كيف نصل إلى مشاعر الرضا والسعادة في الحياة

في ظل صعوبات الحياة وكثرة الضغوطات المحاطة بالأفراد يتساءل البعض كيف يمكن أن يعيشوا بسعادة وسلام باعتبار أن السعادة هي مفتاح العيش الهانئ، وكيف أن بعض الناس يعيشون بسعادة وراحة بال في حين أن آخرين لم يشعروا يومًا بهذا السرور فقد أصبحت السعادة بالنسبة لهم رفاهيةً من الصعب الوصول إليها، ولكي نجد الإجابة عن كل هذه التساؤلات علينا أن نتعرف أولًا على السعادة وعلى الأمور التي تبعدنا عنها وكيف يمكن أن نصل إلى مشاعر الرضا والسعادة في الحياة، سنسلط الضوء فيما يلي على النقاط السابقة بشكل تفصيلي:



أولًا: ماهية السعادة

  • اختلف الحكماء والخبراء في تحديد ماهية السعادة فمنهم من اعتبر أنَّ السعادة تكمن في تحقيق الثروة والمال والسلطة، وبعضهم رأى أن السعادة تمكن في القدرة على تحقيق الأهداف والنجاح، وهناك من رأى أن السعادة هي أن تعيش في ظل أسرة متماسكة وزوج أو زوجة متفهمة، وربط آخرون السعادة بدوام الصحة والعافية.
  • ماهية السعادة تختلف باختلاف الأشخاص والثقافات والبيئات والحاجات، فالفقير سعادته أن يحصل على قوت يومه، أما الثري تتجلى سعادته في زيادة رأس ماله، والطالب سعادته تمكن في الحصول على أعلى العلامات الدراسية، والمريض تتجلى سعادته في الشفاء، والتاجر سيشعر بالسعادة فقد عندما يبيع كل بضائعه وهكذا.
  • السعادة هي شعور داخلي يتمثل في الرضا وراحة البال، أحيانًا يكون هذا الشعور مؤقت سرعان ما يزول تأثيره أو شعور دائم يمتد لوقت طويل، وبغض النظر عما سبق تبقى السعادة حاجة لا بد منها ويجب على أي شخص أن يسعى للحصول عليها حتى تصبح حياته أكثر جمالًا وسلامًا.

ثانيًا: أمور خاطئة تبعدنا عن مشاعر السعادة

يمضي الناس عمرهم وهم يظنون أن السعادة محصورة على شريحة معينة من الناس فيمضي العمر دون أن يدركوا أن تصرفاتهم وسلوكاتهم هي التي حرمتهم منها، فيما يلي سنعرفك على أمور خاطئة تبعدنا عن مشاعر السعادة:

1- التذمر الدائم:

التذمر الدائم يحول الحياة الحلوة إلى مرارة وإلى جحيم لا يطاق فالبعض يتذمر من قلة المال، أو من الحظ العاثر، أو من العلاقات الزوجية الفاشلة، أو من البطالة وغيرها، وبغض النظر عن السبب الذي يجعلك تتذمر لأجله كن على يقين أن استمرارك بهذا الأمر سيبعدك عن مشاعر السعادة.

2- حسد الناس:

هناك من يحسد الناس على أموالهم، أو على نجاحاتهم، أو على جمالهم الخارجي، أو على ما يمتلكونه من صفات مميزة، أو على ما لديهم من مقتنيات ما يجعل الشخص الحاسد بحالة نفسية سيئة، الحسد هو أخطر أعداء الإنسان فلا تفتح له أبواب قلبك وروحك، ولا تسمح له أن يستبيح جسدك ويلتهم الخير الذي بداخلك حتى لا تبتعد عنك مشاعر السعادة.

3- جلد الذات:

الإنسان بطبيعته كائن خطَّاء فلا أحد معصوم عن الخطأ إلا رسل الله، لذا حاول أن تتعامل مع أخطاء الماضي والذنوب التي ترتكبها على أنها أشياء حدثت بالفعل لكنك لن تكررها بعد اليوم، وتوقف عن تأنيب نفسك وجلد ذاتك وحبسها في سجن الأحزان، فهذا لن ينفعك في شيء سوى أنك ستبتعد عن مشاعر السعادة.

4- تأجيل المهمات:

المماطلة والتسويف آفة من آفات العصر ومشكلة يتطلب حلها سريعًا، فالراحة التي تشعر بها من جراء تأجيل بعض المهمات لوقت لا حق لن تدوم وسرعان ما ستتراكم عليك المهمات لدرجة يصعب عليك تنفيذها، ما سينعكس سلبًا على حياتك لتعيش بحالة توتر وستبتعد عن السعادة كل يوم إلى أن تختفي تمامًا.

5- التفكير الجامد:

يفتقر صاحب التفكير الجامد إلى المرونة والتبصر ويميل أكثر للتعصب والتشدُّد ما يحرمه من فرصة رؤية الجوانب الأخرى من الأمور، لذلك يعتبر التفكر الجامد أحد أكثر معوقات التقدم الاجتماعي والحضاري وليس هذا فقط بل يعتبر أحد أسباب الحرمان من مشاعر السعادة والرضا.

6- الأفكار السلبية:

لا يخفى على أحد بأن الطريقة التي نفكر بها هي التي تحدد ما إذا كنا سنعيش بحزن أو سعادة، وبذلك نتوصل إلى أنَّ السلبية تهدم كل الأشياء الجميلة التي من حولنا وتدفعنا لأن نرى الجانب التعيس دومًا، وليس هذا فقط بل تدفعنا للانعزال والتفكير بالانتحار ما يحرمنا من ملذات الحياة، ويبعدنا عن مشاعر السعادة.

 

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للتخلص من الأفكار السلبيّة

 

7- مشاعر الخوف:

يحدث الخوف عندما يتعرض الشخص لتهديد ما أو موقف يجعله تحت دائرة الخطر وهو أمر طبيعي، لكن في بعض الأحيان تكون مشاعر الخوف زائدة لا مبرر لها أو منطق كالخوف من الفشل، الخوف من إنهاء علاقة عاطفية غير متوازنة، ما يجعل الشخص يعيش بدوامة لا نهاية لها من الأحزان فيبتعد عن السعادة الحقيقة إلى الأبد.

 

اقرأ أيضاً: خطوات بسيطة للتخلص من مشاعر الخوف

 

8- الهوس بالشكل:

يسعى الإنسان إلى تحقيق الكمال في حياته، لكن حالة الهوس بالشكل تبدأ عندما يتخطى اهتمامك الشخصي للمظهر الحد الطبيعي والمقبول به ويصبح شغلك الشاغل، هنا يتحول الاهتمام إلى نقص وعقدة نفسية تحرمك من مشاعر الثقة بالنفس لتبتعد عنك السعادة يومًا بعد يوم.

9- العمل المتواصل:

العمل يضمن لك تحقيق الاستقرار المادي وشراء كل ما تحتاج إليه كما يسمح لك أن تبني مستقبلك، لكن لا يجوز أن يتحوَّل حب العمل إلى هوس أي أن تعمل طوال الوقت حتى في الليل والنهار فهذا الأمر يحرمك من متعة الاستمتاع بالحياة، ويعرضك للإصابة بالأمراض النفسية فتُحرم على أثرها من مشاعر السعادة.

10- كسب رضا الناس:

يختلف الناس عن بعضهم البعض في العقل، والأهواء، والعادات، والتصرفات، والتفكير، لذا إن محاولة كسب رضاهم جميعًا أمر مستحيل وفيه من المشقة ما يفوق طاقتك وقدرتك، كما أن السماح للناس بأن يؤثِّروا على حياتك ويتخذوا القرارات عوضًا عنك يَحوْل دون عيشك بسعادة.

11- انتظار الفرص:

انتظار الفرص واللحظة المثالية للبدء يجعلك تخسر كل أحلامك وطموحاتك، فالأشخاص الذين تعودوا على انتظار الفرصة المثالية انتهى بهم الأمر إلى لا شيء وضاعت حياتهم دون أن يحققوا أي إنجازٍ يُذكَر، لذا اسعى لاستغلال حاضرك كما يجب حتى لا تبتعد عنك السعادة.

12- تضخيم الأمور:

بعض الناس يميلون لتضخيم الأمور فينشغلون طوال الوقت في ندب حظهم، والحديث عن مشاكلهم، ويطلبون المساعدة والنجدة ممن حولهم دون أن يفكروا ولو للحظة هل هم بالفعل يواجهون مشكلة، وهل هي بهذا القدر من الصعوبة، إذا كنت من هذا النوع من الناس اعلم بأنك ستفتقد السعادة طيلة حياتك.

ثالثًا: كيف نصل إلى مشاعر الرضا والسعادة في الحياة

إذا أردت أن تصل إلى مشاعر الرضا والسعادة في الحياة لا بد من أن تجري بعض التعديلات على أساليب تصرفاتك، وطريقة تفكيرك، وأن تعمل بجد على علاج جوانب فقدان الشعور السعادة في حياتك، ولكي يتحقق ما سبق عليك أن تلتزم بالخطوات التالية:

1- أحب نفسك:

لكل إنسان صفات ومواهب منحه إياها الله سبحانه وتعالى، وما عليك أنت إلا أن تقوم بإظهارها فيهي ستجعلك تشعر بالتفرد والتميز عن الباقين، وبالتالي ستتوقف عن فكرة مقارنة نفسك بالناس وستحب نفسك كما أنت وستشعر بسعادة وراحة كبيرة.

 

اقرأ أيضاً: 11 نصيحة مهمّة تجعلك تحب نفسك

 

2- عزِّز ثقتك:

بدلًا من التركيز على نقاط ضعفك وقلة حيلتك حاول أن تحصي كم من نقاط القوة تمتلك، ستجد أنك قوي ومميز وتتمتع بصفات شخصية وبقدرات نادرة الوجود، سيعزز هذا مشاعر الثقة بالنفس في داخلك، وستشعر بالسعادة والبهجة طوال الوقت.

 

اقرأ أيضاً: 10 طرق لتعزز ثقتك بنفسك

 

3- فكِّر بإيجابية:

نحن بحاجة للأفكار الإيجابية حتى نتمكن من مواجهة ظروف الحياة وتقلباتها، لذا اطرد كل ما بداخلك من أفكار سلبية ليحل مكانها أفكار إيجابية، واعتمد على هذه الأفكار في كل ما يعترضك من صعوبات، عندها يمكننا القول إنك ستعيش بسعادة.

 

اقرأ أيضاً: 7 طرق تساعدك على التفكير بإيجابية

 

4- اختلط بالإيجابين:

مما لا شك به أن أفكار الإنسان تتأثر بالبيئة المحيطة به، لذلك إن وجود السلبيين في حياتنا يجعلنا تعساء فهم يبثون التشاؤم والحزن أينما حلو، في حين أن وجود الإيجابيين يجعل حياتنا أكثر سعادة وهناء، فاختلط بالإيجابيين لعلك تجد سعادتك المفقودة.

5- تعامل بمرونة:

من المهم جدًا أن تتعامل بمرونة وانفتاح مع كل الأشياء المتعلقة في حياتك الشخصية والمهنية، ولابد من أن تتقبل التغيرات السائدة في مجتمعك، سيساعدك هذا على الوصول إلى صيغة تفاهم لكل ما يؤرق تفكيرك لتنجح في النهاية من استرجاع سعادتك.

6- استرجع ذكرياتك:

عندما يسيطر عليك البؤس وتعجز عن السيطرة على أفكارك السلبية التقط ألبوم الصور الخاص بك وتصفحه، سيساعد هذا على استرجاع ذكرياتك السعيدة مع أصدقائك في المدرسة والجامعة، وستتذكر أجمل اللحظات العائلية ما يجعلك بحالة مزاجية أفضل وستشعر بالسعادة والبهجة.

7- نفِّذ أهدافك:

الذين ربطوا السعادة بتحقيق الأهداف لم يخطئوا أبدًا فالحياة دون هدف أو رسالة نسعى لأجلها لا معنى لها ولا قيمة، لذا حدِّد بوضوح الأهداف التي تريد أن تحققها ثم باشر في العمل بجدٍّ وإخلاص حتى تنفذها، عندها ستنجح في الوصول إلى أهدافك في الحياة، وستشعر بسعادةٍ لا مثيل لها.

8- استغل الحاضر:

حان الوقت لكي تتخلى عن ذكريات الماضي الحزين، فالحاضر أمامك وهو متاح لك فافعل به ما تشاء، واجتهد لتحسِّن ظروفك وتغير مجرى الأحداث التي تعصف في حياتك، وتطلَّع للمستقبل بعيون يملؤها الأمل والتفاؤل، صدقني بمجرد أن تستغل لحظات الحاضر ستعود السعادة والبهجة لحياتك.

9- اهتم بمظهرك:

يؤثر المظهر الخارجي على نفسية الإنسان بشكل كبير لذلك يوصي الخبراء بضرورة الاهتمام بالشكل من خلال ارتداء الملابس الأنيقة، وتسريح الشعر، والعناية بصحة البشرة، وتشذيب اللحية، وتنسيق الملابس مع باقي الإكسسوار، سيجعلك هذا تبدو جذَّابًا ما يعزِّز مشاعر السعادة بداخلك.

10- ساعد الناس:

نحن نحصل على مشاعر الرضا والسعادة عندما نقدم يد العون لكل محتاج ومتشرد، وعندما نساعد الأيتام الذين حُرموا من العيش في ظل أسرة، وعندما نرأف بالمسنين الذين انفضَّ عنهم الناس، وعندما نعلِّم الأشخاص الذين لا يعرفون الكتابة والقراءة، وعندما نحذِّر أهالي المدن النائية والقرى من مخاطر بعض الأمراض السارية.

11- سافر للخارج

كما تحدثنا مسبقًا يقدم لك العمل المتواصل ضماناتٍ لحياتك ومستقبلك لكنَّه يحرمك من فرصة الاستمتاع بلحظات الحاضر، لذلك يجب أن تأخذ إجازة طويلة تسافر خلالها إلى أحد البلدان وتستمتع بلحظة التعرُّف على حضارات العالم وعاداتها وتقاليدها، ستشعر ببهجة لا توصف وسعادة كبيرة.

12- اجلس مع أصدقائك

مهما واجهت من تحديات وصعوبات تجنَّب الانعزال في منزلك فهذا سيزيد من معاناتك، وفي المقابل اجلس مع أصدقائك المقربين وخطِّطوا معًا للذهاب إلى السينما، أو المسرح، أو لقضاء يوم كامل في التسوق، أو لتناول الطعام على ضفاف البحر، هذه الأمور ستنسيك همومك وستشعر بسعادة كبيرة.

باختصار السعادة متاحة لكل الناس بغض النظر عن وضعهم وقدراتهم ومستوياتهم فأنت من تقرر ما إذا كنت تريد أن تعيش برضا وسعادة أم لا، لذا افتح قلبك عزيزي حتى تتسلل السعادة إلى داخلك وتعيش حياتك كما تحب.

 

المصادر:

  1. كيف تعيش سعيداً
  2. 20 طريقة لتعيش حياة سعيدة
  3. كيفية الشعور بالرضا عن نفسك
  4. تجنب هذه الأشياء لتعيش سعيداً



مقالات مرتبطة