مقدمة:
الناس الصعبو المراس هم أشبه بأصابع ديناميت تُفجّر كل مايدور حولها. إنّهم مثيرون، مذهلون، أقوياء، وألم حقيقي في الخاصرة أو شوكة في العين. ومع ذلك يجعلون الأشياء تتحقّق ويجعلون الناس يتكلمون. عندما يقوم شخص صعب المراس بشيئ ما فهذا الشيئ يُنجز حقًا. تعلّم كيف تُسخّر مهاراتهم وأهواءهم وعندئذٍ سيُصبح لديك سلاح سري يجعل طائرة الشبح تبدو في الدرجة الثانية من حيث القوّة.
الأشخاص الصعبو المراس هم جماهير طائشة همجيّة، قد ينطبق عليهم أحيانًا شعار: أناس يجب تجنّهم.
وفي هذا الكتاب سوف تتعلّم:
- تقارن ما بين المنافع والمساوئ وتقرر ما إذا كان عليك القيام بعمل ما أم عدم القيام بهِ.
- تلقي نظرة على عاداتك وأساليب تعاطيك المتكررة مع الأشخاص الصعبي المراس.
- تفهم بعمق أو تعي تصرفاتك.
- تبحث عن النتائج.
- تبحث وتسعى إلى إيجاد أفضل طريقة للتعامل معهم.
- تطبق أو تنفّذ استراتيجيات التغيير.
- تكتسب مهارات تغيير وجهات النظر.
- تتزود أو تتعلّم طرقًا للتعامل مع الصعبي المراس.
- تقلل من تأثيراتهم السامة، وتتعلّم دروسًا للمستقبل.
- الدليل إلى معرفة الأشخاص الصعبي المراس
أحد أكثر الأخطاء التي يرتكبها الناس في علاقاتهم هو اعتقادهم أنّ الشخص الآخر شبيه بهم، إذ غالبًا ما لا يكون الأمر كذلك. قد يكون الصعبو المراس مميزين حقًا ولكن وعيك بالطراق التي يعتمدونها يُساعدك على التخطيط لمجابهتم.
نظرة سريعة على من تتعامل معهم:
- ينشر شائعات وأخبارًا سيئة عنك.
- يُحاول أن يُظهر نفسهُ بمظهر جيد على حساب الآخرين.
- يشكو دائمًا.
- يحط من قدرك ويُقلل من قيمتك.
- لا يُعطي ولا يُمرر معلومات هامة.
- يجعلك تشعر بأنّك عديم القيمة والجدوى.
- يصعب أن تستخلص منه جوابًا شافيًا.
- يعد بالكثير ولا يفي إلّا بالقليل.
- يُناقش في الأمور التافهة، ويغضب بدون سبب يُثير الغضب.
أولًا: الغدّارون الذين يطعنون في الظهر
عندما تستطيع التظاهر بالصدق، تستطيع التظاهر بأي شيئ. الغدّارون الذين يطعنون في الظهر هم سيدات وسادات الظهور بمظهر الشخص اللطيف أمامك إنّما ما إن تدير ظهرك حتّى تصبح بالنسبة لهم هدفًا سهلًا. هذهِ الجماعة من الناس تضم المتآمرين، مدبري المصائد، المُرائين، النمامين، المُغتابين، المُتملقين، الثرثارين، وذلك أكثر ما قد تحبه ويُعجبك عندهم.
كيف تكتشف الغدّارين؟
يحيا الغدّارون الذي يطعنون في الظهر على عدة قواعد:
- القاعدة الأولى: الظهور بمظهر حسن.
- القاعدة الثانيّة: تجنّب الظهور بمظهر سيئ.
- القاعدة الثالثة: إذا كنت تبدو بمظهر جيد وكان الآخرون يظهرون بمظهر سيئ فهذا أفضل.
إنّهم يبرزون أنفسهم من خلال التكلّم عن عدم كفاءة الآخرين، يكثر الغدر والطعن في الظهر عندما تنفك العلاقات الرومانسيّة والزيجات. يبدو وكأنّ لا أحد يقدر أن ينفصل عن الآخر بدون استخدام الطعن في الظهر لتبرير فصل العلاقة.
لائحة تشخيص الغدارين والخائنين:
- ينسب إلى نفسهِ المآثر والإنجازات فيما الواقع أنّها ليست كذلك.
- يدّخر المعلومات.
- يُسعدهُ أن ينشر أخبارًا سلبيّة عن الآخرين.
- ينشر الإشاعات.
- يُطالب بالمديح عن أشياء لم يفعلها.
- يظهر بأنّ لديهِ اتصالات وعلاقات مع أشخاص نافذين أكثر مما هي في الواقع.
- يتحيّز من يمدحهُ ومن يتكلّم إليه.
- ضعيف.
- يُخفي غالبًا الشعور بالنقص والتخوّف.
الغاية من وراء تصرفاتهم:
الغاية من وراء تصرفاتهم هو الكسب الشخصي وإرضاء الذات على حساب الآخرين.
الإستراتيجيات الهامة:
- سيدات وسادات الإشاعات والغمز والمدح المزدوج المعنى.
- من استراتيجياتهم القيام بحركات غمز ولمز تُشير إلى استهجانهم. من هذهِ الحركات رفع الحاجب أو تدوير العينين أو التكشير والتفوه بتعليق يبدو بريئًا أو إيجابيًا في الظاهر ولكنّهُ ما يلبث أن يتحوّل إلى سهم سام.
- إنّهم بارعون في الكلام المزدوج المعنى حيثُ المعنى السطحي هو شيئ والمعنى الضمني هو شيئ آخر.
في العمل:
سوف يُحاولون هؤلاء تضخيم إنجازاتهم والتقليل إلى أقصى حد من قيمة إنجازاتك. هم ليسوا إلى جانبك، بل ستجد أنّ صورتك تتلاشى أمام صورتهم الرائعة التي يرسمونها لأنفسهم.
حجب المعلومات عنك:
المعرفة قوة، وهذا ما يفعله هؤلاء، فهم يسعون للحصول على المعلومات ويمنعونها عن الآخرين. وهذا ما يسمح لهم أن يبدوا مُلمين عارفين بمعلومات كثيرة فيما ستبدو أنت أحمق.
في حياتك الشخصيّة والإجتماعيّة:
يصعب من الناحيّة الإجتماعيّة التعامل مع أصحاب الوجهين هؤلاء، يُمكنك أن تثق بمقدار وثوقك بالجرذ، ستجد هؤلاء المُنحرفين يُرحبون بك مُهللين ولكنّهم لن يلبثوا أن يستغلوا أيّة فرصة لتشويه سمعتك. إنّهم يجعلونك ببساطة تشعر بأنّك مجنون بعض الشيئ، ولكنّهم يبذلون جهدهم في نفس الوقت للنيل منك.
خطة الإسترخاء والمواجهة:
- تحليل للربح والخسارة.
- أدرس أسلوبك في التعامل معهم.
- نظرة إلى سلوكك.
- السعي إلى أفضل النتائج.
- إبحث عن الإستراتيجيات واخترها.
- تطبيق استراتيجيات التغيير.
- قلل من سُميتهم.
- تعلّم دروسًا للمستقبل.
ثانيًا: اللوامون وكثيرو الشكوى
اللوّامون وكثيرو الشكوى قد تراهم يستحضرون الشكوى استحضارًا في يوم رائع يمضونهُ وإلى جانبهم ثروة كبيرة، ولكن لا يهم بالنسبة لهم مقادر ما يملكون من أشياء لأنّ هذهِ الأشياء لن تكون جيدة بما فيهِ الكفاية بالنسبة لهم.
كيف تكتشف اللوّامين وكثيري الشكوى؟
ينتمي إلى هذهِ الفئة من الناس المتذمرون، النقاقون، المُتباكون، المُتظلمون، المشاكسون، وكثيرو الشكوى الدائمون. والشكوى هي أكثر ما يُمتّعهم ويسرُ قلوبهم.
ليست الشكاية والشكوى بالنسبة لهؤلاء هواية، إنّها سبب وجود وبقاء، فيوم لا يشتكون فيهِ هو يوم مجدب غير مثمر، هؤلاء هو أوّل من ينقل إليك الأخبار السيئة.
لائحة تخص كثيري الشكوى واللوامين:
- يشكون على الآخرين.
- يشعرون بالإحباط من افتقار الآخرين إلى الحكمة.
- يضعون الملامة على الآخرين.
- يُتاجرون بالشعور بالذنب.
- يأخذون الأمور على محمل شخصي.
- يُعطون ولا يأخذون.
- يشكون ولكنّهم لا يقبلون أن يشكو أحد.
- يكنّون الحقد والضغينة.
- يُعانون من عارض يا لي من مسكين.
- يُحبون تناقل الأخبار السيئة.
الغاية من وراء تصرفاتهم:
يبدو هؤلاء، من الناحيّة السطحيّة، أنّهم يلقون عن كاهلهم عبء السؤوليّة، ولكنّهم في الواقع لا يتقبلون أنفسهم ويعملون على تقوية الأنا عندهم عبر تضخيمهم أخطاء الآخرين.
الإستراتيجيات الهامة:
- لوم الآخرين على أحداث تكون خارجة عن إرادتهم كزحمة السير وتساقط الأمطار الغزيرة واصطفاف الناس في صفوف طويلة أمام صندوق الدفع في السوبر ماركت.
- عدم رغبتهم في القيام بأي شيئ لتحسين الوضع أو تحسين حياتهم الخاصة.
- يطلبون تعديل أمور لمصلحتهم، وتكييف القواعد من أجلهم.
- يعيشون في الماضي لا الحاضر.
في العمل:
يكثر تواجد اللوّامين وكثيري الشكوى في أماكن العمل، وهم يجتمعون ويتشاركون مع الآخرين الحديث عن المظالم، بحسب رأيهم أنّ من يدير كل شركة هم أشخاص مخبولون، معتوهون، وأنّ كل فكرة جديدة إنّما جاءت عن طريق النفاق. قد تسمعهم يقولون أشياء مثل: لقد حاولت العام الماضي ولم ينجح الأمر ولن ينجح الآن.
إذا كنت تعمل معهم فحذار لأنّهم جماعة مغوية، قد يبدو أنّهم يفهمون العمل جيدًا ويعرفون خباياه والطريقة التي يتم بها. قاتلو الأفكار المنحرفون هؤلاء قد يسحبون الطاقة من أفضل وأذكى الأفكار. فالإنضمام إلى هذهِ الجماعة من الناقمين هو الطريق المختصر إلى مهنة عادية جرداء من الإبداع.
كيف تستخدمهم؟
يستخدم القادة القساة اللوّامين وكثيري الشكوى كجهاز إنذار مبكّر للكشف، فهم أوّل من سيُخبرك ما الغلط في الفكرة وما الغلط الذي ستجدهُ عند الناس السلبيين. الاستماع إلى شكاويهم لا يعني أنّ عليك أن تحل قضاياهم ولكنّهم يُنذرونك ويُعطونك علمًا بالمشاكل المُحتملة. وقد يستخدم المدراء الحكيمون هذا من أجل استباق الأمور والتخطيط لها.
في حياتك الخاصة والإجتماعيّة:
كلما اقترحت أبسط حل ممكن لتحسين الوضع تجد اللوامين وكثيري الشكوى يأتون بأعذار. باختصار لقد تدربوا على فن النكد والتكشير. من النوادر التي يدأبون على إخبارك إياها:
- أنا كبير جدًا على التغيير.
- آه لو كانت صحتي أفضل.
- الحكي سهل ولكن الفعل.
- كنت من قبل أملك القدرة.
- لكان الأمر مختلفًا لو كنت في مثل عمرك.
ثالثًا: المُتنمّرون والإستبداديون
المستبدون والمتنمرون هو جبناء قساة القلوب، يستغلون أيّة فرصة لتدعيم أنفسهم ويستبدون على الآخرين. بعضهم يتبجح مزهوًا بروعتهِ وأهميتهِ وبعضهم الآخر حقيرون، خبيثون، يستخدمون الغمز واللمز وإطلاق الشائعات والنميمة من أجل هزم الآخرين. هم أشخاص عليك الإحتراس والحذر منهم. يعمل هؤلاء الطفيلون الواضعون للألغام على سحب طاقتك وإيمانك بذاتك.
تحتوي هذهِ الجماعة على المتعطشين إلى القوة، المتسلطين، الديكتاتورين. المستبدون والمتنمرون أشخاص نهمون لا يشبعون. إذا غذيت نهمهم إلى المجد والشهرة سيرجعون إليك ليتغذوا على ذاتك المحطمة. الواقع أنّ القوة التي يجنوها على حسابك هي سامة مسمّة واعلم أنّهم سيجدون طرائق مخادعة وقاسيّة ليمتصوا المزيد والمزيد من قوتك.
الواقع أنّ كل واحد منا عرضةً للإلتقاء بأحد هؤلاء المضطربي العقل. فلنمض الآن إذن بعض الوقت في تحديدهم والتدرّب على الطريقة التي تساعدنا على قطع طرق مؤونتهم.
كيف تكتشف المُتنمرين والإستبداديين؟
أكثر أشكال الهجوم التي يستعملها هؤلاء هي:
- الإساءة الكلاميّة.
- استخدام العنف والتهديد لانتزاع المال.
- النميمة ونشر الشائعات.
- الإطاحة بالآخرين.
لائحة تشخيص الإستبداديين والمُتنمرين:
- يُسيئون إلى الآخرين كلاميًا.
- مُتطلبون، ويُخوّفون الآخرين ويُحقّرونهم.
- يُذلون الناس، ولديهم أهداف.
- ينبذون أو يصرفون النظر عن حاجات الآخرين، ولا يُراعون مشاعر الآخرين.
- يستخفون بالآخرين ويُقللون من شأنهم، ويتهجمون على الآخرين من دون ضرورة.
- يُخفون مشاعر الحسد، وينظرون إليك نظرة قاتلة.
- يُحاولون اكتساب السلطة على حسابك.
الغاية من تصرفاتهم:
ثمة هدفان من وراء سلوك المُتنمرين والإستبداديين: أولًا السيطرة على الآخرين. ثانيًا عدم السماح للآخرين بالسيطرة.
الإستراتيجيات الهامة:
- يمتلكُ عادةً مجموعة محدودة من الإستراتيجيات.
- عن غير قصد يُعطيك إشارة بالحركة التي سيقوم بها لاحقًا وهذا ما سيُساعدك على تحديد أساليبه المراوغة.
في العمل:
لسوء الحظ أنّ أماكن العمل هي أرض خصبة للمُتنمرين والإستبداديين. هناك تسود هيمنة التسلل الهرمي الوظيفي. في أحد المكاتب عُلقت حكمة على المدخل مفادها: (إذا أعطيت أحدهم شيئًا بسيطًا من السيطرة، أصبح شخصًا تتعذر السيطرة عليهِ). أهلا بكم في شريعة الغاب.
يترك معظم الناس العمل بسبب المُتنمرين أكثر من أي سبب آخر. إنّها منطقة مظلمة تسبب صدمة نفسيّة وإن لم تُعالج تلك الصدمة النفسية فقد تزحف حياتك.
هناك طرائق عدّة تُمكنّك إذا كنت رئيسًا من التقليل من الإستئساد والتنمّر في مراكز العمل:
- تحمّل المسؤوليّة.
- أعقد آمالًا كبيرة واضحة.
- كن عادلًا، ولا تلعب لعبة تفضيل موظف على آخر.
- إعمل على تنمية طرائق وإجراءات تشدد على العناية بالزبون.
- ركّز على النتائج ودع فريق العمل يتمرّن على أفضل طريقة لتحقيق هذهِ النتائج.
- فلتكن الرسائل والمعلومات التي تُريد تبليغها واضحة.
هنا نكون قد أنهينا تلخيص الجزء الأول من الكتاب وسنُتابع ما تبقى منه في الجزء الثاني.
المصادر:
أضف تعليقاً