في بعض الأحيان، قد نلجأ إلى تناول الأطعمة الصحية لعلاج بعض الأمراض، والتي قد تتسبَّب بمشكلةٍ صحيةٍ أخرى، إذ يعتقد بعض العلماء أنَّ هذه الأطعمة قد تتسبَّب بتغيُّر كمية المادة الكيميائية العصبية، والتي تسمَّى: السيروتونين. يلعب السيروتونين دوراً في تغيُّرات الأوعية الدموية وتدفق الدم، ممَّا يسبِّب لنا الصداع النصفي؛ ولنتجنَّب الإصابة به، علينا الحذر من الإفراط في تناول بعض الأطعمة، والعادات الغذائية الخاطئة التي تحفِّز الصداع النصفي، إليك أهمَّها:
1- الكافيين:
لا تقتصر محرِّضات الصداع على الأطعمة فحسب، بل هناك بعض المشروبات التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الكافيين، والتي قد تسبِّب الصداع النصفي، مثل: الشاي، والقهوة، والشوكولاتة؛ فقد تتسبَّب القهوة للأشخاص المدمنين عليها بصداعٍ وخفقانٍ في الرأس، وقد تتسبَّب زيادة نسبة الكافيين باتساع الأوعية الدموية الذي يؤدي إلى الصداع النصفي؛ لذا إن كنت من مدمني الكافيين، فعليك مقاطعته بشكلٍ تدريجي.
2- اللحوم المجمَّدة:
أثبتت الدراسات أنَّ الأطعمة الغذائية المجمَّدة واللحوم المصنعة، تُعدُّ من الأغذية الضارة للجسم. يعود السبب إلى دخول بعض المواد الكيميائية والحافظة إليها، والتي تساعد في الحفاظ على الطعام لفترةٍ أطول، والتي يمكن أن تُسبِّب: اضطراب ضغط الدم، والغثيان، وضيق التنفس، والصداع النصفي، بالإضافة إلى العديد من الآثار الجانبية الخطرة على جسم الإنسان، مثل: أمراض القلب، وأمراض السرطان.
3- بقايا الطعام:
إنَّ عادة تناول بقايا الأطعمة منتشرةٌ بشكلٍ واسعٍ في مجتمعنا، وتناولها باستمرارٍ قد يتسبَّب بألمٍ شديد في الرأس، نتيجةً لزيادة التيرامين، وهو عبارةٌ عن مادةٍ مشتقةٍ من الحمض الأميني (التيروزين)، والذي يتواجد بكثرةٍ في بقايا الأطعمة غير المخزَّنة بشكلٍ صحيٍّ. لذا من أجل الحفاظ على الأطعمة الغذائية، والحيلولة من عدم تأثرنا بها، يجب تخزينها باستخدام علبٍ محكمة الإغلاق. ومن أهمِّ المواد الغذائية التي تحتوي على مادة التيرامين: الشوكولاتة، الموز، اللبن، إضافةً إلى الأطعمة المخمَّرة والكحول.
4- الحمضيات:
إنَّ الاعتدال في تناول الفاكهة الحمضية، قد يحمينا من آلامٍ شديدةٍ في الرأس، كونها تحتوي على الهيستامين، وكمياتٍ قليلةٍ من التيرامين، لذا فإنَّ تناولها بإفراطٍ له تأثيرٌ سلبي؛ لأنَّه يُخِلُّ بتوازن الرقم الهيدروجيني في الدم، ويتسبَّب بآلامٍ شديدةٍ في الرأس بعد وصوله إلى الدماغ.
5- المُحليَّات الصناعية:
موادٌ تضاف إلى الأغذية كبديلٍ عن السكر، والتي تعطينا المذاق نفسه، والموجودة في العديد من الأطعمة والمشروبات. معظم الأطعمة التي تحتوي على المحليات الصناعية، قد تسبِّب الصداع النصفي؛ لأنَّها تحتوي على بديل السكر الطبيعي، مثل: سكر الدايت، ومادة الأسبارتام؛ علماً أنّ زيادة استهلاك مادة الأسبارتام بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية، قد يسبِّب لهم الصداع، وضعف الذاكرة والتركيز، ونوبات القلق، والاكتئاب.
6- الوجبات الجاهزة:
إنَّ الإفراط في تناول الوجبات الجاهزة قد يصيب الجسم بأمراضٍ مزمنة، كونها تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية والبروتينات، والتي قد تصيب الجسم بِـ: السمنة الزائدة، وأمراض القلب، وتمدُّد الأوعية الدموية. وقد أثبتت الدراسات أنَّ تناول 70 غرام من الدهون المشبعة، يؤدي إلى الشعور بالصداع النصفي المزمن.
7- الكحول:
مشروباتٌ تحتوي على نسبةٍ معينةٍ من الكحول، وقد تكون مخمَّرةً (البيرة)، أو مقطَّرةً (الويسكي). ويُعدُّ الكحول من أحد المسبِّبات التي تُحفِّز الصداع، وإنَّ شرب القليل منه قد يسبِّب لك آلاماً في الرأس، ويعدُّ النبيذ الأحمر الأكثر شيوعاً، بغضِّ النظر عن الكميَّات التي تُشرَب، وقد يؤثِّر الكحول على عمل غدد الجسم، ويتسبَّب بأمراض القلب.
8- البقوليات:
أطعمةٌ غنيةٌ بـِ: البروتين، والألياف، والفيتامينات، والحديد، والبوتاسيوم. كما تحتوي بعض البقوليات على مادةٍ تسمى "تيرامين" المسبِّبة للصداع، ويمكن أن يؤدّي الإفراط في تناولها إلى زيادة المخاطر الصحية المحتملة، مثل: اضطراب ضغط الدم، وداء النقرس، وانتفاخ البطن.
نصائح لتفادي الصداع النصفي:
- الاستلقاء والراحة، مع إغماض العينين في غرفةٍ مظلمة - على الأقل - لمدة 15 دقيقة.
- ممارسة تمرينات الاسترخاء التي قد تُخفِّف من آلام الصداع، من خلال أخذ نَفَسٍ عميقٍ وإخراجه ببطءٍ.
- شرب كوبٍ صغيرٍ من اليانسون يومياً، والذي قد يقينا من آلام الرأس.
- تناول الأوميغا 3، الموجود بكثرةٍ في الأسماك وبذور الكتان.
- يمكن أن يصيبنا الصداع نتيجة انخفاض مستوى الماء في الجسم، لذا لابدَّ من شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء يومياً.
- استنشاق زيت اللافندر، أو مسح منطقة الجبين وجانبي الحاجب والذراعين و مؤخرة العنق؛ به.
- وضع الرأس في مياهٍ دافئة؛ لأنَّ مرضى الصداع النصفي يعانون من ارتفاع درجة حرارة رأسهم، وبهذه الطريقة يمكن تخفيف آلام الرأس.
- النوم بشكلٍ كافٍ وبمعدلٍ وسطي من 6 – 8 ساعات؛ لأنَّ قلَّة النوم قد تصيب الجسم بالتعب وفقدان البروتينات الأساسية.
- ممارسة التمرينات الرياضية التي تساعد الجسم على إفراز مادةٍ مسكنةٍ للألم تسمَّى: الإندروفين.
- شُرب الزنجبيل؛ لأنَّه يعمل كمضادٍ للالتهاب.
- تدليك العنق بالضغط على قاعدة الجمجمة في المناطق المجوفة الموازية لعضلتي العنق.
إنَّ التعايش مع الصداع النصفي تحدٍ نواجهه يومياً، لذا من الهامِّ أن تعتني بنفسك جيداً، وأن تعرف كيفية التعامل مع هذا الصداع عند حدوثه من خلال اتباع سلوكاتٍ ونمطٍ حياةٍ صحي.
حافظ على ممارسة النشاط الرياضي، واتبع نظاماً غذائياً متوازناً، قد يقلِّل هذا كلُّه من احتمال حدوث الصداع النصفي؛ لذلك فإنَّ العلاجات الطبيعية هي دائماً الحلول الصحية السليمة للتخلُّص من آلام الصداع. إضافةً إلى تناول الأدوية الوقائية لتخفيف الألم بعد استشارة طبيبٍ مختصٍ، والإكثار من الأطعمة الصحية، مثل: الخضروات والفواكه.
أضف تعليقاً