حان الوقت للتخلُّص من العادات التي كانت تعوقك، فتوقَّف عن حرمان نفسك من فرصة عيش حياة جيدة، وغيِّر عاداتك لتغيِّرَ واقعك؛ وذلك لأنَّك عندما تتوقَّف عن فعل الأشياء الخاطئة، تبدأ الأشياء الصحيحة بالحدوث.
إليك 7 عادات تُسبِّبُ لك التعاسة يجب أن تتخلَّص منها حالاً:
1. كتمان أفكارك:
حتى لو عرفك شخص ما طوال حياتك، فمن المستحيل أن يعرف بالضبط ما تفكر فيه وتشعر به، ولا يمكنه أن يشعر بشيء عوضاً عنك أو يعرف بالضبط كيف يتعامل عقلك مع الأفكار مهما حاول.
لهذا يجب عليك التحدُّث إلى أحد المقربين الداعمين لك عما يدور في ذهنك، والذي بدوره سيصغي إليك دون إصدار حكم، وعندها فقط سيفهم ما يدور في ذهنك، وعندها سوف تشعر بأنَّ ضغط أفكارك أخف.
إذا كنتَ تشعر بالتوتر أو حتى بالاكتئاب قليلاً، فمن المُحتمَل أنَّك تشعر بالوحدة الشديدة، وعندها من الضروري أن تتحدَّث إلى شخص متعاطف سواء كان هذا الشخص شريك حياتك أم أحد والديك أم شقيقك أم معالجاً جيداً أم مجرد صديق تثق به.
يعاني معظم الناس بصمت ويشعرون بأنَّهم سيكونون عبئاً على الآخرين إذا تحدثوا عن أفكارهم، لكنْ يجب أن تفهم أنَّ صحتك الذهنية أمر هام وأنَّ الجميع يحتاجون أحياناً إلى العون وإلى شخص ليصغي إليهم، وفي الواقع تُعَدُّ مساعدة بعضنا بعضاً جزءاً كبيراً مما يجعلنا بشراً؛ لذا فإنَّ الانفتاح وطلب المساعدة هو إحدى الطرائق لتذكير شخص قريب منك بإنسانيته.
2. إلزام نفسك بمعايير مستحيلة:
كُنْ عادلاً مع نفسك فالمثاليَّة مستحيلة، ويجب أن تكبُرَ توقعاتك وتصغُر مع تغيُّر الظروف في حياتك، وعندما تتعلَّم أن تكون لطيفاً مع نفسك وتتوقف عن القلق بشأن عدم قدرتك على تلبية المعايير المستحيلة؛ يُمكِنُك حينها البدء بالحصول على الراحة التي يحتاج إليها ذهنك وجسمك بشدة.
لن تكون مثالياً أبداً؛ لذا بدلاً من توبيخ نفسك على التقصير؛ أَثنِ على نفسك عند إحراز تقدُّم، وتخلَّ عن فكرة "كيف "ينبغي" أن تكون عليها الأشياء" حتى تتمكَّن من رؤية كل الفُرَص المتاحة.
من الهام أيضاً ملاحظة أنَّه لا وجود لسعادة كاملة، تماماً كما لا يُوجَدُ يأس مُطلَق؛ ولهذا فإنَّ محاولتك لتكون مثالياً لن تنجح أبداً، ولكنَّ ما هو موجود بالفعل هو سلسلة مستمرة من اللحظات غير المثالية في حياتك المليئة بالإمكانات والفرص اللانهائية.
يُمكِنُك أن تسير طريق الشك واليأس أو طريق الأمل والسعادة؛ فذلك اختيارك، لكنْ في كلتا الحالتين ستصل يوماً ما إلى الوجهة نفسها؛ إمَّا أن تصل تعيساً أو سعيداً.
3. الانشغال الدائم:
عندما تضيع في مشاغل حياتك اليومية، تفقد التواصل بالأشخاص الهامين في حياتك وبنفسك، فتملأ كل ساعات نهارك وتوهم نفسك بأنَّك مسترخٍ عندما تنتقل من مهمة إلى أخرى.
الاسترخاء هو مفتاح الشفاء الذهني والجسدي، وإنَّ التوقُّف لفترة من الوقت وتخصيص بعض الوقت للاسترخاء عندما تشعر بأنَّ الأمور تخرج عن السيطرة سيسمح لذهنك وجسمك بالشعور بالانتعاش واستعادة النشاط مرة أخرى؛ مما يتيح لك العودة إلى طريقة التفكير الصحيحة والتركيز مجدداً في الأشخاص والأشياء التي تهمك حقاً.
تُوجَدُ العديد من الطرائق لتسترخي، ولكنَّ أساسها جميعاً هو التركيز في التنفُّس، فأنفاسك هي الرابط بين ظروف حياتك ووعيك، وبين جسمك وأفكارك؛ لذا عندما تشتِّتُ المخاوف والضغوطات تفكيرك، استخدِمْ أنفاسك بوصفها وسيلة لتنظيم أفكارك، فقط تنفَّس وركِّز في الحاضر وابذل قصارى جهدك في العمل على ما بين يديك.
4. عدم تغيير أي شيء وتوقُّع نتائج مختلفة:
تُوجَدُ مقولة مفادها أنَّ الجنون هو فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً وتوقُّع نتائج مختلفة، فإذا كنت ترغب في تحسين نفسك، فجرِّبْ أشياء جديدة لمعرفة ما يفيدك وما لا يفيدك، لكنْ إذا واصلت فعل ما تفعله، فستستمر في الحصول على النتائج نفسها.
الإلهام مفيد لكنْ يجب أن يرافقه العمل المتفاني لإحداث التغييرات، فالفارق بين ما هو مستحيل وممكن هو ما تفعله ومدى تصميمك، والفارق بين الشخص الناجح والشخص الذي يواجه صعوبة في إحداث التغييرات الإيجابية ليس القدرات الفائقة للفرد؛ بل الشجاعة التي يتعيَّن على المرء أن يتحلى بها لتطبيق أفكاره والمجازفة والتقدُّم بثبات.
بمعنى آخر ينتظر بعض الناس الحلول السريعة والسهلة، بينما يكدح آخرون ويحقِّقون مساعيهم؛ لذا اسأل نفسك: ما الذي ستفعله بطريقة مختلفة اليوم؟ وكيف تريد أن تكون حياتك من الآن فصاعداً؟
شاهد بالفيديو: أقوال وحكم رائعة عن التفاؤل في الحياة
5. التسويف ثم محاولة إنجاز كل شيء في الوقت نفسه:
هل تُخطِّط لأيامك؟ وهل استيقظت اليوم وأنت تعرف ما تريد تحقيقه؟ إذا لم يكُنْ الأمر كذلك، فربما حان الوقت لذلك، وبعد عام من الآن ستتمنى لو أحسنتَ إدارة وقتك اليوم.
ما الذي ستندم على عدم تحقيقه هذا العام؟ وما الذي قد تندم على عدم بذل ما في وسعك عند العمل عليه؟ ضع خطة لإنجاز هذه الأشياء بشكل سليم شيئاً تلو الآخر.
لا يجب أن يكون التخطيط طويلاً ومضجراً، ويمكن أن تستغرق العملية 60 ثانية فقط، ففكِّر كل ليلة في ثلاثة أشياء صغيرة تريد تحقيقها غداً واكتبها، وعندما تستيقظ في الصباح راجِع هذه القائمة قبل أن تفعل أي شيء آخر، ثم اتَّخذ الخطوة الأولى، وإذا وجدتَ نفسك تنجرُّ إلى القيام بشيء ليس ضمن تلك القائمة القصيرة المكوَّنة من ثلاثة أشياء، فركِّز فيها مجدداً.
تذكَّر أنَّ لدينا خياران فقط عندما نستيقظ في الصباح؛ إمَّا أن نعود إلى النوم ونحلم أو نستيقظ ونسعى لتحقيق الحلم، وفي النهاية لا يهمُّ ما تفكر فيه؛ بل ما تفعله، ومهما كان ما تريد تحقيقه، فقد حان الوقت للبدء الآن.
6. تجاهُل مَن تحبهم:
عندما تكون مشغولاً، كثيراً ما تنسى الأشخاص الهامين في حياتك؛ وذلك لأنَّك تعلم أنَّهم سينتظرونك، ولكنَّ هذا تصرُّف خاطئ؛ بل يجب أن تكون علاقاتك الهامة في مقدمة أولوياتك.
عندما نتجاهل الأشياء نخسرها في النهاية، وغالباً لا ندرك قيمة ما لدينا حتى نخسره، وفي كثير من الأحيان نجرح الأشخاص الأقرب إلينا من خلال إيلاء الأشياء الأقل أهمية الأولوية عوضاً عنهم بشكل يومي.
لذا قدِّر ما لديك ومَن يحبك ومَن يهتم بك، فلن تعرف أبداً مقدار ما يعنيه هؤلاء الأشخاص لك حتى يأتي يوم لا يعودون فيه بجانبك، فهؤلاء الناس هم الذين يساندونك دائماً، أولئك الذين يتركون أثراً في أفكارك وأحلامك، وهم مَن يرسمون الابتسامة على وجهك؛ لذا عاملهم كما يستحقون.
7. تجاهُل احتياجات جسمك:
جسمك باقٍ معك طوال حياتك؛ لذا عامله معاملة صحيحة، ومارِس الرياضة لاكتساب اللياقة وليس لتصبح نحيفاً، وتناوَلْ الطعام الصحي لتغذية جسمك.
الحفاظ على لياقتك أسهل مما يبدو لمعظم الناس؛ إذ يُحدِّدُ نشاطك وما تأكله نسبة الدهون في الجسم، وتؤثِّر التمرينات الرياضية في شيئين رئيسين؛ وهما الدهون والعضلات، فتحرق التمرينات الهوائية الدهون وتبني العضلات قليلاً، وتبني تدريبات رفع الأثقال العضلات وتحرق القليل من الدهون، وفي معظم الحالات إذا كنتَ تعاني من زيادة الوزن، فأنت تأكل الكثير من الأشياء غير الصحية ولا تمارس الرياضة بشكل كافٍ.
ضع في حسبانك أنَّ عقلك جزء من جسمك أيضاً؛ إذ يمثِّل الدماغ البشري ما يقرب من 2% من إجمالي كتلة جسم الإنسان، ومع ذلك فهو يستهلك أكثر من 20% من الأوكسجين والمواد المغذية التي يتناولها جسم الإنسان؛ لذا حتى إذا كنتَ لا تهتم بشكل جسمك، فمن المنطقي تزويده بالغذاء الصحي والحفاظ على مستويات مرتفعة من الأوكسجين في الدم عن طريق ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام.
في الختام:
كلُّنا نختار وفي النهاية اختياراتنا هي التي تحدد واقعنا، وأنت هو الشخص الذي تختار أن تكونه، فإذا اخترت الخير، فستشعر بالرضى، وإذا فعلت شيئاً سيِّئاً، فستشعر بالسوء؛ لذلك لا تخف من إجراء التغييرات اللازمة والبدء من جديد، فكل يوم فرصة جديدة تماماً لأخذ خيارات مختلفة وبناء ما تريده حقاً.
أضف تعليقاً