تعريف الإبداع:
لا يُمكن اختزال تعريف الإبداع ببضع كلمات أو تعريفات بسيطة، إذ أنّ هناك العديد من التعريفات التي تتحدث عن الإبداع ومفهومهِ العام مثل:
- الإبداع هو الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة.
- الإبداع هو التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة.
- الإبداع هو القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تُشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى.
- هو المبادرة التي يُبديها الشخص بقدرته على الإنشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى مخالفة كلية.
- يقوم الإبداع على دمج الأفكار القديمة والطرق القديمة وتمريرها على المُخيلة للخروج بنتيجةٍ جديدة، ويكون الإبداع عادةً فرديًا، وهو المرتبط بالفنون والإبتكارات العمليّة، كما ويُمكن أن يكون الإبداع جماعيًا، عن طرق القيام بمجموعة من الأعمال الجماعيّة.
ومن صور الإبداع:
- أن يرى الإنسان ما لا يراه الآخرون.
- أن يرى المألوف طريقةٍ غير مألوفة.
- هو تنظيم الأفكار وظهورها في بناء جديد انطلاقًا من عناصر موجودة.
- إنّهُ الطاقة المدهشة لفهم واقعين منفصلين والعمل على انتزاع ومضة من وضعهما جنبًا إلى جنب.
- هو طاقة عقلية هائلة، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، مجتمعية إنسانية في انتمائها.
- هو القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة تعجب السامع والمشاهد.
مراحل الإبداع:
1- مرحلة الإبداع والتحضير:
وهي المرحلة التي ينغمس فيها الإنسان أو الفريق بجمع المعلومات، وتشهد هذهِ المرحلة في بعض الأحيان تباطؤ في عمليّة الإبداع فعليًا أو ظاهريًا، وتشير الأبحاث بأنّ من يُخصصون الكثير من الوقت لتحليل المشكلة ومعرفة عناصرها قبل البدء في حلها هم الأكثر إبداعًا ممن يُسارعون في حل المشكلة.
2- مرحلة الإحتضان:
وهي عبارة عن المرحلة التي يُرتب فيها العقل العديد من الأفكار والشوائب التي لا ترتبط بالمشكلة، وتتميّز هذهِ المرحلة بالجهد الكبير الذي يبذله المبدع من أجل حل المشكلة، وإعطاء العقل الفرصة المناسبة للقضاء على الأفكار الخاطئة.
3- مرحلة الإشراق:
وهي المرحلة التي يعمل فيها الدماغ الصامت، والتي يستطيع فيها أن يولّد الأفكار والإختراعات الجديدة، حيث يشعر الإنسان بسعادةٍ كبيرة لقدرتهِ على حل المشكلة التي تعترضه ليشعر بالكثير من السعادة النفسيّة والراحة.
4- مرحلة التحقيق:
وهي المرحلة التي على الإنسان المبدع فيها أن يختبر الفكرة، ويُعيد النظر بها، وليتأكد فيما إذا كانت فكرة كاملة ومفيدة بالفعل، أو إذا كانت بحاجة إلى صقل وتهذيب، ويُمكن القول بأنّها مرحلة تجريب للفكرة الجديدة، وتلعبُ الإدارة في هذهِ المرحلة دورًا مهمًا في تشجيع وإنجاح العمل الإبداعي.
شاهد: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك
أنواع الإبداع:
1- الإبداع الشخصي:
وهو الإبداع الذي يُقاس على الحالة الفرديّة، وبهذا النوع يكون للإنسان المبدع العديد من الخصائص الفطريّة التي تجعله يتّخذ سلوكًا إبداعيًا يختلف عن سلوك الأشخاص الآخرين، كما ويسهّل عليهِ إيجاد الحلول لمختلف المشاكل المستعصيّة التي تعترض طريقهُ وحياته، وأعماله.
2- الإبداع الجماعي:
وهو الإبداع المُرتبط بالأعمال الجماعيّة، والذي يتم بين العديد من المجموعات والأفراد، وذلك بهدف تحويل الإبداعات الفردية إلى إبداعات جماعيّة ناتجة عن جهد مشترك بين عدة أشخاص.
3- الإبداع المنظمي:
وهو الإبداع الذي ينتج عن وجود بيئة المنظمات التي تحرص على إخراج كل الطاقات الإبداعيّة الكامنة داخل الجماعات والأشخاص، وتحويلها إلى عمل منظّمي يهدف إلى تحقيق الأهداف الأساسيّة للمنظمات.
أمّا تصنيف الإبداع حسب مفهوم تايلور فهو:
1- الإبداع التعبيري:
وهنا يمتلك المبدع قدرةً كبيرة على التعبير عن ذاتهِ وواقعهِ، ويتميّز بالعفويّة والتلقائيّة، إن كان في مجال الأدب أو الفن.
2- الإبداع الفني:
وهو الإبداع المرتبط بوجود موهبة فريدة في الإنسان، مثل امتلاكهِ لصوت جميل، أو قدرتهِ على العزف باستخدام إحدى الآلات الموسيقيّة، أو امتلاكهِ لموهبة الرسم والنحت.
3- الإبداع الإنتاجي:
وهو الإبداع الذي ينتج عن قدرة الفرد على إنتاج بعض الأشياء المبدعة، وبأشكال جديدة ومبتكرة.
4- الإبداع الخلّاق:
وهو الإبداع المتفرّد الذي يُنتج اختراعات تغيّر نمط الحياة بشكلٍ جذري وأكثر إيجابيّة من السابق.
5- الإبداع الطارق:
وهو الإبداع الذي يظهر في الظروف الصعبة والإستثنائيّة، وهذا ما يجعلهُ يتّخذ طابع المفاجئة.
6- الإبداع التجددي:
وهو الإبداع الذي يمتلك القدرة على إيجاد أنماط جديدة وعميقة في طرق المعرفة وتجديدها بشكلٍ مستمر.
أهمية الإبداع في الحياة:
- يُساعد الإبداع بزيادة قدرة الإنسان على إيجاد الحلول المبتكرة لكل المشاكل التي قد تعترضه في حياتهِ الخاصة والعمليّة، وذلك عن طريق قدرتهِ على إيجاد الأفكار الخلّاقة والعبقريّة.
- يُساهم الإبداع على التنافسيّة بين المؤسسات والأسواق المحليّة والعالميّة.
- يلعب الإبداع دورًا أساسيًا في زيادة التنميّة الإقتصاديّة في المجتمع، فكلّما زاد المُبدعين في المجتمع كلما انتعش اقتصاديًا.
- يُساعد على إيجاد الطرق المناسبة لزيادة الإنتاج وإيجاد منتح بسعر قليل وفعاليّة كبيرة.
- زيادة المنافسة البناءة بين العاملين، وخلق بيئة وظيفيّة إيجابيّة.
- زيادة ثقة الإنسان بنفسهِ وقدراتهِ العامة، وشعورهِ بالفخر الدّائم.
- تعميم الفائدة الإبداعيّة، واستخدامها لصالح العام واستثمارها بشكلٍ جيد يعود بالنفع على الجميع.
- التقليل من نسبة المشاكل التي تحدث في سوق العمل، والتي تساهم في تعطيل العمل وتراجعهِ.
معوقات التفكير الابداعي:
المعوقات الشخصيّة:
- ضعف الثقة بالنفس، والخوف من الأيّام القادمة والمستقبل.
- تقليد الإنسان للآخرين بشكلٍ كبير، مما يقود إلى محدودية التفكير، والإخفاق في استخراج الأفكار الإبداعيّة.
- سطيرة الحماس الزائد على الإنسان والذي يؤدي مع الأيّام إلى استعجال المراحل للحصول على نتائج جيدة بشكلٍ سريع، مما يؤدي إلى الإنتقال من مرحلة إلى أخرى دون إتمام المراحل السابقة.
- سيطرة التفكير النمطي على عقل الإنسان، ممّا يؤدي إلى التفكير المحدود وغياب الإنجاز.
- التسرّع في إيجاد أي حل بدائي للمشاكل، دون استيعاب كل جوانبها واتجاهاتها، لإيجاد الحل المناسب والجذري لها.
- ترسيخ أنماط فكريّة معينة في عقل الإنسان وذهنهِ، وعدم القدرة على استيعاب أفكار أكثر أهميّة وفاعليّة.
المعوقات الظرفيّة:
- وتتمثّل هذهِ المعوقات بخوف الإنسان من الأفكار الجديدة وعدم تقبلها، والإعتقاد بأنّ هذه الأفكار تهدد وضعهُ المادي والمهني، وترديد بعض العبارات التي تُسبّب الإحباط مثل الفكرة قد تكون خاطئة، الفكرة ستحتاج للكثير من الأموال، لن تنجح هذهِ الفكرة في حل المشكلات.
- ضياع الإنسان وعدم قدرتهِ على التمييز بين الفكاهية والجديّة، حيث أنّ العديد من الأشخاص يعتقدون بأنّ التفكير والإبداع يتطلّب الجدية في العمل، بينما الحقيقة تقول عكس هذا، إذ أنّ الإبداع يحتاج للكثير من المرح والتأمل، والتخيّل، ولتحقيق التوازن الإبداعي يجب الجمع مابين الجدية والفكاهة في العمل.
- غياب التوازن بين التنافس والتعاون في المؤسسة الواحدة، إذ أنّ روح التنافس والتعاون مطلوبة لخلق الكثير من الأفكار الإبداعيّة الضرورية لنجاح أي عمل.
المعوقات الاجتماعيّة:
- وهي تشمل المعوقات الأسريّة، كانخفاض المستوى التعليمي والإقتصادي فيها، وكثرة الإتجاهات والأفكار السلبيّة المُحبطة، وعدم الإهتمام بالتعامل الصحيح مع الأبناء.
- كثرة معوقات الإبداع داخل المدرسة، كاستخدام طرق التعليم التقليديّة والقديمة البعيدة عن الإبتكار والحداثة، والإعتماد على أساليب قديمة في الحفظ والمذاكرة، وهذا ما يحد من قدرة الطلاب على استخراج الأفكار الإبداعية وتركها مدفونة.
- معوقات متعلقة بالمجتمع، كالتمييز بين الجنسين، التدهور الإقتصادي، والتجمعات السكانيّة الكبيرة وزيادة الإنجاب مما يؤثر على المجتمع بشكلٍ سلبي، ويحد من قدرته على استخراج الأفكار الإبداعيّة واستغلالها للنمو والتطور.
- التقيّد المبالغ فيهِ بالعادات والتقاليد القديمة دون البحث عن عادات مبتكرة تتناسب مع العصر الجديد الذي نعيشُ فيهِ.
المعوقات على المستوى المؤسسي:
- الإهتمام بالنواحي الشكليّة والنظاميّة، وإهمال العمليّة في الإنتاج والجوانب الإبداعيّة في العمل والمؤسسة.
- عدم الفصل بين الإدارة والسياسة في القطاع الحكومي، وبين الإدارة والمُلكيّة في القطاع الخاص، وهذا ما يتسببُ في تسليم المناصب الإداريّة لأشخاص غير مؤهلين ولا يمتلكون المهارات الإداريّة اللازمة.
- الشك بالجانب الإبداعي، والنظرة السلبيّة لهُ، مقارنةِ مع القيم الإجتماعيّة السائدة.
- التركيز فقط على تحقيق الربح من خلال تقليل التكاليف، والعمل ضمن النظرة والخطط التقليديّة للعمليّة الإنتاجيّة.
- محدوديّة الموارد وندرتها، وضعف الدعم المادي الضروري لأداء التجارب الإبداعيّة على أرض الواقع.
امثلة على مهارات التفكير الابداعي:
هناك الكثير من الأمثلة توضح مهارات التفكير الإبداعي في حياتنا ومنها:
- حل المشكلات بطرق جديدة مبتكرة.
- التطوير والبعد عن النمطية في التفكير عن طريق القراءة وتوسيع مدارك العقل.
- الإبداع في مجال الفن مثل التصميم الغرافيكي وتصميم الشعارات والإعلانات.
- الإبداع في مجال العلوم والهندسة مثل تطبيق تقنيات الذكاء الصناعي الحديثة.
- القدرة على التوصل لأفكار مبدعة وأصلية أي لم يسبق لأحد التفكير فيها من قبل.
نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي:
1- استثمار الوقت:
إنّ هدر الوقت يؤثر كثيرًا بقدرة الإنسان على خلق الأفكار الإبداعيّة وتوظيفها في حياتهِ اليوميّة وحياتهِ المهنيّة، لهذا لكي يُصبح الإنسان مبدعًا عليهِ أن يُحافظ على وقتهِ وأن يُقدر قيمة كل دقيقة تمر من حياتهِ، بدلًا من ضياعها على أشياء تافهة كمشاهدة التلفاز لساعاتٍ طويلة، أو النوم لفتراتٍ طويلة، أو تصفّح الإنترنت بشكلٍ مبالغ.
2- الابتعاد عن الروتين:
إنّ الروتين اليومي يُعتبر بمثابة الشيئ الذي يقتل تفكير الإنسان وقدرتهِ على الإبداع، لهذا على كل شخص يحلم بالإبداع أن يبتعد عن الروتين اليومي، وعن السير وفق جدول محدد بشكلٍ يومي، وأن يحرص على إضافة أشياء جديدة إلى أعمالهِ ونشاطاتهِ.
3- الثقة بالنفس:
ليُساهم الإنسان في تنمية التفكير الإبداعي لديهِ، عليهِ أن يثق بنفسهِ، وبالقدرات التي يمتلكها، وأن يؤمن أنّهُ ليس أقل من كل العلماء والعظماء والمفكرين الذين استطاعوا أن يُبدعوا في حياتهم ويصلوا إلى أعلى مراتب النجاح في الحياة.
4- عدم تقليد الآخرين:
من الضروري أن يبتعد الإنسان عن تقليد الآخرين، ومراقبة أعمالهم وتصيد أفكارهم، والاعتماد على الإبتكار والسعي وراء توليد الأفكار الإبداعيّة الجديدة التي لم يسبقهُ إليها أحد.
5- الابتعاد عن السلبيين:
من الضروري أن يبتعد الإنسان عن أصحاب الأفكار السلبيّة أو السلبيين المزعجين الذي يبثون الأفكار السامة في أي مكان يتواجدون فيهِ، وذلك لأنّ مرافقة مثل هؤلاء الأشخاص يحد من قدرة الإنسان على العمل وابتكار الأفكار الإبداعيّة الخلاقة.
6- البحث عن المعلومات القيمة:
يجب على الإنسان أن يجتهد في البحث عن المعلومات القيمة والأفكار الإبداعيّة التي ستُساعدهُ على تأسيس مشروعه الخاص الذي سيصل بواسطتهِ إلى أعلى قمم النجاح والتألق.
وأخيرًا ننصحك عزيزي بأن تتقيّد بكافة النصائح التي قدمناها لك، لتنجح في تحويل أفكارك إلى أفكارٍ إبداعيّة، لتتميز وتنجح في الحياة.
المصادر:
أضف تعليقاً