كيف تعيش حياتك بلا خوف؟

يخاف الناس من كل شيء، من الفشل، ومن الرفض، ومن أن يكونوا غير مستحقين لنيل إعجاب الآخرين، فالخوف هو سِمةُ شائعة تطغى على حياة البشر جميعاً، وإذا سمحت له بذلك، قد يُبقيك ساكناً في مكانك، ولا تجرؤ على مواجهة التحديات المفاجئة وغير المريحة، وهذا يمنعك من الوصول إلى إمكاناتك الحقيقية، وقد يؤدي العيش في خوف إلى معضلة مزدوجة؛ إذ لست راضياً بالوضع الراهن، ولكنَّك تخشى السعي وراء الأفضل.



ولكنَّ الخوف بطريقة ما قد يكون وسيلةً قيِّمةً يمكنها مساعدتك على تجاوز الإحباط للوصول إلى الحياة التي تحلم فيها، فإذا استخدمته بطريقة صحيحة، قد يُصبح أداةً لتحقيق الرضى في الحياة، والآن اكتشف كيف تتوقف عن العيش في خوف، بل كيف تستخدمه أيضاً بوصفه مصدر إلهام لك.

أنواع الخوف:

لكي تتوقف عن هذا الشعور، يجب أن تفهم الأبعاد النفسية خلفه، حتى تتمكَّن مواجهته بفاعلية؛ إذ إنَّ الخوف والقلق هما إلى حدٍّ ما جزء من الاستجابة النفسية البشرية السليمة، فالخوف الحاد هو شعور طبيعي يُشير إلى وجود عامل يُهدِّد سلامتك الجسدية أو العاطفية، فإذا تعرضت لحادث ما، أو شعرت بأنَّك مُلاحق، أو واجهت أي تهديد آخر، فستلاحظ أنَّ نبضات قلبك باتت أسرع جداً، وينجم ذلك عن تدفق الأدرينالين في أوعيتك الدموية، فهذه الاستجابة ستزيد شدَّة وعيك، وهذا يسمح لك باتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ نفسك أو الآخرين، إذاً الخوف الشديد ما هو إلَّا استجابة طبيعية ساعدت أسلافنا على البقاء.

ويوجد نوع آخر من الخوف يتولَّد عندما تصبح استجابة الخوف الشديد مفرطة الحساسية، ويُطلق عليه الخوف المزمن، أو الخوف غير المباشر، وهو ينجم عن التعرض لأحداث مُرهقة بمستوى مُنخفض لكن بطريقة متواصلة، فقد تسمع كثيراً من أخبار الحروب، أو النزاعات السياسية، أو اكتشاف أمراض خطيرة، وهذا يجعلك تتوقَّع الأحداث السلبية بدرجة غير منطقية، فهذا الخوف المزمن، على العكس من الخوف الشديد، إذ يُمكنه أن يقلِّل من استجاباتك الطبيعية التي تهدف إلى إنقاذ حياتك، ويجعلك تعتقد أنَّك تحتاج إلى الإنقاذ من قبل قوة خارجية.

لمَ تعيش في خوف؟

وَفقاً لأحدث الأبحاث من جامعة "هارفارد" (Harvard)، عانى ما يزيد عن 19% من إجمالي السكان من اضطراب القلق خلال العام الماضي، فقد يكون هذا الاضطراب هو المُشكلة النفسية الأكثر شيوعاً في العالم الحديث، وعادةً ما يكون الخوف المزمن المُحرِّض الأكبر لمشكلات القلق العميقة، فلقد ألقينا اللوم على عدة أسباب، من الكافيين إلى وسائل الإعلام، لكنَّ إلقاء اللوم هنا وهناك لم يُساعد أبداً على حل المشكلة؛ بل حان الوقت لتتحكَّم بمشاعرك، وتبدأ بتغيير حياتك.

إذاً، ما هي أفضل طريقة للتعامل مع الخوف؟ يجب عليك أن تتعايش معه وتستخدمه لمصلحتك، بدلاً من تركه يُسيطر عليك.

علامات تُشير إلى أنَّك تعيش في خوف:

تخيَّل أنَّ كثيراً من الناس يعيشون حياةً كاملةً دون أن يُدركوا أنَّهم يعيشون في خوف، وذلك لأنَّهم غالباً ما يخلطون بينه وبين الراحة الشخصية، ولا يُدركون أنَّ هذه الراحة التي يسعون إلى الحفاظ عليها ما هي إلا خوف من التغيير.

إذ إنَّ اليقين هو من الاحتياجات البشرية الأساسية، فعندما يرتاح الإنسان في حياته، يشعر بالسعادة والرضى النفسي، لكن عندما تُصبح مرتاحاً أكثر من اللازم، ستبقى في مكانك دون إحراز أي تقدُّم. إليك بعض العلامات التي تدل على أنَّك تعيش في خوف:

  1. الكمال: إنَّ الحاجة إلى تحقيق الكمال هو وسيلة يستخدمها الإنسان لإبعاد نفسه عن التواصل والألفة الحقيقية، وهو أيضاً المعيار الأدنى في العالم، لأنَّه من المستحيل تحقيقه.
  2. الرضى بما هو أقل: إنَّ قبولك بأقل ممَّا تستحق، هو مؤشر قوي على أنَّك تدع حاجتك إلى القناعة تُسيطر على حياتك، على سبيل المثال: إذا لم تعمل في وظيفة تحبها، فإنَّك خائف من التقدم والتغيير.
  3. المماطلة: إنَّ تأجيل الأهداف حتى وقت آخر هو أسلوب كلاسيكي يستخدمه دائماً هؤلاء الذين يعيشون في خوف، كُفَّ عن اختلاق الأعذار، وابدأ بتحقيق أحلامك الآن.
  4. تخدير المشاعر: عندما تعيش في حالة نفسية رائعة، لن تحتاج إلى وسائل رخيصة؛ كالكحول للاستمتاع بحياتك، وذلك لأنَّك عندها ستكون شفافاً ومنفتحاً على العالم، وتتحكَّم في عواطفك، وتشعر بفرح خالص كل يوم.
إقرأ أيضاً: 3 نصائح للتحكم بالخوف

كيف تتوقف عن العيش في خوف؟

عندما يُصبح خوفك مزمناً، لن تُعاني من بعض مشاعر القلق فحسب، بل ستعيش حالة قلق تامة ومستمرة؛ إذ تُصبح استجابة الخوف نمط حياة سقيم وصعب التغيير، ويُؤثر في كل ما تفكر فيه وتشعر به وتفعله، ويُبقيك عالقاً في دورة مستمرة من الهزيمة والإحباط، لكنَّ الجانب الإيجابي للخوف هو أنَّ المشاعر الناجمة عنه غالباً ما تكون مزعجةً جداً، لدرجة أنَّها تدفعك إلى إيجاد طريقة للخروج من هذه الحالة.

فلا تدع الخوف يسيطر عليك، فهناك عديدٌ من الاستراتيجيات التي تُساعدك على التوقف عن العيش في خوف، من سلوكات الرعاية الذاتية، إلى التمارين الرياضية، إلى طلب المساعدة من معالجين متخصصين، فعندما تلتزم بمواجهة مخاوفك، يُمكنك اكتشاف استراتيجيات للتغلُّب عليها، وتحقيق السلام في حياتك. إليك 10 نصائح يجب أن تتبعها لتُحقق ذلك:

1. حدِّد مصدر قلقك:

عندما تعيش حالة خوف، ستتفاقم مخاوفك حتى تُسيطر على حياتك كاملةً، ستفكِّر فيها باستمرار دون أن تكون يقظاً لما يُحرِّض هذه المخاوف، فلكي تخرج من هذه الحالة، يجب أن تُحدِّد المصادر التي ينبع منها هذا القلق.

اكتب قائمةً بما يخطر في ذهنك من أفكار، وعند الانتهاء، ضع دائرةً حول العناصر التي تُمثِّل بالنسبة إليك مخاوف ملموسة؛ كخوفك من خسارة موقعك في العمل، أو فقدان أطفالك، أو احتراق بيتك، ومن ثمَّ اكتب بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لمنع حدوث هذه الأشياء، لكي تمنح نفسك إحساساً بأنَّك قادر على السيطرة عليها.

تعرَّف أيضاً إلى مخاوفك غير الملموسة، كخوفك من نهاية العالم، أو غزو فضائي، أو انهيار اقتصادي عالمي، فستلاحظ أنَّ فرصة حدوث ذلك ضئيلة جداً، لكن عليك الانتباه إلى أنَّ هذه المخاوف غالباً ما يكون لها جذور أعمق في داخلك، فإذا كانت مخاوفك تندرج ضمن هذه الفئة، فعليك القيام ببعض التأمُّل الذاتي، لمساعدتك على التوقف عن العيش في خوف دائم.

2. كن متيقناً أنَّ الحياة تعمل لمصلحتك:

يقول "توني روبينز" (Tony Robbins): "تعمل الحياة لمصلحتك، وليس ضدك"؛ إذ إنَّ فهم هذا المفهوم وقبوله هو الخطوة الأولى لتحقيق الرضى في الحياة، فعندما تتوقف عن إلقاء اللوم على ظروف الحياة، وتبدأ بالتحكُّم في مصيرك، تبدأ برؤية العديد من الفرص، وعندما تنظر إلى العالم من حولك بصفته مكاناً مليئاً بالفرص وليس بالعقبات، لن يستطيع الخوف أن يُسيطر عليك.

بعد تحديد مصدر قلقك، لا تستخدمه بوصفه عذراً؛ بل استفد منه للسيطرة بإحكام على تلك المخاوف حتى لا تتحكَّم بك مطلقاً، فبمجرد تحديد المصدر، يُمكنك تغيير طريقة تفكيرك وقصة حياتك كاملةً، ويمكنك إلقاء اللوم على العوامل الخارجية، والاستمرار في الحالة نفسها من انعدام السيطرة، أو يمكنك أن تتولَّى زمام الأمور في حياتك، وتتعلَّم كيف تتوقف عن العيش في خوف، كُن متيقِّناً أنَّ الخيار مُلكك وحدك فقط، فهذه هي الخطوة الأولى في درب النجاح.

3. توقَّف عن اختلاق الأعذار:

إنَّ اختلاق الأعذار يُشبه تماماً إلقاء اللوم، فهو آلية دفاعية يستخدمها الإنسان لكي يتجنَّب مواجهة مشكلاته، فمن السهل أن تُلقي بآمالك ورغباتك وأحلامك جانباً عندما تختلق الأعذار، فقد تقول إنَّك لا تمتلك الوقت أو المال الكافي، أو إنَّك مشغول جداً ولديك التزامات عائلية، وتختبئ وراء تلك الأعذار، فبدلاً من اتخاذ إجراءات حقيقية للمضي قدماً، فقد تُصبح الأعذار وسيلة للشعور بالراحة والأمان عندما تعيش في حالة من الخوف، ولكنَّها ستعيدك أيضاً إلى حيث بدأت، وستمنعك من التقدم.

لذا تذكَّر ذلك في المرة القادمة التي تختلق فيها أعذاراً، واسأل نفسك: هل تعيش الحياة التي لطالما حلمت بها؟ أم أنَّك قابع تحت سيطرة الخوف وتختار أن تكون مرتاحاً، بدلاً من مواجهة التحديات؟ فعندما تُدرك أنَّ عقلك يميل إلى اختلاق الأعذار، ستتمكَّن حينئذٍ من الكفِّ عن هذا الأمر.

شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

4. اجعل واجباتك ضرورات مطلقة:

عندما تضع في ذهنك أنَّه ليس لديك خيار آخر سوى النجاح، وأنَّ تحقيق هدفك هو ضرورة مطلقة، ستقطع شوطاً هائلاً، وذلك لأنَّك عندها لن تتوانى عن بذل التضحيات، ولن يستطيع أي عذر أن يقف في طريقك، وستفعل بسهولة كل ما يلزم لتحقيق هدفك.

حتى أكثر الناس نجاحاً يشعرون ببعض الخوف أحياناً، ولكنَّ الفرق هو أنَّهم لا يسمحون له بالتسلُّل إلى داخلهم، وحرمانهم من تحقيق أحلامهم، فهم يعرفون أنَّ الثمن الذي سيدفعونه إذا لم يُقدِّموا كل ذرة من الطاقة والتركيز في سبيل تحقيق أهدافهم سيكون أكبر بكثير، كما يعرفون أنَّ الخوف الحقيقي هو عيش حياة متواضعة خالية من التحديات، أو التنازل عن أحلامهم، فعليكَ أن تتبنَّى تلك العقلية والنظرة تجاه الحياة.

تخيَّل نفسك عجوزاً على فراش الموت، وتتأمَّل كيف عشت حياتك من بدايتها إلى نهايتها، فكِّر في حياتك كما لو أنَّك لم تحقق الهدف الذي تسعى إليه في هذه اللحظة، واسأل نفسك: كيف أثَّر ذلك في مجرى حياتك؟ علامَ تندم وما هي الأهداف التي تتمنَّى لو خصَّصت لها مزيداً من الوقت؟ ما هي التجارب التي تتمنَّى لو عشتها؟ وهل تشعر بالحزن والندم على شيء محدد؟ وهل تقول لنفسك "ماذا لو" مراراً وتكراراً ؟ فمن خلال طرح هذه الأسئلة، يمكنك استخدام الخوف بوصفه دافعاً لك نحو هدفك النهائي.

5. تبنَّ عقلية النمو:

هل تعلم لمَ يستسلم الناس مبكِّراً؟ لأنَّهم يظنُّون أنَّهم لا يمتلكون القدرات الكافية للوصول إلى أهدافهم؛ إذ يعيشون في حالة من الخوف، ويقبلون بحياة متواضعة، معتقدين أنَّ هدفهم بعيد المنال، ولا حاجة لأن يُزعجوا أنفسهم في السعي إليه، أمَّا الناجحون فيتبنون عقليةً النمو: إذ يؤمنون أنَّ قدراتهم ليس ثابتة، بل مرنة جداً، وعندما يواجهون العقبات والانتكاسات، يعملون بجدٍّ أكبر، ويبحثون باستمرار عن حلول جديدةٍ، ولا يستسلمون عندما تشتد الأمور، ويجدون طرائق جديدة للتكيف.

6. تعلَّم أهمية الشعور بالألم:

لا يوجد شخص ناجح في العالم إلا واضطر يوماً ما إلى التغلُّب على عقبات ضخمة؛ إذ يمكن أن تساعدك التجارب المؤلمة لتكتشف ما تريده وما لا تريده في الحياة بوضوح أكبر، فعندما تعيش مشاعر الفشل وخيبة الأمل وتصل إلى نهايات مسدودة، تأمَّل قليلاً وقُل: "لم ينجح هذا ولم يكن مناسباً قط، إذاً ما الذي أريده؟".

وتذكَّر أنَّ الإنسان قادر جداً على التكيُّف؛ لذلك عليك أن تُطلق العنان لقواك الداخلية، واستخدم كل تجربة بوصفها أداةً تُساعدك على معرفة المزيد عن نفسك، وما الذي تُريد تحقيقه في الحياة، فعندما تواجه تجربة مؤلمة، أو تشعر بأنَّك على وشك الاستسلام في وجه مخاوفك، تخيَّل شخصاً تعدُّه مثلَكَ الأعلى وما واجهه من محنٍ في حياته، وتذكَّر أنَّه لم يكن ليحقِّق النجاح الذي حققه الآن لو لم يتغلَّب على مخاوفه.

7. اعتنِ بنفسك:

إنَّ السيطرة على مشاعرك، وتغيير طريقة تفكيرك هي عملية نفسية، لكن لا تندهش عندما تعلم أنَّ النشاطات الجسدية تؤدي أيضاً دوراً في ذلك، ففي المرة القادمة التي تشعر فيها بالخوف، غيِّر وضعية جسدك، وقِف بوضعية تبعث على القوة؛ إذ سيجعلك هذا التغيير اليسير أكثر ثقةً بنفسك وأقل خوفاً.

إذ إنَّ بعض العادات الأخرى تؤثر جداً في حالتك، فقد ثبت أنَّ النشاط البدني يقلِّل من الاكتئاب والقلق؛ لذا في المرة القادمة التي تشعر فيها بالخوف يتسلل إليك، اخرج في نزهة على الأقدام، أو مارس اليوجا، أو اركب الدراجة، وقد ثبت أيضاً أنَّ تأمل اليقظة الذهنية يقضي على القلق والاكتئاب، وقد يخفض حتى الضغط الدموي، كما أنَّ إلغاء الكافيين من نظامك الغذائي هو نصيحة أخرى ضرورية جداً لتخفيف القلق؛ فلكي تتغلَّب على مخاوفك، يجب أن تجمع ما بين أساليب الرعاية الذاتية الجسدية والنفسية.

8. تبنَّ عقلية الوفرة:

لا يمكن للخوف أن يتعايش مع المشاعر الإيجابية؛ إذ لا يُمكنك أن تشعر بالخوف والبهجة، أو الخوف والسلام في نفس الوقت، ولا يمكنك الشعور بالخوف والامتنان في نفس الوقت أيضاً، لكن يمكنك استبدال أحدهما بالآخر، فعندما تكون مُمتنَّاً لما تملكه في حياتك، سيختفي الخوف وتشعر بالوفرة.

لذا حوِّل تركيزك من الجوانب السلبية إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، فحيثما يتَّجه التركيز، تتولَّد الطاقة، وعندما تغيِّر تفكيرك بهذه الطريقة، تجد أنَّك بأسلوب طبيعي تجلب مزيداً من الإيجابية، وقليلاً جداً من الخوف إلى حياتك.

فإنَّ تبنِّي عقلية الوفرة هو الوسيلة الأساسية للتوقف عن العيش في خوف؛ إذ يمكنك القيام بذلك عن طريق الاحتفاظ بدفتر مذكَّرات تُدوِّن فيه اللحظات التي تشعر بأنَّك مُمتنٌّ لها، وممارسة التأمل، وأن تتخيَّل أنَّك حققت أهدافك، والاستماع لخطابات تحفيزية، وغيرها.

ففي المرة القادمة التي تشعر فيها بالقلق أو الخوف، أصبح لديك مجموعة من الأدوات القوية التي يمكنك استخدامها للتغلُّب على تلك المشاعر.

شاهد بالفديو: 5 طرق تحول بها الخوف إلى حافز يدفعك للأمام

9. عِش في الحاضر:

عندما تعيش في حالة من الخوف، فإنَّك غالباً عالقٌ في التفكير بالماضي أو بالمستقبل، فقد تترك أخطاء الماضي تُلاحقك، وتؤثِّر في قراراتك المستقبلية، وتعيش في خوف شديد ممَّا قد يحدث مستقبلاً، لدرجة أنَّك تنسى الاستمتاع بما يحدث هذه اللحظة، كما يخبرنا "توني": "ما حدث في الماضي، لن يُحدِّد مستقبلك، إلَّا إذا بقيت عالقاً هناك".

ففي عالم اليوم المليء بوسائل التواصل، أصبح العيش في الماضي أسهل من أي وقت مضى، فيمكنك أن تتَّصل مُجدداً بأشخاص سابقين، واستعادة ذكريات العلاقات القديمة المدمرة، وعند تصفح الإنترنت، من السهل أن تنغمس في تخيُّلات عن عطلتك وأهدافك القادمة، التي قد لا تتحقق أبداً.

لا تفقد تركيزك على الحاضر؛ ضع هاتفك جانباً، وابتعد عن حاسوبك، ومارس رياضةً، أو لعبةً جديدةً، والتقِ أشخاصاً جديدين في كل مكان، توقَّف عن القلق وعش اللحظة الراهنة.

إقرأ أيضاً: كيف تضيء طريقك في غابة من الخوف؟

10. تأكَّد أنَّ الفشل أمر محتَّم:

مع كل ما بذلته من جهد حتى الآن، ما زالت لديك حقيقة مُرَّة يجب أن تقبلَ بها، وهي حقيقة أنَّك عاجلاً أم آجلاً ستفشل، لكن كما يُخبرك أي شخص ناجح، فالفشل مجرد جزءٍ من العملية؛ إذ إنَّه يقدِّم لك أفكاراً جديدة، وبطبيعة الأمر، سيُوجِّهك إلى الأخطاء التي وقعت بها عند تعاملك مع المشكلات لكي تتمكَّن من تجنُّبها مستقبلاً.

لا يوجد معلِّم أو درس قادر على التأثير فيك كما تؤثِّر لوعة الفشل وحرقة الندم، فإذا استفدت من تجاربك الفاشلة، واستنبطت منها معلومات قيِّمةً، وعدَّلت استراتيجيتك وأسلوبك في المرة القادمة، ستمتلك ميزةً لا يتمتع بها أي شخص آخر.

لذا تحلَّ بالعقلية الصحيحة، وقرِّر أنَّ أحلامك أهم من خوفك من الفشل، واتخذ فوراً القرار بأنَّك ستتحكَّم في مخاوفك، وستعيش كأكثر إنسان ناجح وسعيد في هذا العالم، وعندها يمكنك تغيير حياتك، والتغلب على الخوف إلى الأبد.

المصدر




مقالات مرتبطة