ما الذي يعنيه تحقيق التوازن في الحياة؟ وما هي طبيعة الحياة المتوازنة؟ والأهم من ذلك هو كيف تحقق هذا التوازن؟
سنشرح في هذا المقال معنى الحياة المتوازنة، إضافةً إلى توضيح الفوائد التي سوف تجنيها من خلال تحقيق هذا النوع من الحياة من حيث تحسين التركيز، وتقليل الشعور بالتوتر، وأخيراً بعض النصائح التي تساعدك على تحقيق هذا النوع من الحياة.
ما هي الحياة المتوازنة؟
يمكن أن تختلف الحياة "المتوازنة" من شخص لآخر، ولكن يهدف التوازن في جوهره إلى أخذ مختلف جوانب الحياة بالحسبان، وكيفية تأثير هذه الجوانب في بعضها، وما الذي ترغب بإجرائه من تعديلات على هذه الجوانب من أجل تحقيق مزيد من السعادة، وتخفيف التوتر، وبناءً على ذلك يمكن أن تعني الحياة المتوازنة:
- امتلاك الوقت الكافي للقيام بالأشياء الضرورية والأشياء التي ترغب بالقيام بها.
- التخلص من الشعور بعدم الرغبة في الذهاب إلى العمل.
- امتلاك حدود واضحة لساعات العمل وساعات الراحة.
- قضاء مزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء.
- الشعور بالحماسة لبدء يومك، وإنجاز مهامك.
- العناية بصحتك الجسدية والنفسية.
- رفض الأشياء التي لا تساهم في تطوير ذاتك.
- إحاطة نفسك بمجموعة من الأشخاص الداعمين.
التوازن هو أمر ضروري؛ لأنَّه يخفف مشاعر الإرباك، ويجنِّبك خطر الاحتراق الوظيفي، وكما أنَّه يخفف من مشاعر التوتر، والقلق، والنتيجة هي الشعور بمزيد من الرضى والحماسة بشكل عام.
يؤثِّر التوازن في جميع جوانب حياتك بدءاً من حياتك المهنية، ومروراً بحياتك العائلية، وليس انتهاءً بهواياتك، ويمكن أن يحسِّن بشكل كبير جميع هذه الجوانب السابقة.
5 فوائد تحققها لك الحياة المتوازنة:
تحقق لك الحياة المتوازنة كثيراً من الفوائد، وقد يفاجئك بعض هذه الفوائد، وإليك أهمها:
1. تحسين الصحة:
تتحسن صحتك النفسية والجسدية عندما تعيش حياةً متوازنة، والسبب أنَّ أحد متطلبات عيش حياة متوازنة هو الاهتمام بصحتك من خلال تناول وجبات صحية، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، فإنَّ التزامك بنمط حياة صحي؛ سيؤدي إلى تعزيز قوتك وسلامتك الجسمانية، وهذا الأمر الذي يساعدك على إنجاز مهامك اليومية.
يؤدي كل من إدارة التوتر، والتوازن بين الحياة والعمل دوراً هاماً في هذا الجانب أيضاً، كما ستؤدي جهودك في هذا الجانب إلى تحسين صحتك بشكل عام.
أظهرت الدراسات أنَّ سياسات الشركات التي تشجِّع موظفيها على عيش حياة متوازنة؛ تؤدي إلى تقليل حالات المرض، والإجازات المرضية، وتعزيز سعادة الموظف وتقليل مستويات الإجهاد لديه، إضافة طبعاً إلى تحسين صحته النفسية، وشعوره بالسعادة، وإلى فوائد أخرى كثيرة.
2. الشعور بمزيد من السعادة:
يهدف إيجاد التوازن في الحياة إلى العثور على ما يجعلك سعيداً، وتلبية احتياجاتك، وتعزيز قدرتك على تحقيق أهدافك ورغباتك في الحياة؛ لذلك من الطبيعي أن يزيد تحقيق التوازن في الحياة من قناعتك، ويمكن تعريف القناعة بأنَّها الشعور بالسعادة والرضى؛ لذلك إذا امتلكت في حياتك كثيراً من العادات التي تدعم صحتك الجسدية والنفسية والعاطفية في نفس الوقت الذي تتمكن فيه من تحقيق أهدافك، فإنَّك ستشعر سريعاً وبلا أدنى شك بمزيد من السعادة.
3. تخفيف الشعور بالتوتر:
يساعد التوازن بين الحياة والعمل، وغيره من أنماط الحياة التي نختارها بوعي مثل قضاء مزيد من الوقت مع الأصدقاء، وممارسة التمرينات الرياضية بشكل منتظم على تعزيز سعادتنا، ومن غير المرجَّح أن تشعر بالإجهاد عندما تختار نمط حياة يلائمك، فبدلاً من الشعور بالتوتر أو القلق، ستختبر مستويات أقل من الإجهاد، وذلك عندما تعيش حياة متوازنة.
4. تحسين الإنتاجية:
معظم العادات التي تعزز عيش حياة متوازنة مثل تناول الطعام الصحي، وتحديد الأهداف، والانضباط الذاتي، هي نفسها الأهداف التي تعزز الإنتاجية، ومعنى ذلك أنَّك ستكون قادراً على إنجاز مزيد من المهام في وقت أقل؛ وذلك بسبب امتلاكك لصحة جيدة، وتركيزك على الأولويات الهامة فعلاً.
5. الاستمتاع بالحياة:
يمنحك تحقيق الحياة المتوازنة الحرية اللازمة للاسترخاء والاستمتاع بالحياة، وكي لا يلتبس عليك المعنى من ذلك، فإنَّ إيجاد التوازن في الحياة ليس سهلاً؛ بل غالباً ما يتطلب كثيراً من العمل الدؤوب، ولكن بمجرد أن ترتقي بحياتك إلى مستوى أفضل، ستكون قادراً على الاسترخاء، وإطلاق العنان لطاقتك، وعواطفك، وستشعر بالرضى، وستكون قادراً على الاستمتاع بكل ما تقدِّمه لك حياتك المتوازنة.
شاهد بالفديو: تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
3 جوانب أساسية لعيش حياة متوازنة:
عندما يتعلق الأمر بتحقيق حياة متوازنة، فيجب غالباً أن تركِّز على 3 جوانب أساسية؛ إذ تمثِّل هذه الجوانب الثلاثة أهدافاً تحتاج إلى تحقيقها من أجل الحفاظ على التوازن في حياتك، ولا ينبغي أن تتناقض هذه الأهداف مع بعضها بعضاً.
تنقسم هذه الأهداف الثلاثة إلى 3 فئات:
1. العمل والحياة المهنية والوضع المالي:
يُعدُّ العمل والحياة المهنية والحالة المالية أهدافاً ملموسة، وهي الأهداف التي ترغب بتحقيقها نتيجةً لعملك الدؤوب، ويمكن أن نذكر بعض الأمثلة عن هذه الأهداف:
- طرح مُنتج أو خدمة جديدة في السوق.
- التوسع في مشروعك التجاري ليشمل سوقاً جديداً.
- الحصول على ترقية تهيؤك لمنصب قيادي أو إداري.
- تأليف ونشر كتاب.
- تسديد جميع ديونك.
- تعزيز رصيد حساباتك المصرفية.
- الحصول على شهادة مهنية أو شهادة علمية جديدة.
- العمل في مجال جديد.
- كسب أو ادخار مقدار معيَّن من المال خلال عام.
كل ما سبق هو أمثلة عن الأهداف التي يمكن أن يكون لها أثر بالغ في إيجاد التوازن المناسب في حياتك.
2. العائلة والصحة والأهداف الشخصية:
الفئة الثانية من الأهداف التي تدعم الحياة المتوازنة هي الأهداف الشخصية والأهداف المتعلقة بالصحة والعائلة، وهي أكثر الأهداف أهميةً لتحقيق حياة متوازنة، وفي حين أنَّ الأهداف السابقة هامة من أجل تحسين جودة حياتك من الناحية المهنية والمالية لكنَّ هذه الأهداف غالباً ما تكون الدافع وراء أي أهداف أخرى، فهي السبب الذي يدفعك إلى إنشاء مشروعك التجاري، وتطوير مهنتك، وتحقيق أهدافك المالية، لذا احرص على إيلاء الاهتمام الكافي لهذه الأهداف؛ وذلك نظراً لأنَّها الأكثر أهميةً من بين جميع الأهداف.
سيسهُل عليك تحقيق أهدافك الشخصية عندما تحقق أهداف مشروعك التجاري، وأهدافك المالية، وقد يكون هدفك في هذا الجانب من الحياة؛ هو تخصيص مزيد من الوقت للعائلة، أو الخروج في نزهة مع أفراد عائلتك مرة في الأسبوع، أو قد تتَّبع نظاماً غذائياً صحياً، وتمارس التمرينات الرياضية التي تعزز قوتك الجسدية قدر الإمكان، ويجب أن تضع هذه الجوانب الإيجابية في الحسبان؛ لأنَّ النتائج تستحق منك أن تخصص لها وقتاً في جدولك الزمني.
3. تطوير الذات والتقدُّم المهني:
الفئة الثالثة من الأهداف الضرورية لتحقيق حياة متوازنة؛ هي الأهداف المتعلقة بتطوير الذات والتقدُّم المهني، ويمكن تسميتها بالاستراتيجيات، وهي النوع من الأهداف الذي يساعدك على تحقيق أهداف الفئة الأولى العمل والحياة المهنية والأهداف المالية، وهي كما ذكرنا الأهداف الضرورية للاستمتاع بالصحة، والحياة العائلية.
قد تشمل أهداف هذه الفئة تعلُّم مهارات جديدة، أو تطوير نفسك في الشركة التي تعمل بها، ويؤدي تطوير الذات إلى التقدُّم المهني؛ إذ سيجعلك تطوير مهاراتك، واكتساب مزيد من الوعي بالذات شخصاً أكثر ذكاءً ومرونةً، كما سيحسِّن من جودة علاقاتك الشخصية؛ وسيؤدي ذلك بالنتيجة إلى مزيد من الفرص على صعيد حياتك المهنية.
10 نصائح لتحقيق حياة متوازنة:
الأنواع الثلاثة من الأهداف التي ذكرناها آنفاً هي الجوانب الأكثر أهميةً للحفاظ على التوازن في الحياة، ولكن يوجد مزيد من الأشياء التي يجب القيام بها من أجل تحقيق التوازن في الحياة، وبخاصة إذا لم تكن قد فكَّرت في هذا الأمر من قبل، لذا إليك فيما يأتي 10 من أفضل النصائح التي تساعدك على عيش حياة متوازنة.
1. حقِّق الانسجام في حياتك:
الانسجام في الحياة حالة مشابهة للتوازن، ولكن مع بعض الاختلافات، وإذا كانت حياتك منسجمة، وتسير بسلاسة، فإنَّ هذا يعني أنَّ جميع جوانب حياتك منسجمة مع بعضها بعضاً، وتكون في هذه الحالة مدركاً لمشاعرك وأفكارك؛ وهذا يساعدك على تحديد الحياة التي تلائمك، لذا يمكنك إيجاد هذا الانسجام من خلال السعي وراء شغفك، وإحاطة نفسك بالأشخاص الذين يدعمونك، فمن الجيد أيضاً من أجل تحقيق نتائج أفضل أن تجد المغزى والمعنى في كل ما تقوم به.
2. عزِّز احترامك لذاتك:
يمكِّنك احترام الذات من الوصول إلى أقصى إمكاناتك، ويعزز شعورك بالرضى عن نفسك، ويجب من أجل تعزيز احترامك لذاتك أن تحدد القيم والأهداف التي تتفانى من أجل تحقيقها، ومن ثمَّ تتبَّع نجاحك من خلال سعيك إلى تحقيق أهدافك، وستشعر بالرضى عن نفسك مع كل مرحلة تُنجزها في سبيل هدفك الأكبر، ومن الضروري أيضاً أن تتجنب مقارنة نفسك بالآخرين، لذا ركِّز فقط على نفسك، وإنجازاتك، فهذا من شأنه أن يعزز احترامك لذاتك.
3. حدد قيمك:
أحد الجوانب الهامة جداً لتحقيق حياة متوازنة؛ هو العيش وفق أكثر القيم أهميةً بالنسبة إليك، ولا يمكنك طبعاً القيام بذلك ما لم تحدد هذه القيم أولاً.
يمكنك أن تجري عصفاً ذهنياً من أجل اكتشاف قيمك الأساسية، والمبادئ الأكثر أهميةً بالنسبة إليك، وإذا كنت لا تعرف كيف تبدأ بهذه العملية، فمن الممكن أن يفيدك الاطِّلاع على قائمة القيم الآتية:
- الوفاء.
- النزاهة.
- التعلُّم.
- الأسرة.
- الامتنان.
- الإبداع.
اختر أهم 6 قيم بالنسبة إليك، وتذكَّر هذه القيم دائماً في أي جانب من جوانب حياتك، واسأل نفسك إذا ما كنت تتمثل هذه القيم في حياتك اليومية، وما إذا كانت قيمك ملائمة للحياة التي ترغب بها، وإذا كان الأمر كذلك، فحاول تمثُّل هذه القيم بشكل أكبر، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فأعد التفكير في قيمك.
4. تقبَّل اختلافك عن الآخرين:
توجد قواسم مشتركة بين البشر بلا شك إلا أنَّ كل شخص منا فريد بطريقة معينة، فمن المستحيل أن نكون متشابهين بالمطلق مع بعضنا، ولن تحقق السعادة إذا كنت تحاول تقليد الآخرين، ولن تكون قادراً على تحقيق التوازن في حياتك ما لم تتقبل ما يجعلك مميزاً.
فكِّر فيما يجعلك مختلفاً، وفكِّر في نقاط قوتك، وتجاربك الحياتية الفريدة، وكيف يمكنك استثمار هذه التجارب لأغراض نبيلة، وتقبَّل ما يجعلك مختلفاً عن الآخرين، وكن منفتحاً على الفرص التي تمنحك إياها سماتك الفريدة من أجل تحسين حياتك.
5. عش بسعادة:
من الهام جداً أن تسعَ بكل جهدك للشعور بالسعادة؛ لأنَّنا مهيئون بحكم طبيعتنا البشرية للشعور بالبهجة والسعادة في معظم ما نفعله، ولكن يتطلب الأمر أحياناً بعض الجهد، وأفضل ما يمكنك القيام به من أجل العيش بسعادة هو أن تبحث عما يحقق لك السعادة من حولك، لذا اجعل البحث عن السعادة إحدى عاداتك، وحققها من خلال رؤية الجوانب الإيجابية في الآخرين والجانب الإيجابي في أي موقف تعيشه.
يمكن أن نشعر بالسعادة حتى في المواقف العصيبة في نهاية المطاف، لذا فكِّر في النشاطات التي تحقق لك أكبر مقدار من السعادة، ومن ثمَّ قم بها، وإحدى النشاطات التي تحقق لك كثيراً من السعادة هي مساعدة الآخرين، فعندما تساعد الآخرين، فإنَّك تساهم في جعلهم سعداء، وهو الأمر الذي يجعلك سعيداً حقاً، والسبب غالباً هو شعورك بالمغزى من الحياة.
أحط نفسك بأشخاص إيجابيين ويثقون بأنفسهم ومفعمين بالبهجة والحماسة، وأخيراً لا تتجاهل ممارسة التمرينات الرياضية، وتناول الطعام الصحي، والتنزه في الطبيعة؛ لأنَّها أشياء تحسِّن مزاجك، وتزيد من شعورك في السعادة.
شاهد بالفديو: أنت لا تجد السعادة بل تبنيها كاتارينا بلوم Katarina Blom
6. حدد أهدافك:
أحد أهم الأشياء لعيش حياة متوازنة هو تحديد الأهداف، ويوجد سببان رئيسان وراء أهمية هذا الأمر، الأول هو أنَّك تحدد لنفسك الأهداف المتعلقة بالتوازن الذي ترغب بتحقيقه في حياتك؛ وهذا يجعلك أكثر قدرةً على تحقيقه، والسبب الثاني؛ هو أنَّ تحقيق الأهداف يزيد من شعورك بالرضى والثقة بالنفس.
يفضَّل تحديد الأهداف الذكية، والتي تتصف بما يأتي:
- محددة.
- قابلة للقياس.
- قابلة للتحقيق.
- ذات صلة.
- محددة زمنياً.
عندما تتضمن أهدافك هذه العناصر الخمسة، فإنَّك تصبح أكثر قدرةً على تحقيقها، كما ستحافظ على تركيزك وحماستك في أثناء عملك على تحقيق هذه الأهداف.
7. نظِّم مهامك حسب أهميتها:
بعد أن تعرف قيمك الأساسية وأهدافك الكبيرة، فقد حان الوقت لتنظيمها في قوائم وترتيبها حسب أهميتها؛ وهذا يسهم في زيادة إنتاجيتك ويعزز فرص نجاحك في تحقيق أهدافك وقيمك، لذا اعلم أيضاً أنَّ تحقيق التوازن يتعلق بتخصيص وقت للراحة، ووقت لقضائه مع أحبائك، ووقت لممارسة النشاطات التي تستمتع بها، لذا احرص على تخصيص الوقت في جدولك الزمني لهذه الأمور.
8. كن كريماً:
يمكن أن يساهم الكرم في منحك التوازن المطلوب لحياتك، ولكونك تمنح الأولوية لمساعدة الآخرين؛ وهذا يجعلك تشعر بالمغزى من الحياة، والرضى عن النفس، والسعادة.
يكون دائماً للكرم آثار إيجابية في صاحبه، فالأشخاص الذين يقومون بعمل الخير أو يقدِّمون المساعدة للآخرين يكونون أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يختبرون مستويات أقل من التوتر والاكتئاب، وغالباً يعيشون لفترة أطول مقارنةً بغيرهم، لذا إليك بعض النصائح من أجل تحقيق أكبر فائدة من هذه الصفة:
- تبرَّع من أجل قضية تؤمن بها؛ كالفقر أو الأمية أو مرضى السرطان وغير ذلك.
- تطوَّع للعمل مع مؤسسة خيرية في مجتمعك المحلي.
- اكتب رسالة شكر لأحدهم.
- استمع لشخص يرغب بالحديث عما يشعر به.
- أثنِ على شخص ما.
- قدِّم لشخص ما هدية رمزية أو قليلة التكلفة كعربون محبة.
- تبرَّع بالدم.
- قم بإعداد وجبة طعام لشخص ما.
9. عدِّل نمط حياتك:
تحقق من مدى ملاءمة نمط حياتك لما ترغب بتحقيقه، ولا تتردد في إجراء التغييرات التي ستحقق لك مقداراً أكبر من التوازن في الحياة، فمثلاً إذا أردتَ تحسين صحتك، فقم بإضافة مزيد من الأطعمة الكاملة إلى نظامك الغذائي، وإذا لم تكن مرتاحاً مع الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم، فحاول البحث عن أشخاص آخرين، وإذا كنت ترغب بالنجاح في مهنتك، ففكِّر فيما إذا كنت بحاجة لمتابعة الدراسة.
الفكرة ببساطة أنَّك قد تحتاج أحياناً إلى إجراء تعديلات على نمط حياتك إذا أردتَ تحقيق مزيد من التوازن، وما من طريقة أخرى للقيام بذلك، فلا تتردد وكن مستعداً للتغييرات المطلوبة.
10. حدد ما يهمك في الحياة:
نصيحتنا الأخيرة لتحقيق حياة متوازنة؛ هي أن تحدد ما يهمك حقاً في هذه الحياة حتى تخصص له الوقت الكافي، ففكِّر في الهوايات والنشاطات التي تستمتع بها أكثر من غيرها، فهل - على سبيل المثال - تجد أنَّه من الهام بالنسبة إليك أن تعمل في مجال معيَّن دون غيره؟ أم أنَّ أحد أهم أولوياتك هي قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء؟
ربما ترغب في قضاء وقت ممتع، أو قد ترغب بمزيد من الوقت للاستراحة من أجل عيش الحياة التي ترغب بها، وأياً يكن ما يهمك، فإنَّك لن تجد وقتاً لما ترغب به ما لم تعمل على إيجاد هذا الوقت، لذا قم بالعصف الذهني لتحديد ما يهمك، وفكِّر في أحبائك، والأشياء التي تفضِّل أو تستمتع بالقيام بها، ومن ثمَّ جد لها الوقت المطلوب في جدولك الزمني.
في الختام:
يمكن أن يستغرق إيجاد التوازن الملائم لك في الحياة بعض الوقت، ولكن عندما تحقق هذا التوازن، فستحتاج أيضاً إلى جهدٍ مستمرٍ، وواعٍ من أجل إجراء التغييرات؛ وذلك للمحافظة على بقاء الأمور تحت السيطرة، ولكن النتائج تستحق الجهد بلا أدنى شك، فلا تتردد أبداً في السعي إلى تحقيق هذا التوازن.
أضف تعليقاً