إنَّ الفوائد المترتبة على الموظفين المندمجين في العمل واضحة؛ فهم ملتزمون ومستعدُّون للقيام بأكثر من ذلك لبلوغ الهدف النهائي للمنظمة.
تتمتَّع القوى العاملة المندمجة بالقدرة على تحسين أداء الأعمال فيما يتعلَّق بنمو الأرباح والإيرادات والإنتاجية والكفاءة؛ ومع أنَّ 90% من القادة يعترفون بأهمية اندماج الموظفين، إلا أنَّ 25% فقط يطوِّرون استراتيجية لتعزيز ذلك، وهنا يأتي دور إدارة الأداء.
يمكن تعزيز اندماج الموظفين تعزيزاً كبيراً من خلال إنشاء نظام فعَّال لإدارة الأداء؛ إذ إنَّه من الممكن لقسم الموارد البشرية الجيد الاستفادة من هذا النظام لضمان وضع التدابير التالية موضع التنفيذ، وكل ذلك له تأثير مباشر في المشاركة والإنتاجية والروح المعنوية:
1. التطوير الوظيفي:
يُعَدُّ تركيز الاهتمام على تطوير عمل الموظف مستقبلاً بدلاً من تركيزه على الأداء الذي قدَّمه سابقاً، أمراً حيوياً؛ إذ يمكن استخدام مراجعات الأداء لتزويد الموظف باقتراحات بنَّاءة فيما يتعلَّق بالمعرفة والمهارات التي يجب صقلها وتطويرها؛ إذ سيوضِّح هذا الأمر للموظف أنَّ المنظَّمة تسعى إلى تطويره؛ وهذا ما سيحفِّزه على التحسين والتقدُّم داخل المنظمة.
شاهد: 6 طرق لتطوير حياتك المهنية
2. إنشاء بيئة عمل مرنة:
استخدم نظام إدارة الأداء الخاص بك لإضافة درجة من المرونة إلى يوم العمل؛ فالسماح لهم بالتمتُّع بقدر من المرونة، يمكن أن يُظهِر لموظفيك أنَّك تثق بهم فيما يخصُّ إنجاز المهام المُوكَلة إليهم في أثناء التوفيق بين الالتزامات الأُخرى.
يظن 54% من الموظفين أنَّ التوازن الجيد بين العمل والحياة الشخصية يزيد من اندماج الموظفين؛ إذ يُظهِر السماح للموظفين بالاستفادة من الوقت المرن أو منحهم فرصة للعمل من المنزل، أنَّك ملتزم بدعمهم بصفتهم أفراداً، وليس مجرد موظفين، وفي نهاية المطاف، سيكون الوقت الذي يقضونه في العمل أكثر إنتاجية نتيجة لذلك.
3. وضع أهداف ذات مغزى:
يُعَدُّ تحديد أهداف واضحة وعادلة وقابلة للتحقيق طريقةً ممتازةً لزيادة اندماج الموظفين؛ إذ يحبُّ الموظفون معرفة ما هو متوقَّع منهم بالضبط، وهذا صحيح خاصة في أثناء مراجعات الأداء؛ لذا تجنَّب الأهداف الغامضة مثل "العمل بجدية أكبر" أو "العمل السريع"، وبدلاً من ذلك، توصَّل إلى وسائل قابلة للقياس لتقييم الأداء؛ فعندما يتمكَّن الموظفون من تحقيق هذه الأهداف أو التفوُّق عليها، فإنَّهم يفهمون أهميتها بالنسبة إلى الشركة، ويحصلون على شعور حقيقي بالرضا.
4. تقديم التغذية الراجعة المستمرة:
شهدت الموارد البشرية تحوُّلاً في الفترة الأخيرة نحو إدارة الأداء المستمر؛ إذ يُعاد النظر في استخدام مراجعات الأداء السنوية، وتختار المنظمات الكبيرة بدلاً من ذلك الحصول على تغذية راجعة مستمرَّة وعمليات تواصل منتظم؛ وهذا يعني أنَّ الموظفين لديهم فكرة راسخة أكثر عن مستوى أدائهم الحالي ويمكنهم تعديل أدائهم باستمرار عند الحاجة؛ ونتيجة لذلك، يصبح الموظفون أكثر قدرة على تحقيق الأهداف؛ وهذا ما يؤدي ذلك إلى تحسين المشاركة.
5. التقدير والمكافأة:
هذا هو إلى حدٍّ بعيد أحد أهم العناصر الرئيسة لاندماج الموظفين، فلا يعمل الموظفون من أجل المال وحده؛ بل إنَّهم يريدون أن يشعروا أنَّ مساهمتهم وعملهم الجاد موضع تقدير، فلقد ثبُتَ في كثير من الأحيان أنَّ التقدير له تأثير كبير في الإنتاجية والاحتفاظ بالموظفين والروح المعنوية؛ وعلى العكس من ذلك، فإنَّ الفشل في تشجيع الموظفين وتقديرهم تقديراً مناسباً يمكن أن يكون له تأثير مُدمِّر في المشاركة. إنَّ تقدير موظفيك أمرٌ يمكن حتى للشركات الصغيرة القيام به، ويمكن أن يأتي في شكل منح إجازة بعد الظهر، أو تقديم وجبات غداء مجانية.
أضف تعليقاً