9 نصائح لمساعدة المراهقين الذين يعانون الاكتئاب

إذا كان لديك شخص بعمر المراهقة في المنزل، فمن المحتمل أن تكون معتاداً على الصمت أو الردود الغامضة عند إجراء محادثة، والميل إلى النوم اليوم كله ما لم يوقظه أحد، وتفضيل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر على قضاء الوقت وجهاً لوجه مع أحبائه؛ فهذه السلوكات هي سمة مميزة لمعظم المراهقين، ولكن يمكن أن تكون أيضاً علامات على الاكتئاب.



حيث يمكن أن تؤدي التغييرات المفاجئة في مزاجهم إلى التساؤل عما إذا كانوا يعانون من أعراض مرضٍ عقلي أم أنَّ هذه حال المراهقين فقط.

غالباً ما تشمل أعراض الاكتئاب لدى المراهقين ما يلي:

  • اهتياج غير عادي.
  • نوبات الغضب.
  • التعب ونقص الطاقة والخمول.
  • أوجاع أو آلام أو مشكلات في المعدة.
  • قلة الاهتمام بالنشاطات الاعتيادية.
  • قلة الاهتمام بقضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة.
  • انخفاض الدرجات أو عدم الاهتمام بالمدرسة.
  • الحديث الذاتي السلبي أو النقدي.
  • الحديث عن الموت أو القتل أو الانتحار.

إذا لاحظتَ هذه العلامات في معظم الأيام لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، فقد يكون ابنك مصاباً بالاكتئاب؛ لذا إليك بعض النصائح للتعامل مع الموضوع بلطف وتقديم الدعم:

1. اسأل واستمِر بالسؤال:

ابدأ أولاً بإيجاد وقت هادئ وخاص لإجراء محادثة، فقد يكون من المفيد التعامل مع الموضوع من قِبل أحد الوالدين فقط؛ ذلك لأنَّ مواجهة الوالدين في وقت واحد قد تربك ابنك أو تخلق جواً من المواجهة، ووضِّح بعض السلوكات التي تدعوك للقلق من خلال طرح الأسئلة الآتية:

  • "أتساءل لماذا لم تقضِ الكثير من الوقت مع أصدقائك مؤخراً".
  • "أنا قلقٌ لأنَّك تنام أكثر من المعتاد".
  • "لقد لاحظتُ أنَّك تغضب بسرعة هذه الأيام".
  • "أنا قلق لأنَّك لم تبذل الكثير من الجهد في واجباتك المدرسية مؤخراً".

 بعد ذلك، تابِع بأسئلة مفتوحة:

  • "ما الذي حدث لتغيِّر رأيك بأصدقائك؟".
  • "هل يمكنك شرح ما يزعجك؟".
  • "ما الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة؟".
  • "هل تفكر في الموت؟".

اعلم أنَّ الفكرة التي تقول إنَّ مناقشة مسألة الانتحار مع المكتئب قد تدفعه إلى تبنِّيها هي مجرد خرافة، فسؤال ابنك عن الأفكار الانتحارية يساعد على التوصل إلى دعم مناسب له، وستجد المزيد من الإرشادات ومصادر منع الانتحار أدناه، فمن الطبيعي تماماً أن تشعر بالخوف وترغب في عرضه على اختصاصي الصحة النفسية على الفور.

يمكنك حثه على التحدث أولاً؛ حيث يمكن أن يساعد هذا على إعطائك صورةً أوضح لما يجري، وإذا لم يتحدث بحُرية في المرة الأولى التي تسأل فيها، فاستمِر في السؤال، وإذا بدا أنَّه متردد في الحديث عن الاكتئاب، فذكِّره بأنَّ الاكتئاب هو حالة صحية نفسية شائعة، وليس خياراً، أو فشلاً شخصياً، أو أي شيء يمكنه التحكم به بمفرده.

2. كن مستعداً للإصغاء:

عندما يبدؤون بالحديث، استخدِم الاستماع النشط؛ أي أصغِ لهم جيداً، لمساعدتهم على الشعور بأنَّ ثمَّة مَن يصغي إليهم، وأنهِ ما تفعله - عمل أو إعداد وجبة طعام أو تجهيز الأطفال الآخرين للنوم - في أقرب وقت ممكن وحاول ألا تدع اللحظة تمرُّ؛ حيث يجعل الاكتئاب الأشخاص في بعض الأحيان، يشعرون كما لو أنَّهم يثقلون كاهل أحبائهم، وهذا يعني أنَّهم قد يستغرقون ولو "خمس دقائق" فقط في الرفض أو التردد في مضايقتك مرةً أخرى.

إذا كنتَ لا تستطيع التوقف عما تفعله، فقل: "أريد أن أعطيك اهتمامي الكامل، لكنَّني بحاجة إلى إنهاء ما بين يديَّ أولاً، سأنتهي في غضون 45 دقيقة، وبعد ذلك يمكنني التركيز معك تماماً"، وعندما يحين الوقت للتحدث:

  • امنحهم انتباهك كله.
  • تجنَّب مقاطعة جملهم أو إنهائها أو إكمالها حينما يتوقفون، ودعهم يتحدثون مثلما يحلو لهم حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت للتعبير عما بداخلهم.
  • ركِّز على كلماتهم، وليس على ما تريد أن تقوله لهم.
  • لخِّص ما قالوه للتأكد من فهمك لهم، "قد يبدو أنَّك كنتَ تشعر بالحزن واليأس حيال الحياة ولا تملك الطاقة لفعل أي شيء، هل هذا صحيح؟".
  • إذا لم تكن متأكداً مما تسمعه، فاطلب التوضيح.

قد لا تفهم بالضبط ما يشعرون به، ولكن تجنَّب التقليل من شأن آلامهم أو الاستهتار بها، فلا تقل أشياء مثل:

  • "أوه، هذه ليست مشكلةً كبيرة".
  • "يشعر الجميع بذلك في بعض الأحيان".
  • "كنتُ متقلب المزاج طوال الوقت عندما كنتُ مراهقاً، لكنَّني تغلبتُ على ذلك".

وبدلاً من ذلك، أظهِر بعض التعاطف:

  • "أستطيع أن أفهم كم أنت مثقلٌ بهذه الأفكار".
  • "هذا يبدو مؤلماً، لكنَّك لستَ وحدك، أنا هنا لدعمك".
  • "لا بُدَّ أنَّ الشعور بالحزن طوال الوقت يجعلك تشعر بالإرهاق، فأنت تعاني الكثير".

3. ساعِدهم على الحصول على الدعم:

في حين أنَّ تعاطفك وتوجيهك يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً لابنك، فإنَّ الدعم الاحترافي عادةً ما يكون أفضل طريقة لتخفيف الأعراض، وإذا قاوموا فكرة العلاج في البداية، فإنَّ التحدث إلى مستشار المدرسة أو طبيب الأطفال أو المعلم المفضل يمكن أن يساعدهم على التجاوب أكثر مع هذه الفكرة، وربما يكونون أكثر استعداداً للتفكير في العلاج عندما يشجعهم بالغون آخرون موثوق بهم على متابعة العلاج.

يمكن أن تساعد مناقشة ما يدور في أثناء العلاج أيضاً على توضيح العملية العلاجية، وإذا بدا عليهم القلق بشأن دخول المستشفى أو إجبارهم على تناول الدواء، فاشرح لهم أنَّ المعالج سوف يستمع لأفكارهم، ويقدِّم لهم الدعم دون إصدار أحكام، ويساعدهم على إيجاد سُبل لبدء الشعور بالتحسن، ويمكنك أيضاً توضيح فكرة أنَّه على الرغم من فاعلية الأدوية في تخفيف الأعراض الشديدة، إلا أنَّ لديهم خيارات علاجية أخرى أيضاً.

شاهد بالفديو: 13 طريقة تساعد الأبوين على علاج الاكتئاب عند الأطفال

4. التمِس لهم العذر:

يمكن أن يساعد تشجيع ابنك المراهق على البقاء نشطاً والمشاركة في المسؤوليات المنزلية على الشعور الدائم بالدعم، ومع ذلك عليك أن تدرك أنَّه قد تكون هناك أوقات لا يشعرون فيها بالقدرة على فعل الكثير، وتذكَّر أنَّ الاكتئاب مرض، فإذا كانوا مصابين بالإنفلونزا، فسوف تمنحهم استراحةً من الأعمال المنزلية والواجبات المدرسية أليس كذلك؟ يمكن للاكتئاب أن يستنزف طاقتهم ويمنعهم من بذل جهدهم المعتاد، فهم ربما:

  • يجدون صعوبةً في التركيز أكثر من المعتاد.
  • يتحركون ببطء أكثر من المعتاد.
  • يبدون محبطين ويبالغون في النقد الذاتي عندما يرتكبون خطأً ما.

شجِّعهم على فعل ما في وسعهم وذكِّرهم بلطف بدلاً من لومهم على النسيان، وحاوِل ألا تزيد من التوتر حول الواجب المدرسي بقول أشياء مثل: "المواعيد النهائية لتقديم الطلبات للجامعة تقترب" أو "ألا تحتاج إلى الدراسة للامتحانات النهائية؟" فربما يشعرون بالفعل في الضغط ويلومون أنفسهم على ما يواجهون من صعوبات، وبدلاً من ذلك، اعرض عليهم المساعدة في أداء الواجبات المنزلية وإيجاد طرائق لجعل المهام أكثر قابليةً للإدارة، فإذا كان لديهم مشروع بحثي، على سبيل المثال، فيمكنك:

  • مساعدتهم على إجراء عصف ذهني للأفكار.
  • التحدث حول الأشياء لإدراجها في مخطط تفصيلي.
  • اصطحابهم إلى المكتبة للعثور على مراجع.

5. أجرِ تغييرات في روتين العائلة:

يمكن أن يكون لتغيير نمط الحياة فائدة كبيرة لتخفيف أعراض الاكتئاب؛ حيث تتضمن هذه التغييرات:

  • المزيد من النشاط البدني.
  • وجبات مغذية منتظمة.
  • الكثير من أشعة الشمس.
  • أوقات نوم محددة.
  • روتين ليلي للاسترخاء.

يمكن أن يؤدي دمج هذه التغييرات في روتين عائلتك إلى تحسين سلامة الجميع دون تمييز، وعلاوةً على ذلك، يمكن للعادات الجديدة أن تزيد من الوقت المخصص للأسرة؛ مما يساعد ابنك المراهق على الشعور بالمزيد من الارتباط والدعم، فإليك بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها:

  • القيام بنزهة عائلية بعد العشاء.
  • تخصيص آخر ساعة أو ساعتين قبل النوم للتخلي عن الأجهزة الإلكترونية، فبدلاً من ذلك، مارسوا ألعاباً مثل الشطرنج أو اعملوا على حل لغز أو استمعوا لكتاب صوتي معاً.
  • طهي وجبات الطعام معاً كعائلة كلما أمكن ذلك، فدع الأطفال يشاركون في التخطيط للوجبات وإعدادها، كما يمكنكم تحدي بعضكم بعضاً لابتكار وصفات جديدة.
  • التأكد من أنَّ كل شخص ينام في وقت يمكِّنه من الحصول على حاجته من النوم؛ حيث يحتاج المراهقون من 8 إلى 10 ساعات يومياً.
  • أن تكون مصدر ثقة لهم.
إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على التعامل مع المراهق المكتئب

6. شجِّع العلاقات الداعمة:

يمكن أن يساعد الحفاظ على الصداقات الهامة ابنك المراهق على الاستمرار في الشعور بالارتباط الاجتماعي حتى في حالة معاناته، فعليك أن تتهاون مؤقتاً تجاه مبادئك المعتادة حول التنشئة الاجتماعية، وإذا كنتَ لا تسمح عادةً بالنوم أو الخروج في وقت متأخر من الليل في أيام المدرسة، على سبيل المثال، فيمكنك إجراء بعض الاستثناءات إلى أن تخف الأعراض.

يمكنك دائماً وضع بعض الشروط للنوم خارج المنزل كإنهاء الواجبات المدرسية أو تقديم المساعدة في إعداد العشاء، كما يجدر بك أيضاً تشجيعهم على تجربة نشاط أو هواية جديدة، مثل دروس الجيتار أو دروس الفن أو الرياضة، فقد يساعد التطوع والقيام بأفعال أخرى لطيفة مثل مساعدة الجيران أيضاً على تخفيف مشاعر الاكتئاب.

7. تجنَّب الانتقاد والعقوبات:

قد يكون رد فعلك على نتائج امتحانات ابنك المراهق وواجباته المنزلية غير المكتملة في الظروف العادية، هي بمعاقبته بتحديد وقت مشاهدة التلفاز، أو بحرمانه من هاتفه الشخصي، فالاكتئاب ليس مبرراً لسوء السلوك، ولكن من الهام فصل آثار الاكتئاب عن الخطأ الفعلي، وقد يؤدي حرمانهم من هواتفهم أو تحديد أسلوب للتعامل مع أصدقائهم إلى جعل الأمور أسوأ.

بدلاً من ذلك:

  • أخبِرهم أنَّك تفهم معاناتهم، وشجِّعهم على الاستمرار في المحاولة، فقد تقترح عليهم دعوة صديق للدراسة أو ممارسة الألعاب أو الخروج معاً بدلاً من الوقت الذي يقضونه على شاشات هواتفهم.
  • تشاركوا لإيجاد الحلول، فقد تقول: "أعلم أنَّه من الصعب مواكبة الأعمال المنزلية عندما تشعر بهذا، ما الذي تعتقد أنَّه يمكنك التعامل معه الآن؟".
  • ذكِّرهم أنَّك تحبهم وتدعمهم مهما حدث.

8. تجنّب الحكم على سلوكات إيذاء النفس:

من المؤلم للغاية أن تكتشف أنَّ ابنك المراهق قد بدأ بجرح أو إيذاء نفسه بأساليب أخرى، فعلى الرغم من أنَّ موضوع إيذاء النفس لا يجوز تجاهله، إلا أنَّه لا يعني أنَّ ابنك يفكر في الانتحار بطبيعة الحال، فقد يكون أول ما يخطر في بالك من تصرُّف هو البحث في غرفته والتخلص من الأدوات المؤذية، وفحص أجسادهم يومياً، أو مراقبتهم في جميع الأوقات، لكنَّ هذه التصرفات غالباً ما تسبب لهم الخجل وتبعدهم عنك.

دائماً ما تكون الاستجابة الحنونة والخالية من الأحكام أكثر فائدةً:

  • اسأل: "هل يمكنك أن تخبرني المزيد عن المشاعر التي تجعلك ترغب في إيذاء نفسك؟".
  • قل له: "أرى أنَّك تتألم كثيراً، لكنَّني قلق بشأن سلامتك، فهل يمكننا التحدث عن بعض الأشياء البديلة لتجربتها والتي قد تساعد؟".

9. تجنّب أخذ الأمور على محمل شخصي:

قد لا يرغب ابنك المراهق دائماً في الحديث عن مشاعره أو مشاركة التقدم الذي يحرزه في العلاج، وبالتأكيد تريد أن تعرف أنَّه يتحسن، لكنَّ الضغط عليه لن يساعده على الشعور براحة وحرية في الكلام، ومن الهام أن تعرف أيَّ آثار جانبية للعلاج أو الأفكار المؤلمة المتكررة، وخلافاً لذلك، ذكِّرهم أنَّك موجودٌ إلى جانبهم متى شعروا بالاستعداد للتحدث، ودعهم يتحدثون في الوقت الذي يختارونه.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع ابنك المراهق؟

متى يجب تقديم المساعدة الفورية؟

ليس كل من يعاني من الاكتئاب يفكر في الانتحار، فكثير من الأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية لا يضعون خطةً أو يحاولون الانتحار أبداً، وذلك يعني أنَّ عليك أن تأخذ ذكر الانتحار على محمل الجد، وعليك أن تطلب مساعدة اختصاصيٍّ على الفور إذا بَدَت إحدى هذه العلامات على ابنك:

  • كتابة القصص أو القصائد عن الموت.
  • إبداء سلوك خَطِر، بما في ذلك تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • التحدث عن الموت أو الرغبة في التحرر من آلامهم.
  • العزلة عن الآخرين.
  • التخيل بأنَّ الآخرين سيكونون أفضل حالاً دونهم.
  • التخلي عن الممتلكات الشخصية.

إذا أخبروك أنَّهم يفكرون في الانتحار:

  • اسأل عما إذا كانوا قد وضعوا خطة أزمة أو خطة أمان في العلاج، واتَّبِع هذه الخطوات.
  • ساعِدهم على التواصل مع معالجهم للحصول على إرشادات حول الخطوات التالية.
  • اصطحِبهم إلى غرفة الطوارئ للحصول على الدعم.
  • تجنَّب تركهم وحدهم في أثناء مرورهم بنوبة، وتأكَّد من عدم حصولهم على أي أسلحة أو أدوية.

في الختام:

أنت تعرف ابنك، لذلك ربما تشعر عندما يكون هناك شيء ليس على ما يرام، وإذا كان يبدو محبطاً أو سريع الانفعال دائماً، فتحدَّث معه حول الحصول على مساعدة لعلاج الاكتئاب، وقبل كل شيء، لا تنسَ التأكيد على أنَّك تقف إلى جانبه وستفعل كل ما يلزم لحصوله على الدعم، فقد يتجاهلك لكنَّه يستمع لك، ويمكن لكلماتك أن تُحدِث فارقاً، وتذكَّر أنَّ الاكتئاب ليس ذنب أحد، لا ذنبهم ولا ذنبك.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح لمساعدة المراهقين الذين يعانون الاكتئاب

المصدر




مقالات مرتبطة