ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون ويل تشو، والذي يتحدث فيه عن تجربته الشخصية في التواصل مع الناجحين.
لقد ساعدتني مجموعة من الكتب على رؤية الصورة الكبيرة بخصوص ذلك، ولعلَّ أهم كتابين هما: قوة التفكير الإيجابي، وكيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس.
لماذا يُعدُّ التَّواصل أمراً مهمَّاً؟
يقول مايكل إليزبورغ (Michael Ellesburg)، مؤلف كتاب "The Education of Millionaires": "إنَّه لمن الكذب القول بأنَّنا نستطيع تحقيق النجاح من خلال الاكتفاء بالقيام بمهامنا، فإعطاء القيمة للآخرين أمرٌ ضروريٌّ لتحقيق النَّجاح. وأنت أولاً وأخيراً، متوسّط الأشخاص الخمسة الذين تصاحبهم". يؤكد إليزبورغ أنَّ المجتمع قد علَّم النَّاس كذبة: "إنَّ كُل ما يحتاجه المرء للمضي قُدُماً، هو أن يقومَ بعمله على أتَمِّ وجه".
رغم أنَّني لا أعتقد أنَّ التواصل -لوحده- يكفي لضمان النجاح، بيد أنِّيَ قد بدأت أرى أنَّ وجود قدرٍ من الاستثمار في العلاقات الوثيقة؛ أمرٌ مهمّ. فكيف يمكن الوصول إلى هذه النَّوعيَّة من الناس، وبدءُ تواصلٍ فعليٍّ معهم؟
كنت أقرأ كتاباً بعنوان "The Start-Up of You" للملياردير ومؤسس شبكة "لينكد إن" ريد هوفمان؛ فوجدت أنَّ هذا الشَّخص "الانطوائي" قد خصص فصلاً كاملاً يتحدَّثُ فيه عن أهمية التواصل.
شدَّد "ريد" في كتابه هذا على مدى أهمية امتلاك المرء فريقَ عملٍ وشبكة معارف، حيث يقول: "إنَّ امتلاك شبكة من الناس الناجحين، من شأنه أن يجلب النجاح". واستشهد بناجحين من أمثال بيل جيتس وستيف جوبز، ثم أشار إلى شبكة من الأشخاص الذين ساعدوهم على تحقيق النَّجاح الذي وصلوا إليه أمثال: بول ألين وستيف وزنياك وستيف بالمر، وهلمَّ جرا.
ينجحُ الناس إن هم وقفوا على أكتاف العمالقة؛ إذ يصبح حينئذٍ ناتج (1+1) أكثر من (2)، في حال تعاونت مع الأشخاص المُناسبين.
اختر الحدث المُناسب للتواصل معهم:
يمكن أن يكون الذهاب إلى مناسباتٍ قليلةٍ من حيث عدد الحاضرين، أكثر تأثيراً من الذهاب إلى مناسباتٍ يحضُرها أكثر من 50 ألف شخص؛ شريطة أن يكونوا رفيعي المُستوى. لذا تعرّف بالضّبط على من تريد مقابلته ولماذا، واذهب لحضور المناسبات التي يُشارك فيها.
طريقة تكوين الصداقات مع الناس الناجحين:
لكي تتمكن من تحقيق ذلك، يتحتَّم عليك أن تفهمَ الطريقة التي يُفكرون فيها. إذ تُبنى جميع المعلومات التي تتعلق بتكوين الصداقات على أساس التعاطف. وبالنِّسبة إلى شخصٍ مؤثِّرٍ أو ناجح، فسيكون ذلك الشخص الذي يتعرّض لوابلٍ من الطلبات يوماً؛ إذ تُريدُ غالبية الناس شيئاً منه: مشورته أو شيئاً من ماله أو وقته وما شابه ذلك؛ وهذا ما من شأنه أن يُزعجه ويستَنزف طاقته.
لذا عليك أن تفعل عكس ذلك؛ عليك أن تكون شخصيَّةً بارزةً ذاتَ قيمة. ما يَدفع إلى الاستغراب هو أنَّ هذا الأمرَ نادرُ الحدوث؛ إذ تقوم غالبيّة النَّاس بالتَّطفل عليهم ومحاولة إضاعة وقتهم يومياً. فمثلاً؛ يتلقى المدون ورجل الأعمال راميت سيثي مئات -إن لم يكن الآلاف- من رسائل البريد الإلكتروني من أُناسٍ يسألونه عن أمورٍ سبقَ وأن تحدثَ عنها علناً في مراتٍ عديدةٍ سابقة!
حتى إذا فهم النَّاس هذه النُّقطة وحاولوا تطبيقها، فإنَّ الكثير منهم يُطبقونها تطبيقاً خاطئاً.
كيف تُضيف قيمةً إلى شخصٍ يَفُوقُكَ نجاحاً؟
هذا سؤال شائع: "كيف يمكنني تقديم أيَّ شيء إلى شخص أكثر نجاحاً مني؟" حسناً، إليكَ بعض النَّصائح في هذا الصَّدد:
1. قدِّم إليه نصيحةً أو خدمةً مجانيّة:
وهنا قد يتبادر إلى ذهنك السُّؤال التَّالي: "ولماذا سيكترث أيُّ شخصٍ ناجحٍ بنصيحةٍ أقدمها إليه؟" حسناً، هذا تعميمٌ خاطئ؛ فلا أحد يعرف كل شيء عن كل شيء.
بإمكانِ أيِّ شخصٍ منَّا تقديم بعض النصائح القيمة التي تتعلق بمجموعة مهارات يمتلكها، أو مجال عملٍ يُجيده؛ والتي يمكن أن تُفيدَ أيَّ شخص يحاول القيام بأمرٍ عظيمٍ لهذا العالم.
يتأرجحُ مُعظَمُ الناس بين نقيضين: ضعفُ ثقةٍ شديدةٍ في النَّفس تدفعهم إلى الاعتقاد بأن لا شيءَ لديهم لكي يقدموه، أو عجرفةٍ شديدةٍ إلى حد الإفراط في تقديم المشورة والنُّصح حيث لا ينبغي إليهم القيام بذلك. (أفضل مثالٍ عن هذه النَّوعيَّة من الناس هم هؤلاء الغرباء الذين يدخلون على موقع "Quora" وينصحونك باستثمار ملايين الأموال، من دون أن يكونوا قد استثمروا فلساً واحداً في حياتهم).
لذا امتلك حِسَّاً سليماً تقييم نفسك؛ فإذا أمضيتَ سنوات في إتقان مهنة التأليف مثلاً، فيمكنك حينئذٍ أن تساعد شخصاً ما بهذا الخصوص. تشمل المهارات المجانية الأخرى التي يمكنك تقديمها: أتمتة البريد الإلكتروني، أو إنتاج الفيديو أو التصميم أو التسويق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
في حين يتكبَّر كثيرٌ من الناس أو يتكاسلون عن العملِ دون مقابل، قد تعودُ عليك بضع ساعات أسبوعياً بنتائج مضاعفة من خلال العلاقات التي ستُكَوِّنها مستقبلاً.
إنَّ كلمة "مجاناً" هي كلمةٌ مفتاحيَّةٌ هائلة؛ فمثلاً: أُجرِيَت دراسات كثيرة حول كيفية تفاعل الإنسان إيجابياً مع كلمة "مجاناً". فوجدت إحدى الدراسات زيادةً هائلةً في عدد الأشخاص الذين اشتروا غرضاً ما، لمُجرَّدِ وجود هديةٍ مجانيَّةٍ معه.
لذا حاول أن تعرف المشكلات التي يواجهونها، وادعهم إلى احتساء كوبٍ من القهوة، واعرض عليهم الحلَّ الذي تُريد تقديمه إليهم مجاناً.
2. لا تنتظر مقابلاً لخدماتك:
تطلّع إلى مساعدة الآخرين بإخلاص، واعمل عكس ما يفعله الأشخاص الانتهازيين الذين يُعطون في سبيل الحصول على شيءٍ في المقابل (والذين يُمكن تمييزهم بسهولة من خلال لغة جسدهم أو طريقة تَصَرُّفِهم).
3. اعلم أنَّ الجودة تتفوَّق على الكمِّية:
لقد أدركتُ صِحَّةَ هذا حينما تواصلت من خلال البريد الإلكتروني مع أشخاص ناجحين. ومازلت أقوم بذلك لغاية الآن؛ فقد درست مسيرة الكثير من الأفراد الناجحين في مجال التدوين والتَّسويق والتواصل عبر البريد الإلكتروني. ووجدت أنَّه يتعين على الكثير منهم التواصل عبر شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني؛ لتكوين شبكة معارف وتعزيز النشرات البريدية الأسبوعيَّة لمدونتهم. لذا ساعدوني جداً في هذا الصدد.
فيما يلي أهم الأخطاء التي حذروني من الوقوع فيها:
- التَّطفل على الآخرين بأن تُرسل إليهم رسائل بريد الإلكتروني تطلب فيها خدمةً منهم (يتلقى الناس المشغولون مثل تلك الرسائل طوال اليوم، وهو أمرٌ مزعج).
- إرسال رسائلَ بريدية طويلة ومسهبةٍ بدون غرضٍ مفهوم (الناجحون مشغولون دائماً، لذا اختصر رسالتك البريدية وحدد الغرض منها).
- عدم طرح ولو مجرد سؤال واحد محدد وواضح للإجابة عليه.
النقطة الرئيسة هي أنَّ الجودة تتفوق على الكمية؛ لذا يجب أن تُرَكِّزَ على الجودة أولاً. قد يعني هذا أن تكون أكثر انتقائية، وتختارَ الأحداث والمُناسبات الأعلى تأثيراً، وتعمل على تحسين صورتك الشخصية؛ إذ يمكن أن تبعث لُغةِ جسدك -مثلاً- برسائلَ خاطئةٍ للآخرين، أو قد تتصرف بوقاحةٍ عن غير قصدٍ منك، أو قد تُسيءُ ملابسكَ إلى صورتك الشَّخصيَّة دون أن تدري.
لقد رأيت كل هذه الأمثلة في الحياة الواقعيَّة، أناسٌ طيبون لطيفون يَنفرُ الآخرون منهم بسبب لغةِ جسدهم أو طريقة لباسهم. ولتجنُّب الوقوعِ في هذا الأمر، اطلب من أشخاصٍ تثق بهم أن يُصارحوك بالعيوب التي يجدونها فيك؛ لأنَّك لن تقدرَ بِمُفردك على اكتشافهم.
4. اعلم أنَّ التَّواصل أمرٌ تتعلمه بالممارسة:
كُل شخص دَرَسْتُهُ تقريباً، وكُل شخصٍ ساعدني؛ أخبرني كيف كان يسيء التَّواصل مع الآخرين. إنَّ التواصل الجيِّدَ مع الآخرين مهارة مكتسبة؛ لذا لا تقلق إن أسأت القيامَ به، ودرّب نفسك على ذلك، وخذ الوقت الكافي للتحسّن.
5. استخدم عبارات بين أسئلتك حتى لا يكون كلامك كله على شكل أسئلة:
يُمِكنُ أن تتسبب كثرة الأسئلة في إزعاج الشخص الذي تتحدث إليه، فلا أحد يُحبُّ أن يستجوبه أحدهم. أضف آراءك أو قصصاً مشوقة بين الأسئلة، لجعل المحادثة أكثر إثارة للاهتمام. واسأل من تتحدث معه عن سبب قيامه بما يقوم به عادةً. وتحدث معه عن اهتماماته واسأله عن أهدافه؛ إذ يهتمّ الناس بأنفسهم أكثر من أيّ أحدٍ آخر.
رغم أنَّ هذا يبدو أمراً منطقياً يقوم به جميع الناس، بيد أنَّه ليس ممارسة شائعة بينهم.
6. تواصل مع أكبر عددٍ ممكن منهم:
لا تتشبث بشخصٍ واحدٍ وتختبر ذلك عليه وحده، وتقول بعدئذٍ بأنَّني لا أُجيدُ التَّواصل مع الآخرين. أنت بحاجةٍ إلى أكبر عددٍ ممكنٍ من الأشخاص؛ من أجل اختبار ذلك وتسوية أوجه التَّباين الناتجة عن الأحداث العشوائية التي قد تؤثر على الأمور.
7. تجنب استخدام عبارة "أريد مشورتك في أمرٍ معيّن (Pick Your Brain)":
لن يفيدك تضمين هذه العبارة في أي رسالةٍ بريدية تُرسلها؛ إذ من شأنها أن تُثيرَ حفيظتهم؛ لأنَّهم يسمعونها كثيراً من أشخاصٍ غيرك، عدا عن كونها غامضة وتعكس العقلية الانتهازية لمن أرسلها. صحيح أنَّ الأشخاص العاديين لا يستخدمون هذه العبارة، إلا أنَّها شائعةٌ كثيراً بين من يحاولون التواصل مع الأشخاص النَّاجحين الذين لا يسمح لهم وقتهم بالقيام بذلك.
ينطبق كل ما سبق على التواصل الشخصي المباشر وغير المباشر -عبر وسائل التواصل مثل البريد الإلكتروني وما شابهه- مع النَّاجحين؛ لكنَّ الفقرة التالية ستشرح أفضل السُّبل للتواصل وجهاً لوجه معهم.
دليل الترويج لنفسك في المقابلات الشَّخصية مع النَّاجحين:
1. بادر الحديثَ معهم، ولا تتلكأ:
إذا كنت تجتمع معهم شخصياً في مناسبةٍ ما، فلا تنتظر إلى أن يُبادروا في الحديث معك بعد أن تُعرِّفهم بنفسك. تجنب أن تجعلهم يتكبدون كامل عناء الحديث معك، واكتشف ما يهمهم، ولماذا قد حضروا إلى هنا.
2. وجِّه دفَّة الحديث إلى نُقطة "كيف بإمكانك مساعدتهم":
يجب عليك معرفة سبب وجود هذا الشخص، وما هي أهدافه. واحرص على توجيه الحديث إلى الكيفية التي يمكنك مساعدته فيها؛ وإلَّا سيشعرُ بالملل ويتضايق من أسئلتك هذه. لا داعي للاستعجال في القيام بهذا؛ لأنَّ ذلك سيُظهرك بمظهر اليائس.
3. أظهر إليه خصالك القيِّمة:
لا تتهور في إظهار سلوكياتك واستخدام لغة جسدك وانتقاء كلماتك؛ فهذا من شأنه أن يجعلك عُرضة للانتقاد، ويُرسلَ رسالةً خاطئةً عنك. أفضل طُرق إظهار خصالك القيِّمة، هي: الابتسام، والتحدث ببطء، وحُسنُ انتقاء كلماتك، والإيجاز، والوصول إلى مقصدك بسرعة، ولغة الجسد الواثقة.
4. أكِّد على أهمِّية المساعدة التي ستقدمها إليه:
لقد تعلمت هذا من مايكل إليزبورغ، ولا أعتقد أنَّه سيجديك نفعاً إلا إذا كانت خدمتك ذات قيمة حقيقية. لذا احرص على أن تؤكِّد وتشرح له أهمية ما تساعده فيه. يُقدمُ الحوار التالي مثالاً بسيطاً عن ذلك:
"لابُدَّ من أنَّك ستتضرر إذا تعرضت إلى خرقٍ أمني؛ فهل تُدرك مدى خطورة الاستيلاء على بياناتك؟ أستطيع أن أرى أنَّك تفهم مدى خطورة ذلك الأمر. اسمع، قضيت 10 سنوات في تطوير مهاراتي للتعامل مع حالةٍ كتلك، لذا بوسعي مُساعدتك في إجراء فحصٍ مجانيٍّ لبياناتك إن أحببت، ما رأيك؟"
قد ينشغل الناس أحياناً ويغفلوا أو لا يدركوا أهميّة بعض الأمور. لذا اجعل مساعدتك أخلاقية وصادقة.
5. تصرَّف بذكاء:
بدلاً من الإحاطة بهذا الشخص المُتميِّز والالتصاق به كما يفعل بقيَّة الناس، ماذا لو فعلنا العكس؟ ماذا لو تحدثنا إلى والدته أو ناشره أو صديقه الذي يقف بمفرده؟ ماذا لو ركزنا على إجراء أحاديث قصيرة معه، بدلاً من محاولة الحصول على شيء منه؟
ماذا لو أظهرنا شيئاً من التواضع بدلاً من التَّفاخر، وأبقينا حديثنا عن أنفسنا موجزاً عندما يتحدَّثُ إلينا؟ ذلك من شأنه أن يُميِّزنا عن بقية الحاضرين، ويجعلنا في نظره أشخاصاً مُسلِّين واستثنائيين.
6. تذكَّر أنَّ الطبائع تختلف من شخصٍ إلى آخر:
جميع نصائح التواصل مع الآخرين، بما في ذلك كل ما ذُكِرَ في هذا المقال؛ هي نصائحُ عامَّة تُركِّز على ما ينجح مع معظم الناس. لكنَّ الناس يمتلكون خلفيّات مختلفة، وسوف يتفاعلون تفاعلاً مختلفاً. لذا يتعيَّنُ عليك استخدام تقييمك للموقف والظرف من أجل كسر القواعد من حينٍ إلى آخر.
فمثلاً، قد لا ينتبه النَّاس في الأماكن العامة إلى وجود إحدى الشَّخصيات النسائية المؤثرة على وسائل التَّواصل الاجتماعي (رغم أنَّها قد تمتلك أكثر من مليون متابع لحساباتها الاجتماعية)؛ لذا ستُحب هذه الشخصية أن يتقرَّب الناسُ منها ويبادروا إلى التقاط الصُّورِ معها.
لكنَّ شخصاً مشهوراً يمتلك قاعدة معجبين تبلغ 500 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، سيلفت أنظار الناس ويتعرض إلى الإزعاج أينما ذهب. لذا سيبادر هذا الشخص إلى التَّهرب من أي محاولة للتقرب منه.
7. احترم الوقت الذي منحوك إيَّاه، لأنَّ ذلك قد يُغَيِّرُ حياتك:
يجب أن تعلم أنَّ عدم تحقيق الشخص لنجاحٍ باهر، لا يعني امتلاكه أوقات فراغٍ كثيرةٍ تجعله قادراً على التسكع دوماً. هذا يعني بأنَّك تستطيع أن تطلب لقاءه لشرب القهوة والدردشة معه، لكن لا يمكنك أن تعامله من مبدأ أنَّ يومه عبارة عن أوقات فراغ يقضيها في مشاهدة التلفاز أو لعب ألعاب الفيديو. إذ يكون على عاتق هذا الشخص في كثيرٍ من الأحيان، مهام كثيرة يتعيَّنُ عليه القيام بها لتحسين حياته المهنية والشخصية. لذا سيبدو من السُّخف أن تطلب لقاءه دوماً بهدف لعب ألعاب الفيديو أو تناول القهوة سوياً.
لذا يجب أن تحترم وقت أي شخص تقابله، وتنظر إلى الأمر كمن يتسوّلُ دقيقتين من وقته، وتفترض أنَّه قادرٌ على تغيير حياتك؛ لأنَّه قد يقدر على ذلك فعلاً.
خلاصة ما سبق:
لا يجب أن تظهر بمظهر الانتهازي المُتطفل حينما تتواصل مع الآخرين؛ إذ يمكن أن يكون التواصل طريقة رائعة لتكوين علاقاتٍ وصداقاتٍ مع أشخاص ناجحين للغاية، حتى لو لم تكن شخصاً ناجحاً بعد. لذا تذكر هذه النقاط الرئيسة:
- خدمة الآخرين قبل أيّ شيء.
- توجيه دفّة الحديث إلى الطريقة التي يمكنك مساعدتهم فيها مجاناً.
- عدم التَّصنُّع والتَّحدث بلطفٍ ودفءٍ وودّ، مع الابتسام وإظهار لغة جسد واثقة.
- تفضيل الجودة على الكمية عند اختيارك للمناسبات التي تريد حضورها.
- إجادة انتقاء عباراتك في كل رسالة بريد إلكتروني تُرسلها إلى الناس.
- أن تكون رسائلك واضحة وموجزة، ومحددة.
- جعلُ الأشخاص الذين تثق بهم يشيرون إلى العيوب في سلوكك ولغة جسدك وطريقة لباسك، أو أي عيوبٍ أخرى لا تلاحظها بنفسك.
قد يبدو إليك الأمرُ بسيطاً، ولكن عندما تحاول القيام به، تجد أنَّه سيتطلب منك بعض الممارسة. لذا ابدأ بخطواتٍ صغيرة، ولا تحاول التَّواصل مع أكثرِ شخصٍ مؤثِّرٍ يمكنك التفكير فيه. وضع في حُسبانك أمراً هامَّاً: إنَّ روَّاد الأعمال الناجحين مُلزَمُون بالتَّواصل مع الآخرين لإيجاد أشخاص أكفَّاء لتوظيفهم، وهي فرصةٌ رائعةٌ يتعيَّنُ عليك اقتناصها.
أضف تعليقاً