التدخين والمواد الموجودة في التبغ
يحتوي دخان التبغ على العديد من المواد الكيميائية الضارة أبرزها ما يلي:
- النيكوتين: المادة المشهورة بارتباطها الوثيق بالتدخين، وتُعد مادة إدمانية عندما يتم الاعتماد على التدخين دائماً.
- القطران: مادة لزجة داكنة، تحتوي على عدة مواد مسرطنة، وهي المادة التي تسبب تغير لون الأظافر والأسنان.
- أول أوكسيد الكربون: غاز عديم اللون والرائحة وترتبط بالهيموغلوبين في الدم؛ لذلك هو مسؤول عن تقليل قدرة الدم على حمل الأكسجين.
- الأمونيا: مادة يتم استخدامها لزيادة قابلية امتصاص النيكوتين في الجسم.
- الفورمالديهايد: مادة مسرطنة يتم استخدامها في تحنيط الجثث.
- الزرنيخ: مادة سامة تستخدم في صناعة المبيدات الحشرية.
- الكادميوم: معدن ثقيل سام وضار بالكليتين.
- السيانيد: سم قاتل.
متى يُعد الشخص مدمناً على التدخين؟
لا يوجد عدد معين من السجائر يحدد إن كنت مدمناً على التدخين أو غير مدمن فبعض الأشخاص يصبحون مدمنين خلال فترة قصيرة؛ حيث تؤدي الجينات دوراً في تحديد مقدار سهولة الإدمان وكذلك العمر، فالشباب أكثر عرضة للإدمان، وأيضاً البيئة الاجتماعية، وتركيز النيكوتين في السيجارة. وفي جميع الحالات يرتبط الإدمان بوجود العلامات التالية:
- رغبة مستمرة بالتدخين والشعور بالحاجة الملحة له، وخاصة عند الاستيقاظ وبعد تناول الطعام.
- صعوبة الإقلاع عنه بالرغم من تكرار المحاولة إلا أنَّ فترة تحمل الانقطاع عنه قصيرة جداً، وتترافق فترة الانسحاب بأعراض متنوعة وسلبية، مثل الاكتئاب والتوتر والقلق وصعوبة في التركيز.
- زيادة عدد السجائر التي يدخنها المدمن مع الوقت.
- عدم الاهتمام لمكان التدخين، فالمدمن يدخن حتى في الأماكن الممنوعة وعند وجوده مع أشخاص لا يمكنهم تحمل التدخين.
تأثير التدخين على الجهاز التنفسي
تأثيرات التدخين على جهازنا التنفسي مدمرة، وفيما يلي مجموعة من التأثيرات الرئيسية على الجهاز التنفسي:
1. تأثير التدخين على الأهداب
يوجد في بطانة الشعب الهوائية شعيرات مجهرية لها دور هام في تنظيف الرئتين من الأوساخ والجسيمات الضارة؛ أي يمكن عدها المكنسة الخاصة بجهازنا التنفسي، ويتم عادة طرد تلك الأوساخ عن طريق السعال، ولكن التدخين يهدد عمل هذا المدافع عن صحة الرئتين، حيث يتسبب بما يلي:
1.1 شلل الأهداب
إنَّ المواد الكيميائية سابقة الذكر وخاصة القطران والنيكوتين تتسبب في شلل حركة الأهداب، ومن ثمَّ لا يمكنها القيام بطرد المخاط وما يحمله من جسيمات ضارة.
1.2 تلف الأهداب
المواد الموجودة في التبغ تؤدي مع الزمن إلى تقليل عدد الأهداب؛ لأنَّها تتلفها لتصل في النهاية لمرحلة تدميرها بالكامل.
1.3 زيادة إنتاج المخاط
يؤدي التدخين لزيادة في إنتاج المخاط في الشعب الهوائية، ومن ثمَّ يزداد العبء الواقع على الأهداب مما يعيق حركتها وطردها للجسيمات.
يرتبط تدمير الأهداب وتلفها بعدة أعراض أبرزها:
- التهابات في الشعب الهوائية.
- سعال مزمن وهو العرض الأكثر انتشاراً بين المدخنين.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض الرئة المختلفة؛ لأنَّ الأهداب هي خط الدفاع الأول عن الرئتين.
2. تضييق الشعب الهوائية
يؤدي التدخين دوراً رئيسياً في تضييق الشعب الهوائية الأمر الذي يجعل المدخن يشعر بالإرهاق والتعب عند القيام بأي نشاط، حتى لو كان طفيفاً. كما قد يلاحظ المدخن سعالاً وصفيراً في صدره أثناء التنفس، ويزداد وضوحاً عند الزفير. وتحدث آلية تضييق الشعب الهوائية نتيجة التدخين وفقاً لما يلي:
2.1 الالتهابات المزمنة
تتسبب المواد الكيميائية في التبغ بالتهابات مزمنة في بطانة الشعب الهوائية، ويحفز هذا الالتهاب على إنتاج كميات كبيرة من المخاط فيتسبب المخاط بسد الشعب الهوائية ليصبح التنفس صعباً.
2.2 تلف الأنسجة
يؤدي التدخين المستمر إلى تدمير الأنسجة الرقيقة التي تبطن الشعب الهوائية، ومن ثمَّ يزداد تعرض الشعب الهوائية للالتهاب والتلف.
2.3 تضخم الغدد المخاطية
تصبح الغدد المخاطية أكبر حجماً بمرور الزمن لدى المدخنين، ويزداد أيضاً إنتاج المخاط وانسداد الشعب الهوائية.
2.4 تشنج العضلات الملساء
النيكوتين مسؤول بصورة أساسية عن تشنج العضلات الملساء التي تحيط بالشعب الهوائية، ومن ثمَّ تضيق الشعب ويصبح التنفس أكثر صعوبة مع مرور الوقت.
2.5 تكوين أنسجة ندبية
مع الاستمرار بالتدخين تتكون أنسجة ندبية ضمن الشعب الهوائية؛ ومن ثمَّ تصبح أقل مرونة وأكثر ضيقاً.
3. انتفاخ الرئة
يُعد انتفاخ الرئة مرضاً مزمناً مصحوباً بعدة أعراض أبرزها السعال وضيق النفس والصفير والإرهاق ثم فقدان الوزن في الحالات المتطورة. ومن مضاعفات انتفاخ الرئة ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة وفشل القلب. آلية تسبب التدخين بانتفاخ الرئة معقدة وتتضمن عدة عوامل متداخلة:
3.1 التهابات مزمنة
كما ذكرنا سابقاً نتيجة المواد الكيميائية في التبغ.
3.2 تدمير الأكياس الهوائية
مع استمرار التدخين تتسبب الالتهابات في تدمير الأكياس الهوائية فتصبح أقل مرونة وتتحول إلى حويصلات أصغر وأضعف.
3.3 صعوبة التنفس
يصعب الحصول على الأكسجين الكافي مع تدمير الأكياس الهوائية، وكذلك التخلص من ثاني أكسيد الكربون، ومن ثمَّ صعوبة القيام بالأنشطة اليومية.
4. مرض الانسداد الرئوي المزمن
العلاقة بين التدخين وهذا المرض وثيقة ومدمرة؛ لأنَّ مضاعفات المرض هي ارتفاع ضغط الدم والعدوى الرئوية المتكررة وفشل القلب، ويتسبب التدخين بالانسداد الرئوي المزمن من خلال ما يلي:
- الالتهابات المزمنة: في الشعب الهوائية والأكياس، ومن ثم في الرئتين.
- تضيق الشعب الهوائية: نتيجة تضخم الغدد المخاطية وزيادة المخاط.
- تدمير الأكياس الهوائية: التي ينتج عنها تقليل من مساحة الرئتين، ومن ثمَّ تقليل الحصول على الأكسجين.
5. الإصابة بالسرطان
الرابط بين التدخين والسرطان وثيق، حيث يتسبب بما يلي:
5.1 التهابات مزمنة
تؤدي هذه الالتهابات مع الزمن إلى تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية في الفم والحلق والمريء والرئتين ومختلف أعضاء الجسم الأخرى أيضاً.
5.2 تأثير المواد الكيميائية المسرطنة
تتراكم المواد الموجودة في التبغ في الجسم، وتهاجم الحمض النووي في الخلايا فتتسبب بحدوث طفرات جينية تتحول مع الزمن إلى خلايا سرطانية.
5.3 ضعف الجهاز المناعي
يتسبب التدخين بضعف في الجهاز المناعي، ومن ثمَّ لا يمكنه مكافحة الخلايا السرطانية في الجهاز التنفسي وغيره أيضاً.
الإقلاع عن التدخين
بعد تحدثنا عن خطر التدخين على الجهاز التنفسي أصبحت مدركاً للضرر الذي تتسبب به لنفسك؛ لذلك اتبع ما يلي لتتخلص منه:
1. إزالة كل ما يُذكّرك بالتدخين
قرر أن تبدأ اليوم بالإقلاع عن التدخين لتحافظ على صحتك وتوفر المال وتكون قدوة للآخرين، وقم بإزالة السجائر والولاعات وكل ما يُذكّرك بالتدخين في منزلك ومكتبك والأماكن التي تكون فيها بكثرة.
2. اعتمد على تناول غذاء سليم
للتغذية الصحية دور هام في الإقلاع عن التدخين؛ لأنَّها تساعد على تعويض النقص من العناصر الغذائية؛ حيث يتسبب التدخين بتقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، وكذلك الطعام الصحي يحسن المزاج ويقلل التوتر ويزيد الطاقة لتحمل الضغوطات اليومية، وأهم الأغذية التي يجب الاعتماد عليها ما يلي:
- الخضار والفاكهة: لأنَّها غنية بالألياف ومضادات الأكسدة، حيث تنظف الجسم من السموم وتساعد في تقوية المناعة.
- الألبان: لأنَّها تجعل طعم السجائر غير محبب فتقل الرغبة بالتدخين.
- الحبوب والبقوليات: وهي مصدر الألياف والبروتين، فهي تعطي الشعور بالشبع نتيجة استقرار مستوى السكر في الدم.
- البذور والمكسرات: غنية بالألياف والدهون الصحية.
- الأسماك: غنية بأوميجا 3 فهي تقلل الالتهابات وتحسن المزاج العام.
3. ممارسة الرياضة
وهي السلاح الدائم في رحلة الحصول على جسد سليم من الأمراض، والتخلص من العادات السلبية لكونها تحسن المزاج بزيادة إفراز هرمونات السعادة، وتصرف الانتباه عن الرغبة بالتدخين، وتزيد الطاقة الحيوية فلا تحتاج للاعتماد على النيكوتين. أفضل أنواع الرياضة المساعدة ما يلي:
- التمارين الهوائية: مثل المشي والجري والسباحة وركوب الدراجة؛ لأنَّها تحسن الدورة الدموية.
- تمارين القوة: كرفع الأثقال وتمارين الضغط حيث تبني العضلات وتعزز الثقة بالنفس.
- اليوجا: تساعد في الاسترخاء والتخلص من التوتر.
4. استخدام علاجات بديلة عن النيكوتين
يوجد بعض الأدوية يتم استخدامها وفق وصفة طبية تقلل الرغبة بالتدخين منها ما يلي:
- لصقة النيكوتين: يتم وضعها على الجلد.
- أقراص النيكوتين: تشبه الحلوى.
- علكة النيكوتين: وهي علكة تمد الجسم ببعض النيكوتين.
- بخاخ النيكوتين الأنفي: يرسل النيكوتين بسرعة للجسم.
5. استخدام أعشاب تخفف الرغبة بالتدخين
تساعد بعض الأعشاب على الإقلاع عن التدخين، ولكن في حال وجود مرض معين يجب استشارة الطبيب أولاً، منها ما يلي:
- عرق السوس: له خصائص مضادة للالتهابات.
- الفلفل الحار: يحفز مستقبلات النيكوتين بطريقة مختلفة.
- الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة لذلك ينظف الجسم ويقلل الالتهابات.
- اللوبيليا: تحتوي على مادة شبيهة بالنيكوتين، لذلك تخفف أعراض الإقلاع عنه.
في الختام
يتضح لنا الأثر المدمر للتدخين على صحة الجهاز التنفسي، وقد استعرضنا في مقالنا أبرز هذه الآثار بدءاً بتلف خط الدفاع الأول للرئتين المتمثل في الأهداب، مروراً بتضييق المسالك الهوائية الذي يعيق التنفس تدريجياً، ووصولاً إلى أمراض خطيرة كانتفاخ الرئة والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة.
لذا، نؤكد على الأهمية القصوى للإقلاع عن التدخين، وقد قدمنا في هذا السياق أهم الخطوات والنصائح التي قد تساعد في هذه الرحلة. لا تدع هذه العادة تدمر حياتك، وبادر بالتخلص منها الآن.
أضف تعليقاً