8 أسباب تؤدي إلى صعوبة التركيز

ماذا كنت تفعل عندما لفت هذا المقال انتباهك؟ ربَّما كنت تفكر وتركز انتباهك على مشروع أو أمر آخر. كان تحقيق التوازن بين العمل والأسرة والحياة الاجتماعية يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة إلينا قبل تفشي جائحة كورونا (COVID-19)، وقد يبدو الأمر مستحيلاً تماماً في هذه الأيام؛ ومع ذلك، لا تدع الأخبار السيئة أو الشعور المؤقت بالاستمتاع يؤثران في تركيزك.



نقدم لك فيما يأتي ثمانية أسباب قد تجعلك تواجه مشكلة في التركيز، كما نقدم حلاً لكلٍّ منها لمساعدتك في العودة إلى المسار الصحيح:

1. مشتتات الانتباه الرقمية:

قُم بتجربة صغيرة: افتح متصفحكَ واضغط على المفتاحين (Ctrl + H)، وراجع السجل، وشاهد ماذا فعلت طوال اليوم.

إنَّه لأمرٌ مرعب، أليس كذلك؟

ربَّما فتحت بريدك الإلكتروني وأغلقته عدة مرات، وتصفحت وسائل التواصل الاجتماعي والكثير من المنشورات، وزرت العديد من مواقع البيع بالتجزئة، وكنت تتلقى كل بضع ثوانٍ إشعارات جديدة من تويتر (Twitter) أو أنستغرام (Instagram) أو شبكات الأخبار، وتنقل انتباهك في كل مرة من شاشة الكمبيوتر إلى هاتفك خوفاً من أن يفوتك شيء ما، أليس كذلك؟

الحل: جدوِل مهماتك اليومية

رغم جائحة كورونا، إلَّا أنَّ بإمكانك وضع جدول يومي؛ ورغم أنَّ توفر القليل من المرونة يمثل صعوبة في هذه الأيام، إلَّا أنَّه يجب أن تخصص فترات زمنية لإنجاز المهمات التي تعلم أنَّك تحتاج إلى إكمالها؛ فأنت تحتاج جدولة وقتك لعدة أسباب منها:

  • قراءة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل والرد عليها.
  • إحراز تقدم في أهم مشروعين أو ثلاثة مشاريع عمل لديك.
  • الانخراط في التطوير المهني.
  • القيام بالأعمال المنزلية.
  • مساعدة الأطفال في أداء واجباتهم.
  • تشغيل برنامج زووم (Zoom) للتواصل مع شريكك.

يمكنك اعتبار الفترات بين هذه الأمور فترات احتياطية، حيث يمكنك الاسترخاء وتشتيت انتباهك بأمور تحبها بين الحين والآخر؛ ولكنَّ الحل الرئيس يكمن في قدرتك على التحكم بفترات العمل بدلاً من السماح لتلك المشتتات بالتحكم بك حينها.

إقرأ أيضاً: 5 طرق فعّالة لزيادة التركيز في العمل والدراسة

2. أحلام اليقظة والذكريات:

هل تجلس شارد الذهن تتذكر تلك الرحلة التي قمت بها الصيف الماضي؟ هل تفكر في قضاء عطلة مشابهة الصيف القادم، وتغرق في تفاصيل الترتيبات لها الآن؟

يفقد الجميع أنفسهم في أحلام اليقظة والذكريات أحياناً، حيث تجول أفكارك في المستقبل أو الماضي لأنَّ هذه الأفكار أكثر متعة من جدول البيانات الذي تعاني في ملئه، ويسبب لك هذا الأمر صعوبة في التركيز على الأمور الهامة؛ ومع ذلك، لديك موعد نهائي للالتزام به؛ فكيف يمكنك إذاً الحفاظ على تركيزك؟

الحل: عش الحاضر

أحلام اليقظة ليست بالضرورة أمراً سيئاً، حيث يمنحك التصور القدرة على الإبداع، ويُمكِّنك من تخيل ما تريد القيام به في الحياة؛ وما عليك سوى القيام بذلك عندما يكون الأمر منطقياً، وليس عندما يتوجب عليك التركيز على عملك.

عش الحاضر عن طريق الاحتفاظ بقائمة مهماتك اليومية على المكتب أمامك؛ فعندما يتشتت انتباهك، اشغل نفسك بالأعمال التي أمامك مباشرة، وحاول السيطرة على نفسك بالتركيز على شيء حقيقي قبل إعادة تركيزك على المَهمَّة التي بين يديك، وخصِّص وقتاً تسمح فيه لعقلك بالتجول بعيداً عمَّا يشغلك، واسمح لنفسك بالتلذذ برفاهية الأحلام عندما لا تبعدك عن شيء تحتاج إلى إنجازه.

3. الصداع:

يعاني الجميع من الصداع في مرحلة ما من حياتهم؛ ورغم أنَّك قد تستطيع التغلب على الصداع الخفيف، إلَّا أنَّ الصداع النصفي (الشقيقة) سيشتت تركيزك لا محالة.

ينتج الصداع والصداع النصفي عن مجموعة كبيرة من المشكلات، كالتوتر وقلة النوم والنظام الغذائي وتعب وإرهاق العينين وكثرة تعاطي الأدوية، بالإضافة إلى جائحة كورونا التي تأتي في المقدمة؛ لذا لا عجب أن تشعر بالصداع الشديد.

الحل: استخدم عقلك

مثلما تضع عبوة المعقم في حقيبتك هذه الأيام، احتفظ بأدوية الصداع والصداع النصفي في متناول يديك في جميع الأوقات، حيث من الصعب عليك الوصول إلى الصيدليات في ظل الوضع الراهن؛ وإذا لم يكن صداعك شديداً، فحاول استخدام طرائق بديلة عن الأدوية، حيث يشعر بعض الناس بالراحة بمجرد شرب الماء أو وضع كمادات باردة أو استنشاق الزيوت العطرية.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة تساعد في التخفيف من نوبات الشقيقة

4. تزاحم الأفكار:

"متى يحين موعد هذا المشروع؟ يجب أن أهتم بالأطفال، أنا بحاجة إلى مراجعة الحسابات، ماذا سأحضر لعشاء الليلة؟"، هل تبدو هذه الأفكار مألوفة بالنسبة إليك؟

تلك الأفكار المتسارعة شائعة بين الناس، لاسيما بين الأشخاص المشغولين دائماً؛ لكنَّها لا تساعد على إبقاء ذهنك في المسار الصحيح أو التركيز.

الحل: تأمل وكُن يقظاً

إذا كنت مثل معظم الناس، فإنَّ عقلك يضيع في زحمة الأفكار في 47٪ من الوقت؛ لذا يُعدُّ التأمل طريقة رائعة تساعدك على التخلص من الفوضى والتركيز على الحاضر.

الخبر السار هو أنَّ التأمل سهل جداً، فما عليك إلَّا أن تجلس في مكان مريح وتخلع حذاءك وتضبط مؤقتاً لمدة عشر دقائق، ثم تركز فقط على تنفسك.

لا تحاول التحكم بتنفسك، بل راقب شهيقك وزفيرك، ودع الأفكار تمر دون أن تحكم عليها؛ إذ توجد العديد من أنواع التأمل الشائعة، فاكتشف ما يناسبك، وابتعد عن تلك الأفكار المتسارعة.

شاهد بالفديو: 9 قواعد أساسية لزيادة الإنتاجية في العمل

5. المسائل والخلافات العالقة:

إنَّ الحياة التي نعيشها فوضوية جداً، والخلافات العالقة وغير المحلولة واحدة من أعظم مشتتات التركيز.

ربَّما تجادلت مع شريكك الليلة الماضية، ونام كلاكما غاضباً، وكان هذا الأمر يزعجكما طوال الصباح؛ أو ربَّما ضقت ذرعاً من زميل في العمل يتحدث دائماً بصوت عالٍ ليلفت انتباه الناس إلى أموره الخاصة؛ لكنَّ غضبك وانزعاجك لن يحل المشكلات، وإنَّما سيشتت تركيزك عن عملك فحسب.

الحل: احصل على بعض الحلول المناسبة

بدلاً من ترك الخلاف عالقاً دون حل، حاول حله، والتزم بهذا الأمر، وحافظ على هدوئك، وأصغِ باهتمام، واعمل على تسوية الخلافات بأي طريقة ممكنة؛ فمثلاً: إذا فعل زميل في العمل شيئاً ما يزعجك بما يكفي ويؤثر في قدرتك على التركيز، أخبره بذلك مباشرة، وكن عقلانياً، ولا تغضب، وحاول أن تفهم ما سبب قيام الآخرين بذلك.

6. قلة النوم:

إنَّ قلة النوم ليست مجرد مشكلة صحية، وإنَّما مشكلة تعيق قدرتك على التركيز خلال ساعات الاستيقاظ؛ وتوجد عدة أسباب طبية مرتبطة بذلك، كمرض السكري ومشكلات الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية، والتي تحتاج إلى البحث عن علاج طبي لها.

لكن بالنسبة إلى معظم الناس، تَحدُث قلة النوم نتيجة القلق بشأن الأمور المالية أو الأطفال أو الوالدين، أو ربَّما تغيير الوظيفة التي لطالما كنت تفكر فيها؛ فأنت تمتلك الكثير من الأفكار التي تدور في ذهنك، وتسبب لك كلها صعوبة في التركيز.

الحل: احظَ بقسط وافٍ من النوم

بحسب إحدى الدراسات، يمكن أن تؤدي خسارة 16 دقيقة فقط من النوم كل يوم إلى ابتعادك عن هدفك في اليوم التالي.

قد يكون الحصول على نوم جيد أمراً سهلاً من خلال تغيير سريرك أو وسادتك، ولكن قد يكون روتينك اليومي هو السبب الأهم وراء عدم الحصول على نوم هانئ ليلاً، وتشمل الخطوات الرئيسة لمساعدتك على النوم جيداً ما يأتي:

  • اذهب إلى الفراش واستيقظ في الوقت نفسه كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
  • تحكم بمدى تعرُّضك إلى الضوء الأزرق الصادر عن الأجهزة الإلكترونية ليلاً، واستثمر هذا الوقت في مواجهة الأشياء الهامة التي تدور في ذهنك من خلال وضع قائمة بالمخاوف أو تحديث قائمة مهماتك.
  • تجنب الإفراط في تناول الطعام، إذ قد يشعرك تناول وجبة طعام دسمة قبل الخلود إلى النوم بالانتفاخ وعدم الراحة.
  • تجنَّب شرب الكحوليات أو الكافئين، حيث يؤثر كلاهما في دورة نومك الطبيعية.
  • عندما تستلقي، أطفئ الأنوار وأغلق عينيك وخذ أنفاساً عميقة وادخل إلى عالم الأحلام.

شاهد بالفديو: كيف تصل إلى التركيز وسط جميع الإلهاءات

7. عدم ممارسة الرياضة:

بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، تقع ممارسة الرياضة في أسفل قائمة مهماتهم؛ فعندما ينشغلون، يتخطون فكرة ممارستها، ممَّا يؤثر في تركيزهم.

يفيد النشاط البدني المعتدل والمنتظم صحتك البدنية، ويحسن نومك، ويقلل من القلق، ويزيد من الذكاء والقدرات الذهنية؛ وإذا كنت لا تخصص وقتاً لممارسة الرياضة خلال يومك، قد تضر بقدرتك على التركيز.

الحل: مارس التمرينات الرياضية

لسنا جميعاً رياضيين محترفين بالتأكيد، ولا يريد الجميع ممارسة التمرينات الرياضية تحت إشراف أحد؛ لكنَّ كل ما يهم هو القدرة على الاستمرار؛ فبدلاً من وضع خطة سنوية للممارسة والتي من الممكن أن تفشل، ابدأ بخطوات صغيرة كالتنزه أو صعود الدرج.

مثلاً: إذا استغرق الأمر خمس دقائق فقط لتناول طعام يحتوي على البروتين خلال عملك، فاستخدم بقية استراحة الغداء للتنزه سيراً على الأقدام، حتى لو كان في الجوار؛ لتعود بعدها وأنت تشعر بالانتعاش.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات بسيطة تساعدك على ممارسة الرياضة يومياً

8. الملل:

إذا كنت تشعر بالملل من مشروع عمل، فمن السهل أن تقع ضحية لمصادر التشتيت مهما كانت بسيطة؛ وإذا كنت لا تستمتع بما تفعله، فستجد صعوبة في التركيز عليه؛ وإذا كنت تشعر بالملل من الحياة عموماً، صعُبَ عليكَ التركيز على الكثير من الأمور.

يؤدي الملل إلى نقص الحافز، ويدفعك إلى الشعور بالإرهاق، وإلى تصفح فيسبوك (Facebook) لساعات؛ حيث يرتبط الاكتئاب والملل ببعضهما بعضاً ارتباطاً وثيقاً.

الحل: احصل على وجهة نظر جديدة

لقد فرض الوباء قبضته على حياتنا الاجتماعية؛ لكن رغم القيود المفروضة علينا لمقابلة الآخرين والخروج إلى الأماكن العامة، نحتاج إلى إيجاد طريقة لإعادة العلاقات الاجتماعية إلى حياتنا؛ إذ إنَّ تحقيق التوازن بين العمل والحياة أمر هام، خاصة في ظل الظروف الراهنة.

حتى إذا لم تعتد على تناول الطعام في مطعم أو زيارة الأقرباء، توجد أشياء أخرى بإمكانك القيام بها؛ فمثلاً: يمكنك استخدام تطبيقي زووم (Zoom) وفيس تايم (Facetime)، فهما خياران جيدان للتواصل مع الآخرين؛ أو قد تُفضِّل وجود بعض الأصدقاء في الجوار بحيث يمكنك مقابلتهم لمدة قصيرة مع الحفاظ على التباعد الجسدي؛ أما بالنسبة إلى مشروع العمل الممل ذاك، فغيِّر موقفك منه من خلال التفكير في كيفية إفادة العميل، وابحث عن طريقة لجعل الأمر ممتعاً بمناقشته مع الزملاء الذين يجعلونك تضحك؛ وإذا فشلت كل محاولاتك للتركيز، اتركه جانباً ولو مؤقتاً، وانتقل إلى شيء أكثر جاذبية.

الخلاصة:

يتطلب التركيز الكثير من الطاقة والتحفيز؛ لهذا السبب يعاني معظم الناس من صعوبة في التركيز؛ فعندما تواجه كل الأصوات والأضواء والأشخاص الذين يتنافسون على تشتيت انتباهك، قد يكون ذلك أمراً محيراً؛ لذا ابذل قصارى جهدك للتخلص من الأمور المشتتة، وصفِّ ذهنك، واعتنِ بنفسك، وتأكد من أنَّك ستتمكن من إنجاز المهمات كافة التي يجب عليك القيام بها بمجرد أن تكون في الوضع الملائم للتركيز.

المصدر




مقالات مرتبطة