لا تعد الأيام السيئة ممتعةً أبداً، ويبدو أمر تعريف اليوم السيء صعب للغاية، فقد يؤدي أي أمر يحدث معنا إلى مواجهة أيام سيئة، سواءً أكان حدثاً هاماً أم حتى لحظات أقل أهمية مثل إضاعة المفاتيح أم ضرب إصبع قدمك الصغير بالباب.
لحسن الحظ، يمكنك التغلب على يومك السيء باستخدام الخطوات الخمس البسيطة التالية:
1. إعادة تركيز أفكارك:
قد تحدث أمور ليست جيدةً معك أحياناً، ولكن قد لا يكون لها علاقة بمواجهة أيام سيئة حقاً. تشير الدراسات إلى أنَّ الأشخاص الذين يؤمنون بالحظ السيء، هم أكثر عرضة للأمور السيئة.
إذا كان يومك السيء مرتبطاً بطريقة تفسيرك للأحداث، فأعد تركيز أفكارك من خلال تقييم مشاعرك أولاً، ثم حلِّل المشاعر المرتبطة بيومك السيء. هل تشعر بالتوتر أو القلق أو الإحباط؟ وهل يمكنك تحديد متى بدأ ذلك الشعور أو سببه؟
بعد تحديد المشاعر التي تجتاحك، فكِّر في أحداث يومك السيء. لا يعد الأمر سهلاً دائماً، ولكن حاول إعادة تركيز أفكارك على بعض الإيجابيات المحتملة. على سبيل المثال، إذا فقدت عميلاً، فكِّر في طريقة للتعلم من الأمر لتحقيق النجاح في المستقبل، وتحديد الأمور التي يمكنك القيام بها بطريقة مختلفة.
2. صرف انتباهك عن يومك:
بمجرد أن تواجه يوماً سيئاً، يجب أن تتوقع استمراره، ولكن إذا كنت تتوقع حدوث أمور سيئة، فسوف تتعرض لها لا محالة. يمكن أن تدفعك التوقعات السلبية إلى تفسير الأمور بطريقة سلبية أيضاً. مهمة الدماغ في هذه الحالة هي فهم المحيط من حولك، والانتقال بفاعلية من العقل الباطن إلى العقل الواعي، وهدفه هو الحفاظ على الحياة ومعالجة الأفكار المعقدة وتحقيق التواصل.
عندما يواجهك يوم سيء وتتوقع الأسوأ، فإنَّك ترسل إشارات إلى دماغك للقيام بذلك لأنَّ المعلومات السلبية تؤثر كثيراً في الدماغ، وغالباً ما يخلق الدماغ تحيزاً سلبياً، أي أنَّه يميل إلى تسجيل الأمور السلبية بسهولة أكبر، ويركِّز على هذه الأحداث. تشير الأدلة العلمية إلى وجود معالجة عصبية كبيرة في الدماغ استجابةً إلى المنبهات السلبية، والتي تؤثر مباشرةً في سلوكك وموقفك.
يمكنك تحفيز استجابة دماغك الجديدة بتغييرات صغيرة، كأن تحول انتباهك إلى أمر أكثر إيجابية.
فيما يلي خمس أفكار لتحويل انتباهك والمساعدة في التغلب على يومك السيء:
- تجربة مطعم جديد: إما لتناول الطعام أو طلب الوجبات الجاهزة للعشاء.
- التواصل مع أحد المعارف: اتصل بصديق قديم أو أحد أفراد العائلة أو زميل لك.
- الاستماع إلى نوع مختلف من الموسيقى: أظهرت الدراسات بأنَّ الاستماع إلى الموسيقى يزيد من النشاط الذهني بعد الشعور بالتوتر ويوفر التنظيمَ استعداداً للأحداث المرهقة.
- الذهاب إلى مكان لم تذهب إليه من قبل: يساعد قضاء الوقت في الطبيعة على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، ويحسِّن ذاكرتك.
- مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة: بفضل المنصات الرقمية، يمكنك الآن الاستمتاع بمشاهدة مقاطع فيديو مضحكة في أي لحظة. افتح تطبيق يوتيوب (YouTube) واستمتع بمقاطع فيديو مضحكة لمدة عشر دقائق.
شاهد بالفديو: كيف تُغيّر مزاجك في 30 دقيقة؟
3. التواصل:
في المرة القادمة التي يواجهك فيها يوم سيء، تواصل مع شخص تحبه. يزيد التواجد مع شخص تحبه من مستويات الأوكسيتوسين لديك وهو هرمون الحب، ويمكن أن يكون لذلك آثارٌ إيجابية كبيرة على مزاجك، ويفيد صحة قلبك، ويحميك من الأمراض.
كما يوجد مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية للتواصل مع شخص تحبه، مثل تحقيق الترابط الاجتماعي ودعم جهاز المناعة. غالباً ما يستخدم مقدمو الرعاية الصحية اللمسة العلاجية كشكل من أشكال العلاج بالطاقة في المستشفيات ودور العجزة لمساعدة المرضى على التعافي من ألم العمليات الجراحية.
لا يقتصر الأمر على اللمسة فحسب؛ وإنَّما العناق أو لمس حيوان يمكن أن يهدئ من التوتر أو القلق لديك بسرعة. يمكن أن يؤثر اللعب بفراء حيوانك الأليف إيجاباً في ثقتك بنفسك وقد يساعد في زيادة نشاطك الذهني.
4. التدرب على التنفس العميق:
إذا شعرت بالتوتر خلال يوم صعب، خذ بعض الأنفاس العميقة؛ حيث يمكن للتنفس العميق مساعدتك على استعادة تركيزك وتواصلك مع العالم من حولك، فهو علاج طبيعي ويعمل على التقليل من التوتر مباشرةً.
يمكن أن يكون التنفس العميق مفيداً أيضاً في مواقف أخرى تواجه فيها توتراً شديداً؛ حيث تعمل تمرينات التنفس على تحفيز الجهاز العصبي اللاودي، ممَّا يساعد على تخفيف استجابتك للتوتر.
أغلق عينيك وتدرب على التنفس من خلال الأنف والزفير من خلال الفم، ثم توقف لمدة ثانيتين، ثم ازفر لمدة ثانيتين إضافيتين. تدرب على التنفس العميق لمدة عشر دقائق، ولكن إذا كنت تشعر بالضغط لبعض الوقت، فالقيام بذلك لبضعة دقائق يمكنه مساعدتك أيضاً.
5. تحريك جسدك:
عندما تتوتر بسبب يوم سيء، يصبح جسدك مرهقاً، ويظهر ذلك تحديداً على وجهك ورقبتك وكتفيك؛ حيث يمكن أن يسبب التوتر لفترات طويلة آلام في الظهر أو الرقبة والصداع. ويمكن أن يسبب التوتر أيضاً اضطراب في البطن، وتشنجات عضلية، وزيادة معدل ضربات القلب، والشعور بالتعب، أو الشعور العام بالانزعاج.
واجه يومك السيء عن طريق تحريك جسدك لمدة ثلاثين دقيقةً؛ حيث تساعد التمرينات عقلك على تنظيم الحالة المزاجية والنوم والمركبات الكيميائية التي تقلِّل الشهية في الجسم والتي تؤدي إلى زيادة الاكتئاب، إلى جانب تعزيز المركبات الكيميائية في الدماغ التي تحسن مزاجك وتجعلك تشعر بالمزيد من الاسترخاء.
وأفضل التمرينات لتقليل التوتر والقلق هي التمرينات الهوائية (الأيروبيك) حيث تعمل على تنظيم ضربات قلبك. فكِّر في هذه الطرائق لتحريك جسدك في المرة القادمة التي تواجه فيها يوماً سيئاً:
- المشي.
- الجري.
- السباحة.
- ركوب الدراجات.
- الرقص.
- الملاكمة.
- التدريب المتواتر عالي الكثافة (HITT).
مهما حدث معك، تذكر بأنَّ يومك السيء سوف يمر، وقد تمر بحالة من الإحباط ولكنَّها لن تستمر، وسوف يتبعها حالة من السعادة والإيجابية.
أضف تعليقاً