يقول الكاتب الأمريكي "ألبرت هابرد": "الإخفاق الوحيد هو الكَفُّ عن المحاولة"؛ لذا تحلَّ بالحماسة، وتعامَل مع الإخفاق بوصفه مجرَّد فرصةٍ للتعلُّم.
فيما يلي قصص 14 من أشدّ الأشخاص نجاحاً، والذين أخفقوا قبل أن نعرف النجاحات الباهرة التي حقَّقوها:
1. جيمس دايسون:
لابُدَّ أنَّك تعرف ذلك الإحباط الذي تُحِسُّ به حينما لا تنجح في إنجاز عملٍ ما من المحاولة الأولى، اضرب هذا الإحساس بـ 5126 محاولة فاشلة؛ لأنَّ هذا عدد النماذج الأولية الفاشلة التي صمَّمها جيمس دايسون خلال 15 عاماً قبل أن يصمِّم المكنسة الكهربائية عديمة الكيس التي درَّت عليه ثروةً صافيةً تبلغ قيمتها 4.5 مليار دولار.
2. ستيفن سبيلبرغ:
بلغَت قيمة الأرباح التي حقَّقتَها الأعمال التي قدَّمها ستيفن سبيلبرغ في مجال السينما أكثر من 9 مليارات دولار، ومنحته ثلاث جوائز أوسكار؛ لكنَّ الشخص الذي قدَّم أفلاماً حقَّقَت نجاحاتٍ كاسحةً رُفِض مرَّتَين من قِبَل كلية الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وقد بنَت الكلية مبنىً تكريماً لسبيلبرغ حتَّى تعتذر منه بطريقتها، وتبيِّن له أنَّها أخطأت في حقِّه.
3. توماس إديسون:
في حادثةٍ كادت تحمل بين طَيَّاتها في يومٍ من الأيام أكثر العبارات إحباطاً، وأسوأ إجراءٍ تعليميٍّ على مرِّ العصور، قال المعلمون لتوماس إديسون أنَّه "أغبى من أن يتعلَّم أيّ شيء"؛ لكن رغم ذلك، تابع إديسون شقَّ طريقه، وحاز أكثر من ألف براءة اختراع، من ضمنها: الفونوغراف والمصباح الكهربائي العملي. لقد أنقذ الموت -على الأرجح- معلِّميه من الإحساس بالخزي نتيجة تقديراتهم التي لم تكن في محلِّها.
4. والت ديزني:
هل تستطيع تخيُّل طفولتك دون والت ديزني؟ حسناً، لقد كان من الممكن بسهولةٍ أن يحدث ذلك لو أنَّ والت أنصتَ إلى المُحرِّر في الجريدة التي كان يعمل فيها. لقد قال المُحرِّر لوالت أنَّه "يفتقر إلى الخيال، وليس لديه أيُّ أفكار بنَّاءة"؛ ولكنَّ والت تابع شقَّ طريقه دون أن يبالي بهذا، ومضى في بناء العلامة الثقافية البارزة التي تحمل اسمه.
يتحدَّث والت عن الإخفاق قائلاً: "أعتقد أنَّه لمن الهامِّ أن تتعرَّض إلى إخفاقاتٍ قاسيةٍ حينما تكون شابَّاً؛ لأنَّها تجعلك قادراً على إدراك ما يمكن أن يحدث لك. بسبب تلك الإخفاقات، لم أشعر قَطُّ بخوفٍ في حياتي كلِّها حينما أوشكنا على الانهيار، وتعرَّضنا إلى مواقف مشابهة. أنا لم أخف في حياتي قَطُّ".
5. ألبرت أينشتاين:
يُعَدُّ اسم "أينيشتاين" مرادفاً للذكاء؛ لكنَّه لم يكن دائماً كذلك بالنسبة إلى ألبرت. لم يبدأ أينشتاين الكلام حينما كان طفلاً إلَّا عندما بلغ الرابعة من عمره، ولم يتمكَّن من القراءة إلَّا حينما بلغ عمره سبع سنوات، وكان يُعتقَد بأنَّه معاقٌ ذهنيَّاً.
لقد تابع أينشتاين طريقه، وكسب جائزة نوبل، وغيَّر تعامل العالم مع علم الفيزياء؛ لذا يُعتَقدُ أنَّه خلال تلك السنوات الأربع التي لم يتكلَّم فيها، كان ألبرت يفكِّر في الكلام المناسب.
6. جي. ك. رولينغ:
كانت جوان رولينغ أُمَّاً مفلسةً ومُكتئبةً ومُطلَّقةً ووحيدة، وكانت تكتب في أثناء دراستها إحدى الروايات. تتذكَّر رولينغ -التي تُعَدُّ الآن واحدةً من أغنى النساء في العالم- إخفاقاتها الأولى قائلةً: "من المستحيل أن تعيش دون أن تخفق في أمرٍ ما، إلَّا إذا عِشتَ حذراً إلى حدٍّ تصبح معه كأنَّك لا تعيش أبداً، لتُخفِقَ في هذه الحالة تلقائيَّاً".
7. أبراهام لينكولن:
تعرَّض لينكولن إلى العديد من الإخفاقات في حياته، ومن أغرب الحوادث التي تعرَّض إليها أنَّه غادر إلى الحرب الأهلية الأمريكية قائداً، وعادَ جنديَّاً عاديَّاً.
تعامل لينكولن مع الإخفاقات بهدوء، وقام في أثناء ذلك بعدة محاولات عمل فاشلة؛ وشقَّ طريقه إلى عالم السياسة دون أن يبالي بذلك، حيث خاض عدة محاولاتٍ فاشلة لتبوُّء مناصب سياسية قبل أن يتولَّى منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
8. جيري ساينفيلد:
كان جيري ممثِّلاً كوميديَّاً شابَّاً يتجوَّل من مكانٍ إلى آخر لتقديم عروض الكوميديا الارتجالية (ستاند أب كوميدي)، وذلك قبل عرض المسلسل الذي سُمِّيَ باسمه "ساينفلد". لم تَسِر الأمور بشكلٍ جيد في أوَّل مرَّةٍ صعد فيها على المنصة، إذ أصابه الجمود حينما رأى الجمهور، وقُوبِل بصافرات الاستهجان والسخرية، وكان أمام خيارَين: إمَّا أن يتوقَّف عمَّا يفعل ويعترف أنَّ الكوميديا ليست مناسبةً له، أو أن يعود إلى المنصَّة نفسها في الليلة التالية، وأن يدفع الجمهور إلى الجنون. لقد اختار الخيار الثاني ومضى في طريقه ليصبح واحداً من أنجح الممثلين الكوميديين على مَرِّ العصور.
9. تيودور سوس جزيل:
قُوبِل كتاب مؤلِّف الرسوم المتحركة الذي يحظى بحبٍّ كبيرٍ لدى الأطفال "تيودور سوس جيزل"، الذي يُعرَف لدى الأجيال باسم "دكتور سوس"؛ برفض 27 ناشراً مختلفاً؛ ولكن بِيعَ بعد ذلك أكثر من 600 مليون نسخةٍ من كتبه -التي "لم تكن جيِّدةً بما يكفي بالنسبة إلى أولئك الناشرين"- في مختلف أرجاء العالم.
10. أوبرا وينفري:
صحيحٌ أنَّها تملك الآن مليارات الدولارات وقناةً تلفزيونيَّةً خاصَّة؛ لكنَّ أوبرا وينفري طُردَت في يومٍ من الأيام من عملها الأول كمراسلةٍ تلفزيونيَّةٍ في بالتيمور. تحدَّثت أوبرا في عام 2013 عن تجاربها خلال خطابٍ ألقته في جامعة هارفارد، حيث قالَت: "لا يوجد شيءٌ مثل الإخفاق؛ الإخفاق هو محاولة الحياة أن تدفعنا في اتجاهٍ آخر؛ وإنَّ تأسيس قناةٍ تلفزيونية طريقةٌ لضمان عدم الطرد من العمل مرَّةً أخرى".
11. ستيفن كينغ:
في مثالٍ آخر عن السلسلة التي لا تنتهي من القرارات الغبية التي يتَّخذها ناشرو الكتب، رُفِض أوَّل كتاب ألَّفه الروائي العظيم "ستيفن كينغ" ثلاثين مرة، والذي كان روايةً بعنوان "كاري". حَزِن كينغ وألقى كتابه في سلَّة القمامة، لكنَّ زوجته أخرجَت الكتاب وطلبَت منه أن يعيد تقديمه، وقد أدَّى هذا إلى عقد أولى صفقات كينغ، وكان الخطوة الأولى على طريق مشوارٍ مهنيٍّ لامع.
12. فينسينت فان جوخ:
يكلِّف الحصول على لوحةٍ من لوحات فان جوخ في هذه الأيام أكثر من 100 مليون دولار، لكنَّ فينسينت فان جوخ لم يكن يجد خلال حياته من يشتري لوحاته منه، ولم يَبِع خلال حياته إلَّا لوحةً واحدةً هي: "الكَرم الأحمر"، وذلك لم يكن قبل وفاته بوقتٍ طويل. لسوء حظ فينسنت، استمتع آخرون بالأموال التي كانت نِتاج الجهد الذي بذله في حياته.
13. إلفيس بريسلي:
"لا يجب عليك أن تذهب إلى أيِّ مكانٍ يا بُنيَّ، ومن الأفضل أن تعود إلى قيادة الشاحنة". وُجِّهَت هذه الكلمات إلى إلفيس بريسلي بعد أول أغنيةٍ قدَّمها في عرض "غراند أول أوبري"، وهي الأغنية التي طُرِد بعدها مباشرة؛ لكن بعد أن تخلَّص من مفاتيح الشاحنة، تابع إلفيس شقَّ طريقه وأصبح ألمع نجوم العالم، وترك إرثاً استمرَّ إلى يومنا هذا.
14. مايكل جوردان:
إمَّا أنَّه ضمن فريقٍ من أعظم لاعبي كرة السلة في تاريخ المدارس الثانوية على مَرّ العصور، أو أنَّ المدرِِّب ارتكب خطأً كارثيَّاً حينما استبعد مايكل جوردان من فريق كرة السلة في الجامعة.
كَسِب جوردان لاحقاً 7 بطولات، ونال لقب أغلى لاعبٍ 5 مرات، ويمكن القول أنَّه أصبح أعظم لاعب كرة سلّةٍ على مَرِّ العصور.
من أقوال جوردان المشهورة: "لقد ضيَّعتُ أكثر من 9 آلاف رميةٍ خلال مسيرتي، وخسرتُ 300 مباراةٍ تقريباً، وضيَّعتُ الرمية التي كانت تضمن للفريق كَسبَ المباراة في 26 مناسبةً حينما أُوكِلَت إليَّ مَهمَّة تسديدها. لقد أخفقتُ مراراً وتكراراً في حياتي، ولهذا السبب نجحت".
ترجع هذه الإنجازات المبهرة التي حقَّقها هؤلاء الأشخاص المعروفون الذين حقَّقوا نجاحاتٍ كبيرةً إلى الحيوية والإصرار، مثلما ترجع إلى القدرات التي كانوا يتمتعون بها.
إنَّ المثابرة والإيمان هما الصفتان اللتان تميِّزان الناجحين عن المخفقين؛، فإذا كنت عازماً على تحقيق النجاح، فلا تخف من الإخفاق، وتعلَّم من إخفاقاتك حينما تخفق؛ إذ كلَّما أخفقتَ، ازددتَ قرباً من تحقيق النجاح.
أضف تعليقاً