أهم العادات التي يجب اتّباعها لتفادي المشكلات الصحية في رمضان

آلام الرأس، الحرارة المرتفعة، تغذية الحوامل، موضوعات متداولة بين الصائمين خلال شهر رمضان المبارك، الذين يؤثرون دوماً السؤال عن أفضل العادات التي يجب اتّباعها خلال هذا الشهر، لتفاديها.



1- آلام الرأس

س1: ترافق آلام الرأس عموماً الأيام الأولى للصوم، فما هي الأسباب المسؤولة؟

يشكّل الصداع عارضاً أولياً لدى عدد من الصائمين، خصوصاً خلال الأيام الأولى من رمضان نتيجةً للتغيّر السريع الذي يواكب العادات الغذائية والتخفيف من استهلاك السوائل، ويؤدّي ذلك إلى التوتر الذي يزيد ما يسمّى بـ «ألم الرأس التوتري»، كما أنّ انخفاض استهلاك السوائل يقود نحو آلام في العضلات والإرهاق والتعب، ممّا يزيد من مخاطر حدوث آلام الرأس.

ويجب ألّا نغفل هنا أنّ عدم تناول فنجان القهوة الصباحي أو طعام الفطور لدى البعض قد يساهم في زيادة الألم. وكذلك، يساهم الإضطراب في النوم والإستيقاظ للمشاركة في السحور، ثم معاودة النوم في الإصابة بأوجاع الرأس، خصوصاً خلال الفترات الأولى للصوم.

س2: هل يمكن تفادي هذه المشكلة أو على الأقل التخفيف منها؟

بالطبع، تنحسر حدّة آلام الرأس مع مرور الوقت، علماً أنّه يمكن تفادي هذه  المشكلة، من خلال استهلاك كميّة كبيرة من السوائل أي بمعدّل 3 إلى 4 لترات من السوائل موزّعة على فترات ساعات الإفطار والسحور وما بينهما، ولابدّ من الإعتدال في ساعات النوم وفي كميّة الطعام المستهلكة من الإفطار إلى السحور.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح تُخفّف من آلام الصداع النصفي في رمضان

2- الحرارة المرتفعة

س1: كيف تؤثّر ضربة الشمس على الصائم؟

يؤدّي التعرّض إلى حرارة الشمس المرتفعة إلى ما يسمى بـ «ضربة الشمس»، إذ يكون من تعرّض لحرارتها غير قادر على إخراج الحرارة من جسمه، ويسبّب بقاؤها في الداخل ضرراً للأعضاء الحيويّة في حالات قليلة. وفي حالات أخرى، تؤدّي إلى آلام حادّة في الرأس وفقدان الجسم للسوائل ما يسبّب آلاماً عضليةً وإرهاقاً ونرفزةً شديدةً!

وإذا كان تأثير المكوث في الشمس لفترة طويلة كبيراً للغاية، تحصل اضطرابات عقلية ودوار وفقدان للوعي. ولعلّ أكثر من يعاني من هذه المشكلة هم كبار السن والأطفال والعاملون في ورش خارجية. وبما أنّ الصيام يقضي الإمتناع عن شرب الماء لترطيب الجسم، فإنّ عدم تناول السوائل بكميّات كافية خلال فترات الإفطار يزيد من التعرّض لهذه الحالة. لذا، لابدّ من تفادي التعرّض للشمس أو الوقاية من خلال حماية الرأس والإغتسال، إذا أمكن، في الماء البارد إلى أن يحين موعد الإفطار.

إقرأ أيضاً: تعرّف على طرق علاج ضربة الشمس

س2: ما هو تأثير الحر الشديد على نوعية الطعام، وبالتالي هضمه في ما بعد؟

يؤدّي الحر الشديد إلى التعرّق وخسارة السوائل، كما تدفع ساعات الصوم الطويلة الصائم إلى الإنكباب على تناول الطعام الدسم بدون التركيز على نوعية الطعام التي تحتوي على سوائل وأملاح كالخضار والفاكهة. وبالتالي، تتباطأ عملية الهضم وتصيب الصائم بكسل ونعاس شديدين يعطّلان تناوله للسوائل، وبالتالي تحرمه من حاجاته لأنواع الطعام الأخرى التي تساعد في تسهيل عملية الهضم.

إقرأ أيضاً: كيف تتجنّب المشاكل الهضميّة في رمضان؟

3- الحامل والصوم

س1: هل يمكن للحامل الصوم؟

في المبدأ، لا مانع للسيدة الحامل من أن تقوم بفريضة الصيام، لكن يجدر بها أن تراعي كميّة الطعام والسوائل الواجب استهلاكها، وتحتاج الحامل إلى نحو 2300 سعرة حرارية عموماً، على أن تأتي بغالبيتها من الحبوب والبقول والنشويات المركّبة والخضر والفاكهة والخبز، مع التخفيف من استهلاك الدهون الحيوانية والزيوت المقلية واللحوم النيّئة. كذلك، يجب أن تستهلك ما يقارب من 3 إلى 4 لترات من السوائل (ماء وغيره من المشروبات)، على ألّا تكون غازية.

ويجب على الحامل الصائمة أن تتناول وجبات ثلاث، على الشكل التالي: الإفطار باعتدال، السحور ووجبة خفيفة بينهما تتضمّن الكثير من السوائل والطعام الخفيف الهضم، بينما يكون السحور غنياً بالنشويات المركّبة والسوائل، مع التركيز على الحليب والتقليل من السكر السريع، لتفادي الجوع في وقت قريب.

إقرأ أيضاً: أسئلة وأجوبة حول صيام الحامل في رمضان

س2: هل من خصوصيات للصوم لدى الحوامل اللواتي يعانين من مشكلات صحية؟

يجدر بالحامل التي تعاني من مشكلات صحية وأمراض مزمنة أن تستشير طبيباً يحدّد إمكانية صومها التي ترتبط بحاجتها إلى العلاج ونوع الطعام.

وعلى سبيل المثال: تحتاج الحامل التي تعاني من مشكلات السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو حالات النزف إلى الراحة السريرية التامة. أمّا في حالات سوء التغذية أو النقص الشديد في الوزن، فتحتاج الحامل إلى اتّباع نظام غذائي مختلف قد يتعارض مع الصوم، ذلك أنّ سوء التغذية يؤدّي إلى تراكم ما يسمى بـ «الكيتونات» التي قد تؤذي الحامل والجنين، وتحديداً دماغه. كما يؤدّي سوء التغذية إلى إنقاص وزن المولود، ما قد يؤثّر أحياناً على الولادة المبكرة أي قبل الأسبوع الـ37 من الحمل.

إقرأ أيضاً: لكل حامل: كيف تعتنين بصحتكِ في رمضان؟

س3: كيف يكون تأثير الحر الشديد عليها وعلى الجنين؟

يوازي تأثير الحر على الحامل تأثيره على الأشخاص العاديين، لناحية ألم الرأس والإرهاق والإجهاد وجفاف الجسم الشديد، أحياناً. وقد تكون هذه الأعراض أشدّ وطأةً عليها وأسرع حدوثاً منه لدى الأشخاص الآخرين. أمّا الجنين، فيتأثّر أيضاً بتعرّض أمّه المطوّل للشمس وبجفافها، وقد يسبّب له ذلك احتقاناً في الحرارة وارتفاعها داخل الرحم، ما قد يؤثّر على الجهاز العصبي لديه.

ويجدر بالحامل تفادي التعرّض للشمس واستهلاك كمية السوائل المذكورة سالفاً أثناء تناول الوجبات، لحماية نفسها خلال الصوم في النهار.

وتنطبق هذه الإرشادات على الحوامل اللواتي يعملن خارج المنزل، وكذلك على العاملات في مهن تستدعي البقاء خارجاً طوال النهار. لذا، لابدّ من التشديد على تناول كمية المياه خلال الإفطار والسحور وما بينهما والوقاية من ضربات الشمس خلال النهار. 




مقالات مرتبطة