قد يكون هذا بسبب الطريقة غير العاطفية التي يتَّبعونها لطلب الأمور من زملاء العمل، والطريقة التي يبدون بها أنَّهم لا يستمعون إلى ما يقوله الآخرون، أو بسبب التَّعصب لأساليب العمل الأخرى.
هل لديك زملاءٌ مثل سمير؟ أو ربَّما أنت نفسك مثل سمير نوعاً ما؟
غالباً ما يجد الموظَّفون ذوو التعامل السيئ مع الناس أنفسهم في خِضَمّ صراعٍ غير ضروري، ويمكن أن يكون هذا مُرهِقاً ومُجهِداً لجميع المعنيين، ويمكن أن يدِّمر حتَّى أفضل خُطط العمل الموضوعة.
الكثير من الناس واثقون من قدرتهم على تطوير مهاراتٍ تقنيةٍ جديدة، وتنمية المعرفة من خلال التدريب والخبرة. هناك اعتقادٌ شائعٌ أيضاً، وهو أنَّك يجب أن "تكون كما أنت" عندما يتعلَّق الأمر بالمهارات "الشخصية" عند التفاعل مع أشخاصٍ آخرين، وأنَّه يوجد القليل جداً أو لا يوجد ممَّا يمكنك فعله حيال ذلك.
لحسن الحظ، هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، إذ يُعدُّ تطوير القدرة على التعاطف مع الآخرين أمراً رائعاً للبدء به لتحسين مهاراتك الشخصية.
ما هو التعاطف؟
التعاطف: هو ببساطةٍ التعرُّف على عواطف الآخرين، والقدرة على "وضع نفسك في مكان شخصٍ آخر"، وفهم وجهة نظر وواقع الشخص الآخر.
لكي تكون متعاطفاً، عليك أن تفكِّر فيما وراء نفسك ووراء اهتماماتك الخاصَّة؛ وبمجرَّد أن ترى ما وراء عالمك الخاص، ستدرك أنَّ هناك الكثير لتكتشفه وتقدِّره. الأشخاص الذين اتُّهِموا بالأنانية وبحبِّهم لذواتهم، أو بالافتقار إلى المنظور الشامل؛ غالباً ما تغيب عنهم الصورة الكبيرة، وهي أنَّهم مجرَّد أفرادٍ في عالمٍ مليءٍ بالآخرين، على الرغم من أنَّ هذا يبدو مُرهقاً إذا كنت تفكِّر في ذلك لفترةٍ طويلة.
إذا كنت قد اختبرتَ أيَّاً من هذه الأشياء، فذكِّر نفسك بأنَّ العالم مليءٌ بالآخرين، وأنَّه لا يمكنك الهروب من تأثيرهم في حياتك، ومن الأفضل بكثيرٍ أن تقبل هذا وتقرِّر بناء العلاقات وفهمها، بدلاً من محاولة الوقوفِ وحيداً طوال الوقت.
استخدام التعاطف بفاعليّة:
لبدء استخدام التعاطف بشكلٍ أكثرَ فعالية، ضع في اعتبارك ما يلي:
1. ضع وجهة نظرك جانباً، وحاول رؤية الأشياء من وجهة نظر الشخص الآخر:
عندما تفعل ذلك، ستدرك أنَّ الآخرين على الأرجح ليسوا أشراراً، أو غير لطيفين أو عنيدين، أو غير معقولين؛ فربَّما يكون ردُّ فعلهم على الموقف حسب المعرفة التي يملكونها.
2. تحقَّق من وجهة نظر الشخص الآخر:
بمجرَّد رؤية سبب اعتقاد الآخرين بما يعتقدون به، عليكَ أن تعترف بذلك؛ وتذكَّر أنَّ هذا الاعترافَ لا يعني دائماً الاتفاق معهم. يمكنك قبول أنَّ الناس لديهم آراءٌ مختلفةٌ عن آرائك، وقد يكون لديهم سببٌ وجيهٌ للتمسُّك بهذه الآراء.
3. تفحَّص موقفك:
هل أنت أكثر اهتماماً بإثبات وجهة نظرك أو الفوز أو أن تكون على حق؟ أم أنَّ أولويَّتك هي إيجاد حلٍّ، وبناء علاقات، وتقبُّل الآخرين؟ غالباً لن يكون لديك مساحةٌ كافيةٌ للتعاطف من دون عقلٍ وموقفٍ مُنفتح.
4. أصغِ إلى الشخص الآخر:
أصغِ إلى الرسالة الكاملة التي يحاول الشخص الآخر توصيلها:
- أصغِ بأذنيك: ماذا يُقال، وما هي النبرة المستخدمة؟
- أصغِ بعينيك: ماذا يفعل الشخص بجسده في أثناء تحدُّثه؟
- أصغِ بحدسك: هل تشعر أنَّ الشخص لا يقوم بتوصيل شيءٍ هام؟
- أصغِ بقلبك: ماذا تعتقد أنَّ الشخص الآخر يشعر؟
5. اسأل عمَّا سيفعله الشخص الآخر:
عند الشك، اطلب من الشخص أن يشرح موقفه. ربَّما هذه الطريقة الأبسط والأكثر مباشرة لفهم الشخص الآخر، ولكن غالباً هي الطريقة الأقل استخداماً لتطوير التعاطف.
لا بأس إذا سألت ما يريده الشخص الآخر، فأنت لن تكسب أيَّ "نقاطٍ إضافية" لمعرفة ذلك بنفسك، على سبيل المثال: رئيسة العمل التي تعطي أعضاء فريقها الشباب كوبونات لشراء ديكٍ روميٍّ من أجل العطلات في الوقت الذي لا يقوم معظمهم بالطهي، إنَّها ببساطةٍ تستخدم فكرتها الخاصة عن ماهيةِ الهدية العمليَّة، وليس أفكارهم.
مارس هذه المهارات عندما تتفاعل مع الناس، فمن المُحتمل أن تظهر مُهتمَّاً وودوداً أكثر؛ ببساطةٍ لأنَّك تزيد من اهتمامك بما يعتقده الآخرون ويشعرون به ويختبرونه. إنَّها هبةٌ رائعةٌ أن تكون مُستعدَّاً وقادراً على مشاهدة العالم من خلال مجموعةٍ متنوعةٍ من المنظورات، وهي هبةٌ يمكنك استخدامها طوال الوقت وفي أيِّ موقف.
فيما يلي بعض النصائح الإضافية لمحادثةٍ تقوم على التعاطف:
- انتبه جسدياً وذهنياً لِما يحدث من حولك.
- أصغِ بعناية، ولاحظ الكلمات والعبارات التي يستخدمها الناس.
- استجب بشكلٍ مُشجِّعٍ على الرسالة الرئيسة.
- تحلّى بالمرونة، واستعدَّ لتغيير اتجاهك بينما تتغيَّر أفكار ومشاعر الشخص الآخر أيضاً.
- ابحث عن الإشارات التي تدلُّ على أنَّك تُركِّز على الهدف.
المصدر: موقع "مايند تولز".
أضف تعليقاً