أنت تذهب إلى النوم كلَّ ليلة بنيَّة أن تجد بعض الوقت لنفسك في اليوم التالي، ثمَّ يصبح اليوم شهراً، والشهر عاماً دون أن تشعر؛ وتقول لنفسك في النهاية: "أريد فقط أن أكدح في العمل لمدة عامين، وسأنعم بعد ذلك بحياة أفضل".
يبدو أنَّه من الضروري تكريس كلِّ وقتك لحياتك المهنية؛ لكن إذا كنت تريد أن تكون ناجحاً على المدى الطويل، فيجب أن تعتني بنفسك أولاً؛ ورغم عدم وجود متسع من الوقت في اليوم كما يبدو، إلَّا أنَّك ستستفيد من هذه النصائح الـ 13 حول الرعاية الذاتية للناس المشغولين.
عندما يتعلق الأمر بالرعاية الذاتية، فأنت بحاجةٍ إلى استراتيجيةٍ ثابتةٍ وقابلةٍ للقياس، والتي يجب أن تساهم في تحسين رفاهيتك البدنية والعاطفية والاجتماعية والمعنوية؛ فعندما تقضي الكثير من الوقت في صبِّ اهتمامك على مجال واحد من المجالات السابقة، فإنَّك تخاطر بفقدان توازنك مع الوقت.
لذا عليك أن تنظر إلى رعايتك الذاتية على أنَّها مسألة حبٍّ للذات؛ فهل تحب نفسك فعلاً؟
في حين أنَّ هذا السؤال قد يبدو سخيفاً، دعنا نعيد صياغته بطريقة أخرى: كيف تُظهِر أنَّك تحب نفسك؟ هل تقضي لحظة كلَّ يوم في سؤال نفسك عن يومك وكيف قضيته؟ أو هل تخرج لتناول الغداء مع الأصدقاء في كثيرٍ من الأحيان؟ هل تخطط لأنشطةٍ ترفيهيةٍ أو تكتب ملاحظات بسيطة لنفسك؟ ربَّما يبدو من السخافة التفكير في نفسك بهذه الطريقة، لكن عليك أن تكون صادقاً.
إذا عاملك شخصٌ آخر بالطريقة نفسها التي تعامل بها نفسك، فهل تصدقه إذا أخبرك أنَّه يحبك؟ الحقيقة بالنسبة إلى معظمنا هي أنَّنا لن نصدقه، فالحب أكثر من مجرد كلمة أو شعور، لأنَّه فعلٌ مستمر في حقيقته.
أنت لا تملك الكثير من الوقت؛ لذا ضع في اعتبارك أنَّ نصائح الرعاية الذاتية هذه من المفترض أن تكتمل في غضون فترة زمنية قصيرة كلَّ يوم، وأنَّك لا تحتاج إلى الشعور بالضغط لإضافة كلِّ هذه النصائح إلى روتينك اليومي دفعة واحدة.
ومع ذلك، يُوصَى بإضافة استراتيجية رعاية ذاتية واحدة على الأقل لكلٍّ من الركائز الأربع لعافيتك وسلامتك عموماً، والتي هي جسدك وعواطفك وحياتك الاجتماعية ومعنوياتك.
1. نَم نوماً كافياً:
هذه ليست المرة الأولى التي تسمع فيها أحدهم يخبرك عن أهمية النوم، ولن تكون المرة الأخيرة بالتأكيد.
إنَّه لمن الطبيعي أن ترغب في وقتٍ متأخرٍ من الليل في استثمار الوقت في "تعويض ما فاتك" خلال النهار؛ ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر برعايتك الذاتية ورغبتك في العمل بأقصى كفاءة، فأنت بحاجة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم.
من أجل ضمان قدرتك على الحصول على القدر المناسب من النوم كلَّ ليلة، تحتاج إلى إعداد روتين ليلي؛ لذا ابدأ تحديد وقت الاستيقاظ، ثمَّ وقت النوم؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت بحاجةٍ إلى ثماني ساعاتٍ من النوم، وتريد الاستيقاظ في الساعة 7 صباحاً؛ فأنت بحاجةٍ إلى النوم بحلول الساعة 11 مساءً.
الآن، وبعد أن عرفت توقيت النوم، جهِّز قائمةً بما يجب القيام به حتى تنام؛ سواءً كان ذلك بريداً إلكترونياً خاصاً بالعمل، أم مساعدة الأطفال في روتينهم الليلي؛ إذ إنَّك تحتاج إلى تخصيص وقتٍ كافٍ لهذه الأنشطة حتى لا تتجاوز موعد نومك.
2. حافِظ على نشاطك ولياقتك:
ربَّما تعلم أنَّ ممارسة الرياضة تقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو مرض السكري؛ ولكن، هل تعلم أنَّ التمارين الرياضية تحسن أيضاً مهارات الذاكرة والتفكير لديك؟
تشير الدراسات إلى أهمية ممارسة التمرينات الرياضية؛ فهي تحسن وظائف الدماغ، بما فيها: التفكير والذاكرة وغيرها.
إنَّ مدة التمرن الموصى بها أسبوعياً هي 150 دقيقة؛ ولكن لا بأس إذا بدأت بالقليل، ثمَّ تمرنت أكثر تدريجياً.
3. نوِّع أطباقك الغذائية:
توجد الكثير من العناصر الغذائية في الفواكه والخضروات؛ لكنَّ المشكلة هي أنَّ معظم الناس لا يحصلون على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية في طعامهم؛ ونتيجة لذلك، تضطر إلى تناول الفيتامينات للحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها.
دائماً ما يعدُّ استكمال العناصر الغذائية بالفيتامينات خياراً مقبولاً، ولكن عليك أن تأكل على أيِّ حال، ومن الأفضل أن تتناول أطعمة ذات قيمة غذائية عالية.
4. خُذ إجازة:
أنت لا تعتقد أنَّ لديك وقتاً إضافياً لأخذ إجازة، وقد تكون على حق في بعض الأمور؛ ولكن هنالك قول مأثور يقول: "الناس يُضحُّون بصحتهم من أجل الحصول على الثروة، ثمَّ ينفقون ثروتهم لاستعادة صحتهم".
أنت لا تريد أن تجهد نفسك لدرجة إهمالها، والتسبب لها بالمرض؛ إذ لست بحاجةٍ إلى أخذ رحلةٍ بحريةٍ أو أيَّ شيءٍ عظيم، بل يمكنك ببساطةٍ قضاء فترة ما بعد الظهيرة مع نفسك، والتعهد بعدم الرد على أيِّ مكالمات أو التحقق من أيِّ رسائل بريد إلكتروني.
اقضِ هذا الوقت كما تراه مناسباً، حيث يمكنك استخدامه لتنظيف أو كي الملابس التي سترتديها هذا الأسبوع، أو لإنهاء الفيلم أو الكتاب الذي لم يكن لديك الوقت لإكماله، أو أيَّ شيء آخر تفضله؛ فالأمر متروك لك، طالما أنَّك تبتعد عن ضغوط حياتك الاعتيادية.
5. ابدأ يومك بالدفء والراحة:
إنَّه لمن الجيد أن تبدأ يومك كلَّ صباح بتقديم الشكر لله؛ لذا فكر ببساطة في ثلاثة أشياء تمتنُّ لها في حياتك؛ إذ لن يستغرق منك ذلك الكثير من الوقت، بل ويمكنك حتى القيام به في أثناء الاستحمام أو القيادة إلى العمل.
يشعر الناس بالامتنان، ويعبِّرون عنه بطرائق متعددة؛ حيث يمكنهم تطبيقه على الماضي من خلال "استعادة الذكريات الإيجابية والشكر على مرحلة الطفولة أو النِّعم السابقة"، وعلى الحاضر من خلال "عدم اعتبار الحظ السعيد أمراً مسلماً به"، وعلى المستقبل من خلال "الحفاظ على موقف متفائل وباعث على الأمل".
6. اعلم أنَّك سوبرمان:
هل تعلمُ أنَّ سوبرمان يحتاج إلى الشمس لشحن طاقته؟ حسناً، أنت كذلك أيضاً؛ لذا افتح النافذة أو اعمل في الخارج، واسمح للشمس أن تغمرك بنورها؛ فنحن نحصل على فيتامين (د) من خلال تعرض الجلد إلى أشعة الشمس، وذلك على خلاف الفيتامينات الأساسية الأخرى التي نحصل عليها عن طريق الطعام.
في الواقع، ينظم فيتامين (د) ما لا يقل عن 1000 مورثة مختلفة تدير تقريباً كلَّ نسيج في جسمك.
7. قل "لا"؛ فلا بأس في ذلك:
إنَّ الميل إلى إرضاء الآخرين سمة مشتركة بيننا جميعاً؛ فإذا كنت تلبي طلبات أحدهم فقط لإرضائه، فأنت بحاجةٍ إلى قول "كفى"؛ ذلك لأنَّ القيام بشيءٍ لا تريد القيام به أمرٌ مرهقٌ جسدياً وعاطفياً.
الحقيقة هي أنَّ القيام بشيءٍ لا تريد القيام به يعني إقحام أناسٍ في حياتك التي ستكون أفضل من دونهم؛ لذلك فإنَّه أمرٌ في غاية الأهمية أن تكون على سجيَّتك في جميع علاقاتك مع الناس، حيث ستوفر الكثير من الوقت عندما تكون صادقاً، وتتيح للناس معرفة ما تشعر به.
شاهد بالفيديو: 6 طرق لتجنّب إحراج قول كلمة لا في العمل
8. ابقَ على تواصل مع ذاتك الداخلية:
التأمل اليقظ نصيحة قوية للرعاية الذاتية للشخص المشغول، ويمكنك ممارسته في أقل من بضع دقائق؛ فكلُّ ما عليك فعله هو التركيز على الحاضر.
من أسهل طرائق ممارسة تأمل اليقظة الذهنية التركيز على إحدى حواسك الخمس؛ فهي تعمل في الوقت الحاضر، ويساعدك التركيز عليها على أن تكون واعياً ومدركاً لما يجري الآن.
للتأمل اليقظ فوائد عديدة، ويمكن أن يساعدك على زيادة قدرتك على تنظيم عواطفك، وإدارة التوتر والقلق.
9. وفِّر بعض الوقت لخدمة نفسك:
افعل شيئاً لطيفاً لنفسك كلَّ يوم، سواءً أكان شيئاً عظيماً أم متواضعاً؛ فمن خلال توفير بعض الوقت لتقديم شيء لطيف لنفسك، فأنت تُعلِمها أنَّك تستحق ذلك.
إنَّه لمن الهام أن تنظر إلى نفسك نظرة إيجابية؛ إذ إنَّ ذلك سيزيد من ثقتك بنفسك ويعزز احترامك لذاتك عموماً.
10. انسَ الماضي:
عليك أن تتوقف عن التمسك بالأشياء القديمة؛ فسواء سَبَّبْتَ الأذى لشخصٍ ما أم تَسَبَّبَ هُوَ في إيذائك، عليك أن تسامح وتواصل حياتك.
لا يمكن تغيير الماضي، لكن لديك القدرة على اتخاذ قرارات من شأنها أن تغير حياتك بشكل إيجابي كلَّ يوم؛ لذا تبنَّ عادة تدوين المشكلات على قطعة من الورق ثمَّ تمزيقها كطريقةٍ رمزيةٍ لإخبار نفسك أنَّ الأمر قد انتهى بالفعل.
11. اعتنِ بالآخرين من حولك:
إنَّ مساعدة الآخرين طريقة رائعة لتعزيز سعادتك، حيث يمكنك مساعدة زميل في العمل، أو زراعة نبتة في حديقتك، أو حتى اقتناء حيوان أليف؛ فعندما تقضي الوقت في مساعدة الآخرين، ستشعر بالحيوية والتجدد.
يمكن أن يكون هذا الأمر مؤقتاً كإمساك الباب لشخص ما، أو روتينياً كسقاية نبتة لمرة واحدة في الأسبوع.
12. استخدم حسّ الفكاهة:
كلُّ ما عليك فعله هو الضحك؛ وحتى لو لم تجد شيئاً مضحكاً، اضحك على أيِّ حال؛ إذ يمكن للضحك أن يحسِّن مزاجك.
لقد تبيَّن أيضاً أنَّ الأشخاص الذين يضحكون يعيشون مدة أطول؛ وعلى الرغم من أنَّه قد يكون من الجنون أن تضحك عندما لا تجد شيئاً مضحكاً، إلَّا أنَّ ضحكتك المزيفة ستتحول إلى ضحكة حقيقية.
13. ارسم لوحتك الخاصة:
ربَّما قد سمعت عن بعض فوائد وجود "لوحة رؤية"؛ فإذا لم يحدث أن كوَّنت لنفسك واحدةً من قبل، فإنَّنا نشجعك على تخصيص بعض الوقت لإنشاء لوحةٍ تمثل رؤيتك وتطلعاتك في الحياة.
زيِّن مكتبك بصور أصدقائك وعائلتك؛ فإذا كنت لا تحب أصدقاءك وعائلتك في هذا اليوم بالذات، فزيِّن مكتبك بصور الأماكن المفضلة لديك، بحيث تكون هذه الصور تذكيراً إيجابياً بالأشياء التي تستمتع بها في الحياة.
أفكار أخيرة:
لا تحتاج إلى إضافة جميع نصائح الرعاية الذاتية الـ 13 إلى حياتك؛ ولكن مع ذلك، يمكنك البدء بإضافة واحدة ثمَّ المتابعة.
من الناحية المثالية، سيكون لديك خطة رعاية ذاتية تتضمن خطوات للاهتمام بصحتك الجسدية والعاطفية والاجتماعية والروحية؛ لكن تذكر: صحيح أنَّه ليس لديك "وقت"، لكن عليك أن "تصنعه"؛ لذا أعطِ الأولوية لنفسك، واستعد للنجاح على الأمد الطويل.
أضف تعليقاً