مهما كانت أهدافك، قد يؤدي العثور على منتور إلى تسريع تقدُّمك؛ لذا تابع القراءة لتفهم من هو المنتور، وما الذي يمكن أن يقدمه لك، وكيف تجد المنتور المناسب لتلبية احتياجاتك.
من هو المنتور؟
المنتور هو المرشد أو الموجِّه الذي يستخدم خبرته وتجربته لمساعدتك على تحقيق أهدافك، حيث يمكنك أن تتعلم من نجاحاته وإخفاقاته دون أن تمر بالأحداث نفسها التي مرَّ بها، لذا تساعدك خبرته ومعرفته على تحضير نفسك لمواجهة الصعوبات التي ترافق مسيرتك المهنية.
ببساطة، المنتور هو شخص تستطيع التحدث معه وطرح الأسئلة عليه دورياً، أو شخص يعلمك أصول العمل بنفسه. لذا فكر ما الذي تأمل بالحصول عليه من هذا الإرشاد، وابحث عن منتور يساعدك على تحقيق أهدافك.
لماذا أحتاج إلى منتور؟
إنَّ وجود منتور في حياتك أشبه باحتساء قهوة الصباح؛ إذ ستستيقظ بالتأكيد دونها، ولكنَّك ستكون أكثر نشاطاً وحيوية مع بعض الكافئين. وبالمثل، يساعدك المنتور على اختزال الوقت والتعلم أكثر، واغتنام الكثير من الفرص التي ما كنت لتحظى بها أبداً لولا وجوده في حياتك.
على سبيل المثال: قد يُعرِّفك المنتور على زميل يعرض عليك فرصة الخضوع إلى تدريب مهني، مع أنَّ الحصول على هذه الفرصة قد يكون بعيد المنال في الظروف الاعتيادية.
إضافةً إلى ذلك، سيجيب المنتور على أسئلتك فوراً، ويساعدك هذا على التقدم بسرعة في مسيرتك المهنية.
كيف أجد منتوراً؟
هل أنت مقتنع بأهمية المنتور بالنسبة إليك؟ إذاً حان الوقت لتجد أحدهم.
لا توجد طريقة سحرية تدلك على المرشحين المحتملين؛ لذا عليك أن تتبع نهجاً أكثر نشاطاً واحترافيةً لتجد لنفسك منتوراً يساعدك؛ وإليك الطريقة:
1. شبكات التواصل الاجتماعي:
أصبحت شبكة علاقاتك بفضل الإنترنت أوسع من أي وقت مضى؛ حيث توفر مواقع التواصل الاجتماعي مثل لينكد إن (LinkedIn) منصة ممتازة للتواصل مع محترفي الأعمال. يمكنك طلب التواصل مع المنتور المحتمل على هذه المواقع وإرسال رسائل فورية إليه من خلال ملفه الشخصي؛ لكن احرص على أن تكون لبقاً وصريحاً في رسائلك، إذ يمكن للرسالة مفرطة الحماس أو غير الناضجة أن تكون مُنفِّرة منذ البداية.
اشكر كل شخص على التواصل معك، واطرح سؤالاً بسيطاً للبدء بالمحادثة، وقد يكون هذا سؤالاً حول طبيعة عملهم أو الشركة التي يعملون بها؛ حيث يمكنك بمرور الوقت تطوير هذه العلاقة إلى علاقة إرشاد مكتملة.
شاهد بالفيديو: إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي
2. فعاليات التواصل الاجتماعي:
قد تكون الفعاليات المحلية أفضل من التواصل عبر الإنترنت في بعض الحالات؛ فمع أنَّ الإنترنت يوفر لك فرصة التواصل مع الناس بغض النظر عن أماكن تواجدهم، إلَّا أنَّ حضور الفعاليات المحلية يحمل طابعاً خاصاً. رغم أنَّ جائحة كورونا أرغمت رعاة الفعاليات على إلغاء العديد من النشاطات المحلية، إلَّا أنَّ الفرص لا تزال متوافرة على الإنترنت، إذ تُعقَد العديد من المؤتمرات المتخصصة بالأعمال باستخدام تطبيقات مثل زوم (Zoom) ومثيلاتها.
بعد انتهاء الفعالية، ابقَ على اتصال مع أولئك الذين لفتوا انتباهك، حيث ستحتاج إلى تطوير العلاقة قبل أن تطلب من شخص ما أن يكون منتورك الخاص.
3. العلامة التجارية الشخصية:
قبل الوصول إلى المنتور المحتمل، عليك تعزيز علامتك التجارية الشخصية حتى تستطيع تسويق نفسك كشخص يستحق وقت المنتور وجهده؛ حيث سيخلق وسمك الشخصي الانطباع الأول الذي تحتاجه لكسبه.
يمكنك بناء علامتك التجارية الشخصية من خلال الشبكات الاجتماعية، حيث يوفر ملفك الشخصي على الإنترنت لمحة أولية عن شخصيتك؛ إضافة إلى ذلك، قد يساعد إنشاء ملف سيرة ذاتية احترافي وتحسين مهارتك في الكتابة على تكوين صورة واضحة عنك دون عناء.
يُعدُّ الاتساق أمراً أساسياً عندما يتعلق الأمر بهذا الصدد، ولكن لا يقتصر الأمر على التنسيق بين أسلوبك ورسالتك فحسب، بل تحتاج دائماً إلى تحديث كل شيء -مثل مشاركة الأفكار والأسئلة الأسبوعية على لينكد إن (LinkedIn)- كطريقة للتواصل والتعلم من الآخرين.
4. معارض التوظيف:
قد تجد منتوراً من خلال تجاربك في العمل، حيث يمكن أن يقودك العثور على وظيفة أو تدريب داخلي إلى محترفين على استعداد لإرشادك؛ ويعدُّ المكان الأفضل للبحث هو المعارض أو المؤتمرات المهنية.
سيكون هناك في هذه المعارض العشرات من أكشاك الشركات والمؤسسات التي تتطلع إلى الظهور وشغل المناصب؛ حيث لا يمكنك إرسال الكثير من السير الذاتية والتطبيقات وطلبات التوظيف هنا فحسب، ولكن لديك أيضاً فرصة للتحدث وجهاً إلى وجه مع مسؤولي التوظيف من هذه الشركات.
قبل حضور معارض التوظيف، حضِّر بعض الأسئلة لأصحاب العمل المحتملين، حيث يمكنك أن تسأل عن تجاربهم وخدمات الإرشاد داخل مؤسساتهم؛ واترك انطباعاً أنَّك متلهف للتعلم، فقد يتمكنون من مساعدتك في التواصل مع منتور جيد.
5. ورشات العمل المهنية:
توفر ورشات العمل تجربة عملية أكثر من معارض التوظيف الاعتيادية؛ فالهدف النهائي ليس بالضرورة الحصول على منصب، ولكن تعلم مهارة جديدة أو معلومة قيِّمة.
تغطي ورشات العمل مجموعة من القطاعات؛ لذا ينبغي أن تكون قادراً على العثور على المجال المناسب لك؛ إذ لن تُتاح لك في ورشات العمل فرصة لقاء المحترفين في مجالات تخصصهم فحسب، بل ستحظى أيضاً بفرصة التعرف على بعض الأفراد المتشابهين في طريقة التفكير؛ لذا احرص على التحدث معهم لأنَّهم قد يساعدونك بالقدر نفسه.
قد لا يكون المنتور رجلاً حكيماً جال العالم في 80 يوماً، فقد يكون شاباً في مقتبل العمر يتطلع إلى المضي قدماً وصادف أنَّ لديه تجارب تثري تجاربك؛ حيث يمكنكما العمل معاً لتحقيق أهدافكما، والاعتماد على بعضكما بعضاً في كل خطوة على طول الطريق.
6. الندوات الفكرية:
يحضر العديد من كبار المتخصصين في مجال الأعمال في العالم فعاليات وحلقات بحث، أو يستضيفون مؤتمرات للنقاش وتبادل الآراء مع الناس؛ وإنَّه لمن المؤكد أن هذه الأحداث ستعلمك شيئاً جديداً؛ لذا ابحث في منطقتك لمعرفة ما إذا كان هناك أي فعاليات من هذا النوع.
أحضر مفكرة لتستوعب كل المعلومات؛ فغالباً ما يكون هناك فترة مخصصة للأسئلة والأجوبة؛ لذا كن مستعداً لطرح بعض الأسئلة أيضاً؛ فقد تُمنَح الفرصة لطرح سؤال وتحظى بخمس دقائق من الإرشاد مع أحد أفضل الموجودين.
هناك فرصة ضئيلة لتقابل ضيف الشرف بنفسك؛ لكن بغض النظر، يمكنك دائماً التحدث مع الحاضرين الآخرين في سعيك للحصول على منتور، فقد يكون هناك العديد من قادة الأعمال المحليين، وستكون فرصة رائعة للتواصل معهم أيضاً.
7. الدورات الأكاديمية:
يعدُّ الطلاب محظوظين عندما يتعلق الأمر بالحصول على منتور، حيث يحب الناس مشاركة معارفهم وخبراتهم مع الطلاب؛ فإن كنت ما تزال على مقاعد الدراسة، فقد حان الوقت للاستفادة من أفضل تجربة جامعية؛ لذا استغل ميزة كونك طالباً، وسترى حجم الاستفادة التي ستحظى بها.
يمكنك البدء ببعض جلسات التعارف في الصف؛ وعندما تحدد المسار الوظيفي الذي تريد اتباعه، ابدأ التواصل أكثر مع أساتذتك، حيث يمكنهم المساعدة في إرشادك إلى المكان الذي تطمح بالوصول إليه؛ وذلك لأنَّهم خاضوا التجربة نفسها التي تمر بها الآن؛ كما يمكنك أيضاً التواصل مع زملاء الدراسة الذين يسلكون المسار الوظيفي نفسه الذي اخترته لنفسك.
يمكن لأساتذة الكلية أيضاً متابعة توجيهك حتى بعد تخرجك، فليس هناك تاريخ انتهاء صلاحية للإرشاد؛ كما لا ينبغي انتظار التخرج لبدء البحث عن وظيفة، بل ابدأ في أقرب وقت ممكن.
8. النوادي والجمعيات:
تمنح المجموعات المنظمة الأشخاص ذوي التفكير المماثل فرصة لمشاركة الاهتمامات والنمو معاً، وهذه ليست إلَّا فرصة أخرى لك للتواصل مع المنتور المحتمل في بيئة لا يفكر فيها الكثيرون، حيث تضم معظم الجامعات والمجتمعات مجموعات قد تكون مهتماً بالانضمام إليها.
لكل نادٍ ومنظمة قائد، وهو الشخص الذي يمكنك البدء في التعلم منه؛ فهم يتطوعون عملياً ليقدموا لك الإرشاد مقابل تفانيك ومساهمتك في المجموعة.
لا تنسَ أن تتعلم من زملائك خلال مسيرتك، إذ يمكن لأيِّ شخص أن يكون منتوراً بطريقة أو بأخرى؛ واستفد من كل فرصة تعلُّم تحظى بها، فربَّما تجد نفسك يوماً ما في وضع يسمح لك بإرشاد شخص آخر.
أضف تعليقاً