ما هي القيادة؟
القيادة هي عملية إرشاد مجموعة من الأشخاص أو المنظمة إلى هدفٍ أو نتيجةٍ مرغوبةٍ، أو إلى مستوىً أعلى، فلقد ألهم أعظم القادة الذين خُلِّد ذكرهم عبر التاريخ، الملايين من الناس، واستمروا بكونهم مصدر إلهام حتى بعد نهاية فترة قيادتهم.
لقد كان "المهاتما غاندي" (Mahatma Gandhi) أحد القادة العظماء، وقد وُلِد كطفلٍ عادي لديه شغف وتصميم على التفوق، وحالما أكمل دراسته الجامعية في القانون في لندن، قاد حركة المقاومة السلمية للحملة الناجحة لتحرير الهند من الحكم البريطاني في عام 1947، وبصفته محامياً وقومياً مناهضاً للاستعمار، وخبيراً في الأخلاق السياسية، ألهمت قيادة "غاندي" حركات الحقوق المدنية في جميع أنحاء العالم، وتضمَّنت صفاته القيادية الرئيسة العزيمة والمعرفة والقيادة بالقدوة.
"إنَّ تاريخ العالم مليء بالأشخاص الذين ارتقوا إلى مستوى القيادة من خلال القوة المُطلقة للثقة بالنفس والشجاعة والمثابرة" - "مهاتما غاندي" (Mahatma Gandhi).
يوجد زعيم آخر يتمتَّع بصفات قيادية استثنائية وهو "جورج واشنطن" (George Washington)؛ المعروف باسم الأب المؤسِّس للولايات المتحدة الأمريكية، وزعيم الثورة الأمريكية، وأول رئيس للولايات المتحدة، وقد استمرت رؤية "جورج واشنطن" لأكثر من 200 عام، وكان صاحب رؤية حقيقية، فقد استخدم بُعد نظره وتخطيطه الاستراتيجي لقيادة شعبه وبلده إلى النجاح.
"تذكَّر أنَّ الأفعال هي التي تصنع الضابط، وليس خدمته، وتوجد أمور متوقعة منه أكثر من منصبه" - "جورج واشنطن" (George Washington).
ما الذي يجعل من القائد الجيد قائداً عظيماً؟
يجد القادة العظماء التوازن بين النظرة الاستراتيجية والأداء والشخصية، ويمتلك أولئك القادة رؤية وشجاعة ونزاهة وتواضعاً وتركيزاً، إلى جانب قدرتهم على التخطيط الاستراتيجي، وتحفيز التعاون بين أعضاء فريقهم؛ إذ تتجلَّى الصفات القيادية الأكثر فاعلية لدى معظم القادة، ويحاولون تطبيقها يومياً، ومع أنَّهم قد يكونون قادة عظماء، فإنَّهم لا يتوقفون - خاصة مع استمرار التغيير - عن البحث عن كيفية تحسين أنفسهم، والتفكير في الخصائص التي تجعل من الشخص قائداً جيداً.
إنَّهم ينظرون أيضاً إلى خصائص القادة العظماء الآخرين في التاريخ لفهم واستخدام تكتيكاتهم؛ إذ يفهم القادة العظماء أنَّ قوَّتهم تكمن فقط بقوة فريقهم، وهذا ما يجعل كثيرون يختارون أن يكونوا قدوة يُحتذى بها؛ إذ يكسبون احترام فريقهم وأتباعهم عند قيامهم بذلك، وقد يُلهِمون الآخرين أيضاً للانضمام إلى المهمة.
إنَّ القدرة على تحفيز الآخرين، ودفعهم للانضمام إلى مهمة ما، هي الميزة القيادية الإيجابية التي تميِّز القادة العظماء عن القادة الجيدين، وإليك أفضل 10 صفات قيادية تساعدك على أن تصبح قائداً أفضل، فاعتمد عليها بِوصفها أدوات لمساعدتك على تطوير أسلوبك في القيادة:
1. الرؤية:
يمتلك القادة العظماء رؤية تسمح لهم بالتخطيط بأسلوب استراتيجي للوصول إلى أهدافهم، ولديهم فكرة واضحة عن المكان الذي يتجهون إليه، وفي إمكانهم تحفيز أنفسهم وفرقهم للوصول إليه، ويتحلَّون بالمثالية لتصوُّر الأهداف طويلة الأمد التي يأملون في تحقيقها، ويستخدمون رؤيتهم وتخطيطهم الاستراتيجي للمُضي قدماً نحوها.
يُركِّز أولئك الذين يتمتَّعون بصفات قيادية عظيمة على المستقبل في الوقت الذي يحافظون فيه على سلوك إيجابي؛ أي إنَّهم مهتمون أكثر بفرص الغد، بدلاً من التركيز على مشكلات الماضي؛ إذ تسمح لهم هذه الطريقة من التفكير بالنظر في حلول طويلة الأمد، وتجاهُل الحلول التي من شأنها أن تُنشِئ إشباعاً آنياً فقط.
إذ يبدأ الشخص الذي يتمتَّع بصفات قيادية فعَّالة بفهم متطلَّبات الموقف، من خلال النظر إلى الصورة الأكبر دائماً، ويضع القائد العظيم خطة ثلاثية أو خماسية، ويتخيَّل بوضوح أين يريد أن يكون، والكيفية التي سيبدو عليها الأمر عندما يحقق هدفه، فلدى القادة القدرة على توقُّع الاتجاهات قبل منافسيهم بوقت طويل، ويسألون باستمرار: "إلى أين يتجه السوق بناءً على أحداث اليوم؟ وأين ُيرجَّح أن يكون السوق في غضون ثلاثة أو ستة أشهر أو سنة واحدة أو سنتين؟".
يفعلون ذلك من خلال التخطيط الاستراتيجي المدروس؛ إذ تُميِّزهم جودة القيادة هذه عن المديرين، وإنَّ امتلاك الفرد لرؤية واضحة يجعله يتحوَّل إلى نوع خاص من الأشخاص، فضع في حسبانك ماهية رؤيتك وجودتها التي ستُمكِّنك من التحول من "مدير معاملات" إلى "قائد تحويلي"، وتذكَّر أنَّ المديرين يديرون، أمَّا القادة هم مَن يلهمون ويوجِّهون.
2. الشجاعة:
تُعَدُّ الشجاعة من أهم صفات القيادة وخصائصها، فيعني امتلاكك سِمة الشجاعة أنَّك على استعداد لتحمُّل المخاطر من أجل تحقيق أهدافك، في حين يمكن لكثيرٍ من الناس أن يحلموا بأحلام كبيرة، إلَّا أنَّ القادة والمجازفين وحدهم مَن يفهمون أنَّ المخاطرة والفشل أكثر إنتاجية من عدم المخاطرة على الإطلاق.
"الشجاعة هي اكتشاف أنَّك قد لا تفوز، وقيامك بالمحاولة في الوقت الذي تعلم فيه أنَّك قد تخسر" - مغنِّي الأوبرا "توم كراوز" (Tom Krause).
في حين أنَّه لا توجد مخاطرة يمكن أن تضمن لك النجاح ضماناً كاملاً بسبب غموض الحياة، فإنَّ كل مخاطرة تُخاطر بها، يمكن أن تكون بمنزلة فرصة تعليمية تجعلك أقرب إلى أهدافك، وامتلاك الشجاعة يعني أن تنهض، وتحاول مرة أخرى بعد أن تسقط؛ لذلك، سيكون لدى كل القادة العظماء إخفاقات أكثر من النجاحات، ولكنَّهم يتميَّزون بشجاعتهم وقدرتهم على ركوب المخاطر التي لم يتجرَّأ الآخرون على القيام بها.
3. النزاهة:
المصداقية هي قيمة الشركة الأولى التي يتَّفق عليها جميع المديرين التنفيذيين؛ إذ يتفق جميع المديرين على أهمية الصدق والشفافية الكاملَين في كل أمر يقومون بفعله سواء داخلياً أم خارجياً.
"لقد تعلَّمنا عن الصدق والنزاهة وأنَّ الحقيقة هامة، وبأنَّك لا تتبع طرائق مختصرة، أو تتلاعب وَفقاً لمجموعة قواعد أنت مَن وضعها، وبأنَّ النجاح لا يُعَدُّ هاماً ما لم تكسبه بأسلوبٍ عادلٍ ومنصفٍ" - زوجة الرئيس الأمريكي السابق "ميشيل أوباما" (Michelle Obama).
للغوص بشكل أعمق، ولمساعدتك على أن تصبح قائداً عظيماً، تذكَّر أنَّ جوهر النزاهة هو الصدق؛ إذ يساعد التحلِّي بالنزاهة وبسمعة جيدة حيال الصدق، القادةَ على كسب ثقة واحترام زملائهم وفرقهم، ويجب أن تهدف قراراتك بصفتك قائداً إلى تحسين المجموعة، وليس إلى الربح الذاتي، وينبغي أن تجعل الناس يتطلَّعون إليك للحصول على الإلهام ويطمحون إلى اتباع خطواتك، ويجب أن يعلموا أنَّ أخلاقك لا تتغيَّر مهما تغيَّرت الظروف.
4. التواضع:
يحقِّق التواضع نتائج مذهلة، لقد شرح "لاري بوسيدي" (Larry Bossidy)، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "هوني ويل" (Honeywell) ومؤلف كتاب "التنفيذ" (Execution)، السبب الذي يجعلك قائداً أكثر فاعلية عند امتلاكك إحدى الخصائص القيادية، كالتواضع: "كلما تمكَّنت من احتواء غرورك احتواءً أكبر، كنت واقعياً أكثر بشأن مشكلاتك، وتتعلَّم كيف تصغي، وتعترف بأنَّك لا تعرف كلَّ الإجابات، وتعطي انطباعاً أنَّه يمكنك أن تتعلَّم من أي شخص في أي وقت؛ إذ لا يمنعك كبرياؤك من جمع المعلومات التي تحتاج إليها لتحقيق أفضل النتائج، ولا يمنعك من تقدير مَن يستحقون التقدير، ويتيح لك التواضع الاعتراف بأخطائك" - "لاري بوسيدي" (Larry Bossidy).
قد يعني كونك قائداً عظيماً أن توجِّه فريقك نحو النجاح؛ الأمر الذي يعني أن تعترف عندما يعرف شخص ما أكثر منك، ومنحه الفرصة لأخذ زمام المبادرة، ويعني أيضاً أن تكون مدركاً لقوَّتك، لكن ألَّا تدعها تأخذ أفضل ما لديك، ولا يعني أن تكون متواضعاً، أنَّك ضعيف أو غير واثق من نفسك؛ بل لديك الثقة بالنفس والوعي الذاتي الذي يسمح لك بإدراك قيمة الآخرين دون الشعور بالتهديد.
لذلك، يُعَدُّ التواضع أحد السِمات أو الخصائص النادرة للقادة الجيدين كونها تتطلَّب احتواء الأنا؛ الأمر الذي يعني أنَّك على استعداد للاعتراف بأنَّك قد تكون مخطئاً، وأنَّك مدرك أنَّه قد لا تمتلك جميع الإجابات، ويُشير إلى أنَّك تمنح التقدير للآخرين عند استحقاقهم؛ وهذا أمر صعب بالنسبة إلى كثير من الناس، وإذا كان هدفك هو أن تكون قائداً جيداً أو رائعاً، فتعلَّم كيف تكون متواضعاً.
شاهد: 6 علامات تشير إلى أنّ الشخص يتمتع فعلاً بمهارات القائد
5. التركيز:
"يحافظ الأشخاص الناجحون على تركيز إيجابي في الحياة، بصرف النظر عمَّا يجري حولهم، وبدلاً من التركيز على إخفاقاتهم السابقة، يصبُّون تركيزهم على نجاحاتهم السابقة، وعلى خطوات العمل التالية التي يجب عليهم اتخاذها، لتقريبهم من تحقيق أهدافهم عوضاً عن التركيز على جميع مصادر الإلهاء الأخرى التي تقدمها لهم الحياة" - الكاتب "جاك كانفيلد" (Jack Canfield).
لكي يكون الشخص قائداً جيداً، يجب أن يمتلك تركيزاً حقيقياً؛ إذ يركِّز على أهدافه واحتياجات فريقه، وهذا يسمح له بوضع الاستراتيجيات والتخطيط للنجاح، فستكون جهودك من دون التركيز ضالَّة، وقد تقودك إلى اتجاهات مختلفة دون أن توصلك أبداً إلى الأهداف التي حددتها لنفسك، فعندما تركِّز على المهمة التي في متناول يدك، فإنَّك تظل ثابتاً ولا تحيد عن طريقك، وبالمثل، عندما تقوم بالتركيز على نقاط قوَّتك، ونقاط قوة مَن حولك، تكون قادراً على استخدام قوَّتك الجماعية لتحقيق النجاح كفريق واحد.
إنَّ القادة العظماء مُوجَّهون نحو العمل، ويضعون خططاً استراتيجية تُركِّز على نقاط القوة في المنظمة، وهذا يسمح باتخاذ خطوات مُجدية وفعَّالة، ووظيفتك بصفتك قائداً هي التأكُّد من أنَّك أنت وكل مَن حولك تحافظون على تركيزكم على الهدف، من خلال التأكُّد من أنَّ كل شخص يستخدم نقاط قوَّته ووقته على أفضل وجه؛ الأمر الذي يُعَدُّ ضرورياً لتحسين أداء فريقك.
6. التعاون:
"إذا قادك خيالك إلى فهم مدى السرعة التي يستجيب فيها الأشخاص لطلباتك عندما تستميل هذه الطلبات مصلحتهم الشخصية، فيمكنك عملياً الحصول على أي شيء تسعى إليه" - الكاتب "نابليون هيل" (Napoleon Hill).
إنَّ التعاون من أهم صفات القيادة، وهو العملية التي يتمُّ من خلالها العمل معاً للوصول إلى نفس الغاية، ويتمتع القادة الجيدون بالقدرة على تحقيق الانسجام بين أعضاء الفريق لإنجاز شيء من المهام المطلوبة، وتُعَدُّ هذه القدرة ضرورية لنجاحك بصفتك قائداً؛ وذلك لأنَّها ستُنشِئ بيئةً مفيدةً وتعاونيةً داخل فريقك، وهذا سيُتيح للعمل بأن يُنجَز بأفضل طريقة، كما تُعَدُّ قدرتك على الحفاظ على تعاونك أنت وفريقك مع بعضكما بعضاً أمراً ضرورياً لسير عمل المنظمة بسلاسة.
اكسب تعاون الآخرين معك من خلال التزامك بالتعرف إلى فريقك، وفهم نقاط القوة الشخصية لكل فرد، وتذكَّر أنَّه كلما بذلت مزيداً من الجهد لفهمهم، زاد شعورهم بأنَّك تحترمهم وتقدر آراءهم؛ فعندما يشعر شخص ما بأنَّه مفهوم من قِبل الآخرين، فمن المُرجَّح أن يتعاون معهم؛ إذ يريد جميع مَن حولك أن يشعروا أنَّ أفكارهم وآراءهم مسموعة.
7. التواصل:
السِمة الأُخرى التي يتمتع بها القائد الجيد، هي التواصل مع الآخرين بوضوح من خلال الإصغاء والتفكير بتأنٍّ؛ الأمر الذي يؤدي إلى إنشاء مساحة من الحوار المفتوح التي تسمح لفريقك بطرح الأسئلة والتعبير عن المخاوف وحل المشكلات؛ فعندما يفهم الأشخاص المهمة بوضوح ويمكنهم التواصل بشأنها علناً، سيكون لديكم عدد أقل من الأخطاء والمشكلات
معظم القادة العظماء هم متحدثون ممتازون أيضاً، ويُعَدُّ التدرُّب على الخطابة طريقة رائعة لتعلُّم كيفية التواصل تواصلاً واضحاً وفعَّالاً، فلن تقوم بتطوير مفرداتك فحسب؛ بل ستكتسب ثقةً بالنفس أيضاً، ويمكن أن تكون ممارسة الخطابة وسيلةً لبناء حوارٍ فعَّال لاستخدامه مع فريقك ومؤسستك.
8. الصدق:
عندما تسأل نفسك كيف يمكن أن تكون قائداً أفضل، لا تنسَ أبداً وضع الصدق في الحسبان؛ إذ يتيح لك الصدق كسب ثقة فريقك، وإبقاء التركيز على الرؤية، فعندما يكون القادة غير صادقين، يصبح من الصعب أن يتحرَّك الجميع في نفس الاتجاه، وسيفقد فريقك الثقة بك، وبجهودك أيضاً؛ الأمر الذي سيُنشئ بيئةً فوضويةً مليئةً بالنميمة والمشكلات.
"تنمو الثقة من خلال الصدق، والشرف، وقدسية الالتزامات، والحماية المخلصة، والأداء غير الأناني، ومن دون هذه المناقب، لا يمكن للثقة أن تحيا" - رئيس الولايات المتحدة السابق "فرانكلين دي روزفلت" (Franklin D. Roosevelt).
الصدق هام في كُلٍّ من المواقف الإيجابية والسلبية، فإذا قام شخص ما بعمل رائع، فلا تتردد بأن تُثني عليه، وإذا أخطأ شخص ما، فمن الهام أيضاً أن تكون صادقاً ولطيفاً بذات الوقت بتقديمك تغذية راجعة إيجابية؛ إذ يرتبط التواصل والتواضع ارتباطاً طبيعياً بالصدق والشفافية، ويتيح لك الوعي الذاتي أن تكون صادقاً مع نفسك ومع فريقك.
ينطبق نفس الأمر أيضاً على الجانب الشخصي؛ إذ يكون من الصعب عادةً الاعتراف بأنَّنا مخطئون عندما نكون كذلك، أو عندما لا يكون لدينا إجابة عن شيء ما، ولكنَّ الصدق بشأن قدراتك وأخطائك سيبقيك متواضعاً وثابتاً، فالخطوة الأولى في إجراء التغيير هي أن تكون صادقاً باعترافك بخطئك، وأن تُحوِّله إلى فرصة تعليمية لتحقيق النجاح في المستقبل.
9. التعاطف:
التعاطف واللطف هي صفة أُخرى من أهمِّ الصفات التي يمكن أن نجدها لدى القادة العظماء، وقد يُفرِّط القادة في التركيز على أهدافهم والأمور الهامة، لكن إذا كنَّا نبحث عن كيفية أن نكون قادةً أفضل، يجب أن نفهم أيضاً أنَّه لا يمكننا تحقيق الأهداف دون فريقنا، وبعد أخذ العلم بذلك، سيكون من الهام الاطمئنان على فريقك، والتأكد من أنَّهم يشعرون باهتمامك بهم؛ إذ سيكون الفريق الذي يشعر باهتمامك لأفكاره وآرائه أكثر استعداداً للتعاون والمشاركة.
"تقتصر القيادة على التعاطف، ويتعلَّق الأمر بالقدرة على الانتماء والتواصل مع الأشخاص بغرض إلهام حياتهم وتمكينها" - مقدمة البرامج "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey).
فأن تكون متعاطفاً يعني أن تكون لديك القدرة على أن تضع نفسك مكان شخص آخر، ومعرفة ما إذا كان يشعر بالإرهاق وتقديم الدعم له، فمن دون التعاطف، ستجد نفسك تدفع الناس لتحقيق النجاح دون أن تمنحهم الأدوات اللازمة للقيام بذلك؛ الأمر الذي لن يؤدي إلَّا إلى إبعادهم، فالقادة العظماء قادرون على فهم فريقهم والتعاطف معه للوصول إلى أهدافهم معاً.
10. القدرة على تفويض المهام للآخرين:
تُعَدُّ القدرة على التفويض أيضاً صفة فعَّالة لصنع قائد جيد.
"إذا كنت تريد القيام ببعض الأشياء الصغيرة بأسلوبٍ صحيح، فافعلها بنفسك، وإذا كنت تريد القيام بأشياء عظيمة وإحداث تأثير كبير، فتعلَّم كيفية التفويض" - الكاتب "جون سي ماكسويل" (John C. Maxwell).
لكي يُبقي القادة تركيزهم على رؤيتهم، ينبغي أن يكونوا قادرين على تفويض مهامهم؛ فيُفسِح التفويضُ المجالَ لك لتُركِّز على الهدف الأكبر، ويمكِّن موظفيك أيضاً من تحمُّل مسؤوليات أكبر؛ إذ يُظهِر تفويض المهام لموظفيك أنَّك تثق بهم وبعملهم؛ الأمر الذي يحفِّزهم على إنتاج عمل عالي الجودة، ليكونوا على قدر ثقتك واحترامك.
لدى القادة العظماء القدرة على تفويض المهام والأهداف بنجاح إلى أعضاء آخرين في فريقهم بناءً على نقاط قوَّتهم، وهنا تكمن أهمية التعرُّف إلى فريقك؛ إذ سيسمح لك التفويض الاستراتيجي بتوكيل العمل المناسب إلى الأشخاص المناسبين.
يمكن ملاحظة ذلك في قاعدة 80/20 التي تؤكد أنَّ 80% من العمل يُنتَج من قِبل 20% من الناس، فتعرَّف إلى العاملين الجادِّين في فريقك، واستفد منهم بأفضل الطرائق وأكثرها كفاءة للوصول إلى أهدافك الجماعية.
في الختام:
على أمل أن تستخدم هذه القائمة التي تضمُّ أفضل الصفات القيادية، بوصفها مبدأً توجيهياً لكيفية أن تصبح قائداً أفضل، ضع في حسبانك كتابتها، ووضع قائمة بالطرائق المحددة والتي يمكنك من خلالها الاستفادة من هذه السِمات في حياتك الخاصة والمهنية، وفي إمكانك أيضاً أن تجعل من هذا المقال مرجعاً عند اتخاذ القرارات.
شاهد بالفيديو: 9 صفات قيادية يمتلكها القادة العظماء
أضف تعليقاً