حتى وإن كان إجراء تغيير كبير في الحياة أمراً مفيداً، إلَّا أنَّنا نجده صعباً؛ حيث إنَّنا نرغب في البقاء في أماكننا التي اعتدناها، ممَّا يعني القيام بالأشياء نفسها التي نفعلها دائماً.
نحن نشعر بالقلق من عدم معرفتنا كيف نتخذ القرار الصحيح، ونتمنى لو كان بإمكاننا معرفة مزيد من المعلومات؛ ولكن كيف نتخذ قراراً دون المعلومات الضرورية لذلك؟ وكيف نتجاوز هذا الخوف ونتقدم في الأمور كافة التي نريد القيام بها عندما نشعر بأنَّنا عالقون في مكاننا؟
حسناً، بالتأكيد لا توجد إجابات قطعية لتلك الأسئلة، ولكن نقدم إليك في هذا المقال 7 أمور يجب تذكرها عندما تريد المضي قدماً وإجراء بعض التغييرات الإيجابية في الحياة:
1. البحث عن المعلومات:
نحن وفي كثير من الأحيان، نتجنب اتخاذ القرارات الهامة؛ ذلك لأنَّنا نسعى إلى الحصول على مزيد من المعلومات قبل اتخاذ أي قرار مصيري.
إنَّه لمن المؤكد أنَّك بحاجة إلى إجراء أبحاثك حول ما أنت مقدم عليه؛ ولكن إذا كنت تنتظر الإجابات الواضحة والمناسبة لك، فستنتظر وقتاً طويلاً لتحصل عليها.
نحن -كبشر- فضوليون بطبعنا، ولكنَّنا نعجز عن الحصول على كل المعلومات اللازمة، فالحياة عبارة عن سلسلة من التخمينات والأخطاء والمراجعات؛ لذا اتخذ أفضل قرار وامضِ قدماً، ولا تنسَ الاستماع إلى حدسك والوثوق به.
شاهد بالفديو: كيف تتعلَّم فن اتخاذ القرارات الصحيحة
2. امتلاك الشجاعة لتثق بنفسك:
نحن نحاول اختلاق الأعذار لعدم إجراء أي تغييرات هامة في الحياة، ولكنَّ الاعتقاد المقيد المرتبط بذلك هو أنَّنا لا نثق بأنفسنا للقيام بالشيء الصحيح؛ حيث نعتقد أنَّنا إذا واجهنا موقفاً جديداً، فلن نعرف ماذا نفعل أو كيف نتصرف، ونقلق من المجهول أكثر من محاولة التعامل معه والتغلب عليه.
ربَّما تعاملت مع تغييرات غير متوقعة في حياتك من قبل، فمثلاً: عندما ثُقِب إطار سيارتك في أثناء طريقك إلى العمل، كيف انتهى بك الأمر؟ أو عندما هجرك أحد أحبائك فجأة، هل كان ذلك نهاية العالم؟
في الواقع، ستكون بخير مهما حصل؛ إذ إنَّ البشر قادرون على التكيف بصورة مذهلة، ويطورون خلال حياتهم المهارات اللازمة لمواجهة التحديات غير المتوقعة ودفعهم نحو الأمام باستمرار؛ لذا امتلك ما يكفي من الشجاعة لتثق بنفسك بغض النظر عمَّا يحدث من حولك، وستكتشف طرائق مناسبة لتُحدِث تغييرات نحو الأفضل دوماً.
3. عدم تهويل الأمور:
تنشأ معظم مخاوفك بينك وبين نفسك؛ فعندما تجلس وتفكر في أسوأ سيناريو محتمل، تدرك أنَّ هناك مخاطر قليلة جداً لا يمكنك التخلص منها؛ لذا اسأل نفسك: "ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟"، وبمجرد أن تدرك أنَّ الخيار الأسوأ ليس بهذا السوء، ستكون مستعداً لتجاوزه بنجاح.
عندما تستعد لإجراء تغيير كبير في حياتك، اكتب كل الأشياء التي تخاف منها؛ فمثلاً: "هل أنت خائف من الفشل؟ هل أنت خائف من أن تبدو سخيفاً؟ هل أنت خائف من خسارة المال؟ هل أنت خائف من كونك تعيساً؟"؛ ثمَّ بعد ذلك، عالج مخاوفك من خلال تدوين الطرائق التي تساعدك في التغلب عليها؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت تخشى خسارة المال، فهل يمكنك أن تقضي بضعة أشهر في توفير حالة من الأمان المالي؟
4. التفكير في العملية كما النتيجة:
نحن ننشغل جداً بالنتائج عندما نفكر في التغييرات الرئيسة التي تحدث في الحياة، حيث نشعر بالقلق من السعي نحو هدف كبير قد لا نحققه في النهاية؛ ومع ذلك، يمكنك تغيير رأيك في الأمر، حيث يساعدك الفشل على تعلم ما لا يجب عليك فعله في المرة القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يعني عدم وصولك إلى الهدف النهائي أنَّك فشلت؛ فأنت اخترت هذا الهدف في المقام الأول، وبإمكانك تغييره إذا وجدته لا ينجح بالطريقة التي كنت تتمناها؛ إذ لا يعدُّ الفشل نهاية كل شيء، ولا النجاح أيضاً، وكل ما عليك فعله هو الاستمتاع بالمضي قدماً.
5. الاستمرار في السعي وراء الفرص:
إذا كنت على وشك اتخاذ قرار كبير، فقد تكون قلقاً بشأن مواجهة وضع لا يمكنك الهروب منه؛ لذا فكر في الأمر بطريقة مختلفة، فنادراً ما تقيِّد الفرص الجديدة خياراتك.
في الواقع، غالباً ما توفر المساعي الجديدة مزيداً من الفرص؛ فمن أفضل الأشياء المتعلقة بالسعي وراء الأهداف الهامة بشغف أنَّها توفر لك فرصاً وخيارات لم تكن تتوقعها في البداية؛ فإذا كنت تسعى وراء الفرص الجيدة التي تظهر أمامك في أثناء سعيك نحو تحقيق هدفك، فتأكد أنَّك ستمتلك الكثير من الخيارات دائماً.
شاهد بالفديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات
6. بذل الجهد قدر المستطاع:
قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكنَّ أحد أهم الأسباب التي تجعلنا لا نجري تغييرات في الحياة هو أنَّنا لا نفكر في المحاولة؛ حيث من السهل اختلاق الأعذار لعدم حصولنا على ما نريد.
فمثلاً: هل فشلت في اختبار ما؟ أتشعر أنَّك غبي وفاشل؟ بالطبع لست كذلك، لكنَّك لم تدرس بالقدر الكافي، وكنت ستحصل على علامة أفضل لو درست بجدية أكثر.
أو هل أنت عالق في عمل تكرهه؟ لماذا لم تجد وظيفة جديدة بعد؟ ربَّما لم تحاول الحصول على وظيفة جديدة أصلاً؛ لكن تأكد من أنَّ بإمكانك الحصول على مقابلة التوظيف التي تسعى إليها إذا أردت ذلك بالفعل.
نحن نختلق الأعذار لأنفسنا؛ ذلك لأنَّنا إذا حاولنا وفشلنا، سنشعر بأنَّنا محكومون بالفشل دائماً؛ لكن إذا لم نحاول قط، سنعزو الأمر إلى شعورنا بالكسل وعدم رغبتنا في المحاولة إطلاقاً.
تخلَّص من هذا الأمر ولا تحاول اختلاق الأعذار؛ إذ يواجه الجميع الفشل، والأمر المضحك هو أنَّك إذا حاولت فعلاً -رغم أنَّ معظم الناس لا يحاولون- فستكون أنت الرابح الأكبر.
7. البدء بشيء معقول:
ربَّما يبدو التقدم لوظيفة أحلامك أمراً مخيفاً؛ فبماذا يمكنك أن تبدأ؟ وهل يمكنك التحدث إلى شخص يشغل المنصب نفسه الذي تسعى إليه ومعرفة كيف يمكنك أن تكون ناجحاً لو كنت مكانه؟ وهل يمكنك تحسين مهاراتك حتى تستوفي أحد المؤهلات المطلوبة لهذا العمل؟ وهل يمكنك أن تأخذ دورة مجانية عبر الإنترنت لتحسين سيرتك الذاتية؟
لست بحاجة إلى تغيير العالم اليوم، فجل ما تحتاج إليه هو اتخاذ قرار بإجراء تغييرات صغيرة في حياتك؛ فابدأ الآن خطوتك الأولى.
أضف تعليقاً