ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب هينريك إيدبرك (Henrik Edberg)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في تحويل اليوم السيئ إلى يوم جيد، ويقدم 9 نصائح عن كيفية فعل ذلك.
قد تكون بعض الأيام رائعة وأفضل ممَّا نتخيل، وقد يمضي عدد لا بأس به منها بصورة جيدة؛ إلَّا أنَّنا نمر جميعاً بأيام سيئة نرجو الله أن تنتهي.
ماذا تفعل إذاً؟ لقد اعتدت أن أدع هذه الأيام تفعل بي ما تشاء، وغالباً ما كان ينتهي يومي -والأيام التالية- على نحو سيئ بسبب هذا الموقف السلبي؛ ولكن في هذه الأيام، أصبحت أتصرف بطريقة مختلفة، وأرغب أن أشارككم ذلك؛
لذا سأقدم فيما يأتي 9 نصائح وعادات ساعدتني في تحويل أيامي السيئة إلى أيام جيدة، حيث أستخدم في معظم الأوقات أكثر من عادة واحدة لتحقيق ذلك:
1. تنفَّس:
عادة ما أبدأ يومي من خلال تغيير الأمور باستخدام جسدي وفق طريقة معينة، ولعلَّ أول ما أفعله هو مجرد التنفس؛ حيث أتنفس بعمق، وأركز فقط على دخول الهواء وخروجه من رئتيَّ لمدة 1-2 دقيقة؛ وقد وجدت أنَّ هذا يهدئ جسدي وعقلي على حد سواء.
2. مارس تمرين "وضعية القوة":
أتخذ في بعض الأحيان ما يُسمَّى "وضعية القوة" لمدة دقيقتين، وإنَّه تمرين رائع حقاً، ولعلَّ أبسط طريقة للقيام به تتمثل في الوقوف بثقة، مع إبقاء ساقيك متباعدتين، ورأسك مرفوعاً، ووضع يديك على خصرك. قد يبدو الأمر غريباً، ولكنَّه قد يغير حقاً ما تشعر به بطريقة سريعة وإيجابية.
3. تمرَّن:
هناك عادة أخرى أستخدمها عدة مرات في الأسبوع لتغيير الأمور باستخدام جسدي، وهي رفع الأوزان الحرة في منزلي، حيث أفعل هذا لمدة 30-40 دقيقة، إذ يساعدني ذلك على التخلص من التوتر والقلق؛ وبعد أن أنتهي من التمرين، أشعر بمزيد من القوة والتركيز والحيوية.
4. عانق أحباءك:
ما إن تعانق شخصاً ما، تشعر بالأمان والتفاؤل مرة أخرى؛ إذ يؤدي العناق الذي يستمر 30 ثانية -أو أكثر- إلى إعادة الطاقة والحيوية لك، وتحرير قدر كبير من الإجهاد والتوتر.
شاهد بالفيديو: 7 فوائد صحية ونفسية للعناق
5. داعب حيواناً أليفاً:
إذا لم يكن هناك شخص ما بالقرب منك لتعانقه خلال يوم سيئ، فداعب قطتك أو كلبك أو أي حيوان أليف؛ ذلك لأنَّ القيام بهذا له تأثير مهدئ ومريح للتوتر، ويعدِّل حالتك النفسية.
6. ابحث عن وجهة نظر جديدة:
غالباً ما تعمل نصائح الجسد أعلاه على نحو جيد لتغيير وجهة نظري من خلال تغيير حالتي العاطفية ومستوى نشاطي؛ لكن قد يحتاج المرء في بعض الأحيان إلى فعل أكثر من ذلك؛ لذا أبدأ البحث بنشاط أكبر عن وجهة نظر أفضل وأكثر إفادة حول الموقف الذي أواجهه الآن من خلال طرح بضع أسئلة على نفسي، وهذه ثلاثة أسئلة أستخدمها دائماً لتساعدني في ذلك:
- هل هذا هام بعد 5 سنوات من الآن؟
- من يهتم لذلك؟
- ما هو الإجراء الصغير أو الخطوة العملية التي يمكنني القيام بها لبدء تغيير هذا اليوم أو هذا الموقف؟
7. عانق الطبيعة واستمتع بالصيف:
اترك أريكتك أو مكان عملك لبعض الوقت، واذهب في نزهة سيراً على الأقدام، وتنعَّم بشمس الصيف والدفء، واستمتع بغناء العصافير وجمال الطبيعة؛ أو يمكنك ببساطة أن تعيش اللحظة وتضع أفكارك حول العمل جانباً لفترة مؤقتة.
يعيد إليَّ التواجد في الطبيعة التفكير المتفائل مرة أخرى، ويساعدني في البحث عن حلول عملية أو ميزات إضافية؛ كما يتمثل الجانب الإيجابي الآخر في أنَّ أشعة الشمس والتمرينات الرياضية خلال استراحتي التي تتراوح بين 20-30 دقيقة تعيد إليَّ النشاط والحيوية أيضاً.
8. تقبَّل الأمور كما هي:
الشيء الوحيد الذي يعمل أحياناً على نحو أفضل من أي شيء آخر هو تقبُّل ما هو موجود في هذه اللحظة، وعدم إنكار أو محاولة التخلص من المشاعر أو الأفكار السلبية التي تظهر، رغم أنَّك قد تشعر بالاندفاع للقيام بذلك.
بدلاً من ذلك، اقبل بالموجود الآن، واقبل الأفكار والمشاعر التي بداخلك، وكن معها تماماً، وراقب تدفقها من خلالك.
لا يعني قيامك بذلك أنَّك تستسلم؛ فعندما تتقبل الأمور كما هي، تتوقف عن تغذية الأفكار السلبية في عقلك، وتُضعِف تأثيرها عليك، لتبدأ هذه الأفكار بفقدان السيطرة عليك إلى أن تتلاشى، وتشعر نتيحة لذلك بمزيد من الانفتاح والقدرة على التفكير بطريقة أكثر وضوحاً مرة أخرى.
9. تذكَّر أنّك قد لا تستطيع تغيير يومك السيئ:
في الحقيقة، لن تتمكن دائماً من تحويل يومك السيئ إلى يوم جيد حتى لو استخدمت العديد من الأساليب المذكورة أعلاه واحدة تلو الأخرى، إذ كانت تلك تجربتي على الأقل.
بغض النظر عن العادات التي تتبناها، لن تكون الحياة مثالية أو إيجابية أو رائعة طوال الوقت؛ فالحياة متقلبة دوماً، وهذه حقيقة يجب أن نقبلها؛ إذ سيبقى اليوم السيئ سيئاً مهما فعلت، فهكذا هي الحياة.
لكنَّ الشيء المثير للاهتمام هو أنَّك إذا قبلت الحياة هكذا في بعض الأحيان، وتخليت عن حلم الوصول إلى الكمال؛ فإنَّك ستخفف من معاناتك، وتصبح الحياة أبسط وأكثر سعادة، وتجد أنَّ هناك جانباً إيجابياً حتى في يوم سيئ لا تستطيع تغييره.
أضف تعليقاً