لذا من الضروري التعرُّف على أهم الأسباب التي تقودنا إلى الفشل المهني وكيفية تجنبها، والتعرف أيضاً إلى أسباب وقواعد النجاح في الحياة المهنية.
أسباب الفشل في الحياة المهنية:
كثيرة هي الأسباب التي تقف وراء فشل الإنسان في حياته المهنية، لكنَّ أهمها:
1. الخوف:
الخوف هو أكبر عدو للإنسان؛ لأنَّه يكبِّله ويمنعه من الإقدام والمحاولة، فكيف يمكن أن يحقق شيئاً وهو خائف من المحاولة أو خائف من النتائج؟ فأهم عنصر للقضاء على الفشل هو التحرر من الخوف، وامتلاك شجاعة الإقدام والمخاطرة، وتوقُّع كل النتائج وتقبُّل الفشل، بل واعتباره فرصة للتعلم
2. تقديم الأعذار:
يُعَد لجوء الإنسان إلى تقديم الحجج والأعذار واحداً من أسباب الفشل؛ فتراه يهرب من واجباته ويبرر تقصيره في مسؤولياته؛ مُلقياً اللوم على الآخرين بدلاً من أن يحاول معرفة السبب الحقيقي لتقصيره، ويعمل على تداركه. من يتَّبع هذا السلوك في عمله؛ مصيره الفشل في حياته المهنية أيَّاً كان مجال عمله.
3. عدم الرغبة في المنصب أو الوظيفة:
قد نجد أنفسنا في مكان منصبٍ لا نريده، أو في وظيفة لا نرغبها لأسباب كثيرة؛ كأن تكون هذه الوظيفة لا تناسب طموحاتنا وتوقعاتنا، أو تكون نتيجة دخولنا اختصاصاً لا نحبه وإنَّما فُرض علينا من قبل أشخاص آخرين (عادة آباؤنا)؛ وهذا الأمر غالباً ما يكون أحد أسباب الفشل المهني.
4. عدم الثقة بالنفس:
أهم العوامل لتحقيق النجاح المهني هو الثقة بالنفس، كأن نثق بإمكانياتنا وقدراتنا، وأنَّ بإمكاننا تحقيق ما نريد، فلا نسمح لأشخاص أو ظروف بزعزعة ثقتنا بأنفسنا، وجعلنا نشك في قدراتنا.
شاهد بالفديو: 25 نصيحة فعالة لتعزيز الثقة بالنفس
5. عدم الالتزام:
أحد أكثر أسباب الفشل المهني هو عدم الالتزام، سواء بالمواعيد المحددة للعمل أم بتسليم العمل المطلوب أم بحضور الاجتماعات؛ لأنَّ هذه الصفة تُفقدنا المصداقية والاحترام، وتعطي انطباعاً بأنَّنا أشخاص لا نأخذ العمل على محمل الجد.
6. مهارات التواصل:
امتلاك مهارة التواصل مع الآخرين والذكاء العاطفي في التعامل معهم أحد أهم أسباب النجاح المهني؛ وعندما يكون الشخص فاقداً لهذه المهارة، ولا يمتلك مرونة التعامل مع مختلف أنماط الشخصيات التي تحتويها بيئة العمل من مدراء أو زملاء، بل وينظر إليه زملاؤه على أنَّه من الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم، عندها ستكون النتيجة عزلته وتجنب الآخرين له وعدم رغبتهم العمل معه، وهذا سيقوده بالتأكيد للفشل المهني.
7. الأنانية:
تعَدُّ أنانية الشخص من الأخطاء القاتلة في العمل، فعندما لا يتحلَّى الشخص بروح الفريق، ولا يحب مساعدة زملائه، ولا يعترف بالنجاح الجماعي بل ينسبه لنفسه، لابدَّ عندها أن يكون مصيره الفشل الحتمي؛ ذلك لأنَّه سوف يجد نفسه وحيداً انفضَّ جميع من حوله.
لا يستطيع الإنسان أن يكمل في العمل دون الآخرين، فهو دائماً في حاجة غيره للمساعدة والتعاون وخاصة في حل المشكلات.
8. انعدام الطموح:
الطموح سرُّ النجاح، وعندما يكون الإنسان بلا طموح، فقد حكم على حياته المهنية بالجمود أو الفشل؛ لأنَّه سوف يرضى بأي وضع يكون فيه، ولن يسعى لتغيير أي شيء، بل حتى لن يمتلك حماس التغيير، وسيكون فاقداً لروح المبادرة، ولن يحاول تطوير نفسه أو الانخراط في دورات تدريبية لتطوير ذاته.
9. شخصنة الأمور:
يُعَد توجيه الملاحظات إلينا من مدرائنا أو من زملائنا في العمل أمراً طبيعياً وصحياً في حياتنا المهنية، في حين أنَّ عدم تقبُّل هذا الأمر وشخصنته واعتباره إساءة مقصودة موجهة إلينا شخصياً، ومن ثمَّ التذمر وافتعال المشاكل؛ كل ذلك يُفقدنا الاستفادة المرجُّوة من الملاحظات، والتي قد تكون في صالحنا بطبيعة الحال.
10. عدم وجود خطة:
يؤدي عدم وجود خطة مهنية للفرد إلى فشله مهنياً، فلابدَّ لمن أراد النجاح في عمله من وضع خطة يحدد فيها أهدافه المهنية لكل عام، وإلى أين يريد أن يصل في مساره المهني، ويحدد ما المطلوب منه إنجازه وتعلُّمه ليصل هدفه، والوقت الذي يحتاجه لكل هذا، حيث يُقيِّيم خطته وما أنجزه منها نهاية كل عام.
11. الخجل المهني:
قد نستغرب هذا المصطلح أو نَعدَّه أمراً مبالغاً به، لكنَّه مشكلة حقيقية يعاني منها أفراد كثيرون؛ إذ يخجل هؤلاء من مدرائهم وزملائهم في العمل، فلا يُطالبون بحقوقهم، ولا يُدافعون عن أنفسهم، ولا يُعارضون أي أمر يُطلب إليهم حتى وإن كان فوق طاقتهم، ما يُوقعهم في أخطاء هم بغنى عنها.
12. عدم المثابرة:
كثيرون هم الأشخاص الذين يمتلكون موهبة ومعرفة ويسعون للنجاح في عملهم، ولكنَّهم في ذات الوقت يفتقرون المثابرة والرغبة بالاستمرار في بذل الجهود. غالباً لا ينجح هؤلاء الأشخاص لأنَّهم ينسحبون منتصف الطريق، في حين أنَّ المثابرة في العمل وعدم التكاسل من أهم أسباب النجاح.
13. عدم التعلم من التجارب السابقة:
كثيراً ما يقع الإنسان في هذا المطب، فيفصل تجربة الماضي عن تجربة ذاتها يمر بها في الوقت الحاضر دون أن يتعلم من ماضيه، وهذا أحد الأخطاء في العمل، فالرجوع إلى تجارب سابقة واستخلاص الدروس منها، يوفر كثيراً من الجهد والوقت في العمل.
14. عدم الجرأة:
تحتاج كثير من المواقف في العمل إلى اتخاذ قرار سريع وحاسم، والناجحون لا يترددون كثيراً، بل يتخذون قرارات حاسمة ويتحملون مسؤوليتها. وعدم امتلاك الإنسان للجرأة والشجاعة في اتخاذ القرارات، يُعَد من نقاط الضعف التي تجعله يفشل ويخسر فرصاً هامة في عمله.
15. عدم التخصُّص:
يحاول بعض الأشخاص العمل في أكثر من مجال ودخول أكثر من مهنة، ما يشتت تركيزهم ويزيد احتمال فشلهم المهني، في حين أنَّ الناجحون غالباً هم أولئك المتخصصون في موضوع مُعيَّن؛ ذلك لأنَّهم وضعوا كل تركيزهم في مجال محدد فأبدعوا فيه.
16. المماطلة والتأجيل:
أحد أكثر أسباب الفشل في العمل شيوعاً هو المماطلة وتأجيل عمل اليوم إلى يوم آخر، ممَّا يؤدي إلى تراكم الأعمال والأعباء، فيجد الإنسان نفسه في دوامة لا تنتهي من الواجبات.
17. التفكير السلبي:
يُعَد التفكير السلبي أكبر أعداء النجاح، فالإنسان السلبي لا يرى إلَّا النصف الفارغ من الكأس، أي لا يرى الأمور إلَّا من زاوية سلبية، ودائماً ما يعتقد أنَّ العمل سيفشل، ويرى أي مشكلة تحدث -ولو كانت صغيرة- على أنَّها كارثة لا يمكن المتابعة بعدها.
18. أسباب تتعلق بالعمل نفسه:
قد تكون أسباب الفشل المهني متعلقة بالعمل نفسه، كأن يكون نظام العمل قاسٍ ومجحف، أو تسود بيئته المشاكل والعداوات، أو يكون المدير فيه متغطرساً لا يحترم موظفيه. في هذه الحالات على الإنسان أن يسعى في البحث عن وظيفة أخرى تساعده على تحقيق أهدافه ونجاحه المهني.
نصائح لتجنُّب الفشل وتحقيق النجاح في الحياة المهنية:
لتفادي مشكلة الفشل في العمل، وتحسين فرص النجاح، يُنصح باتباع الآتي:
1. انتبه لصوتك الداخلي:
يؤثِّر الحديث مع النفس والحوار الداخلي في كيفية تفاعلنا في الحياة عموماً؛ لذا علينا جعل صوتنا الداخلي إيجابياً، وحوارنا مع ذاتنا داعماً وتحفيزياً دوماً.
2. توقَّع أسوأ سيناريو:
من الأمور المفيدة جداً للإنسان أن يتوقع دائماً أسوأ سيناريو في أي شيء يُقدم عليه، وأسوأ سيناريو -في حالتنا- هو الفشل، فيتقبله وهو مقتنع أنَّ الفشل ليس نهاية العالم، بل بداية النجاح؛ لأنَّه إشارة إلى تغيير الطريق والانطلاق نحو شيء جديد.
3. اقبل المخاطرة:
يجب أن نتحرر من مخاوفنا، ونقبل المخاطرة والمغامرة، فمن يخاف لن ينجح أبداً، فمثلاً قد تأتي الفرصة لشخصين ويرفضها أحدهما لخوفه من المغامرة، في حين يقبلها الآخر لأنَّه لا يخشى المخاطرة ولا يستسلم لمخاوفه؛ قد تكون فرصة حياته تلك التي أضاعها الإنسان الأول بسبب الخوف.
4. تعلَّم من أشخاص حوَّلوا الفشل إلى نجاحات باهرة:
تعرف على قصص الشخصيات الناجحة التي واجهت عقبات في مرحلة ما من حياتها، وفشلت مرة ومرتين وثلاث، لكنَّها لم تسمح لفشلها أن يكسرها، بل حوَّلته درساً وحافزاً للمحاولة من جديد؛ مثل "ستيف جوبز" و "بيل غيتس" و "إبراهام لينكولن" وغيرهم كثير.
5. اِلتزم:
أينما وجد الالتزام وجد النجاح، فالالتزام يعني الجدية واحترام العمل لأقصى درجة، وعدم التراخي بأي تفصيل يخصُّ العمل مهما بلغت درجة بساطته؛ أي أن نلتزم بالوقت، وبالمهام المطلوب إنجازها، وبالتعليمات أو الملاحظات الموجَّهة إلينا.
6. استمع أكثر ممَّا تتحدث:
من أهم قواعد النجاح أن نستمع أكثر مما نتكلم، فالمستمعون يُكوِّنون الخبرات!
7. اصبر:
لا نجاح يأتي دون تعب وصبر، وطريق النجاح طويل محفوف بالمصاعب، وإن لم نكن صبورين، فلن نستطيع المتابعة، وسوف ننسحب أول الطريق عند أول مشكلة تصادفنا، لكن إن ثابرنا في بذل الجهود وصبرنا، سنقطف ثمار هذه الجهود نجاحاً باهراً يُنسينا تعب السنين.
شاهد بالفديو: 7 خطوات لكي تكون صبوراً
8. امتلك شغفاً:
الشغف هو المفتاح السرِّي للنجاح، فالعمل بلا شغف لن يؤتي أيَّة ثمار، والإنسان حين يمتلك شغفاً لعمله ومهنته، فإنَّه يعطي أفضل ما لديه من طاقات وإمكانيات، ويبذل أقصى جهده، ويسعى دوماً للتعلُّم وتطوير ذاته، ولا يرضى العمل بطريقة تقليدية، فدائماً ما يدفعه شغفه إلى الإبداع والابتكار.
9. نظِّم حياتك ووقتك:
تنظيم حياتك ووقتك من أهم قواعد النجاح، فلا تترك الفوضى تسيطر في حياتك، وخصِّص وقتاً لكل شيء (للعمل، للعائلة، للأصدقاء، للرياضة، ولتعلم مهارة ما).
10. حدِّد أهدافك:
لن تستطيع تحقيق أي نجاح ما لم تكن قد حددت أهدافك وأولوياتك، ورسمت لنفسك خطة عمل تحققها، ووضعت وقتاً زمنياً للإنجاز.
11. اعترف بالخطأ:
"أنت تُخطئ؟ إذن أنت تعمل"؛ وإن أردنا أن ننجح يجب أن نؤمن بهذه الفكرة؛ فالخطأ أمر طبيعي وصحي ودليل على أنَّنا نعمل، لذا من الضروري أن نعترف بالخطأ ونعتذر عنه ونتحمل مسؤوليته، والأهم أن نتعلَّم منه دروساً للمستقبل.
في الختام "النجاح إرادة وتصميم":
الحياة المهنية مليئة بالصعوبات والضغوط، وطريق النجاح في العمل متعرج مليء بالصعود والنزول، وبلوغ النجاح ليس أمراً سهلاً، بل يتطلب إرادة صلبة وتصميماً، كما يتطلب تعديلاً في السلوكات والأفكار الخاطئة، وأن نقتنع أنَّ الفشل أمر وارد في العمل يجب تقبُّله بكل مرونة، وعدم الاستسلام ورفع الراية البيضاء، بل على العكس يجب اعتباره محطة في رحلة قطار حياتنا، ننزل فيها لنرتاح ونعيد ترتيب أمورنا ونرمم نقاط ضعفنا، ومن ثم ننطلق من جديد بقوة ثبات أكبر.
يقول العالم الشهير توماس أديسون: "كثيرٌ من حالات الفشل في الحياة، كانت من أشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من تحقيق النجاح عندما استسلموا".
أضف تعليقاً