لكن هذه لن تكون الفترة الوحيدة في حياتنا التي سنواجه خلالها عدم اليقين، وكان عام 2020 فريداً لأنَّ عدم اليقين شملنا جميعاً، لكنَّه في العادة يستهدف أشخاصاً مختلفين في أوقات مختلفة؛ فهذه النصائح تهدف إلى مساعدتك خلال الأوقات الصعبة، وإليك أفضل 7 ممارسات للتعامل مع عدم اليقين:
1. لا شيء دائم:
عدم اليقين مؤقَّت؛ فمهما كنتَ تعاني الآن، ستمرُّ هذه الشِدَّة، ومهما شعرنا أنَّ الوقت طال، ستعود حياتنا إلى طبيعتها في النهاية، على الرغم من أنَّنا لا نعرف متى سيحصل هذا، لكن من المطمئن معرفة أنَّ لكل فترة عصيبة من عدم اليقين نهاية؛ لذا تمسَّك بتلك المعرفة، فلا يدوم أي قلق أو توتر مهما اشتدا الآن.
2. إمكانية توقُّع ما سيحصل مصدره الإحساس بالأمان:
كي نشعر أنَّ الوضع تحت السيطرة نحتاج إلى الإحساس بالأمان، وعند خسارة هذا الإحساس سنشعر أنَّ حياتنا تخرج عن السيطرة؛ لهذا كان عام 2020 فوضوياً وقاسياً بالنسبة إلى العديدين، فقد سلب منا روتيننا اليومي وأساليبنا في التأقلم بسبب المخاوف الصحية، ودونها شعرنا بعدم الأمان، ولأسباب واضحة لم يشعر الكثير منا بالطمأنينة خلال العام الفائت.
لذا، حين تشعر أنَّك فقدتَ السيطرة وأنَّك لا تملك طريقةً لتوقُّع ما سيحصل، حاوِل استعادة توازنك مجدداً مستعيناً بعنصر الأمان، وكوِّن روتيناً واتَّبِعه، وركِّز على الأمور التي يمكِنك التحكم بها عوضاً عن الأمور التي تتطلب الاعتماد على الآخرين لتنفيذها، مثل ارتداء الأقنعة الواقية؛ حيث يستطيع هذان الجانبان معاً منحك إحساساً بالسيطرة على حياتك وبأنَّك تستطيع توقُّع ما سيحصل.
شاهد بالفيديو: 7 طرق سحريّة لتبسيط الحياة
3. ترك مجال للمشاعر السلبية:
لا بأس بألَّا تشعر أنَّك بخير، لا بل ذلك ضروري أحياناً؛ فنحن نعاني من مشكلة مع الإيجابية السامة في ثقافتنا؛ إذ نحب أن نتظاهر بأنَّ مشكلاتنا غير موجودة وأنَّ كلَّ شيء على ما يرام، حتى حين يكون العالم ينهار من حولنا، والسبب في ذلك يعود في جزءٍ منه إلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ فحارِب هذه الرغبة في إخفاء مشاعرك السلبية، وتقبَّلها، واكتشِفها، وافهمها، واسمح لنفسك بالشعور بها، وانظر إليها بفضول وتعاطُف، وحين تستوعبها، أطلِقها لتعود من حيث أتت.
محاولة التستر عليها يمنحها القوة، فهذه المشاعر موجودة ولن تختفي ما لم تعترف بها، وفي بعض الأحيان تُعبِّر عنها، لكنَّ هذا لا يعني السماح لها بأن تطغى عليك، بل على العكس من ذلك، إفساح المجال للمشاعر السلبية يمنحك الوقت والمساحة اللازمة لتصغي إليها كي تتلاشى بدل أن تلازمك وتعيث خراباً خلال بقية يومك؛ وهكذا يتمكن العديد من الأشخاص من إكمال نهارهم، وحين يعترفون بمشاعرهم السلبية فهم يسمحون لمشاعرهم الإيجابية بملء مكانها حين تزول؛ لذا لا تخشَ أن تتعامل مع المشاعر المزعجة التي كنتَ تحاول التهرب منها، فحين تفسح لها المجال ستتخلص منها.
4. تقبُّل واقعك:
في أوقات عدم اليقين الشديد، من الطبيعي أن نتمنى أوقاتاً أسعد، فنحن نحب أن نتخيل واقعاً آخر كي نتمكن من تحمُّل ما نعيشه في الحقيقة، ولكن لا يمكِننا تغيير الواقع فعلاً، وحين ندرك الشرخ الذي يفصل العالم الذي نتمناه عن العالم الحقيقي سنصطدم بالحقيقة المُرَّة، وحينها قد نشعر باليأس والاكتئاب؛ لذا لا تُهيِّئ نفسك للفشل، عوضاً عن ذلك، تقبَّل واقع الوضع الذي تعيشه واعمل على التأقلم معه، وإذا استمررتَ في محاولة العيش في عالم أحلامك، فسوف تنهك نفسك دون نتيجة، عوضاً عن ذلك كن مبدعاً ضمن واقعك.
على سبيل المثال: تزوج العديد من الأشخاص في عام 2020 دون إقامة حفل زفاف كبير، وعلى الرغم من هذا فقد أحبوا كل لحظة كانوا فيها سويةً، واستبدلَت اللقاءاتُ الافتراضية اللقاءاتِ الأسبوعية، وتحوَّلَت غرف المعيشة إلى مطاعم رومانسية؛ فأولئك الذين استفادوا ما أمكنهم مما لديهم هم الذين تمكَّنوا من التأقلم مع الوضع الجديد وتقبُّله؛ ولهذا إذا سارعتَ إلى تقبُّل واقعك وتخلَّيتَ عن خيالاتك، سيَهُون عليك التعامل مع ما سيؤول إليه العالم.
5. تبسيط الحياة:
إذا أغرقتَ نفسك في تعقيدات الحياة خلال أوقات عدم اليقين، فأنت تتسبب لنفسك بمعاناة لا داعي لها، فعُد إلى الأساسيات، والأمور التي يجب أن تنجزها اليوم مثل: النهوض من السرير، وتناول الطعام، والاغتسال، وارتداء الملابس، والعمل (أيَّاً كان ذلك بالنسبة إليك)، والاستمتاع ببعض الوقت بمفردك، والتفاعل مع الآخرين، ثمَّ الخلود إلى النوم؛ فلا تُصعِّب الأمور على نفسك أكثر مما هي صعبة.
حين نكون في "وضعية النجاة" (survival mode) - وهو نمط تفكير قصير الأمد يسببه الخوف، وتتفعل في أثنائه استجابة الكر أو الفر - فنحن بحاجة إلى الأساسيات كي تكون ركيزتنا في الواقع؛ فداوِم على الأمور التي تعرف أنَّه عليك إنجازها أو التي تحب فعلها خلال أوقات الأزمات، وانسَ البقية مؤقتاً حتى يستقر الوضع من جديد، ولكن إن كنتَ تضغط على نفسك لتؤدي أكثر من اللازم فأنت تضيف مزيداً من الفوضى إلى حياتك في وقت حساس؛ فتساهَل مع نفسك، وأبقِ الأمور بسيطةً وحين تعود إلى طبيعتها مستقبلاً، يمكِنك أن تعود أنت أيضاً إلى حياتك المعقدة وطموحاتك الكبيرة وعملك الجاد.
6. إعداد نفسك للنجاح:
يحب البشر التقدم، وأن يشعروا أنَّهم يسيطرون على وضعهم وأن يروا النمو بأعينهم؛ لذا فأفضل طريقة لتشعر بتحسن خلال أوقات عدم اليقين هي أن تضع لنفسك أهدافاً صغيرةً وممكِنة ثمَّ تُحقِّقها، وكلما كانت أبسط كان أفضل، مثل: تناول مكملاتك الغذائية، أو شرب كمية محددة من الماء خلال النهار، أو السير لمسافة معيَّنة، أو تنظيف غرفتك، أو حتى الاستحمام، وكلَّما حقَّقتَ هدفاً احتفِل، وهنِّئ نفسك على تخطي يوم آخر خلال أصعب مراحل حياتك؛ فنحن غالباً لا نُقدِّر أنفسنا بما فيه الكفاية، لكن خلال هذه الفترات العصيبة نحن بحاجة إلى كامل ثقتنا بأنفسنا؛ لذا احرص على أن تفي بوعودك لنفسك وأن تحتفل حين تفعل.
7. ممارسة العناية بالذات:
تُعرَف العناية بالذات على أنَّها أي شيء تفعله لتريح أو تعيد تنشيط نفسك أو تتأمل؛ ففي أفضل الأحوال، العناية بالذات هي بمثابة إنعاش نفسك، فجميعنا نحتاج إلى تغذية أنفسنا وطاقتنا، وأفضل طريقة لفعل ذلك هي ممارسة العناية بالذات، ومع ذلك، العناية بذاتنا هي أول أمر نقصر فيه خلال أوقات الأزمات؛ إذ نُقرِّر أنَّه علينا التركيز على أمور أخرى، مثل: عملنا، أو أمورنا المالية، أو عائلاتنا، أو أصدقائنا، ولكن دون الاعتناء بأنفسنا أولاً، فلن نتمكن من العناية بشيء أو أحد آخر؛ لذا حتى لو بدى ذلك مستحيلاً، خصِّص وقتاً لنفسك؛ فإذا غفلتَ عن نفسك لن تكون بأفضل حالاتك عند مواجهة الصعوبات؛ فجدِّد طاقتك واستثمِر في سعادتك وراحتك، وستحصد النتائج بسرعة إذا واظبتَ على ذلك.
لكل من يعاني من التوتر الشديد بسبب الفترة الماضية، جميعنا نشعر بما تعانيه، ونتمنى أن تُقدِّم لك النصائح السابقة بعض الراحة والسلوى وتخفف عبء الضغوطات المزمنة التي تواجهها، وتذكَّر، عدم اليقين لن يدوم، لكل مرحلة نهاية، وحتى ذلك الحين ستساعدك هذه النصائح على التأقلم ريثما نعود إلى حياتنا الطبيعية وروتيننا؛ فاعتنِ بنفسك وصحتك.
أضف تعليقاً