أسباب وعلاج التشتت الذهني وعدم التركيز

يُعَدُّ عدم التركيز والتشتت والنسيان حالة من عدم القدرة على التركيز لإنجاز مهمة ما، فقد يكون ناجماً عن عوامل مختلفة، منها ما يرتبط بالتقدُّم في السن، ومنها ما يملك صلة وصل بالتوتر والقلق أو استخدام أدوية معينة، كما أنَّ عدم التركيز والنسيان من أكثر المشكلات التي يواجهها الناس، وخصوصاً طلبة العلم، والأشخاص الذين يعملون في مهنٍ تتطلب تركيزاً كبيراً وتذكُّراً للمعلومات بشكل دقيق.



تعود هذه المشكلة لأسبابٍ كثيرةٍ، بعضها أسباب نفسية وأخرى عضوية، ولا بد من التخلص منها وعلاجها لاستعادة القدرة على التركيز وعدم النسيان، وتحفيز عمل الذاكرة بأفضل جودة وأكبر فائدة.

سنتحدث في هذا المقال عن أسباب تشتت الذهن وعدم التركيز، إضافة إلى علاج التشتت وعدم التركيز لعامة الأفراد عموماً، وللكبار خصوصاً، كونهم ضحية هذه المعضلة وفقاً للأرقام التي تشير إلى ارتفاع نسبة هذه الحالة عند كبار السن، على حساب عامة الأعمار الفتية.

أسباب التشتت وعدم التركيز:

يُعَدُّ عدم التركيز والتشتت والنسيان مشكلات شائعة في العصر الحديث؛ إذ يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في الاستمرار في مهمة واحدة أو التركيز على مهمة معينة لفترة طويلة، فيصبح لتشتت المهام وتنوعها الأثر الأبرز في ظهور حالات التشتت علينا، وبعد دراسات طبية متنوعة تبيَّن وجود بعض الأسباب التي تؤدي إلى عدم التركيز والتشتت والنسيان، ومنها:

  • الإصابة بمرضٍ عضويٍ يؤثر في التركيز، مثل فقر الدم "الأنيميا" الذي يسبب نقصاً في كمية الأوكسجين التي تصل إلى الدماغ، والاختلال الهرموني، إضافة إلى الأمراض المزمنة التي تسبب تشتت الذهن وضعف التركيز، والصداع، والصداع النصفي "الشقيقة"، وغيرها تُعَدُّ من أشهر أسباب تشتت الذهن وعدم التركيز.
  • كثرة السهر والإصابة بالأرق، إضافة إلى النوم المتقطع وغير المريح، وعدم الحصول على ساعاتٍ كافية من النوم، سبب رئيس لكل من عدم التركيز والتشتت والنسيان.
  • سوء التغذية والنقص في بعض العناصر الأساسية في الجسم وخاصةً الهامة في تنشيط عمل الذاكرة وزيادة التركيز؛ كلها تُعَدُّ من أسباب تشتت الذهن وعدم التركيز، ومن أهمها العناصر المعدنية، والفيتامينات، مثل نقص فيتامين "ب 12"، أو فيتامين "د" في الجسم، ومضادات الأكسدة، والدهون، والسكريات، والأحماض الدهنية مثل أحماض الأوميغا 3، وأحماض الأوميغا 6.
  • التعب والإرهاق النفسي، والشعور بالإحباط والاكتئاب، وعدم الرغبة في عمل أي شيء أيضاً من أسباب تشتت الذهن وعدم التركيز.
  • الشعور الدائم بالحزن والتوتر نتيجة المرور بظروف معينة، كما أنَّ وجود مشكلات في السمع أو في النظر يؤدي إلى قصور في وصول المعلومة واستيعابها وفهمها، إضافة إلى الآثار السلبية لكثرة الضوضاء والإزعاج التي تسبب التشتت وضعف التركيز وتشتت الانتباه.
  • الشعور بالبرد الكثير، أو ارتفاع درجات الحرارة بشكلٍ كبير؛ إذ إنَّ الدماغ يصيبه التشتت وقلة التركيز في مثل هذه الظروف، وتُعَدُّ من أسباب التشتت الذهني وعدم القدرة على التركيز.
  • قلة النشاط البدني والخمول، وأيضاً النوم الكثير بشكلٍ مبالغٍ فيه، والاستيقاظ في ساعةٍ متأخرةٍ، وهذا يسبب التعب وعدم التركيز والتشتت الذهني.
  • عدم ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام؛ إذ تُعَدُّ رياضة المشي من أفضل الرياضات التي ترفع التركيز وتقلل من النسيان.
  • تناول الأطعمة الدسمة بكثرة، وكذلك بعض أنواع الأطعمة التي تسبب قلة التركيز مثل البقوليات.
  • تشتت الذهن بالتفكير في أشياء لا فائدة منها مثل الخيال والأوهام والإجهاد، وهذا يقلل من استيعابه وتركيزه.
  • الإفراط في استهلاك التبغ بكافة أشكاله مثل تدخين السجائر والشيشة، وجفاف الجسم، وقلة شرب السوائل وخصوصاً الماء.
  • تناول المشروبات الكحولية والمسكرات والمخدرات عموماً.

ضعف التركيز وتشتت الانتباه عند الكبار:

تُعَدُّ حالة التشتت الذهني وعدم القدرة على التركيز من أكثر الحالات التي تعترض الكبار نتيجة التقدم بالسن، إضافة إلى تعدُّد الموضوعات والأعمال اليومية التي تشغل الذهن في معظم فترات اليوم، الأمر الذي يؤثر سلباً في جودة الذاكرة والقدرة على التركيز.

قد يعاني بعض الناس من صعوبة في الاحتفاظ بالتركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة، وبدلاً من ذلك، يقفزون بين المهام بسرعة أو ينشغلون بأشياء أخرى، وقد يتسبب ضعف التركيز وتشتت الانتباه في صعوبة في إتمام المهام بشكل فعال، فيؤثر سلباً في الأداء العام في العمل أو الحياة الشخصية.

توجد أسباب عدة محتملة لضعف التركيز وتشتت الانتباه عند الكبار، ومن أهمها:

1. التوتر والضغوطات النفسية:

قد يؤثر التوتر والضغوطات النفسية الزائدة في القدرة على التركيز والانتباه، ويسبب تشتت الأفكار.

2. قلة النوم:

قد تؤدي قلة النوم أو النوم غير الجيد إلى تشتت الانتباه وضعف التركيز.

3. التغذية غير المتوازنة:

قد يسبب النظام الغذائي غير المتوازن والفقير في العناصر الغذائية الأساسية عدم التركيز والتشتت الذهني.

4. عوامل صحية:

قد تسبب بعض الحالات الصحية مثل الأمراض المزمنة، واضطرابات الغدة الدرقية، والاضطرابات النفسية، ومشكلات الرؤية أو السمع، عدم التركيز والتشتت الذهني.

5. العوامل البيئية:

قد تسبب الضوضاء العالية، والتشويش المستمر، وتحديات محيطة مليئة بالتشتت عدم التركيز والتشتت الذهني.

شاهد بالفديو: 7 نصائح لتحسين مدى انتباهك وتركيزك

طرائق للحد من مشكلات تشتت الذهن وعدم التركيز:

فيما يأتي مجموعة طرائق للتغلب على مشكلات تشتت الذهن وضعف التركيز:

1. تحديد الأسباب المحتملة:

قد يكون ضعف التركيز وتشتت الانتباه ناجماً عن مشكلات واضطرابات صحية مثل نقص النوم، والتوتر العاطفي، والاكتئاب، ونقص الفيتامينات والمعادن، أو حتى بسبب استخدام بعض الأدوية؛ لذا قبل التعامل مع المشكلة، ينبغي التأكد من عدم وجود أيَّة مشكلة صحية أو اختلاطات دوائية تسبب هذه الأعراض.

2. العناية بالصحة العامة:

يُنصَح بالحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، فهذه العوامل تساعد على تحسين الأداء العقلي والتغلب على تشتت الذهن وضعف التركيز.

3. تحديد الأهداف:

حدد أهدافاً واضحة ومحددة لنفسك، فذلك يساعدك على التركيز على المهام وتجنب الانشغال بالأمور الجانبية.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف طريقك للنجاح

4. تنظيم الوقت:

أنشئ جدولاً زمنياً وخصص وقتاً منتظماً للقيام بالمهام المختلفة، وتأكد من تحديد فترات زمنية محددة للعمل وفترات للاستراحة.

5. التقليل من الانشغالات:

قلل عدد الانشغالات واحتمالات التشتت من خلال إيقاف تنبيهات الهاتف المزعجة، وتجنَّب الانشغال بالتطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي في أثناء العمل.

6. تطبيق تقنيات التنفس العميق:

قد تساعد تقنيات التنفس العميق على تهدئة العقل وزيادة التركيز، فجرب التنفس البطني أو التنفس الأنفي لبضع دقائق في اليوم.

7. التركيز على مهمة واحدة في وقت واحد:

أكمل مهمة واحدة، ومن ثم انتقل إلى مهام أخرى.

علاج عدم التركيز وتشتت الانتباه للكبار:

إنَّ علاج عدم التركيز وتشتت الانتباه يكون عبر اتباع مجموعة من الاستراتيجيات والتدابير التي تهدف إلى تحسين قدرة الشخص على التركيز والانتباه، وأهمها تحديد سبب عدم التركيز وتشتت الانتباه للتمكن من إيجاد علاج فعال ومناسب له، وعموماً توجد طرائق عدة لعلاج تشتت الذهن وعدم التركيز، من أهمها:

1. إنشاء جدول زمني وتنظيم الوقت:

حدد أوقاتاً محددة لأداء المهام المختلفة وتنظيم يومك بشكل منهجي، وحدد أهدافاً صغيرة وقابلة للتحقيق، وركز على إنجازها تدريجياً من أجل علاج تشتت الذهن وعدم التركيز.

شاهد بالفديو: 9 طرق للحفاظ على التركيز أثناء الدراسة

2. التخلص من المشتتات:

قلل المشتتات في محيطك مثل الضوضاء العالية والتشويشات التلفزيونية أو المحفزات البصرية الزائدة، وأنشئ بيئة هادئة ومنظمة تساعدك على علاج تشتت الذهن وعدم التركيز.

3. ممارسة التأمل:

خصص بعض الوقت لممارسة التأمل والاسترخاء العميق لتهدئة عقلك وعلاج تشتت الذهن وعدم التركيز، ويمكنك البدء بالتأمل القصير لبضع دقائق في اليوم، ومن ثم زيادة المدة تدريجياً.

4. التمرين البدني:

مارس التمرينات الرياضية بانتظام، فالنشاط البدني يساعد على علاج تشتت الذهن وعدم التركيز.

5. ممارسة التأمل والاسترخاء العميق:

يمكن لتقنيات التأمل والاسترخاء مثل اليوغا أو التنفس العميق أن تساعد على تهدئة العقل وعلاج تشتت الذهن وعدم التركيز.

6. تحديد الأهداف والتنظيم:

حدد أهدافاً واضحة ومحددة وضع خطة لتحقيقها، واجعل تنظيمك الشخصي في حياتك أمراً هاماً من أجل علاج التشتت وعدم التركيز.

7. التخلص من المشتتات:

من أجل علاج التشتت وعدم التركيز، أزل المشتتات مثل الهواتف الذكية أو التلفاز في أثناء أوقات العمل أو الدراسة.

8. إدارة الوقت:

من أجل علاج التشتت وعدم التركيز حدد أفضل الأوقات لأداء المهام الصعبة التي تحتاج إلى تركيز فائق، وخصص وقتاً كافياً لها.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات لاستخدام مبدأ باريتو في إدارة الوقت

9. العمل بفترات متقطعة:

قسِّم العمل الطويل إلى فترات قصيرة مع فترات راحة منتظمة، فهذا يساعد على الحفاظ على التركيز والانتباه لفترات أطول وعلاج تشتت الذهن وعدم التركيز.

في الختام:

يمكن القول إنَّ التشتت الذهني وعدم القدرة على التركيز قضايا تؤثر تأثيراً كبيراً في كثير من الأشخاص في حياتهم اليومية، وتتضمن هذه المشكلة عدداً من الأعراض مثل الانشغال بأفكار متناثرة، وصعوبة التركيز في المهام، والانتقال السريع بين الأفكار، والفوضى العقلية.

كما أنَّها من المشكلات القاتلة ليومنا ولسعادتنا نظراً للجهد الذهني الكبير المبذول دون الحصول على مردود يلائم أهدافنا وتطلعاتنا لسبب واحد هو التشتت الذهني وعدم التركيز والانشغال بموضوعات مختلفة، فإنَّ مشكلة التشتت الذهني وعدم التركيز هي حقاً مزعجة وتؤثر في الإنتاجية والتحصيل الدراسي والمهني والحياة الاجتماعية.




مقالات مرتبطة