8 عقبات في الحياة يجب التغلب عليها لتحقيق النجاح

سواء كنَّا نخطِّط لإلقاء خطاب عام أم حضور حفلة عيد ميلاد أم أي أمر كان، فإنَّ نوايانا تميل نحو تحقيق النجاح بصرف النظر عن الأمر الذي نسعى إليه، ومهما كان النجاح الذي نسعى إلى تحقيقه، فمن المرجح أن تظهر عقبات يجب أن نواجهها، وعندما تظهر هذه العقبات، يمكننا إما أن نتردد ونضيِّع الفرصة أو نواجه هذه التحديات ونحن على علم واستعداد لها.



على الرغم من أنَّ العقبات قد تُشعرنا وكأنَّ العالم الخارجي يتآمر ضدنا، إلا أنَّها في الواقع موجودة داخلنا، فقد تكون ذكريات أو معتقدات لدينا عن أنفسنا تؤثر فينا سلباً وتبطِّئ وتيرتنا، ويمكن أن نكون محاصرين داخل دوامة تدمير الذات.

ولكن ماذا يمكن أن يحدث إذا علمتَ بهذه العقبات وهيَّئتَ نفسك لها مسبقاً؟

إذا كنتَ تعرف ما الأمور التي ستواجهها، فربما يمكنك امتلاك الأدوات المناسبة لتجاوز أي أمر يهدِّد فرصك في النجاح، وربما يمكنك عَدُّ أيَّة عقبة تواجهك وكأنَّها أمر بسيط يمكن التصدي له. نقدِّم لك فيما يلي 8 عقبات يجب عليك التغلب عليها لتحقيق النجاح:

1. المثالية:

من أكثر العقبات التي نواجهها شيوعاً هي الحاجة إلى المثالية؛ حيث ذكرت المؤلفة "إليزابيث جيلبرت" (Elizabeth Gilbert)، في كتابها "السحر الكبير: الحياة الإبداعية خارج حاجز الخوف" (Big Magic: Creative Living Beyond Fear) أنَّ والدتها كانت تقول دائماً: "إنجاز العمل أفضل من جودته، وأي شخص يميل إلى المثالية سيجد صعوبةً في مواصلة النجاح إذا كان يريد كل أمر أن يكون مثالياً طوال الوقت".

تقتل المثالية الإبداع والنشاط والاكتشافات، ويوجد العديد من الحالات التي اكتشف فيها الناس أموراً نستخدمها يومياً، ولو كانوا مهتمين جداً بالمثالية، فلما استمتعوا بالنجاح الذي حققوه نتيجة أخطائهم، وبالإضافة إلى ذلك، نحن نتعلَّم من أخطائنا كيف نتطور وننمو في الحياة، لذلك لن تمنحنا المثالية فرصةً مباشرةً للنجاح.

كيف يمكنك التوقف عن السعي نحو المثالية؟ مثلما يستغرق الأمر سنواتٍ عدَّة من الممارسة لإتقان مهارة ما، فإنَّ الأمر يتطلب الممارسة للتخلص من المثالية.

حاول القيام بما يلي:

  • جرِّب أموراً جديدةً وتجاهل توقعاتك.
  • لا تنجز كل أمر مذكور في قائمة مهامك، وراقب ماذا سيحدث عندما تؤجله ليوم آخر.
  • تعرَّف إلى طريقة تحديد الأولويات.
  • إذا كنتَ تشعر بالغرور تحديداً، فأرسل رسالة بريد إلكتروني تحتوي خطأً إملائياً.

استمتع بذلك، وتعلَّم أن تتعاطى مع الأمور بمرح، وعِش إنسانيتك.

2. الخوف:

يحدث الخوف عندما نمتلك فكرةً أو تصوُّراً بأنَّنا لسنا آمنين، وهو أداة مفيدة تماماً عندما يوجد تهديد حقيقي لسلامتنا، ومع ذلك، عندما يكون التهديد أمراً وهمياً، يمكن للخوف في الواقع أن يمنعنا من القيام بالعمل الذي نحتاج إلى القيام به لتحقيق أهدافنا.

كما هو الحال مع المثالية، فإنَّ أفضل طريقة للتعامل مع الخوف هي أن تكون أكثر وعياً، ونقدِّم لك فيما يلي بعض النصائح التي يمكنك تجربتها للتغلب على الخوف:

  1. فكِّر في شعور الخوف ولاحِظ أين تشعر به في جسدك، وحدِّد الأفكار التي تصاحب ذلك الشعور.
  2. اسأل نفسك ما الأمور التي تخشى حدوثها واكتب إجاباتك.
  3. تخيَّل نفسك تواجه أسوأ مخاوفك، كيف شعرتَ عندما تخيلتَها تحدث؟
  4. اسأل نفسك متى شعرتَ بهذه الطريقة من قبل، وكيف تعاملتَ معها حينها؟ وما هي نقاط القوة التي يمكنك الاستفادة منها من تصوُّرك السابق؟
  5. تخيَّل نفسك تستخدم نقاط قوَّتك مع أسوأ مخاوف تتخيلها، كيف تشعر عندما تعرف أنَّه مهما حدث أنت تمتلك الأدوات والوسائل اللازمة للتعامل مع تلك المخاوف؟

في هذا التمرين، نحن نحاول أن نتعامل مع مشاعر الخوف؛ حيث يحاول الخوف في الحقيقة مساعدتك من خلال الحفاظ على مشاعر الأمان، ويذكِّرك بأمور دفعَتك للشعور بالتهديد في حياتك، ولكن عندما ننفق طاقتنا كلها لمحاولة منع الشعور بالخوف، فإنَّنا نعمل على تعزيزه، كما أنَّنا نحرم أنفسنا من التفكير بالذكريات التي واجهنا فيها مخاوفنا وانتصرنا عليها.

إنَّ السماح للخوف بالوجود في حياتنا، وتذكُّر كل ما واجهناه خلال أوقاتنا الصعبة يساعد على إقناعنا بأنَّ "الأمر الوحيد الذي علينا أن نخافه هو الخوف نفسه"، وذلك كما قال رئيس الولايات المتحدة الراحل "فرانكلين روزفلت" (Franklin Roosevelt).

شاهد بالفديو: 6 طرق لتجاوز عقبات الحياة والتغلب عليها

3. عدم الوضوح:

تخيَّل أنَّك ذاهب في رحلة وتحتاج إلى حزم أمتعتك، ولكنَّك لا تعرف أي تفاصيل عن الرحلة، ولم تقرر بعد إلى أين أنت ذاهب، أو المدة التي ستقضيها، أو ما الذي ستفعله، هل من السهل حزم أمتعتك لهذه الرحلة؟

إذا كنَّا نحاول إدارة حياتنا المهنية أو الشخصية دون الوضوح، فقد يكون من المستحيل تقريباً معرفة ما نحتاج إلى القيام به لتحقيق النجاح، إذاً كيف نحصل على الوضوح؟

يقدِّم المؤلف والمتحدث "سيمون سينك" (Simon Sinek) بعض النصائح الممتازة للشركات حول طريقة الحصول على الوضوح، وتنطبق هذه النصائح على أي مجال من مجالات الحياة، فوفقاً لـ "سينك": "عند توضيح رسالتك يجب أن تبدأ بالسبب؛ بمعنىً آخر، لماذا تفعل ما تفعله؟ بمجرد أن تكون واضحاً بشأن الأسباب، سيكون من السهل معرفة الطريقة.

لنعود إلى مثال الرحلة، ربما يكون سبب قضاء الإجازة هو الحصول على قسط من الراحة الذي تحتاج إليه؛ ذلك لأنَّك تعرَّضتَ للتوتر مؤخراً، وإنَّ هذه الرحلة أفضل من إجازة سياحية؛ وذلك لأنَّك لا ترغب في أن تتجول كثيراً؛ بل تريد الاهتمام بجسدك وعقلك وروحك، وقد يكون ذلك عن طريق قضاء بضعة أيام في منتجع صحي قريب.

لاحظ مدى سهولة تحديد هذه التفاصيل بمجرد توضيح الأسباب، وتخيَّل النجاح الذي يمكن أن تحققه بمجرد الكشف عن تلك الأسباب.

4. مقارنة نفسك بالآخرين:

من الطبيعي أن نقارن أنفسنا بالآخرين فهذه هي الطريقة التي نعرف من خلالها فيما إذا كنَّا ننجز الأمور بطريقة صحيحة أم لا، وكيف يمكننا مواصلة تحسين أنفسنا، فعندما نعتاد على إجراء المقارنات طوال الوقت والشعور بالسوء لعدم قدرتنا على أن نكون جيدين مثل الآخرين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض طاقتنا، وعندما تنخفض طاقتنا ينخفض دافعنا لتحقيق أهدافنا.

كما هو الحال مع المثالية، من الهام أن تفكر في مدى الأهمية التي تمنحها لمواكبة ما تعتقد أنَّ الجميع من حولك يفعله.

هل تريد التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين؟ حاول القيام بما يلي:

  • لاحِظ المشاعر التي تخطر في بالك عندما تقارن نفسك بشخص آخر.
  • اسأل نفسك: "ماذا تستفيد من هذه المقارنة؟".
  • احتفِظ بالأجزاء المفيدة من هذه الأسئلة واترك البقية.

تذكَّر أنَّه عندما تقارن نفسك بشخص آخر، فإنَّك ستتمكن من معرفة الإمكانات الكامنة بداخلك فعلاً.

إقرأ أيضاً: تقبل الذات: 3 طرق لتتقبل ذاتك وتحبها

5. الحديث السلبي عن الذات:

ما هي الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك؟ هل تميل إلى قول أشياء ترفع من شأنك وتشجعك؟ أم أنَّ حديثك مع نفسك سلبي؟ يمكن أن يكون الحديث الذاتي السلبي عقبةً كبيرةً لكثير من الناس.

ينشأ الكثير من الناس على فكرة أنَّ الحديث الذاتي السلبي هو ما يدفعنا إلى أن نصبح أشخاصاً جيدين، فنحن نتعامل مع أنفسنا بقسوة لنتوقف عن الكسل أو التراخي، وإذا لم تتحقق من ذلك، فيمكن أن يصبح حديثك الذاتي الداخلي سلبياً، وعلى الرغم من رغبتنا في تحسين ذاتنا، فإنَّ هذه العادة المستمرة في إبراز الأمور الخاطئة التي نفعلها، يمكن أن تستنزف طاقتنا بصورة كبيرة.

وفقاً لمجموعة "مايو كلينك" الطبية (Mayo Clinic)، فإنَّ التغلب على الحديث الذاتي السلبي مفيد لصحتنا، وتتضمن بعض فوائد الحفاظ على الحديث الداخلي الرحيم مستويات أقل من الاكتئاب، وتعزيز المناعة، وتحسين مهارات التكيف في الأوقات العصيبة.

تشمل النشاطات التي تساعد على زيادة الوعي بشأن حديثك الداخلي وجعله أكثر رحمةً ما يلي:

  • الاحتفاظ بمفكرة يومية.
  • إعادة صياغة العبارات الذاتية السلبية بطريقة محايدة أو متعاطفة.
  • سؤال نفسك عما كان يمكن أن يقوله لك صديق تثق به في هذه الحالة.
  • التفكير فيما قد تقوله لصديق إذا كان في مكانك.
  • استخدام تقنية الحرية النفسية أو ترديد العبارات التحفيزية.
  • اتباع ناقدك الداخلي لتتوقع أسوأ سيناريو قد يحدث عند مواجهة أمر ما.

6. عدم وضع حدود واضحة:

لقد تحدَّثنا حتى الآن عن طرائق عدَّة تُعَدُّ فيها الحدود الداخلية ضروريةً لتحقيق النجاح، ويتضمن ذلك مراقبة مخاوفك، أو تقليل حاجتك إلى المثالية، أو الافتقار إلى الوضوح بشأن الأمور التي تريدها، أو مقارنة نفسك بالآخرين، أو الحديث الذاتي السلبي.

ولكن، ماذا عن الحدود الخارجية التي يجب توضيحها للآخرين في حياتنا؟ لكي نكون واضحين، فإنَّ الحدود لا تتعلق برفض كل أمر وعزل نفسك عن الجميع، وإنَّما تتعلق بتوضيح الأمور التي تريدها للآخرين، وطريقة تعاملهم معك، وما هي خططك.

إذا كنَّا نمتلك حدوداً غير واضحة مع الآخرين، فلن نحقق النجاح إلا عن طريق الصدفة، هذا إذا حققناه من الأساس.

يعرف الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة والتعاطف مدى صعوبة وضع حدود مع الآخرين، وقد يمكن أن تكون الرغبة في الانسجام قويةً جداً بالنسبة إلى بعض الأشخاص لدرجة أنَّهم يقنعون أنفسهم بأنَّه من السهل السماح للآخرين باتخاذ القرارات عنهم بدلاً من المخاطرة بإثارة خلاف.

تكمن المشكلة في أنَّه بصرف النظر عن مدى صعوبة محاولتنا لتجنب الخلافات مع الآخرين، إلا أنَّنا سنخلق صراعاً داخلنا ينتج عنه عقبات تؤثر في نجاحنا، وإذا كنتَ تواجه مشكلةً في وضع حدود واضحة مع الآخرين وتريد أن تكون شخصاً ناجحاً، فابدأ ببناء هذه المهارة ببطء.

نقدِّم لك فيما يلي بعض الخطوات:

  1. تحديد الأمور الصغيرة التي تحبها وتريدها.
  2. إخبار الناس بما تحبه وما تريده في حياتك، ومراقبة ما تشعر به في جسدك عندما تقول هذا بصوت عالٍ.
  3. تحديد الأمور التي لا تحبها أو لا تريدها، ومراقبة ما تشعر به في جسدك عندما تفكر في هذه الأمور.
  4. إخبار الأشخاص الذين تثق بهم بما لا تحبه أو لا تريده، وملاحظة كيف تشعر في جسدك عندما تقول هذا بصوت عالٍ.
  5. التدرُّب على الرفض للأمور الصغيرة التي لا تريدها والسعي إلى تحقيق أمور أكبر.
إقرأ أيضاً: ما هو الحزم؟ وما صفات الشخص الحازم؟ كيف تكون حازماً دون وقاحة؟

7. وضع توقعات غير معقولة:

من الهام أن تحلم بأحلام كبيرة، فهي الطريقة التي نسمح بها للإلهام والأفكار الكبيرة بالظهور في وعينا، ولكن إذا لم تكن أحلامنا مبنيةً على الواقع، فقد نواجه خيبة أمل معيَّنة أو الأسوأ من ذلك فقدان أحلامنا.

إنَّ تحديد التوقعات المعقولة هو أساس النجاح، وإذا لم تكن قد تعرَّفتَ إلى طريقة تحديد أهداف ذكية في هذه المرحلة من حياتك، فسوف يكون من الجيد تجربتها.

قد لا يكون من الممكن دائماً معرفة فيما إذا كان أمر ما معقولاً أم لا، لا سيَّما إذا كنتَ تحاول تجربة مشروع جديد تماماً بالنسبة إليك، وإذا كان التوقع هو أن ينجح مشروعك الجديد دون أيَّة عقبات أو أخطاء، فمن المرجح أن يكون هذا غير معقول، فقد تؤدي عواقب هذه التجربة إلى فقدان دافعك لتحقيق النجاح.

إذا كانت التوقعات الخاصة بمشروع جديد تعمل عليه تتضمن فكرة وجود عقبات وثغرات تساعدك على التعلم والنمو، فعندئذٍ حتى الأخطاء المتصورة ستتحول إلى نجاح، لهذا الأمر فائدة إيجابية تتمثل في تعزيز دوافعك لمواصلة العمل لتحقيق المزيد من النجاح.

فكِّر جيداً في توقعاتك بحيث لا تكون عاليةً جداً ولا منخفضة جداً.

8. تعريف غير معقول للنجاح:

ما هو تعريفك للنجاح؟ أو من أي منظور تسعى إلى النجاح؟

من السهل التفكير في أنَّ النجاح يعني تحقيق الأهداف التي حددتَها لنفسك، ولكن يوجد العديد من الطرائق للنظر إلى النجاح، فقد تفقد بعض الفرص في حياتك لتتمكن من التفوق.

قد يكون التعريف غير المعقول للنجاح هو التعريف الذي لا يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة محددة، وإذا لم نصل إلى هذه النتيجة، فلن نحقق النجاح، ولكن إذا سمحنا بتحديد تعريفات عدة للنجاح، فقد نجد أنَّ تحقيقه أسهل بكثير ممَّا كنَّا نعتقد سابقاً.

لتوسيع تعريفك للنجاح، اسأل نفسك ما يلي:

  • ما الذي يجب أن يحدث لتشعر بالنجاح؟
  • ما الذي تستطيع فعله لتشعر بالنجاح؟

استمِر في جلسات العصف الذهني لتحديد النتائج التي يمكن أن تواجهها للشعور بالنجاح.

في الختام:

يتطلب النجاح التغلب على الكثير من العقبات، وسيفشل معظم الناس في مرحلة ما، والحل هو معالجة هذه العقبات خطوةً بخطوة؛ فالنجاح حالة ذهنية، وإذا كنتَ تريد تحقيقه، فابدأ التفكير بنفسك كشخص ناجح.

المصدر




مقالات مرتبطة