1. امتلاك اعتقاد سلبي عن نفسك:
رغم التقدم في علم الأعصاب وعلم النفس، ما زلنا لا نعرف الكثير عن عقولنا؛ ومع ذلك، فإنَّ الشيء الوحيد الذي نعرفه هو "تأثير الدواء الوهمي" (placebo) الذي يُعدُّ أفضل مثال يوضح مفهوم "قوة الاعتقاد"؛ فقد يساعدك هذا العلاج الوهمي على الشفاء ويغير واقعك حرفياً.
تشير الدراسات الحديثة أيضاً إلى أنَّ للطريقة التي تنظر بها إلى التوتر وتختار أن تتفاعل معه علاقة بآثاره السلبية في طريقة تفكيرك أكثر من التوتر بحد ذاته؛ لذا يمكننا القول أنَّ المعتقدات قد تكون ضارة جداً أيضاً؛ فإن كنت تحمل معتقداً سلبياً عن نفسك لفترة طويلة جداً، ستصدق هذا الاعتقاد وتتصرف وفقاً له؛ ولا تثبط بذلك عزيمتك عن المحاولة فحسب، بل تجعل حياتك أكثر صعوبة.
شاهد بالفديو: 8 علامات تخبرك بضرورة تغيير طريقة تفكيرك
2. امتلاك تصورات مسبقة عن أمور لم تجربها أو أشخاص لم تقابلهم:
تكون الأمور في كثير من الأحيان مختلفة تماماً عمَّا تتوقعه، وقد يكون إدراك ذلك مفاجأة سارة في بعض الأحيان، وأمراً محبطاً في أحيان أخرى؛ ولكن من المستحيل التوقف تماماً عن التفكير والتوقع؛ لذا كن حذراً على الأقل عندما تتحدث عن تخمين بحت، وإن حدث وتوقعت أمراً ما، فلا تخشَ تحدِّيَ حدسك من خلال استكشاف ذلك الأمر أو مقابلة الشخص المعني بتصورك المسبق، وابذل جهداً فعلياً لتجربة الإيجابيات والسلبيات لرؤية الصورة كاملة؛ ولكن إن لم تكن حذراً، ستؤكد فرضياتك بصورة مضللة مراراً وتكراراً من خلال التحيز التأكيدي.
3. الغرور:
قد يؤدي الغرور إلى الجمود وعدم النشاط، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أنَّ الإشادة بذكاء الطفل أو المراهق بطريقة معينة قد يجعلهم أقل ذكاء، خاصة تلك الطريقة التي تميل إلى تعزيز الغرور؛ فجوهر الأمر هو أنَّه إذا نشأتَ على المبالغة في تقدير قدراتك الفطرية بدلاً من التشجيع على الاستمرار في تعزيز قدراتك، ستصبح أقل ذكاء نسبياً مقارنة بأقرانك مع تقدمك في العمر لأنَّك لا تبذل أي مجهود.
نادراً ما يكون الغرور أمراً جيداً؛ لذا من الجيد أن تراقب نفسك، وتحاول التركيز بالضبط على ما تفعله، وتستمر في التقدم بدلاً من الانغماس في نفسك وغرورك؛ حيث يمكنك بهذه الطريقة أيضاً مساعدة الآخرين على تحقيق الأمر نفسه في وقت لاحق، وربَّما مقابل تعويض مالي.
4. تثبيط نفسك حتى قبل المحاولة:
عادة ما يكون أي أمر يعيق اتخاذ الإجراءات والمحاولة أمراً سيئاً؛ فمثلاً: إذا كان هدفك في الحياة هو القفز من أعلى ناطحة سحاب دون وسائل حماية وخبرة كافية، فالأفضل أن تثني نفسك عن المحاولة؛ ولكن في معظم الظروف العادية التي يكون فيها الجهد والالتزام هما الطريق المعتاد لتحقيق النجاح، لا يمكنك تحقيق أي شيء دون المحاولة؛ لذلك لا تعمل ضد نفسك من خلال الامتناع عن انتهاز الفرصة.
5. امتلاك نظرة سلبية عن الحياة:
عندما نفكر في هذا الأمر، يعتقد الكثيرون منَّا أنَّ بإمكاننا التحلي بالموضوعية، ولكن ماذا عن "الانحياز التأكيدي" الذي يُعرَّف على أنَّه ميل المرء إلى البحث عن المعلومات أو تفسيرها بطريقة تؤكِّد أفكاره ومفاهيمه السابقة؟
على سبيل المثال: يوجد شخصان اثنان، يعتقد أحدهما أنَّ حياته بائسة، وينظر الآخر إلى الحياة نظرة متفائلة ومفعمة بالإيجابية؛ فإذا مرَّ كلاهما بالظروف نفسها تماماً، فمن المحتمل جداً أنَّ كلاهما سيتصرف بطريقة مختلفة تماماً عن الآخر.
لنفترض أنَّهما سيقضيان يوماً يلتقيان فيه بشخصين جديدين، ثم يتعطل الميكروويف عندما يحاولان تسخين العشاء؛ سيشعر الشخص السلبي بالغضب ويقول: "لا أستطيع حتى تناول وجبة ساخنة بسلام"، ويبالغ في انتقاد الحدث؛ بينما من المرجح أن ينظر الشخص الإيجابي إلى الجانب الإيجابي من الأمر كله ويقلل من أهمية الحدث السلبي، حيث يقول: "لقد تعرفت على صديقين جديدين اليوم، فما الضير في تناول الوجبة باردة في هذا اليوم؟".
لذلك، يتعلق الأمر في كثير من الحالات ببساطة بما تختار التركيز عليه؛ لذا ركِّز على ما تجيده وتستمتع به، واقضِ وقتاً أقل في التركيز على السلبيات، وستلاحظ بمرور الوقت تحسناً كبيراً في نظرتك العامة تجاه الحياة.
6. إعطاء الأولوية للرضا السريع أكثر ممَّا يجب:
أحد أشكال الرضا السريع هو تناول قطعة من الشوكولاته كل يوم واكتساب الوزن، أو شراء شيء جديد بالتقسيط بضعف ثمنه الحقيقي؛ ولكن يوجد فارق بين أن تعيش اللحظة وبين أن تدمر مستقبلك كلياً؛ فرغم أنَّ الكثيرين يؤمنون بشعار (YOLO) الذي يعني "أنت تعيش مرة واحدة فقط"، إلَّا أنَّ هذا الاعتقاد يُستخدَم في حقيقة الأمر لتبرير القرارات السيئة المدفوعة بالرضا السريع وليس اقتناعاً بأنَّنا نعيش لفترة محدودة على هذه الأرض وعلينا استغلال هذا الوقت على النحو الأمثل.
لا شيء خاطئٌ في أن تمتِّع نفسك في التوِّ واللحظة، ولكن حاول أن يكون ضمن المستوى الذي لا يؤدي بك إلى مضاعفة جهدك في المستقبل لتحافظ على حياتك الحالية، واحرص على تجنب هذه الأمور: الإفراط في الحفلات، وخطط الدفع غير المدروسة، وتناول الطعام غير الصحي مثل الشوكولاتة.
7. الاستمرار في العلاقات الضارة:
قد تنخرط في العلاقات الضارة في أي مكان، بدءاً من الأصدقاء السيئين إلى الشركاء صعبي المراس؛ فإن كنت تعاني من صديق سيئ، وتجد نفسك منزعجاً منه دائماً، وغالباً ما يُفسَد مزاجك عندما تراه، ويثبط عزيمتك باستمرار، وكثيراً ما يقترض منك المال أو أي شيء آخر ولا يعيده أبداً؛ فيوجد حل سهل: تخلَّ عن صداقته كلياً.
ما عليك سوى التوقف عن الخروج معه والمضي قدماً في حياتك؛ فالحياة قصيرة، وعليك ألَّا تخاف من إعطاء الأولوية لسعادتك عندما يعمل شخص ما ضدها بوضوح.
شاهد بالفديو: 8 أشكال للإيذاء الذاتي تعقد حياتك في الخفاء
8. التسويف:
سيؤدي تأجيل إنجاز الأمور وإهمالها إلى تراكمها ثم التعثر عند محاولة إنجازها، ويؤثِّر هذا تأثيراً سلبياً في مستقبلك؛ ولكنَّك ستشعر بالسلام والطمأنينة عندما تنجز الأمور في وقت مبكر بعيداً عن ضغوطات المواعيد النهائية الوشيكة.
لذا حدِّد أولوياتك وأنجز الأمور التي تحتاج حقاً إلى إنجازها، حيث يمكنك بسهولة إنجاز الأمور الصغيرة كالغسيل وتنظيف الأطباق على دفعات في وقت فراغك أو ربَّما في أعقاب طهي العشاء أو تناول الغداء مباشرة؛ أمَّا بخصوص الأمور التي تستغرق وقتاً طويلاً كالمهمات والأبحاث، فخصص لها وقتاً كافياً قبل الموعد النهائي؛ وعندما يحين الوقت، ما عليك سوى إجبار نفسك على البدء، ويُفضَّل أن تجرب تقنية بومودورو (the pomodoro technique)، وتستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية لمساعدتك على البدء.
الخلاصة:
إذا لم تتمكن من تحديد أشكال الإيذاء الذاتي، فلن تتمكن من فعل أي شيء حيال ذلك؛ فمن الهام أن تظل يقظاً دائماً، وأن تكون دقيق الملاحظة وتلاحظ الأمور الصغيرة التي تقوم بها والتي تتراكم بمرور الوقت لتشكل مضايقات كبيرة أو حتى عقبات لا يمكن التغلب عليها خلال مسيرة حياتك.
أضف تعليقاً