الراجعة البناءة؟
يجب أن يقدِّم موظفو قسم الموارد البشرية الإرشاد للمديرين عن كيفية تقديم التغذية الراجعة البنَّاءة للموظفين، وفيما يأتي بعض النصائح لضمان تقديم تغذية راجعة بنَّاءة فعالة للموظفين:
- استخدِمْ ملاحظات محدَّدة لوصف السلوك أو المهارة التي تحتاج إلى تحسين.
- كُنْ موضوعياً ولا تَلُمْ الموظف ولا تَدَعْ مشاعرك الشخصية تجاهه تؤثر في الكلمات التي تختارها لتقديم التغذية الراجعة.
- اقترِحْ حلولاً عملية لما يمكن للموظف القيام به في سبيل التحسين.
- اطلُبْ من الموظف أن يوضِّح لك نوع المساعدة التي يحتاجها لتعزيز معارفه، أو تعديل سلوكه.
- أظهِرْ للموظف ثقتك بقدرته على تحسين جوانب القصور.
النمط الثالث: التغذية الراجعة السلبية أو الهدامة
يمكن تعريف التغذية الراجعة السلبية على أنَّها إيصال الملاحظات والتوجيهات المتعلقة بالسلوكات غير المُرضية بطريقة مهينة أو اتهامية، وبمعنى أنَّها توبيخ شخص بسبب أخطائه دون تقديم أي دعم، ومن الشائع أن يُخلَط بين التغذية الراجعة الهدامة والبنَّاءة، ومع أنَّ كليهما يهدفان إلى تنبيه الشخص إلى أخطائه، وإعادة توجيهه إلى المسار الصحيح، فإنَّ النوعان متناقضين في الواقع، وإنَّ التغذية الراجعة السلبية هدامة وتؤدي إلى تثبيط معنويات الشخص بسبب التركيز فقط على عيوبه، بينما تهدف التغذية الراجعة الإيجابية إلى رفع معنويات الشخص وتحفيزه على التعلُّم من أخطائه وتحسين أدائه.
أولا: خصائص التغذية الراجعة السلبية
تميُّز بعض الجوانب التغذية الراجعة الهدامة عن الإيجابية، فيما يأتي بعض الخصائص التي تمتاز بها التغذية الراجعة السلبية أو الهدامة:
- الافتقار إلى الدقة: كأن تقول للموظف: "كان عرضك التقديمي سيئاً جداً، فاجعله أفضل في المرة القادمة"، فهذا النقد يفتقر لتحديد الجوانب السلبية في العرض التقديمي من أجل العمل على تحسينها في المرة القادمة.
- الانتقادات الشخصية: مثل قولك للموظف: "بدوت سخيفاً عندما ألقيت تلك الدعابة في العرض التقديمي".
- عدم الاعتراف بالإيجابيات: كأن تقول للموظف: "التقرير سيئ في كل شيء"، وهذا أمر غير وارد منطقياً، فلا بدَّ من وجود بعض الإيجابيات.
- الإفراط في تعميم الأحكام السلبية: مثل قولك للموظف: "أنت لا تقوم بأي شيء إطلاقاً بطريقة صحيحة".
- عدم تقديم الحلول أو الإرشاد: فتقول للموظف مثلاً: "يجب أن تعرف كيف تقوم بعملك بشكل أفضل".
- عدم تحفيز الموظف على تطوير ذاته: "إذا لم تكن قادراً على إنجاز هذه المَهمَّة البسيطة، فما من فائدة تُرجى منك".
ثانيا: الآثار السلبية للتغذية الراجعة الهدامة في الموظف
يمكن للتغذية الراجعة الهدامة أن تضع حداً لبعض السلوكات غير المرغوب فيها في مكان العمل، مثل التنمُّر أو الإساءة للموظفين، ولكن لا يُتلقَّى عادةً هذا النوع من التغذية الراجعة بطريقة صحيحة، وتتضمن بعض الآثار السلبية للتغذية الراجعة الهدامة في الموظفين ما يأتي:
1. الافتقار للتحسين:
كشفت الأبحاث التي أجراها المرشحون لنيل إجازة الدكتوراه في "كلية هارفارد للأعمال" (Harvard Business School) أنَّه من النادر أن تؤدِّي التغذية الراجعة السلبية من زملاء العمل إلى حدوث أي تحسين، بل غيَّرَ الموظفون الذين شملتهم هذه الدراسة وظائفهم للابتعاد عن الزملاء الذين انتقدوهم بطريقة سلبية، وتقرَّبوا أكثر من الزملاء الذين قدَّموا لهم تغذية راجعة إيجابية.
2. الإرهاق:
كشفت دراسة أجرتها مجلة "أورغينايزيشيولان بيهيفيور" (organizational Behavior) أنَّ الموظفين الذين تلقَّوا تغذية راجعة سلبية من رؤسائهم في العمل شعروا بالخجل من أنفسهم، وقد أدَّى هذا إلى الإرهاق العاطفي في نهاية يوم العمل.
3. انخفاض الروح المعنوية:
سيعاني الموظفون الذين يشعرون بالإهانة، أو الاستياء بسبب التغذية الراجعة السلبية من انخفاض في الروح المعنوية فيما يتعلَّق بمهام عملهم، وخدمة الشركة التي يعملون فيها، والنتيجة هي الافتقار للحماسة لتقديم أداء جيِّد، أو دعمهم في سبيل تعليمهم كيفية تطوير أدائهم (وهذه هي مَهمَّة التغذية الراجعة البَّناءة).
النمط الرابع: التغذية الراجعة التي تقدم بطريقة الكوتشينغ
تُعدُّ التغذية الراجعة التي تُقدَّم على شكل "كوتشينغ" أسلوباً عملياً يعمل فيه الكوتش بوصفه مرشداً للموظف من أجل تطوير ذاته، ويمارس الكوتش الإصغاء النَّشِط، ويطرح أسئلة تشجِّع الموظف على التأمُّل، ويتعاون مع الموظف لوضع استراتيجيات لتحقيق أفضل النتائج في الدروة التدريبية.
بعض الأمثلة عن التغذية الراجعة التي تُقدَّم بأسلوب "الكوتشينغ":
1. يلاحظ المدير مثلا وصول الموظف متأخراً إلى عمله، ولا يبذل الجهد الكافي في أداء مهامه:
يمكن للمدير بدء جلسات "كوتشينغ" لمعرفة سبب تأخر الموظف، وتحديد نوع المساعدة التي يحتاجها للعودة إلى المسار الصحيح.
2. عدم امتلاك الموظف الجديد للخبرة في أنظمة برمجيات الشركة:
يمكن تعيين موظف ذي خبرة لتحديد منحنى التعلم الخاص بالموظف الجديد، وتقديم أفكار لتحقيق أقصى استفادة من البرمجيات التي يحتاجها الموظف لأداء مهام وظيفته.
3. وجود موظف يطمح إلى نيل منصب قيادي:
يمكن للمدير أن يقدِّم لهذا الموظف "الكوتشينغ" اللازم لاكتساب الخبرات والمهارات التي يحتاجها هذا الموظف، ومساعدته على العثور على الفرص التي تمكِّنه من نيل هذه الوظيفة.
يمكن لشريك أعمال الموارد البشرية، أو الكوتش من خارج الشركة العمل مع مسؤول تنفيذي يرغب في تكريس سلوكات جديدة تساعده على تطوير نفسه بصفته قائداً، وتقديم مزيد من الدعم للشركة.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح لتقديم تغذية راجعة بنَّاءة ومؤثرة
الأساليب الفعالة لتقديم التغذية الراجعة:
من الصعب تطبيق استراتيجية تغذية راجعة فعالة دون وجود إطار عمل، ويمكن أن يضمن اتَّباع نموذج لتقديم وتلقي التغذية الراجعة تطبيق آلية موحدة بهذا الشأن على مستوى الشركة ككل، وفيما يأتي 5 نماذج أساسية يمكنك اتِّباعها بوصفها استراتيجية لتقديم وتلقي التغذية الراجعة في الشركة:
1. نموذج الموقف والسلوك والتأثير (SBI Model):
يمكن استخدام هذا النموذج للحصول على تغذية راجعة بنَّاءة وإيجابية في مكان العمل، ويتكون هذا النموذج من 3 خطوات:
- شرح الموقف بالتفصيل.
- وصف السلوكات المستهدفة بموضوعية.
- شرح تأثير السلوك (عواقبه السلبية، ونتائجه الإيجابية).
2. نموذج الموقف والمهمة والنتيجة والإجراء (STAR Model):
يقدِّم نموذج الموقف والمهمة والنتيجة والإجراء تغذية راجعة واقعية تركِّز على السلوك، ويتكون من المراحل الآتية:
المرحلة الأولى: الموقف/ المهمَّة
يوضَّح في هذه المرحلة سياق الموقف أو المَهمَّة.
المرحلة الثانية: الإجراء
تقديم تفاصيل عن كيفية التعامل مع الموقف أو إنجاز المَهمَّة.
المرحلة الثالثة: النتيجة
شرح ما حققه الإجراء وما إذا كان فعالاً أو غير فعال.
3. نموذج الإجراء والتأثير والنتيجة المرغوبة (AID):
يعدُّ نموذج الإجراء والتأثير والنتيجة المرغوبة مناسباً لتقديم تغذية راجعة تتناول الأداء الضعيف أو السلوكات السلبية، ويركِّز هذا النموذج على السلوك، وليس على الشخص ويُطبَّق من خلال المراحل الآتية:
المرحلة الأولى: الإجراء
تقديم أمثلة محددة لما قيمَ به أو لم يُقام به.
المرحلة الثانية: التأثير
شرح كيفية تأثير الإجراء في الموقف.
المرحلة الثالثة: النتيجة المرجوة
اقتراح ما يمكن عمله لتغيير السلوك أو تحسينه.
4. نموذج الشطيرة (Sandwich Model):
إنَّ هدف هذا النموذج هو تقديم تغذية راجعة تركِّز تركيزاً متوازناً على كل من الجوانب الإيجابية والسلبية، ويبدأ هذا الأسلوب بالاعتراف بالجوانب الإيجابية، ومن ثمَّ الإشارة إلى جوانب القصور التي تحتاج إلى تحسين، ومن ثمَّ ينتهي أخيراً بعبارة تحفيز إيجابية، ومن شأن هذا النموذج أن يؤدي إلى تغذية راجعة محددة، مع التأكيد على الدعم ودون أن يوجَّه نقد لاذع.
5. نموذج غرو (GROW Model):
هذا النموذج هو اختصار للعناصر الآتية: الهدف، والواقع، والخيارات، والإرادة، ويتَّبع نهج الكوتشينغ أو المنتورنغ في تقديم التغذية الراجعة من خلال توجيه الموظفين من خلال الخطوات الآتية:
1. الهدف:
تحديد تطلُّعات الموظف.
2. الواقع:
تحديد وضع الموظف الراهن والموارد المُتاحة.
3. الخيارات:
استكشاف الخيارات المُتاحة لتحقيق الهدف.
4. الإرادة:
الالتزام بالخطة والمساءلة للوصول إلى الهدف.
نصائح لتقديم تغذية راجعة فعالة:
يجب أن يضطلع موظفو الموارد البشرية بتقديم النصائح، والتشجيع على تكريس ثقافة التغذية الراجعة في جميع أقسام الشركة، كما يجب أن يكون موظفو الموارد البشرية على استعداد لتقديم المساعدة والإرشاد.
فيما يأتي بعض النصائح التي يجب أخذها بالحسبان عن كيفية تقديم تغذية راجعة فعالة:
1. قدَّم التغذية الراجعة في الوقت المناسب:
تزداد فائدة التغذية الراجعة عندما تقدَّم دورياً أو فور حصول الموقف الذي يستدعي الاهتمام، أو بعد وقت قصير منه.
2. احرِصْ على تقديم التغذية الراجعة في المكان المناسب:
يمكن تقديم التغذية الراجعة الإيجابية تقديماً غير رسمي، وخاص، أو علني ضمن الشركة، ويمكن أن يكون الأمر مجرد ذكر السلوك الذي يستحقُّ الثناء، أو من خلال الثناء على الموظف علناً، وينبغي من جهة أخرى، ودائماً تقديم التغذية الراجعة البنَّاءة في بيئة أكثر خصوصية، ويجب أن يتم ذلك فردياً، أو ضمن مجموعة صغيرة من الموظفين.
3. احرص على تقديم التغذية الراجعة بطريقة مهنية:
احرِصْ على إظهار حيادك، والالتزام بالمهنية في تقديم التغذية الراجعة، ولا تقدِّم تغذية راجعة عندما تشعر بالغضب أو الإرهاق أو الإحباط، وكن ودوداً، ولكن لا تتصرَّف بطريقة غير رسمية أو تفرط في المزاح عند تقديم أي نوع من التغذية الراجعة لئلَّا تفقد مصداقيتك.
إقرأ أيضاً: كيف تستفيد من التغذية الراجعة البنَّاءة في تحسين حياتك المهنية؟
4. احرِصْ على التفاهم المتبادل:
امنح الموظف الفرصة للمشاركة في المحادثة، والقدرة على إبداء رأيه، لَخِّص وقبل انتهاء الاجتماع النقاط الرئيسة التي ناقشتها مع الموظف، وأدرك ما إذا كان الموظف يتَّفق معك على ما قدمته من تغذية راجعة، وما إذا كان يفهم ما يجب القيام به لاحقاً.
في الختام:
يجب أن يدرك الموظف نقاط قوته، والعوائق التي تعترضه، وما يحتاج إلى تحسين، فيمكن للموظفين أن يحقِّقوا مزيداً من النجاح عندما يتقن مديروهم فنَّ تقديم التغذية الراجعة بطريقة فعالة تؤدي إلى إرساء هذه الثقافة على مستوى الشركة، ويجب أن تكون الموارد البشرية حجرَ الأساس في هذا الجانب من عملية إدارة الأداء، وذلك من خلال التشجيع على الممارسات الصحيحة في تقديم التغذية الراجعة، وتقديم الدعم للقادة في مساعيهم لتكريس هذه الثقافة البنَّاءة في الشركة.
أضف تعليقاً