ضعف الثقة بالنفس عند الكبار والصغار وطرق التخلص منها

إنّ نجاح أي إنسان أو فشله يرتبط وبشكلٍ كبير بحجم ثقته بنفسه واعتزازه بشخصيته، لهذا فإنّ ضعيف الشخصيّة سيتحول مع الأيّام إلى شخصٍ عاجز ومُحبط غير قادر على إنجاز أي عمل بسيط ومُثمر في الحياة، فيما يلي سنُسلّط الضوء على علامات وأسباب ضعف الشخصيّة لدى الكبار والصغار، وأهم الطرق الفعّالة التي تُساعد في معالجة هذه المشكلة والتخلّص منها قبل أن تكبر وتتفاقم.



أولًا: تعريف الثقة بالنفس ومقوماتها الأساسيّة

الثقة بالنفس هي إدراك الإنسان للمؤهلات والإمكانيات التي يتميّز بها، والعمل من أجل توظيفها واستخدامها لمعالجة مختلف المشاكل والعوائق التي قد يُصادفها في حياته اليوميّة، كما وتمنحُ الثقة بالنفس الإنسان شعورًا بالأمان الداخلي والاستقرار النفسي.

أمّا بالنسبة لمقومات الثقة بالنفس فنقصد بها مجموعة من السمات التي تدفع بالإنسان للاعتزاز بذاته ونفسه، وترسيخه لهذه المقومات للمضي بخطوات ثابتة وناجحة في الحياة، ومن أهم هذه المقومات:

1- المقومات الجسميّة:

أي تحلّي الفرد بالمهارات الجسميّة السليمة، وعدم معاناتهِ من الأمراض والعاهات والتشوهات، بالإضافة لتميزهِ بمظهرٍ خارجي أنيق وجذاب.

2- المُقوّمات العقليّة:

وهي سلامة النمو العقلي للإنسان، وتمتّعه بذكاءٍ كبير وخيالٍ خصب يُساعده على الإبداع والابتكار في العديد من المجالات الفنيّة كالشعر، الرسم، العزف، والرياضة.

3- المقومات الوجدانيّة:

وهي المقومات التي تعني نمو الفرد النفسي، وعدم معاناتهِ من أي نوع من الأمراض النفسيّة، الوسواس القهري، التوتر، القلق، الشك المرضي، وقدرتهِ الفعّالة على التحكّم بانفعالاتهِ وضبطها، وتحليهِ بالأخلاق الحميدة.

4- المقومات الاجتماعيّة:

وهنا تلعب الأسرة الدور الأساسي في تقويم شخصيّة الإنسان من النواحي الإجتماعيّة، حيث أنّ التقبل الأسري للطفل منذ ولادتهِ والإحساس بالرضا تجاهه يُكّون الصورة الشخصيّة والبناء المُجتمعي لهُ، حيثُ يُصبح مع الأيّام شخصًا واثقًا من نفسه وقادرًا على تحمّل المسؤوليات.

5- المعوقات الإقتصاديّة:

تلعب المعوقات الإقتصاديّة دورًا مباشرًا في التأثير على ثقة الإنسان بنفسهِ، ولكن وفي نفس الوقت فإنّ التاريخ قدّم لنا العديد من الشخصيات المهمة والقوية التي كانت تنحدرُ من أسرٍ ذات مستوى مادي ضعيف ومتواضع.

ثانيًا: علامات تدلّ على ضعف الثقة بالنفس عند الكبار

  • الحرص المبالغ فيه على مصالح الآخرين ومشاعرهم، وعدم الجرأة على مخالفة رأيهم.
  • الخوف من الدخول بأي شكلٍ من أشكال الجدال، والفشل في التعبير عن المشاعر الداخليّة.
  • الموافقة على كل مطالب الآخرين دون اعتراض، حتّى لو كان هذا على حساب راحته وذاته.
  • خفض الصوت عند التحدث مع الآخرين، وعدم النظر في العيون بشكلٍ مباشر.
  • الفشل في اتّخاذ القرارات الحاسمة، والتعرّض لمواقف متكرّرة من الذلّ والضعف.
  • اللجوء إلى الآخرين وطلب المساعدة منهم، حتّى فيما يخصّ القرارات الشخصيّة.
  • تقليد الآخرين في طريقة تفكيرهم، وكلامهم، وحتّى تنسيق ملابسهم.
  • الوحدة والإنعزال عن الناس، وعدم الرغبة في التحدّث مع الآخرين أو الحضور في أي مناسبة عامة.
  • البحث الدائم عن مبررات لكل الأفعال التي يقوم بها الإنسان.
  • التظاهر أمام الناس بقدرته على القيام بأعمال خارقة، وذلك لكي يظهر كبطل شجاع أمامهم.
  • الشعور بالخوف والارتباك والتوتر عند التواجد مع أشخاصٍ غرباء، وعدم القدرة على فتح أي نوع من الحوار معهم.

ثالثًا: علامات تدل على ضعف الثقة بالنفس عند الصغار

  • قيام الطفل ببعض التصرّفات اللاأخلاقيّة، كالكذب على الآخرين، السرقة، والتعامل مع أصدقائهِ بنوعٍ من العدوانيّة.
  • التراجع الدراسي، وانخفاض رغبتهِ بالقيام بالأنشطة اليوميّة المُعتادة.
  • التعرض لبعض الاضطرابات المزاجيّة المفاجئة كشعورهِ بالحزن، الغضب، والرغبة في البكاء.
  • عدم ثقة الطفل بكل الوعود التي يتلقاها من أصدقائهِ أو عائلتهِ، وعدم الإلتزام بوعودهِ أيضًا.
  • الخجل الشديد أثناء التعامل مع الآخرين أو أثناء التواجد في أماكن مكتظة بالأشخاص الغرباء كمالمقاهي، الأسواق، والحدائق العامة.
  • نظرة الطفل لنفسهِ على أنّه شخص مكروه وغير محبوب من قبل الآخرين.
  • تحميل الطفل مسؤوليّة فشلهِ للآخرين، والتصرف بأنانيّة اتجاه الأشخاص الذين حوله.
  • اتّباعه لأسلوب الغش والكذب أثناء اللعب وذلك عندما يشعر بأنه سيخسر وسيُحقق نتائج أقل من غيرهِ.
  • انسحاب الطفل اجتماعيًا وعدم التواصل مع أصدقائهِ.
  • شعوره بالقلق من آراء الناس ونظرتهم له.
  • شعوره بالغضب والاستياء عندما يتلقى النقد من الآخرين.

رابعًا: أسباب قلّة الثقة بالنفس عند الكبار

  • شعور الإنسان بأن كل الأشخاص الذين حوله يعرفون نقاط ضعفهِ ويُركّزون عليها.
  • شعور الإنسان بأنّ الآخرين يُراقبون كل حركة يقوم بها.
  • الخوف والقلق من التعرّض لأي نوع من الإنتقادات أو المخالفات.
  • سيطرة شعور الخوف وعدم القدرة على القيام بأي عمل مفيد وصحيح.
  • تكرار الشخص لبعض العبارات التي تحدّ من قدرته على التقدم وتحقيق النجاح، كأن يقول لنفسهِ أنا فاشل، أنا ضعيف، أنا لا أثق بنفسي.
  • الشعور بالنقص أمام الآخرين.
  • التعرض للنقد الدائم من المقربين بشكلٍ خاص كالآباء، الأخوة، والأصدقاء.
  • المبالغة في اتباع أسلوب المقارنة مع الآخرين.
  • تعرض الإنسان لبعض المحاولات الفاشلة والخسرات المتتاليّة.
  • فشل الإنسان في الحصول على علامات مرتفعة في الجامعة.

خامسًا: أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الصغار

  • التربية الخاطئة للطفل، وإحباطهِ المستمر من قبل الأهل، وتأكيدهم على أنّ طفلهم فاشل ولا يستطيع تحقيق النجاح على الإطلاق.
  • مقارنة الأهل الظاملة بين أطفالهم، سواء في قدراتهم العقليّة، أو الجسديّة، أو الشكليّة، وهذا ما يجعل الطفل يشعر بالظلم والحزن الذي ينعكس سلبًا على شخصيتهِ.
  • إهانة الأهل لطفلهم ومعاقبتهِم له أمام الآخرين، مما يُعرّضه للاستهزاء وانعدام الثقة.
  • عدم منح الطفل فرصةً مناسبة للتعبير عن رأيهِ الخاص ومشاعرهِ، والتعامل معه على أنه ضعيف ولا يستطيع اتخاذ أي قرار.
  • تدليل الأهل المبالغ فيهِ لطفلهم، وحمايتهِ لدرجةٍ تقيّده وتمنعه من التصرف بحريةٍ، وهذا ما يجعله يشعر بالخوف والضعف عندما يتعرض لأي موقف غريب وهو بعيد عن أبويهِ.
  • عزل الطفل عن العالم الخارجي ومنعهِ من التحدث مع الأصدقاء أو الجيران.
  • عدم تشجيع الأهل لطفلهم بشكلٍ مستمر، مما يؤثر على نظرته لذاته ويؤدي لشعوره بالنقص.
  • توجيه الإنتقادات اللاذعة للطفل بشكلٍ مستمر.

سادسًا: نصائح لتعزيز الثقة بالنفس عند الكبار

  • تقبّل الإنسان لنفسهِ كما هي بكل ميزاتها وعيوبها، والاقتناع بفكرةٍ أساسيّة ومهمة وهي أنهُ لا يوجد إنسان على هذه الأرض يتمتع بصفاتٍ مثاليّة.
  • عدم لوم النفس عند ارتكاب الأخطاء، والعمل على معالجة الأخطاء في حال حدوثها بطريقةٍ بسيطة بعيدًا عن اليأس والتعقيد.
  • النظر بإيجابيّة إلى مختلف أمور الحياة وحوادثها اليوميّة، والتركيز على الجانب المُشرق في كل الأمور بعيدًا عن السلبيّة والخوف والقلق.
  • التقرب من الأشخاص الإيجابيين الذين يُضيفون لحياتك معنى جميل، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يُحاولون إحباطك بشتى الوسائل.
  • ممارسة بعض العادات الجيدة التي تساعد على صقل شخصية الإنسان وتقويتها كالقراءة والمطالعة، والبحث عن مصادر العلم الذي يزود الشخصيّة بالقوة والنور والثقة.
  • يلعب المظهر الخارجي دورًا مهمًا في تعزيز الثقة بالنفس، لهذا يجب على الإنسان أن يهتم بمظهرهِ الخارجي ليترك انطباعًا جيدًا لدى كل الأشخاص المُحيطين حوله، هذا الإنطباع الذي ينعكس إيجابيًا على شخصيته وثقته بنفسه.
  • تحديد الإنسان لكل نقاط الضعف التي تسيطر على شخصيتهِ والعمل على معالجتها والتخلص منها.
  • يجب على الإنسان أن يُقاوم مخاوفهِ، وأن يسعى جاهدًا لممارسة الخبرات الجديدة التي تساهم في توسيع معرفتهِ.
  • التمرين الذاتي على الإنخراط في العلاقات الإجتماعية وتوسيع دائرة التواصل الفعّال مع الآخرين عن طريق حضور المناسبات العائليّة، والخروج في رحلاتٍ ترفيهيّة مع الأصدقاء.
  • عدم مقارنة النفس مع الآخرين، وعدم انتظار الثناء من أي أحد.
  • تجنّب اتخاذ القرارات السريعة، ودراسة الخيارات المتاحة بشكلٍ منهجي ومُعمق.
  • الإيمان بالله سبحانهُ وتعالى، والتقرب منهُ عن طريق الدعاء الصالح وأداء العبادات اليوميّة.
  • التبسّم الدائم بوجه كل من تقابلهم في الحياة.

سابعًا: نصائح لتعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال

  • غمر الطفل بالحنان والعطف، وعدم معاملته بقسوةٍ وبالتحديد أمام الغرباء.
  • عدم مقارنة الطفل بإخوتهِ الآخرين أو بأصدقائهِ.
  • تجنب انتقاد الطفل أمام الآخرين أو معاقبتهِ لكي لا يشعر بالحرج والخجل.
  • فتح أبواب الحوار والنقاش مع الطفل بمواضيع تناسب المرحلة العمرية التي يمرّ بها، وإظهار مدى أهميّة أفكاره والثناء عليها مهما كانت بسيطةً.
  • الرد على استفسارات الطفل.
  • تشجيع الطفل على تعلم المهارات الإجتماعيّة واكتساب المزيد من الأصدقاء.
  • تشجيع الطفل على تعلّم المزيد من الهوايات المفيدة التي تساعدُ على تنمية شخصيتهِ وصقلها كالرسم، الأعمال اليدويّة، الموسيقى، والرياضة.
  • منح الطفل كامل الحرية ليختار نوع الملابس التي يحب أن يرتديها.
  • منح الطفل بعض الحرية ليلعب خارج المنزل مع أصدقائهِ.

ثامنًا: أقوال وعبارات وحكم لتعزيز الثقة بالنفس وتقويتها

  • لا يبني الثقة بالنفس واحترامها مثل الإنجاز.
  • مهما فكرت في نفسك، فانت أقوى مما تخيل.
  • الثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات الهزيمة.
  • الفشل يصيب الذين يقعدون دائمًا وينتظرون النجاح أن يأتي.
  • لا تقل أن الدنيا تعطيني ظهرها فربما أنت من يجلس بالعكس.
  • لا تعطي الأشياء أكبر من حجمها وتهول الامور فوق طبيعتها لئلا تجعل فشلك أمر فيك لازم والخسارة حليف لك دائم.
  • أن تحاول أي محاولة جديدة وتخطأ لتتعلم أفضل من عدم المحاولة نهائيًا.
  • ليس السؤال كيف يراك الناس ولكن السؤال كيف ترى نفسك.
  • غالباً لا نرى الأمور على حقيقتها ولكننا نراها كما ندركها نحن كن واقعيًا وانظر للأمور بدون تحيز.
  • النجاح يدعم الثقة بالنفس.
  • فكر إيجابيًا وكن متفائل.
  • محاولة النهوض من السقوط أفضل من أن تداس بالأقدام وأنت راقد على الأرض.
  • الناس الذين لا يخطئون أبدًا هم الذين لا يتعلمون إطلاقًا.
  • لا تستمع لأي شخص يسبب لك إحباطات أو يقلل من طموحاتك.
  • الناجحون يثقون دائمًا في قدرتهم على النجاح.
  • ثق بنفسك، فأنت تعرف أكثر مما تعتقد.
  • يجب أن تثق بنفسك وإذا لم تثق بنفسك، فمن ذا الذي سيثق بك؟
  • من يتصرّف بدافع الخوف يظل خائفًا، ومن يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور.
  • الثقة بالنفس هي ما يجب أن تشعر به قبل أن تتفهم الأبعاد الحقيقية لأي موقف.
  • طالما أنك تتوجّه إلى الله عزّ وجل باستمرار فلسوف يفتح عليك أكثر مما تتخيل.
  • الطفل الذي يعيش في أجواء الأمن يتعلم الثقة بالنفس.
  • إذا شككت بنفسك تكون واقفًا على أرض مهتزة.
  • راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، راقب كلماتك لأتها ستتحول إلى أفعال، راقب أفعالك لأتها ستتحول عادات، راقب عاداتك لأتها تكّون شخصيتك، راقب شخصيتك لأتها ستحدد مصيرك.
  • الثقة بالنفس هو أن تعتقد في نفسك اعتقادًا راسخًا بإمكانية تحقيق الهدف بإذن الله رغم جميع الظروف والتحديات.

 

المصادر:

  1. أعراض وطرق وعلاج انعدام الثقة بالنفس عند الأطفال
  2. علامات قلة الثقة بالنفس
  3. تقوية الثقة بالنفس
  4. أقوال ابراهيم الفي عن الثقة بالنفس
  5. علامات انخفاض الثقة بالنفس لدى الطفل



مقالات مرتبطة