لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع، ولكن قد تُحدِث هذه المهارات الجديدة فارقاً كبيراً؛ فجميع المهارات لها قيمة، ولكنَّ بعضها مفيد أكثر من غيرها عندما يتعلق الأمر بتطوير نفسك.
سيؤدي تبنِّي هذه المهارات في حياتك إلى زيادة وتيرة نموك:
1. تحديد الهدف:
أنت بحاجة إلى تحديد الأهداف في رحلتك نحو النجاح، والمفتاح هو تحقيق التوازن؛ فإذا كانت أهدافك صعبة التحقيق، فستشعر بالإحباط عندما تقصِّر؛ لذا، ابدأ بالأمور البسيطة، وسترضى عن تقدمك مبكراً جداً وتتوقف عن الضغط على نفسك.
النهج الأفضل هو التقدم بخطوات بسيطة وثابتة؛ فإن كنت تريد أن تصبح روائياً، فلا تضع هدفاً لإنهاء كتاب في غضون أسبوع، بل اكتب بضعَ صفحات كل يوم أو فصلاً كل أسبوع.
2. إدارة التوتر:
يمكن أن يخلق النمو الشخصي الكثير من التوتر، حيث تقول "جيني روميتي" (Ginny Rometty)، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة "آي بي إم" (IBM): "لا يمكن تحقيق النمو والشعور بالراحة في آنٍ واحد".
وللاستمرار خلال الظروف القاسية، عليك أن تتعلم كيفية إدارة مستويات التوتر؛ فإن كان المشي السريع يساعدك على التركيز، فحدد موعداً عند فترة الغداء كل يوم؛ وإن كنت بحاجة إلى أخذ إجازة يوم الأحد لاستعادة نشاطك من أجل الأسبوع القادم، فلا بأس بذلك.
3. التنظيم:
يتمتع بعض الناس بمهارة التنظيم بالفطرة؛ لكن إذا كنت شخصاً فوضوياً بطبيعتك، فابدأ بالأمور البسيطة كيلا ترهق نفسك، وركِّز على الأماكن التي تقضي فيها معظم الوقت، ونظف غرفة نومك أو سيارتك بالمكنسة الكهربائية؛ وإذا كان المجهود البدني مرهقاً بالنسبة إليك، ابدأ ترتيب وتنظيم الملفات في جهاز الكمبيوتر؛ فصدِّق أو لا تصدِّق، يمكن لمساحة واحدة نظيفة أن تغير أسلوب حياتك.
4. حل المشكلات:
ستواجه بعض الحواجز خلال مسيرة التطور الشخصي، ولا أحد غيرك يمكنه إزالتها من طريقك، وهذا هو السبب في أنَّ حل المشكلات هو مهارة حيوية لتطوير الذات.
ربما يمنعك القلق من الإبداع في عملك؛ فبدلاً من المعاناة من ذلك، خذ إجازة لاستعادة صحتك العقلية تتوارى فيها بعيداً عن الأنظار، حيث تقول "كاريسا توياما (Carissa Toyama) العاملة في شركة فورورد (Forward): "لست بحاجة مطلقاً إلى الكشف عن سبب طلبك إجازةً صحية".
لا تدع التحديات الشخصية تقف حجر عثرة في طريق نموك؛ فإن كان بإمكانك تجاوزها، فافعل ذلك، ولا تدع أي شخص ينتقدك بسببها.
5. إدارة الوقت:
لتتحكم بنفسك، يجب أن تتحكم بوقتك؛ ورغم أنَّك تمتلك الكثير من الوقت، لن تعود كل دقيقة تضيع أبداً؛ ولكنَّ الخبر السار هو أنَّ إدارة الوقت تُمثل مهارة تتجاوز أي موقف.
تتمحور إدارة الوقت حول قوة الروتين، حيث يمكنك استخدام تقويم عبر الإنترنت لتحظى بمزيد من التنظيم، ويمكنك اتِّباع طقوس صباحية ومسائية لتعزيز عادات نوم أفضل؛ وعندما تكون في شك، استبدل وقت الخمول بمشاريع موجهة نحو تعلم مهارات جديدة؛ فإن كان هدفك هو تعلم الخَبز، فاقضِ ساعة في صنع الكعك بدلاً من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
6. أخلاقيات العمل:
يمكنك أن تتمنى كيفما تشاء، ولكن إن لم تضع خطة لتحقيق أمنياتك، فلن تحقق أي شيء في الواقع؛ والخطوة الأولى هي الاعتراف بالعمل الذي تحتاج إلى القيام به من أجل التنمية الشخصية، والثانية هي بدء العمل؛ فإن كنت تريد تخفيف وزنك، فعليك قضاء ساعات في صالة الألعاب الرياضية؛ إذ لن يفيدك تخيُّل نفسك أقوى بأي شيء.
7. المساءلة:
أنت المسؤول الوحيد عن أفعالك؛ لذا، حاسب نفسك عندما تخطئ؛ وكلما أسرعت في ذلك، ازدادت سرعة عودتك إلى المسار الصحيح؛ وإذا تباطأ تطورك الشخصي لأنَّك اخترت النوم بدلاً من الاستيقاظ مبكراً لممارسة الرياضة، فلا تلم الصباح البارد الرمادي، فأنت من اختار ذلك.
8. التواصل عبر الإنترنت:
إنَّ المسار السريع لتطوير الذات هو من خلال التواصل مع محترفين آخرين في مجالك، حيث يمكنك الوصول إلى حكمة أولئك الذين لديهم خبرة أكثر منك.
لقد جعل الإنترنت التواصل سهلاً للغاية، حيث تتيح لك مواقع التواصل الاجتماعي -مثل لينكد إن (LinkedIn)- التواصل مع العمال والقادة من جميع أنحاء العالم؛ فاجعل اتصالاتك ذات مغزى، وسيمنحك هؤلاء ما تطمح إليه، ويمدون لك يد العون على طول هذا المسار.
9. التعاطف:
يؤثر الأشخاص من حولك في تطورك الذاتي أكثر مما تظن؛ ذلك لأنَّ معاملتهم بتعاطف لا تفتح الباب أمام الود والتفاهم فحسب، بل أمام كل أنواع فرص المنتورينغ.
تذكر أنَّ المنتورينغ طريق ذو اتجاهين، حيث يستفيد المنتورز من العلاقة بالقدر نفسه الذي يستفيد منه المتدربون، فقد وجدت إحدى الدراسات التي أُجرِيت على المديرين الماليين الذين أرشدوا الآخرين أنَّ الفائدة القصوى التي ذكروها كانت تحسين مهاراتهم القيادية.
10. ضبط النفس:
إنَّ تطوير الذات ليس أمراً سهلاً، حيث ستميل في الأوقات الصعبة إلى البحث عن الراحة في نشاطات الاسترخاء، مثل ألعاب الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ ولكن لكي تتقدم حقاً، عليك بتعلُّمِ ضبط النفس.
تشكل الهواتف الذكية على وجه الخصوص تهديداً لضبط النفس، حيث يقضي الشخص العادي ساعات يومياً على جهازه المحمول؛ فإن كنت تفعل ذلك، فاسأل نفسك: كيف يمكنك استخدام هذا الوقت بفاعلية وإنتاجية؟
11. الصبر:
تذكر أنَّه لن يتحقق أي هدف ذو مغزى بين عشية وضحاها، فكن صبوراً؛ إذ إنَّ تطوير الذات عملية قد تستغرق سنوات أو حتى عقوداً من الزمن، فلا تقسُ على نفسك إن لم تحقق تقدماً فورياً، وافتخر واستمتع حتى بأصغر إنجازاتك.
12. المرونة:
عندما تصبح الأمور صعبة، يبدأ الشجعان بمواجهتها والتصدي لها؛ وبمعنى آخر، عليك أن تجتهد أكثر في المواقف الصعبة، إذ إنَّك تفقد في كل مرة تستسلم فيها الزخم الذي يصعب استعادته.
إنَّ المرونة مهارة تُكتسَب من خلال بذل الجهد، وقد لا يبدو هذا مشجعاً عند البحث عن تطور ذاتي سريع، لكنَّك ستحظى قريباً بالقوة التي تكمن في عدم الاستسلام أبداً.
13. التوازن:
اقضِ كل وقتك في مهنتك، وستصبح خبيراً فيها؛ واقضِ كل وقتك مع العائلة، وستكون لديك علاقات رائعة معهم؛ لكن سيكون لديك مهارات أقلَّ وحساب مصرفي أصغر بكثير.
إنَّ مفتاح الحصول على الأفضل من كل شيء هو التوازن؛ فإن تعبت من العمل على شيء واحد، خذ استراحة، إذ يمكنك دائماً العودة لاحقاً عندما تشعر أنَّك أصبحت مستعداً لذلك.
14. الرعاية الذاتية:
يختلف مفهوم الرعاية الذاتية من شخص إلى آخر، وهذا طبيعي؛ لكنَّ الحقيقة الشاملة تنطبق على الجميع: "إذا كنت لا تهتم بصحتك، فلن تحقق التطور الذاتي الذي تريده".
خصص وقتاً لممارسة الرياضة بانتظام، سواء في المنزل أم في صالة الألعاب الرياضية المحلية؛ واختر نظاماً غذائياً يمدك بالعناصر الغذائية التي تحتاجها، ويحافظ على السوائل في جسدك؛ ومارس التأمل مرة واحدة على الأقل في اليوم؛ وإذا كنت تواجه مشكلة في إدارة صحتك بمفردك، فاستعن باختصاصي.
15. التضحية:
اعرف ما الذي عليك التخلي عنه لتحقيق أهدافك؛ فعندما يتعلق الأمر بالتنمية الشخصية، يوجد دائماً شيء يمكنك -ويجب غالباً- التخلي عنه.
عندما تتعلم مهارة جديدة -خاصة إذا كنت تعمل بدوام كامل- فلا يمكنك قضاء الليل في التواصل مع الأصدقاء؛ فقد تحتاج حتى إلى التضحية بعطلات نهاية الأسبوع؛ وفي حين أنَّه من الهام أن تجد الوقت للاستمتاع بالحياة، فلا يعني هذا التساهل؛ فالكثير من أي شيء جيد هو أمر سيئ؛ لذا، كن مستعداً للتخلي عن بعض مُتع الحياة في سبيل خدمة تطورك الذاتي.
في الختام:
إنَّ تطوير كل هذه المهارات أمر صعب للغاية؛ ومع ذلك، إن بدأت تطوير هذه المهارات، ستجد أنَّك قد أحرزت تقدماً كبيراً بالفعل؛ فاستخدم هذا التقدم للاندفاع بقوة أكبر، واستمر في صقل مهاراتك، وسترى كيف يمكن أن يغير التطوير الذاتي حياتك.
أضف تعليقاً