8 استراتيجيات لتحسين مزاجك ورفع مستوى طاقتك

تسببت جائحة كورونا (COVID-19) بحدوث اضطراب كبير في حياتنا؛ فبالنسبة إلى الكثير من الناس، كانت هذه الفترة عصيبة ومؤلمة، حيث سيطرت مشاعر الخوف والشك على حياتنا؛ ونتيجة لذلك، انخفض مزاجنا ومستويات طاقتنا، بينما واجهنا الكثير من التقلبات كل يوم.



تزيد حالات القلق والتوتر التي تواجهنا من تقلبات مزاجنا وانخفاض مستويات طاقتنا؛ فإذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة، فربَّما نجد أنفسنا في عالم تتعرض فيه عافيتنا وهدوؤنا وسلامنا الداخلي إلى الخطر والتهديد.

نقدم لك في هذا المقال 8 استراتيجيات فعالة لتحسين الحالة المزاجية، بحيث يمكنك رفع مزاجك ومستويات الطاقة لديك؛ حيث سيساعدك اتباع هذه الاستراتيجيات الثمانية باستمرار على بناء شخصية مرنة تستطيع المحافظة على مستوى عالٍ من الطاقة والمزاج الجيد تحت أي ظرف كان، إذ تنبع قدرتك على الانتقال من حالة الاضطراب والشك في الحياة إلى رفع مزاجك ومعنوياتك من شخصية تتمتع بالقوة والمرونة، وليس من شخصية تعاني الارتباك والضعف.

1. ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي:

يمكن أن يعاني أي شخص من الاكتئاب، ولكن يمكنك دوماً التخلص منه والشعور بتحسن؛ ويعدُّ الذهاب في نزهة سريعة أو ممارسة رياضة التنس أو بعض التمرينات الرياضية لمدة 30 دقيقة طريقة سهلة وسريعة لإلهاء نفسك عن الشعور بالإحباط وتعزيز مزاجك وطاقتك؛ لذلك، فإنَّ الالتزام بممارسة التمرينات الرياضية بانتظام أفضل طريقة للحفاظ على مزاجك ومستويات الطاقة لديك، وإدارتها بفاعلية طوال حياتك.

إلى جانب ممارسة التمرينات، يُعدُّ تناول الوجبات الصحية والمتوازنة أمراً أساسياً للحفاظ على طاقتك؛ لذا تجنَّب تناول الوجبات السريعة والحلويات وشرب الكحول عندما تشعر بالإحباط وانخفاض الطاقة؛ كما تساهم ممارسة الرياضة وتناول الوجبات المتوازنة إسهاماً كبيراً في تحسين جودة النوم، ويعدُّ ذلك أمراً ضرورياً لحياة صحية ومتوازنة.

2. التأمل:

ينتج عن التأمل تغييرات في الدماغ تعزز المشاعر الإيجابية كالسعادة، وتقلل من المشاعر السلبية كالخوف والغضب؛ كما يقلل التأمل من معدل ضربات القلب وضغط الدم ومعدل التنفس، ويخفض مستويات هرموني الأدرينالين والكورتيزول؛ لذا يُعدُّ الالتزام بممارسة التأمل بانتظام استراتيجية رائعة لإدارة التوتر والقلق في حياتك.

توجد العديد من الأساليب المختلفة للتأمل، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على الطريقة المناسبة لك؛ لذلك كن مستعداً دائماً لاستكشاف طرائق التأمل وتجربتها حتى تجد الطريقة المناسبة لك؛ فمثلاً: قد ترغب في ممارسة اليوغا كخطوة أولى، حيث تعدُّ اليوغا طريقة رائعة لتعريفك بالتأمل والتدرب عليه.

كما توجد أيضاً بعض الدروس عن التأمل على الإنترنت، وبعض الكتب المدمجة والتطبيقات التعريفية بممارسة التأمل التي يمكنك الاستعانة بها لاتباع هذه الممارسة الرائعة.

3. تعلُّم الاسترخاء في أثناء التنفس:

عندما نشعر بالقلق والتوتر، فإنَّنا نميل إلى التنفس بسرعة وسطحية تلقائياً؛ ولكن تكون كميات الأوكسجين التي تدخل إلى الرئتين عند التنفس بهذه الطريقة قليلة نسبياً؛ وإذا استمرينا على هذا الحال لفترة طويلة، فقد ينتهي بنا الأمر إلى الإصابة بفرط التهوية (hyperventilating)؛ فعندما نصل إلى هذه المرحلة، يكون جسمنا في حالة طوارئ، ومن الممكن أن نعاني من أعراض جسدية غير مريحة، خصوصاً في حال تعرضنا إلى نوبة هلع.

الخبر السار أنَّه من خلال تغيير طريقة تنفسك عند تعرضك إلى هذه الحالة، يمكنك عكس هذه الأعراض؛ فمن خلال تغيير معدل التنفس ونمطه، يمكنك تحفيز استجابة الجهاز العصبي نظير الودي، وهي الاستجابة المعاكسة لتفعيل الجهاز العصبي الودي في حالات الطوارئ، وغالباً ما يُطلَق عليها "استجابة الاسترخاء" أو "الاستجابة المُهدِّئة".

توجد العديد من أساليب التنفس التي يمكنك اتباعها عندما تشعر بالتوتر أو الخوف؛ فمثلاً: تعدُّ تقنية التنفس المهدئ إحدى التقنيات التي يمكن أن تساعدك عندما تكون طاقتك منخفضة، أو عندما تكون خائفاً أو مرتبكاً أو قلقاً؛ كما تساعدك في تعزيز مزاجك وطاقتك.

إقرأ أيضاً: تعريف الاسترخاء وفوائده وأهم أساليبه

قد تستغرق هذه التقنية وقتاً طويلاً لتصبح عادة في حياتك اليومية؛ لذا كن مستعداً لاختيار الطريقة المناسبة؛ فأنت قادر على التحكم بحياتك.

تقنية التنفس المهدئ:

  • خذ نفساً طويلاً وبطيئاً عبر أنفك، واملأ رئتيك تماماً بالأوكسجين.
  • احبس أنفاسك بالعد حتى رقم ثلاثة.
  • ازفر ببطء من خلال إغلاق شفاهك قليلاً، بينما ترخي عضلات وجهك وفكك وكتفيك ومعدتك.

4. الاختلاط بالناس:

عندما تنخفض طاقتك وتشعر بالإحباط، فإنَّ آخر الخيارات التي ترغب في القيام بها هو الخروج والاختلاط بالناس؛ وفي الحقيقة، لا بأس في القيام بذلك واعتزال الناس بين الحين والآخر، ولكن إذا وصلت إلى مرحلة العزلة الذاتية، فأنت لا تقدم لنفسك أي معروف، بل تؤذيها.

تؤدي العزلة إلى الشعور بالوحدة، وتزيد من مشاعر الحزن؛ لذلك يساعدنا قضاء بعض الوقت مع الآخرين في تحسين مزاجنا.

إنَّ البشر بطبيعتهم اجتماعيون؛ فعندما نكون مع الآخرين، يتشتت انتباهنا عن التفكير في أنفسنا؛ فإذا كنت تشعر بالضيق والإحباط، حاول الاتصال بأحد الأصدقاء المقربين، أو بفرد من العائلة يمتلك طاقة إيجابية ويكون قادراً على إمدادك بها؛ وبعد ذلك، اخرج من المنزل، وحدد موعداً للقائهم، أو أرسل لهم رسائل نصية، أو اتصل بهم عن طريق مكالمة فيديو.

التزم باتخاذ الإجراء اللازم للتواصل مع شخص ما أو مقابلته في كل مرة تشعر فيها بالإحباط؛ فإذا لم يكن لديك أصدقاء مقربون لتقضي وقتك معهم، فانضم إلى مجموعات حتى لو كانت افتراضية، أو مارس هواياتك، أو تعلم شيئاً جديداً.

يجب أن تكون مسؤولاً عن نفسك؛ ويعني ذلك أن تمتلك القدرة على اختيار ما يمكنك القيام به لرفع مستويات طاقتك ومزاجك؛ لذا اتخذ قرارك، واخرج من المنزل، وتواصل مع الناس بالطريقة التي تراها ملائمة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لطرد الكسل واستعادة النشاط

5. البحث عن الهدف والمغزى من الحياة:

يمكن أن يساهم عدم الوضوح في الحياة أو معرفة الهدف الذي تريده منها في انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالإحباط؛ إلَّا أنَّ امتلاك الهدف والمغزى والوضوح في الحياة يُحسِّن مزاجك، ويقلل من التوتر، ويبقيك دقيقاً ومتوجهاً دوماً.

يوضح ريتشارد كارلسون (Richard Carlson) في كتابه "لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغيرة" ( Don’t Sweat the Small Stuff… and It’s All Small Stuff) استراتيجيات بسيطة يمكنك استخدامها للتوقف عن تضخيم الأشياء بصورة غير متناسبة، والتوقف عن القلق بشأن الأشياء التي من الممكن أن تحدث، وتلك التي من الممكن ألَّا تحدث؛ وكذلك التوقف عن الهوس بالأشياء التي لا يمكنك تغييرها، والأشياء التي لا تهمك، والبدء بعيش حياتك بصورة صحيحة.

كتب ريتشارد سلسلة من الكتب المتعلقة بالموضوع ذاته، والمضمون الرئيس في جميع كتبه هو أنَّ امتلاك مغزى وهدفاً في حياتك يمنحك القدرة على التركيز على الأشياء الهامة في حياتك، وليس الأشياء الموجودة فيها التي من الممكن أن تخذلك وتبقيك في حالة إحباط دائم.

شاهد بالفديو: 10 طرق ستساعدك في الحفاظ على تركيزك

6. الرقص: 

عندما ترقص على أغنية تحبها، تشعر بسعادة كبيرة؛ ويرتبط ذلك جزئياً بإطلاق هرمون الإندورفين (endorphins) والناقلات العصبية الإيجابية التي تُفرَز في أثناء الرقص، لا سيما عندما ترقص على أغنية تحبها؛ لذلك، عندما تشعر بالإحباط وانخفاض الطاقة، شغِّل أغنيتك المفضلة، واسمح لنفسك أن تتحرك وترقص على وقع الموسيقى؛ ومن المؤكد أنَّك ستشعر بتحسن كبير.

7. استنشاق بعض الروائح الجميلة كالليمون والزيوت العطرية:

ترتبط حاسة الشم بحالتنا العاطفية، ويُقال أنَّ الليمون يُحسِّن الحالة المزاجية، كما أظهرت الدراسات أنَّ الزيوت العطرية -مثل اللافندر والريحان- يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والحالة السلبية، كما يعدُّ النعناع زيتاً عطرياً يعزز الطاقة ويخفف التوتر، وكذلك الفانيليا والقرفة.

على سبيل المثال: عندما تشعر بالتوتر والضغط أو تنخفض طاقتك، دلِّك يديك بغسول معطر مكون من بضع قطرات من الزيوت العطرية واستنشقه؛ أو إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم، فضع قطعة من القماش في غطاء الوسادة مع بضع قطرات من اللافندر التي سوف تهدئك وتساعدك على النوم.

إقرأ أيضاً: 8 أمور لتعزيز ثقتك بنفسك

8. احتضان حيوان أليف أو شخص تحبه:

أظهرت الأبحاث أنَّ المداعبة أو الاحتضان أو حتى التحديق في عيون حيوان أليف يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأوكسيتوسين (oxytocin).

يعدُّ الأوكسيتوسين "هرمون الحب"، والذي يُطلَق في أثناء العناق وخلال اللحظات الجميلة والمميزة، ويقلل من مستويات التوتر والقلق، ويزيد الشعور بالاسترخاء والثقة والترابط.

كلما احتضنت حيوانك الأليف أو عانقت الناس الذين تحبهم، شعرت بتحسن أكبر؛ لذا، تحرك واحتضن وعانق قدر المستطاع، حيث سيزيد ذلك من طاقتك، وتشعر بسعادة أكبر في حياتك.

إقرأ أيضاً: 5 طرائق طبيعية لتعزيز الطاقة بشكلٍ سريع

فكرة أخيرة:

عند تجربة الأساليب المذكورة أعلاه، يتحسن مزاجك ومستويات طاقتك؛ لذا طبق استراتيجيات تعزيز الحالة المزاجية السابقة في حياتك حتى تتمكن من زيادة مرونتك وقدرتك على التعامل مع الاضطرابات والشكوك التي تواجهها في الحياة، لا سيما في ظل الظروف التي نعيشها الآن مع جائحة كورونا (COVID-19).

المصدر




مقالات مرتبطة