في الواقع، ليس من السهل تمييزهم؛ لذا يجب أن تتعلم أولاً كيف تتعرف إليهم، ثم تبذل قصارى جهدك للتعامل معهم، كما يفعل معظم الناجحين.
يتمتع الأشخاص السامون بقدرة تدميرية عالية، فباستطاعتهم قلب حياتك الناجحة إلى جحيم من الإخفاق في جميع النواحي؛ لذا من الهام جداً معرفة كيف تقي نفسك منهم.
تجنب الأشخاص المهووسين بالسيطرة، والذين يمثلون دور الضحية دوماً، والمتعجرفين، والذين يطلقون الأحكام، ومحبي الثرثرة ونشر الإشاعات، وكل مَن يحاول بأساليبه الملتوية كالكذب وبث السلبية الحصولَ على مراده.
يضيِّق هؤلاء الخناق عليك، فيمكن للتوتر أن يُحدث قدراً لا يُوصف من الفوضى في حياتك، وقد ينتهي بك الأمر بالإخفاق في وظيفتك.
أكدت الدراسات الحديثة التي أجرتها جامعة ستانفورد (Stanford) ومركز جامعة بيركلي (Berkeley Center): أنَّ في إمكان الإجهاد أن يستنزف الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تلف الدماغ وانخفاض الأداء المعرفي.
يوصف هذا بأسلوب مبسِّط: "اخش صديقاً غير مخلص وشرير أكثر مما تخشى الوحش الضاري؛ فقد يتردد الوحش الضاري في تحطيم جسدك، لكنَّ الصديق الشرير لن يتوانى عن ذلك أبداً".
ويبقى السؤال: كيف يمكنني تحاشي الأشخاص السامين؟ فيما يلي بعض الأساليب التي يستخدمها الأشخاص اللامعون التي تستطيع اتِّباعها وتعديلها وفقاً لأسلوب حياتك، وتعيش حياتك كما رسمتها في مخيلتك.
1. الابتعاد عن المتذمرين والذين يؤدون دور الضحية:
المتذمرون هم أكثر الأشخاص السامين شيوعاً، فهم يمثلون دور الضحية، ويحاولون إيجاد أشخاص للإصغاء لشكواهم واستجداء شفقتهم، لكن يتمثل الحل الأفضل بوضع حدود لهؤلاء السامين باحترام دون أن تطردهم بقسوة من حياتك، وأن تستمع لما في جعبتهم، وتحاول إيجاد حل للمشكلة مناسب لهم، وبهذه الطريقة ستتخلص من شكواهم المستمرة، وتقدم لهم يد العون فعلاً، وبالنتيجة سيستفيد الطرفان، ويكون النجاح حليفك كما ينبغي أن تكون الأمور.
2. السيطرة على المشاعر:
من الأمور الأكثر إزعاجاً في الأشخاص السامين أنَّهم ميالون إلى إرباكك وتحريك مشاعرك، مما ينقل السلبية إليك؛ لذا إن رغبت بالتعامل مع هذا الأمر، فعليك أن تنأى بنفسك وتركز على ذاتك وأهدافك، مما يضعك على المسار الصحيح، ويبعدك عن الانجراف إلى سلبيتهم.
اعلم حقيقة مشاعرك وامنح نفسك بعض الوقت لإعادة النظر في الحالة، واعلم أنَّ كل ما تحتاج إليه هو معرفة الحقائق عن الأشخاص السامين، دون أن تسحبك دوامتهم العاطفية.
3. اختيار المعارك بحنكة:
عندما يحاربك شخص سام، يجب عليك أن تدرك متى تدافع عن نفسك ومتى تنسحب، إذ يمكن أن يكون العديد من الأشخاص السلبيين عنيفين حقاً، بغية استفزازك وإخراج أسوأ ما فيك، فتقع ضحية سوء التقدير.
لا تجاريهم في لعبتهم القذرة، واتبع النصيحة القائلة: "ما جادلت جاهلاً إلا وغلبني"، وبمعنى آخر لا تجادل الأشخاص السلبيين أبداً.
هنالك مجموعة من النصائح حول هذه النقطة ومنها الحد من تناول الكافيين؛ لأنَّه يحفز إفراز هرمون الأدرينالين، مما يجعلك متحفزاً دوماً للمواجهة؛ لذا بدلاً من القهوة، اشرب المزيد من العصائر التي تشتهر بقدرتها على تعزيز طاقتك وتزويدك بالفيتامينات والمعادن الضرورية، إضافةً إلى كونها مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة.
شاهد بالفيديو: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السلبيين؟
4. الحفاظ على الثبات:
يجب عليك أن تتَّبع سلوكاً ثابتاً كي تكون قادراً على رسم الحدود التي تنظم العلاقة معك، وجاهزاً للمواجهة، وأن تبقي حصنك منيعاً ضد ضربات الأشخاص السامين. إن اعتزمت في قرارك تجنب شخص معين، فلتبتعد عنه إلى غير رجعة، وإلا تمكنت أسهمه من اختراق مركبك وغرقت في بحر من الكرب والهم.
5. المسامحة، لكن دون نسيان:
يعرف الناجحون كيف يحمون أنفسهم، فلا ضير بقليل من الأنانية، ولا تسمح لأغلاط الآخرين أن تعكر صفوك أو تسيطر على وقتك المخصص للإنتاج، لكن لا تبخل على الآخرين بإعطائهم فرصةً، وتابع مسيرك غير مكترث لإخفاقهم، فإن كرست وقتك الثمين لإعطاء شخص سام فرصةً ثانيةً، فستكون أنت السبب في تراجعك بضعة خطوات للوراء.
وعندما يعتصرك الذنب حيال هذا، تذكر مقولة إليانور روزفلت (Eleanor Roosevelt): "افعل ما يمليه عليك قلبك؛ فإرضاء الناس غاية لا تُدرك".
6. التركيز على الجانب الإيجابي فقط:
يؤدي الانشغال بالمشكلات التي تخصك أنت أو غيرك إلى عرقلة تقدمك؛ لذا عليك التركيز على إيجاد الحلول، مما يخفف التوتر ويفسح المجال لما يُسمى التوتر البنَّاء، وهو الدافع لحل المشكلة، سيزيد هذا من عزيمتك، ويساعد عقلك على التركيز على المشاعر الإيجابية.
وفي نهاية المطاف يجب عليك تعلم التعامل مع الأشخاص السامين، دون أن تكترث لاختلالهم الوظيفي، وبذلك يكون الجميع راضياً.
7. وضع حدٍّ لتأثير الأشخاص السامين:
من الطبيعي أن تشعر بشيء من السوء تجاه نفسك بعد لقائك شخصاً ساماً؛ لكن يجب عليك الحد من هذا التأثير، إضافةً إلى تقليص الوقت الذي تقضيه في التفكير في الأشخاص السامين ومشاكلهم.
ليس جلد الذات عديم الفائدة فحسب، بل يمكن أن يدفع المرء إلى الجنون، ويقف عائقاً منيعاً بينه وبين إنتاجيته، لكن إن لم تستطع مقاومة جلد الذات؛ فلن يركز ذهنك إلا على كل الأفكار السلبية لديك، ثم تسيطر عليك المشاعر السيئة التي تخشى أن تنال قصاصها منك، فتزيد الطين بلة وتحيط نفسك بطاقة سيئة، مما يعزز حالات الاكتئاب والتسويف وغيرها.
8. الحصول على الدعم:
خُلق البشر ليعيشوا في مجتمعات ويدعموا بعضهم بعضاً، خاصةً في الأوقات الصعبة؛ لكن يصعب الأمر عند التعامل مع الأشخاص السامين؛ لذا لا تتردد في طلب المساعدة، فيمكن لوجهة نظر جديدة أن تقدم لك العون لحل المشكلة، وتريحك من الشخص الذي يضايقك، وتعزز شعورك الإيجابي تجاه نفسك.
9. إنشاء روابط بناءة:
لا يمكنك اختيار العائلة التي تولد لديها، ولكن يمكنك بل ومن الأفضل لك اختيار أصدقائك وزملائك في العمل والمرشدين خاصتك بحكمة، وتحاشَ الأشخاص الذين لا يكنون الاحترام لك ولعملك، ورافق الأشخاص الملهِمين والمبدعين والداعمين الذين يمكنهم تعليمك أشياء جديدة ومساعدتك على تعزيز أدائك.
هنالك حكمة لاتينية عليك تذكرها دوماً هي: "فيستينا لينتي" والتي تعني "أسرع بتأنٍ"، بمعنى أنَّه يجب عليك استثمار وقتك في تحسين الذات واستثمار كل ثانية من وقتك.
10. الاستمتاع بالحياة والعيش بسعادة:
أخيراً وليس آخراً، لا تدع الأشخاص السامين يسرقون فرحتك، وعندما تشعر بالفخر لإتقانك أمراً ما، فلا تدع شخصاً متعجرفاً يدوس سعادتك، وصمَّ أذنيك عن تعليقاته السلبية، وخذ وقتك في الاستمتاع بلحظة مجدك.
لكن إياك أن تدع الغرور يعميك، فتصبح أنت ذا شخصية سامة، وإن لزم الأمر، فيجب عليك النظر في ملاحظات الآخرين بحثاً على الأفكار الإيجابية والبناءة فيها، فتتعلم منهم، حتى لو لم يكونوا أفضل المعلمين الذين يطمح المرء إلى الحصول على مساعدتهم.
واعلم ألَّا أحد يعلم حقاً ما أنت غيرك، وأنت وحدك القادر على تدارك أخطائك بغية تحقيق النجاح الشخصي والمهني.
أضف تعليقاً