الأمراض التي تسبب تساقط الشعر وكيفية علاجها

يعدُّ تساقط الشعر من المشكلات الصحية التي تواجهنا بين الحين والآخر، وتؤثر تأثيراً سلبياً في حياتنا وفي ثقتنا بأنفسنا، وتحدُث هذه المشكلة لأسبابٍ مختلفةٍ، قد تكون مؤقتةً وآنيةً ومرتبطةً بنمط حياتنا وطريقة غذائنا، أو قد تكون دليلاً على إصابتنا بمرض ما وهنا تكمن الخطورة، لذلك كان من الهام جداً التعرف إلى هذه الأمراض المسببة لتساقط الشعر، وإلى الطرائق الممكنة لعلاجها.



الأمراض التي تسبب تساقط الشعر:

تؤدي الكثير من الأسباب إلى تساقط الشعر، والتي يعود بعضها إلى سلوكات خاطئة نمارسها سواء تلك المتعلقة بعدم الاهتمام بالغذاء الصحي والمتوازن، أم المتعلقة باستخدام مواد كيميائية لصبغ الشعر وتمليسه وتجعيده والتي تسبب أضراراً كبيرةً له ومنها التساقط والتلف.

في هذا المقال لن نتطرق لتلك الأسباب؛ بل سنتعرف إلى الأمراض التي تسبب تساقطاً للشعر، وغالباً ما يظهر مع هذه الأمراض أعراض تدلُّ على أنَّ هذا التساقط يعود إلى سبب مرضي، ومن هذه الأعراض سقوط شعر الحواجب والرموش، والكسل والخمول، وآلام في العضلات، وضعف في الأظافر، وظهور طفح جلدي في بعض الأحيان، وزيادة في نسبة الكوليسترول، إضافةً إلى ارتفاع ضغط الدم.

أهم الأمراض التي تسبب تساقط الشعر:

1. البقعة الثعلبية:

يصيب هذا المرض حوالي 17% من السكان في العالم، وعادةً ما يستهدف الفئة العمرية بين 20 و40 عاماً، ويُعَدُّ من الأمراض التي تصيب فروة الرأس؛ حيث يتساقط الشعر من منطقة معيَّنة من الرأس وليس من الرأس كله، وهذا يؤدي إلى ظهور فراغات في الشعر قد تكون صغيرةً أو كبيرة، وفقدان الشعر بالكامل بسبب هذا المرض لا يحدث إلا في الحالات الشديدة.

يُعَدُّ مرض البقعة الثعلبية من أمراض اضطرابات المناعة الذاتية التي تحدث بسبب خلل في جهاز المناعة وهذا الخلل يسبب تلف بصيلات الشعر، فالجهاز المناعي نتيجةً لهذا الخلل يتعامل مع فروة الرأس على أنَّها عدو له ويقوم بمهاجمتها ولهذا السبب يتساقط الشعر، يرجح العلماء أنَّ للوراثة دور كبير في هذه المشكلة، ويُعَدُّ من العوامل المسببة له.

2. اضطرابات الهرمونات:

يتساقط الشعر لأسباب تتعلق بالأمراض التي تحدث بسبب تغيُّر الهرمونات مثل أمراض قصور الغدة الدرقية، فعندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات يحدث هذا القصور؛ مما يسبب بطئاً في عمليات الجسم كلها، وتقوم الأوعية الدموية بتغذية جذور الشعر الموجودة أسفل بصيلات الشعر؛ حيث يتساقط الشعر الموجود لينمو شعر جديد، وبسبب التعطل الحاصل في عمل الغدة الدرقية وقصورها في إفراز هرمونات T3 وT4 يتساقط الشعر الموجود، ولكن لا يتمُّ استبداله بشعر جديد.

3. مرض متلازمة تكيُّس المبايض:

بسبب هذا المرض يزداد إفراز الهرمونات الذكرية التستوستيرون لدى الإناث، وهذا ما يسبب مشكلاتٍ في نمو الشعر ويسبب سهولة في تساقطه أيضاً، فنجد أنَّ الشعر ينمو في أماكن غير مرغوب فيها كالوجه، ويصبح خفيفاً في منطقة مقدمة الرأس ويسقط بسهولة.

4. سعفة الرأس:

يحدث هذا المرض بسبب تلوث فطري يصيب جذور وجلد الرأس، ويؤدي هذا المرض إلى حكة وتقشير للجلد وهذا ما يضعف بصيلات الشعر ويؤدي إلى تساقطه، وهو مرضٌ معدٍ ينتشر بين الأطفال بكثرة.

بعض الأمراض التي تحتاج علاجاً كيميائياً: السرطانات مثلاً تحتاج إلى علاج كيميائي، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ تساقط الشعر لا يحدث بسبب المرض بحدِّ ذاته؛ بل بسبب أدوية العلاج الكيميائي التي تدمر الخلايا السرطانية وتدمر أيضاً الخلايا الأخرى كجذور الشعر، ولا يقتصر الضرر في هذه الحالة على شعر الرأس؛ بل يتعداه إلى شعر الرموش والحواجب وشعر الجسم كله.

شاهد بالفديو: هل تعاني من الصلع وتساقط الشعر؟ هذه النصائح لك!

5. الثعلبة الندبية:

يظهر هذا المرض عند الرجال، ويتصاحب مع حكة وألم في فروة الرأس، وهذا يؤدي إلى إضعاف بصيلات الشعر ويكون سبباً لتساقطه ويخفف أيضاً من معدلات نموه، ويُعَدُّ هذا المرض من أسباب الصلع عند الذكور.

6. الأمراض الجلدية:

يكون على شكل التهابات تصيب الجلد، ومن هذه الالتهابات التهاب الجريبات، والتهاب النسيج الجلدي، وحَبُّ الشباب؛ حيث تؤدي هذه الالتهابات إلى تساقط الشعر بشكل كبير وبكميات كبيرة وتُعَدُّ سبباً لعدم نمو الشعر من جديد.

7. الصلع الوراثي:

وهو من الأمراض التي تصيب فروة الرأس وتصيب من 50 إلى 80% من النساء والرجال أصحاب البشرة البيضاء، ويوجد تقريباً سبعة أنواع مختلفة له، وغالباً ما يبدأ هذا المرض بالظهور بين سن 30 و40، ويتصاحب ظهوره مع حكة وقد يزداد نمو الشعر في مناطق أخرى في الجسم، ويظهر عند الرجال في مقدمة الرأس، أما عند النساء فيصيب منطقة منتصف الرأس وغالباً ما يبدأ بالظهور عندهم مع بدء اقتراب سن انقطاع الطمث، ويُسمى مرض الصلع الوراثي لأنَّ العلماء لم يتمكنوا من تحديد سبب للإصابة به إلا الجينات.

8. الصدفية والأكزيما:

يُعَدُّ هذان المرضان مثل مرض الثعلبة البقعية من أمراض المناعة الذاتية، ويترافقان مع نمو طبقات كبيرة للجلد وتخشُّن فيه، وهذا ما يضعف تغذية بصيلات الشعر ويسبب تساقطه؛ حيث تصيب الصدفية والأكزيما مناطق الجسم المختلفة وتسبب تساقط الشعر عندما تصيب فروة الرأس، فالحكة والاحمرار والالتهاب يؤثرون تأثيراً كبيراً في صحة الشعر ونموه.

9. فقر الدم:

من الأمراض التي تصيب الجلد وتؤثر بشدة في صحة الشعر، وفي هذا المرض لا تصل التغذية إلى الشعر؛ وذلك لأنَّ الشخص المصاب بفقر الدم لا يحتوي دمه على المغذيات اللازمة والتي يحتاجها الجسم، ويحدث هذا المرض بسبب نقص الحديد وفيتامين ب 12، ومن المعروف أنَّ هذان العنصران ضروريان لتكوين كريات الدم الحمراء التي تقوم بدورها بحمل الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي ينقل الأوكسجين من الرئة إلى باقي أعضاء الجسم، ونتيجةً للنقص الحاصل في هذين الفيتامينين يتراجع تكوُّن الهيموغلوبيتن ومن ثمَّ تراجع قدرة الخلايا على التنفس، وهذا ما يسبب مشكلات في فروة الرأس كغيرها من أعضاء الجسم.

10. مرض الاضطرابات الهضمية:

يحدث هذا المرض بسبب رد فعل مناعي غير طبيعي يحدث بسبب تناول الجلوتين الموجود في القمح والشعير وبنسبة ضئيلة في الشوفان، ويسبب إسهالاً شديداً واعتلالاً معوياً، فالمعدة عند وجود هذه الاستجابة المناعية لن تتمكن من تكسير الجلوتين وهذا يؤدي إلى تشكُّل سموم تدمر الخلايا الحية في الجسم، ويؤثر بدوره في قدرة المعدة على امتصاص الفيتامينات والمعادن، ومن ثمَّ وبشكل طبيعي سيتأثر الشعر نتيجةً لعدم وصول المعادن والفيتامينات والمغذيات إليه؛ مما يضعفه ويتسبب بسقوطه.

11. الليشمانيا:

مرض طفيلي يحدث بسبب لدغة ذبابة رمل، ويوجد لها ثلاثة أشكال: شكل يصيب الجلد، وآخر يصيب المخاط الجلدي أو الأحشاء، والشكل الذي يصيب الجلد هو الأكثر انتشاراً، وفي أثناء فترة حضانة الطفيلي يتساقط الشعر، ويمكن علاج هذا المرض سريعاً ولكن في حالة الأعراض الشديدة قد يصل الأمر إلى مرحلة تدمير الخلايا من الداخل.

إضافةً إلى الأمراض السابقة، هناك الكثير من الأسباب التي تقف وراء تساقط الشعر كما ذكرنا آنفاً، وسنذكر فيما يلي أهم هذه الأسباب:

  1. تساقط الشعر بسبب تناول بعض الأدوية مثل: أدوية معالجة جلطات الدم، وأدوية ضغط الدم، وأدوية حَبِّ الشباب، والأدوية المضادة للاكتئاب، وأدوية موانع الحمل، وغيرها.
  2. تساقط الشعر الذي يحدث بسبب الغذاء غير المتوازن.
  3. الفطريات التي تصيب الشعر وخاصةً قبل سن البلوغ.
  4. شدُّ الشعر كثيراً عند ربطه، وتركيب وصلات للشعر.
  5. الإجهاد والتوتر.
إقرأ أيضاً: تساقط الشعر لدى النّساء: أسباب نقص كثافة الشعر والحلول الممكنة

طرائق علاج أمراض تساقط الشعر:

1. علاج مرض اضطرابات الغدة الدرقية:

يبدأ نمو الشعر بعد أشهر عدَّة من علاج المشكلة، ويتم هذا العلاج بتناول أدوية اضطرابات الغدة الدرقية مع تناول العديد من الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية للتقليل من تساقط الشعر، والمساعدة على التسريع في إعادة نموه، ومن الأطعمة التي يجب الإكثار من تناولها الأطعمة الغنية بالحديد والزنك وفيتامين ب 7 وأوميغا 3 والسيلينيوم.

2. علاج الثعلبة البقعية:

للأسف حتى الآن لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، حتى إنَّ زراعة الشعر لن تكون علاجاً ناجحاً في هذه الحالة، ولكن قد تكون جلسات حقن البلازما مفيدة جداً، كما يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهابات التي تُستخدَم لتثبيط عمل جهاز المناعة ومن ثمَّ التخفيف من مضاعفات المشكلة.

وأيضاً يجب استخدام أدوية ومستحضرات للمساعدة على نمو الشعر الجديد بشكل سريع، ويُنصَح باستخدام بعض الوصفات الطبيعية في أثناء فترة علاج الشعر لتغذيته وتقويته مثل عصير البصل والثوم، والشاي الأخضر، واستخدام بعض الزيوت الطبيعية المفيدة لنموه.

3. علاج تكيُّس المبايض:

يُعالَج هذا السبب بعلاج المرض باستخدام الأدوية التي ينصح الطبيب بتناولها، مع اتباع نظام غذائي صحي وتناول مكملات غذائية مثل الزنك، إضافةً إلى محاولة إنقاص الوزن.

4. علاج سعفة الرأس:

تُعاَلج هذه المشكلة بزيارة الطبيب لوضع خطة علاجية مناسبة.

5. علاج الثعلبة الندبية:

يُعالَج هذا المرض عن طريق محاولة إيقاف انتشار الالتهاب الحاصل حتى لا ينتقل المرض إلى أماكن أخرى من الجسم.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للحدّ من تساقط الشعر خلال فصل الصيف

في الختام، درهم وقاية خير من قنطار علاج:

كما ذكرنا آنفاً، فإنَّ اتباع نظام غذائي وصحي من الأمور الهامة جداً لتجنُّب تساقط الشعر، كما أنَّه من الأمور الهامة التي تدخل في طرائق العلاج، لذلك كان من الهام جداً العناية بنوعية طعامنا والاهتمام بحصولنا على جميع العناصر الغذائية وبالكمية التي يحتاجها الجسم حتى تحصل جذور الشعر على التغذية التي تحتاجها.

وأيضاً يجب عدم إهمال تساقط الشعر، فقد يكون هذا التساقط دليلاً على الإصابة بمرض ما، ومعرفة المرض الذي يكمن وراء تساقط الشعر قد يكون خطوة استباقية لتجنُّب الكثير من المشكلات التي تَحدث بسبب عدم الاكتشاف المبكِّر للمرض ومن ثمَّ البدء بعلاجه في الوقت المناسب.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة