أولًا: تعريف مصطلح المزاج
يُشير مصطلح المزاج في علم النفس، إلى تلك الجوانب من شخصية الفرد، مثل الإنطواء أو الإنفتاح، الذي يُعتبر في كثير من الأحيان من الأمور التي توجد بالفطرة ولا يتعلمها الإنسان.
أمّا تقلّب المزاج فهو حالة من التغيُّرات السريعة التي تحدث في المزاج، ويحدث هذا التقلب بشكلٍ خاص عند النساء في مرحلة ما قبل الدورة الشهريّة، وفترة إنقطاع الطمث، ومؤخرًا وجدت الدراسات الحديثة بأنّ هناك علاقة قوية بين طعام الإنسان ومزاجهِ العام، حيث أنّ هناك بعض الأنواع من الأطعمة تؤثرُ سلبًا على الحالة المزاجيّة وتجعل الإنسان يشعر بالتوتر والقلق والفرح والحزن في ساعاتٍ متقاربة، وبالعكس، أي أنّ هناك بعض الأنواع من الأطعمة تساهمُ في تحسين الحالة المزاجيّة للإنسان واستقرارها.
ثانيًا: أطعمة تساعد على تحسين المزاج
التوت:
يُعتبر التوت من الأطعمة الأساسيّة التي تساهم في تعزيز الحالة النفسيّة للإنسان والقضاء على كل الأسباب التي تؤدي للإصابة بعوامل القلق والتوتر ومرض الإكتئاب، كما ويساعد على تحسين الوظائف الإدراكيّة وزيادة إفراز هرمونات السعادة في الجسم، لهذا ينصحُ الخبراء بتناول طبق من التوت بشكلٍ يومي، وبالتحديد خلال فترة المساء.
الموز:
يحتوي الموز على كميات مرتفعة جدًا من الفيتامينات والمعادن، ويحتوي كذلك على عنصر التربتوفان الذي يعمل على تحسين إفراز الجسم لهرمون السعادة الذي يُساهم في علاج القلق والأرق والإكتئاب، لها فهو من الأغذية الضرورية التي على الإنسان أن يتناولها بشكلٍ يومي.
السمك:
كشفت العديد من الدراسات الحديثة بأنّ الأشخاص الذين يتناولون الأسماك بشكلٍ يومي، يتمتعون بصحةٍ نفسيّةٍ جيدة أكثر من غيرهم بكثير، وذلك لأنّ السمك يحتوي على كميّةٍ وفيرة من عنصر الأوميجا3 الذي يعمل على محاربة كل عوامل القلق والإكتئاب النفسي، فيُساهم بهذا في تعديل الحالة المزاجيّة، والحفاظ على صحة المخ والخلايا المنتشرة فيهِ.
الأفوكادو:
يُساعد الأفوكادو على تحسين الحالة المزاجيّة للإنسان، وذلك لأنه يحتوي على نسبة عاليّة من عنصر الدوبامين الذي يعمل على رفع نسبة الأندروفين، الفعّال لتحسين المزاج والوقاية من تقلباتهِ العامة.
الفروج:
يحتوي الدجاج على عنصر التربتوفات الذي يعمل على رفع مستويات السيروتونين في الدّم، كما ويحتوي على نسبة مرتفعة من التيروسين الذي يُحسن من عمل الناقلات العصبيّة وبالتالي العمل على تحسين مزاج الإنسان ووقايتهِ من الإصابة بمختلف الأمراض النفسيّة وبالتحديد الإكتئاب النفسي.
الخضروات الورقيّة:
تساعد الخضروات الورقيّة على تحسين الحالة المزاجيّة للإنسان وتحسين وظائف الناقلات العصبيّة في الجسم، كما وتساعد على تعويض مستوى السيروتونين وبالتالي وقاية الإنسان من الإصابة بمرض الإكتئاب، لهذا يجب تناول وجبات يوميّة من الخضروات الورقيّة الطازجة كالخس، السبانخ، البقدونس، القرنبيط، والسلق.
البيض:
يحتوي البيض على كميةٍ وفيرة من فيتامين د، هذا الفيتامين الذي يُخفف من اضطراب المزاج، ويعمل على تحفيز إنتاج عنصر السيروتونين في المخ، لهذا فإنّ الأطباء ينصحون بتناول بيضة مسلوقة واحدة كل يوم، وبشكلٍ خاص خلال فصل الشتاء الذي يُصاب العديد من الأشخاص فيهِ بمرض الإكتئاب النفسي وتقلّب المزاج.
المكسّرات:
تأتي المكسرات في مقدمة الأطعمة الفعّالة لتحسين الحالة المزاجيّة العامة للإنسان، والوقاية من الإصابة بالإكئتاب وتقلب المزاج وكل الأمراض النفسيّة الأخرى، وذلك لأنّ المكسرات تحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون الأساسيّة المفيدة للعقل والدماغ والتي لا تسبب السمنة، والتي تساعد كذلك على تحسين جدار الخلايا وخفض نسبة الكوليسترول الضّار، مما يُساهم في تنشيط الدورة الدمويّة وسرعة وصول الغذاء إلى المخ، لهذا فإنّ الخبراء ينصحون بتناول طبق من المكسرات المسلوقة الخالية من الملح يوميًا وبالتحديد الكاجو، الجوز، اللوز، والبندق.
البندورة:
تتميّز البندورة باحتوائها على مركب اللايكوبين، وهو العنصر الذي يمنحها اللون الأحمر الجميل، وهذا العنصر هو الذي يُحارب كل عوامل الإكتئاب وتقلب المزاج العام للإنسان، ويمنع تشكّل المركبات التي تسبب إلتهاب الدماغ، كما وتحتوي البندورة على العديد من المركبات التي تحسّن المزاج، كحمض الفوليك، المغنيسيوم، عنصر الحديد.
البنجر الأحمر:
يحتوي البنجر الأحمر على نسبةٍ مرتفعة من الفيتامينات وبالتحديد فيتامين ب الذي يعمل على تحسين عمل الذاكرة، ومحاربة كل الأسباب التي تؤدي للحزن والكآبة، لهذا من الضروري أن يتناول الإنسان قطعة من البنجر الأحمر المسلوق يوميًا، وبشكلٍ خاص في حال كان يُعاني من الضغط النفسي الناتج عن العمل وهموم الحياة اليوميّة.
العسل:
يتميّز العسل باحتوائهِ على الكثير من المركبات المفيدة لجسم الإنسان والتي تساهم في تحسين الحالة المزاجيّة، والقضاء على مشكلة تقلّب المزاج، كحمض الفوليك، والحديد، والمنجنيز، كما ويحتوي العسل على كميّةٍ وفيرة من السكريات الطبيعيّة التي تعمل على بث الطاقة في الجسم دون أن تسبب السمنة، لهذا ينصح بتناول ملعقة صغيرة من العسل يوميًا على الريق، أو عن طريق إضافتهِ إلى كوب الحليب الطازج.
الحبوب الكاملة:
تحتوي الحبوب الكاملة على الكثير من الألياف الغذائيّة التي تقوم بدورٍ مهم جدًا وهو توازن معدلات السكر في الدم وتحسين المزاج العام، وذلك عن طريق تنظيم النواقل العصبيّة في الدماغ، لهذا من الضروري أن يتناول الإنسان طبق من الحبوب الكاملة يوميًا على الإفطار أو العشاء.
الشوكولا الدّاكنة:
تحتوي الشوكولا الداكنة على كميات وفيرة من التيوبروماين وهي عبارة عن مادة كيميائيّة تساعد على منح الإنسان شعورًا بالسعادة والفرح، لهذا على الإنسان أن يتناول قطعة صغيرة من الشوكولا الداكنة كل يوم.
الحليب:
يحتوي الحليب على كميّة كبيرة من عنصر الكالسيوم الذي يعمل على التخفيف من مشاعر القلق وتقلبات المزاج، لهذا فإنّ شرب كوب واحد من الحليب المحلى بالعسل يوميًا، كفيل بأن يحمي الإنسان من الإصابة بتقلب المزاج والإكتئاب النفسي.
الفراولة:
تتميّز الفراولة باحتوائها على كميّةٍ كبيرة من فيتامين C هذا الفيتامين الذي يساعد على زيادة إفراز الجسم لهرمون السعادة، بالإضافة لاحتواء الفراولة على مركب الفلافونيد الذي يُساهم في تعديل الحالة المزاجيّة للإنسان والقضاء على كل العوامل التي تسبب الإكتئاب النفسي.
ثالثًا: مشروبات لتحسين الحالية المزاجيّة للإنسان
الشاي الأخضر:
يُساعد الشاي الأخضر على محاربة الشعور بالإرهاق والقلق النفسي، وذلك بفضل احتوائهِ على الكثير من المكونات والعناصر المُحسنة لصحة الدماغ، كالكافيين والثيوفيلين، بالإضافة للعناصر الطيارة، لهذا يجب على الإنسان أن يواظب على شرب كوب من الشاي الأخضر يوميًا في الصباح.
شاهد بالفديو: 7 فوائد عظيمة يقدمها الشاي الأخضر للصحة
القهوة:
تحتوي القهوة على كميةٍ وفيرة من الكافيين الذي يُساعد على تنشيط الدورة الدمويّة، وتحسين الحالة المزاجيّة للإنسان، ولكن بشرط عدم الإكثار منها والإعتدال بشربها، أي شرب كوب واحد منها في الصباح أو خلال اليوم.
النعناع الأخضر:
يحتوي النعناع الأخضر على العديد من المركبات التي تساهمُ في تعديل المزاج، واسترخاء كافة الأعصاب المنتشرة في الجسم، للتخلّص من عوامل القلق والتوتر، لهذا ينصح الأطباء بشرب كوب من شاي النعناع الأخضر المُحلى بالعسل يوميًا.
عصير الفاكهة الطبيعيّة:
تحتوي الفاكهة الطبيعية على كميات وفيرة من الفيتامينات الصحيّة التي تعمل على تنشيط العقل والجسم، والقضاء على كل العوامل التي تسبب القلق والإكتئاب، لهذا من الضروري أن يُواظب الإنسان يوميًا على شرب كوب من عصير الفاكهة الطبيعيّة كعصير البرتقال، التفاح، العنب، الفراولة، والأناناس.
رابعًا: أطعمة تؤثر سلبًا على المزاج العام
الأطعمة المملحة:
إنّ الملح يُساهم بشكلٍ كبير في إصابة الإنسان بالقلق والتوتر النفسي، وذلك لأنّهُ يعمل على إنخفاض معدّل البوتاسيوم من الجسم، وبالتالي إثارة الجهاز العصبي والتأثير سلبًا على عملهِ السليم، لهذا على الإنسان أن يتوقف تمامًا عن تناول الأطعمة المملحة والتقليل قدر المستطاع من كمية الملح المُضاف إلى الطعام اليومي.
السكر الأبيض:
يعمل السكر الأبيض على رفع معدّل سكر الدم بسرعةٍ كبيرة، وتخفيضه بسرعةٍ أيضًا، وهذا ما يعطي الإنسان شعورًا بعدم الراحة والإرهاق النفسي، لهذا من الضروري أن يُقلل الإنسان من تناول الحلويات التي تحتوي على السكر الأبيض، والاعتماد فقط على الفاكهة الطبيعيّة.
المشروبات الكحوليّة:
تتميّز المشروبات الكحوليّة بقدرتها الكبيرة على تعكير مزاج الإنسان وزيادة تقلباتهِ وذلك لأنّ الكحول تساهم في زيادة إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين الذي يزيد من حدة التوتر والقلق النفسي.
الدهون الحيوانيّة المشبعة:
إنّ كثرة تناول الإنسان للدهون الحيوانيّة المشبعة يعمل على زيادة إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين الذي يزيد من عوامل القلق والتوتر التي تؤثر سلبًا على المزاج العام للإنسان، لهذا يجب على الفور أن يتوقف الإنسان عن تناول مثل هذهِ الأنواع من الدهون، والمواظبة على تناول الدهون الصحيّة فقط، أو ما يُسمى بالدهون غير المشبعة.
البطاطا المقليّة:
لا شيئ من الممكن أن يؤثرعلى الحالة المزاجيّة للإنسان بشكلٍ سلبي أكثر من البطاطا المقليّة، وذلك لأنّها غنيّة بالدهون السيئة والصوديوم، لهذا فإنّ الخبراء ينصون بالتقليل قدر المستطاع من تناول البطاطا المقليّة، واستبدالها بالبطاطا المسلوقة.
الهوت دوغ:
يلعب الهوت دوغ دورًا أساسيًا في التأثير السلبي على مزاج الإنسان وصحتهِ النفسيّة بشكلٍ عام، وذلك لأنّهُ يحتوي على كميّةٍ وفيرة من مادة النترات التي تسبب التوتر العصبي والصداع ، والتي تؤثر كذلك على نشاط الدورة الدمويّة في الجسم، لهذا من الضروري التوقف نهائيًا عن تناول الهوت دوغ، والعمل على استبدالهِ بأنواع من اللحوم الصحيّة.
المشروبات الغازية:
إنّ المشروبات الغازية بكل أنواعها لا تؤثر سلبًا فقط على الصحة الجسديّة للإنسان، وإنما على الصحة النفسيّة أيضًا، وهي المسؤولة عن التقلبات المزاجيّة التي يتعرض لها الإنسان بين الحين والآخر، لهذا فإنّ الأطباء ينصحون بالتوقف عن شرب كل أنواع المشروبات الغازية.
التدخين:
أكدّت العديد من الدراسات العلميّة بأنّ التدخين هو المسؤول الأساسي عن تدهور الحالة النفسيّة للإنسان، وعن إصابتهِ بتقلباتٍ حادة في المزاج، وذلك لأنّ هذهِ المواد تحتوي على عناصر ضارة للجسم والعقل كعنصر النيكوتين الذي يتغلغل في الجسم ويصل إلى الدماغ عن طريق الدّم، ليؤثر سلبًا على صحتهِ العامة، لهذا ينصح الأطباء بضرورة التوقف عن التدخين بأنواعهِ المختلفة إن كان السجائر أو الشيشة، وعن التواجد كذلك في الأماكن العامة التي يكثر فيها التدخين السلبي.
كما رأيت عزيزي فإنّ الحالة المزاجيّة للإنسان تتأثر سلبًا أم إيجابًا بنوع الأطعمة التي يتناولها خلال حياتهِ اليوميّة، لهذا ننصحك بأن تختار الأطعمة الصحيّة التي تجعل مزاجك إيجابيًا ومفعمًا بالسعادة والراحة.
أضف تعليقاً