حاول أن تُسمي 3 من نقاط قوَّتك وضعفك، غالباً ما يتمتع الناس الذين يصممون حياتهم بالطريقة الصحيحة، معتمدين على فهم نقاط ضعفهم وقوَّتهم، بحياة ذات جودة عالية، ويشعرون بالسعادة والرضى والحيوية.
لهذا السبب، ستتعلم في هذه المقالة كيف تعثر على أكبر نقاط القوة والضعف لديك، وسنناقش أيضاً كيف يمكنك تصميم حياتك مُعتمداً على نقاط قوَّتك وضعفك.
ما المقصود بنقاط القوة والضعف؟
يمكن تعريف نقاط القوة لدى شخص ما بأنَّها الأمور التي يبرع فيها الشخص بشكل طبيعي، وبناءً على هذا التعريف، يمكن القول بأنَّ نقاط القوة هذه تصف صفات أو مواهب شخصية معيَّنة، ومع ذلك، يمكنك أيضاً التمتع بنقاط القوة الشخصية عندما تقوم بتطوير بعض الممارسات الخاصة بنشاط معيَّن.
بينما تصف نقاط الضعف السمات والمهارات التي لا تكون بارعاً فيها، وفي الحياة اليومية، تتضح نقاط ضعفك من خلال النشاطات التي تستهلك منك قدراً أكبر من الطاقة مقارنةً بالنشاطات الأخرى.
ويمكن لأعظم نقاط قوَّتك أن تكشف عن أعظم نقاط ضعفك، فعلى سبيل المثال: إذا كنت شخصاً مُنظَّماً للغاية، فمن المُحتمل أنَّك تجد صعوبة في التعامل مع التغييرات الطارئة.
أو قد تكون نقطة قوَّتك أنَّك اجتماعي وتتحدث كثيراً، فتكون نقطة ضعفك أنَّه يصعب عليك أن تصمت في بعض المواقف التي تتطلب ذلك، أو أنَّك تعيد ما قلته سابقاً.
الفارق الأساسي بين نقاط قوَّتك وضعفك هو أنَّ الأولى تجعلك تشعر بالطاقة والنشاط عندما تتفاعل مع النشاطات التي تُبرز نقاط قوَّتك، بينما نقاط ضعفك تستنزف طاقتك وتجعلك تشعر بصعوبة الموقف، وهذا الفارق يقودنا إلى السؤال الآتي:
هل يجب أن تُركِّز على نقاط قوَّتك فحسب؟
يكون أداء معظم الناس أفضل، ويشعرون بسعادة أكبر، عندما يفعلون الأشياء التي يجيدونها، وبالمقابل، عندما يتعين علينا القيام بأشياء لسنا بارعين فيها، فإنَّنا نجد صعوبة في ذلك، ونشعر بأنَّ القيام بها يستنزف طاقتنا.
ومع ذلك، توجد مقولة يعيش وفقها بعض الناس، وهي أنَّ الشخص قويٌّ بمقدار أكبر نقاط ضعفه؛ إذن، هل التركيز على نقاط قوَّتك فحسب هو أفضل طريقة لتحصل على حياة أفضل، أم يجب إيلاء نقاط ضعفك شيئاً من الاهتمام؟
في كثير من الأحيان، تكون الأشياء التي تبرع فيها هي الأشياء التي تحب أن تفعلها، ومن ثمَّ، فإنَّ إيجاد المتعة في الأشياء التي تفعلها هو طريقة رائعة لتحسين نوعية حياتك.
تكشف العديد من الدراسات المُتعلقة بالعمل، أنَّ الأشخاص الذين يعملون في المجالات التي تُبرز نقاط قوَّتهم، يشعرون بمزيد من الرضى عن حياتهم، أمَّا عن الفوائد الأخرى التي ذُكِرَت في هذا المجال، فهي:
- أداء أفضل.
- المزيد من الثقة بالنفس.
- الشعور بالسعادة.
- الشعور بمزيد من النشاط.
- تنمية المهارات بشكل أسرع.
- مستويات أعلى من الإبداع.
يُدرك القادة العظماء والمديرون التنفيذيون أنَّ الحياة قصيرة؛ لذلك من الأفضل استغلالها في الأشياء التي يجيدونها حتى لو كانت محدودة؛ لذلك إذا أردنا أن نجيب عن سؤالنا السابق، فسنقول إنَّه من الجيد جداً أن تركز على نقاط قوَّتك الشخصية.
ماذا عن نقاط الضعف؟
كما قلنا آنفاً، فإنَّ التركيز على نقاط قوَّتك يتيح لك عيش حياة أفضل، ويجعلك تشعر بالرضى عن حياتك، لكن هل يعني هذا أنَّه يجب عدم الاكتراث بنقاط ضعفك؟ في هذا السياق، يجب التمييز بين نوعين من نقاط الضعف:
النوع الأول من نقاط الضعف:
هو ذاك الذي يعوق أداءك، فعلى سبيل المثال: إن كنت لا تُحسن التواصل بشكل جيد، وكان التواصل جزءاً من حياتك اليومية، فيجب عليك تحسين هذه المهارة؛ والسبب في ذلك، هو أنَّك لا تستطيع تجنب التواصل مع الآخرين أو تفويض شخص آخر للقيام بذلك بدلاً عنك.
أو لنفترض أنَّك تحب الكتابة، وأنَّ قضاء بعض الوقت في كتابة القصص يُعَدُّ مصدراً من مصادر قوَّتك، لكنَّك لا تملك ما يكفي من المهارات النحوية، ففي هذه الحالة سيفيدك العمل على نقطة الضعف هذه في تعزيز نقطة القوة تلك والمُتمثلة بالكتابة.
بعبارة أخرى، تلك هي نقاط الضعف التي تحتاج إلى تطوير؛ حيث توجد طريقة رائعة للقيام بذلك، تسمى قاعدة 80/20، والتي تتلخص بقضاء 80% من وقتك في النشاطات التي تتوافق مع نقاط قوَّتك، و20% الباقية من وقتك تقضيها في تحسين نقاط ضعفك.
النوع الثاني من نقاط الضعف:
من نقاط الضعف، هي النقاط التي لا تكون مضطراً إلى تحسينها، وتستطيع الالتفاف عليها من خلال نقاط قوَّتك.
على سبيل المثال: أنت شخص حيوي جداً وديناميكي، ومن النوع الذي لا يماطل أبداً، لكنَّك تجد صعوبة في ابتكار أفكار جديدة، وكوسيلة لتجاوز نقطة الضعف هذه يمكنك الانضمام إلى فريق عمل لديه رؤىً خلاقة وإبداعية.
لكن ماذا لو كانت نقاط ضعفك تظهر من خلال الأشياء الصغيرة اليومية؟ في مثل هذه الحالات، حاول أن تبتكر المواقف التي يمكنك التعامل معها من خلال نقاط قوَّتك.
مثلاً قد تكون من النوع الذي لا يرتاح لمشاركة أفكاره مع فريق مكون من مجموعة كبيرة من الأشخاص؛ لذلك يمكنك البحث عن طريقة أخرى لمشاركة أفكارك، مثل إجراء محادثة فردية تستطيع من خلالها طرح أفكارك ومشاركتها مع شخص واحد، أو يمكنك فعل ذلك عن طريق مشاركة أفكارك بالبريد الإلكتروني.
إذ مع القليل من الإبداع، ستتمكن من تجاوز العوائق التي تسببها نقاط ضعفك، وفي حال لم تكن قادراً على ذلك، فإنَّ امتلاك الوعي بنقاط ضعفك يبقى أمراً جيداً، ومعرفتك بالمجالات التي لا تملك فيها نقاط قوة هي معرفة جيدة.
شاهد بالفديو: 8 علامات قوة في شخصيتك، كيف تعرفها؟
أمثلة على نقاط القوة والضعف في الأداء الوظيفي:
يمكن أن تؤثر نقاط القوة والضعف في الأداء الوظيفي بشكل كبير على فعالية الفرد في دوره ويمكن استكشاف نقاط القوة والضعف في المقابلة الشخصية، لذلك دعنا نتعمق في ذكر أمثلة عن نقاط القوة والضعف في الأداء الوظيفي:
نقاط القوة:
- مهارات الاتصال الفعال: يمكن للمتصلين الأقوياء التعبير عن أفكارهم بوضوح والاستماع بنشاط إلى الآخرين ونقل المعلومات بشكل فعال، وتعزز هذه المهارة التعاون وتبني علاقة مع الزملاء والعملاء وتعزز بيئة عمل إيجابية.
- قدرات قوية في حل المشكلات: يمكن للأفراد الذين يتفوقون في حل المشكلات من تحليل المشكلات المعقدة وتحديد الأسباب الجذرية وتطوير الحلول الإبداعية، وتمكنهم هذه القوة من مواجهة التحديات بكفاءة واتخاذ قرارات مستنيرة والمساهمة في حل المشكلات داخل فريقهم.
- إدارة الوقت بالشكل المناسب: يمكن لأولئك الذين يمتلكون مهارات استثنائية في إدارة الوقت تحديد أولويات المهام والوفاء بالمواعيد النهائية وتخصيص مواردهم بكفاءة، وتؤدي هذه النقطة إلى زيادة الإنتاجية وتقليل مستويات الإجهاد والقدرة على التعامل مع المسؤوليات المتعددة بفعالية.
- القدرة على التكيف مع التغيير: القدرة على التكيف تسمح للأفراد باحتضان التغييرات في مكان العمل، ويمكنهم تعديل نهجهم وتعلم مهارات جديدة بسرعة والبقاء مرنين في البيئات الديناميكية، وهذه القوة ذات قيمة خاصة في الصناعات التي تشهد تطورات تكنولوجية سريعة أو تغييرات تنظيمية متكررة.
نقاط الضعف:
- صعوبة تفويض المهام: قد يواجه بعض الأفراد صعوبة في تفويض المهام بشكل فعال إما بسبب عدم الثقة في قدرات الآخرين أو الرغبة في الحفاظ على السيطرة، ويمكن أن يؤدي هذا الضعف إلى إرهاق العمل وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية وإعاقة تعاون الفريق.
- خبرة محدودة في مجال معين: قد يواجه الموظفون ذوو الخبرة المحدودة في مجال معين تحديات عند مواجهة مهام معقدة أو غير مألوفة، ويمكن معالجة هذا الضعف من خلال التعلم المستمر والبحث عن فرص لاكتساب الخبرة ذات الصلة.
- مهارات تنظيمية ضعيفة: يمكن أن تؤدي المهارات التنظيمية الضعيفة إلى عدم الالتزام بالمواعيد النهائية وعدم تنظيم مساحات العمل وصعوبات في إدارة الأولويات المتعددة، ويمكن للأفراد الذين يعملون مع منظمة الاستفادة من تبني استراتيجيات مثل إنشاء قوائم المهام وتعيين التذكيرات وإنشاء أنظمة فعالة لإدارة عبء العمل.
- الميل إلى المماطلة: يمكن أن يؤدي التسويف إلى تدهور العمل وزيادة التوتر وضياع الفرص، وتتطلب معالجة هذا الضعف الانضباط الذاتي وتحديد أهداف واقعية وتطبيق تقنيات إدارة الوقت للتغلب على الميل لتأجيل المهام.
- التحديات في العمل التعاوني: قد يواجه بعض الأفراد صعوبات عندما يتعلق الأمر بالعمل بفعالية في فريق، ويمكن أن يظهر هذا الضعف على أنه ضعف في التواصل أو عدم وجود حل وسط أو عدم القدرة على المساهمة بنشاط في مناقشات المجموعة، ويمكن أن يساعد تطوير المهارات الشخصية والمشاركة بنشاط في مشاريع الفريق في معالجة هذا الضعف.
وبذلك بعد أن فصلنا في نقاط القوة والضعف في الأداء الوظيفي بقي عليك أن تتذكر أنه يمكن تطوير وتحسين نقاط القوة والضعف بمرور الوقت، من خلال تحديد مجالات النمو واتخاذ الخطوات لمعالجتها يمكن للأفراد تعزيز أدائهم الوظيفي والتنمية المهنية الشاملة.
نقاط القوة والضعف في المقابلة الشخصية:
خلال مقابلة شخصية يعرض المرشحون مجموعة من نقاط القوة والضعف التي تؤثر بشكل كبير على أدائهم ونجاحهم المحتمل، والآن سوف نتعرف على أمثلة عن نقاط القوة والضعف في المقابلة الشخصية بعد أن تعرفنا على نقاط القوة والضعف في الأداء الوظيفي.
نقاط القوة في المقابلة الشخصية:
- التفكير النقدي: من المهم للعاملين الذي يريدون طلب العمل أن يمتلكوا تفكير نقدي من شأنه أن يجعل العامل مميز عن غيره ومطلوب بشكل أكبر من قبل الشركات.
- مهارات الاتصال: الاتصال الفعال هو قوة قيمة تشمل التعبير الواضح والموجز والاستماع النشط والقدرة على التكيف في أسلوب الاتصال، ويمكن لطالبي العمل الذين يتفوقون في هذه المجالات التعبير عن أفكارهم وعرض مؤهلاتهم والتفاعل مع المحاورين والزملاء بشكل فعال.
- مهارات التعامل مع الآخرين: امتلاك مهارات قوية في التعامل مع الآخرين بما في ذلك التعاطف والاستماع الفعال والقدرة على التعاون بسلاسة وإقامة علاقات إيجابية والعمل بانسجام مع فرق متنوعة.
نقاط الضعف في المقابلة الشخصية:
- صعوبة في التحدث أمام الجمهور والثقة بالنفس: يعاني العديد من الأفراد من التحدث أمام الجمهور وقد يفتقرون إلى الثقة عند تقديم أفكارهم، يمكن أن يعيق هذا الضعف قدرتهم على التواصل بفعالية ويترك انطباعاً سلبياً لدى المحاورين.
- ضعف في إدارة الوقت: يجد بعض طالبي العمل صعوبة في تحديد أولويات المهام وتنظيم أفكارهم بشكل متماسك ضمن الإطار الزمني المحدد أو الالتزام بالمواعيد النهائية باستمرار، ويمكن أن ينعكس هذا الضعف سلباً على قدرتهم على التعامل مع أعباء العمل بكفاءة وإكمال المشاريع في الوقت المحدد، مما يعطي انطباع سلبي للشركة عنهم.
وبذلك نكون قد فصلنا في الأمثلة عن نقاط القوة والضعف في المقابلة الشخصية.
لائحة بنقاط القوة والضعف:
هناك أنواع مختلفة من نقاط القوة والضعف، وتندرج من خلال موضوعات عدة تُستخدَم في تحديد نقاط ضعف وقوة الشخص، ومنها مثلاً المهارات والنشاطات والسمات الشخصية والمجالات.
تُعَدُّ سمات الشخصية طريقة شائعة لتحديد نقاط القوة لدى الشخص، ويُعَدُّ اختبار السمات الخمس الأساسية (Facet5) طريقة شائعة تُستخدَم غالباً في الشركات؛ إذ يقوم هذا الاختبار بتصنيف الشخص اعتماداً على قوة الإرادة والتعاطف والذكاء العاطفي والطاقة وقوة التحكم في بالذات.
لكن توجد اختبارات فردية أخرى، ومنها اختبار "كليفتون" (Clifton) الذي يحدد نقاط قوة الشخص، وفيما يلي ستجد قائمة تتضمن كامل نقاط القوة الشخصية، حاول أن تختار منها 3 نقاط تنطبق على شخصيتك:
- مُتحمس.
- جدير بالثقة.
- صادق.
- مُبدع.
- إيجابي.
- صبور.
- مرن.
- قادر على التكيف.
- مُنضبط.
- مثابر.
- مهتم بالغير.
- ناضج.
- مُتحفز.
- دقيق.
- اجتماعي.
- حذِر.
- يُعتمَد عليه.
- واسع الحيلة.
- مستقل.
- متعاون.
- تنافسي.
- صريح.
- مُتعاطف.
- مستمع جيد.
- متفائل.
- تحب المساعدة.
- مُقنع.
- متعدد المهارات.
- صاحب مبادرة.
- مُتحدث جيد.
- مُجتهد.
- مهتم بالتفاصيل.
- مُلتزم بالعمل.
- طَموح.
- لطيف.
- فضولي.
- واسع الخيال.
- متواضع.
- واثق بنفسك.
- مخلص.
- مُمتن.
- مسؤول.
- صاحب عزيمة.
- نشيط.
- صاحب كاريزما.
- إبداعي.
- تحليلي.
- منطقي.
- مُنظم.
- قادر على حل المشكلات.
- يُعتمَد عليه في المواقف الصعبة.
- مَرِح.
- منفتح.
- سريع التعلم.
- استراتيجي.
- موجَّه نحو العمل.
يجب أن تعلم أنَّ بعض نقاط القوة يمكن أن تتحول إلى نقاط ضعف عندما تبالغ فيها كثيراً، فمثلاً تكون الرغبة في التنافس معاً في حدود معيَّنة، لكن إذا كنت تنافسياً بصورة مفرطة، فقد تسبب الصعوبات لفريق العمل الخاص بك.
هذه بعض نقاط الضعف في الشخصية، حاول أن تحدد ثلاثاً منها تنطبق عليك:
كانت هذه مجرد أمثلة على بعض نقاط القوة والضعف، والتي يمكن أن تساعدك على تحديد بعض سمات شخصيتك، لكن حتماً يوجد غير ذلك الكثير ممَّا يمكنك التفكير فيه.
كيف تكتشف نقاط قوَّتك؟
من خلال القائمتين السابقتين ربما تكون قد كوَّنتَ فكرة أفضل عن نقاط القوة والضعف في شخصيتك، لكن مع ذلك، فإنَّ تحديد نقاط قوَّتك وضعفك يستلزم التفكير في عناصر أخرى، ومنها مثلاً ميولك الشخصية.
هل أنت من النوع الذي يفضل العمل منفرداً أم مع فريق؟ وهل أنت من النوع الماهر في الأمور الإجرائية أم أنَّك بارع في وضع الرؤى والتصورات؟
علاوة على ذلك، تؤدي المهارات والاهتمامات أيضاً دوراً في تحديد نقاط قوَّتك وضعفك؛ لذلك يجب أن تفكر في المهارات التي تمتلكها فعلاً، وأيضاً المهارات التي تستمتع بها.
قد تكون من النوع الذي يستمتع بالكتابة أو بالعمل على الحاسوب، أو ربما تحب العلوم التطبيقية أو علم الأحياء، وغير ذلك الكثير من التفضيلات الشخصية.
أهمية هذا المعيار أنَّك عندما تقوم بدمجه مع عناصر أخرى، فإنَّك ستحصل على فكرة أفضل عن المكان الذي يجب أن تقضي وقتك فيه، وكيفية قضاء هذا الوقت، وعندما تجعل حياتك متفقة مع نقاط قوَّتك، فإنَّ حياتك تصبح ممتعة أكثر.
خطوات لمساعدتك على اكتشاف نقاط قوَّتك الشخصية:
1. التفكير والعصف الذهني:
إنَّ من إحدى الطرائق الرائعة لاكتشاف نقاط قوَّتك، هي أن تحضر قلماً وورقة وتبدأ بكتابة الأشياء الممتعة بالنسبة إليك.
اكتب كل ما تجده ممتعاً بالنسبة إليك، سواءً هواياتك أم الرياضات التي تفضلها أم المواد الدراسية التي تُفضلها أكثر من غيرها؛ وباختصار، اكتب الأشياء التي تشعر عند ممارستها بالمتعة؛ إذ إنَّه غالباً ما تكمن الأشياء التي تستمتع بها في نقاط قوَّتك الشخصية، وأيضاً فإنَّ الأشياء التي تجيدها هي الأشياء التي تستمتع بها.
ولكن حتى لو كنت تستمتع بشيء من دون أن تكون بارعاً فيه، فهذا مؤشر عظيم أيضاً؛ ذلك لأنَّ الحماسة والدافع الإيجابي مؤشران عظيمان إلى حياة جيدة.
2. المديح والتغذية الراجعة:
واحدة أخرى من الطرائق الرائعة لاكتشاف نقاط قوَّتك هي من خلال الناس؛ إذ إنَّ الثناء الذي تتلقاه من الآخرين يُعَدُّ مؤشراً عظيماً على نقاط قوَّتك، والتغذية الراجعة بدورها تُعَدُّ أيضاً وسيلة ممتازة لاختبار نقاط قوَّتك وضعفك، وفي حال لم تكن تتلقى التغذية الراجعة من أحد، فلا تتردد في سؤال زملائك في العمل أو شريكك أو أصدقائك.
دعهم يخبرونك بما يعتقدون أنَّه من نقاط قوَّتك وضعفك، وعلى الرغم من أنَّك لست مضطراً إلى الموافقة على ما يقدمونه من آراء، لكنَّها تساعدك على فهم نفسك من منظور مختلف، وربما تجد لديك بعض نقاط القوة والضعف التي لم تخطر في بالك سابقاً.
3. اختبار نقاط قوَّتك الشخصية:
تُعَدُّ اختبارات الشخصية ونقاط القوة أيضاً وسائل رائعة للحصول على منظور مختلف، وعلى الرغم من أنَّ نتائجها قد لا تتطابق مع مشاعرك أو أفكارك حول نفسك، إلا أنَّها تبقى وسيلة جيدة لتحصل على رؤى مختلفة.
توجد العديد من الاختبارات لنقاط القوة وأحدها - كما ذكرنا آنفاً - هو اختبار كليفتون.
عند شرائك لكتاب "اكتشاف نقاط القوة" (StrengthFinder) فإنَّك ستحصل على رمز ولوج لمرة واحدة لإجراء اختبار كليفتون، كما أنَّك ستجد أنَّ الكتاب نفسه يمنحك أفكاراً عملية إضافية.
تجيب في اختبار كليفتون عن مجموعة متنوعة من الأسئلة، ثم تحصل من إجاباتك على نقاط موزعة على 34 مجالاً مختلفاً، وهذه المجالات تنقسم إلى 4 موضوعات رئيسة، وهذه الموضوعات هي:
- التفكير الاستراتيجي.
- بناء العلاقات.
- الفاعلية.
- التنفيذ.
في النتيجة النهائية، تُصنَّف المجالات الـ 34 من الأعلى إلى الأدنى؛ وذلك بناءً على علاماتك في كل مجال، وتشير المجالات الخمسة الأعلى من حيث النقاط إلى أفضل نقاط القوة لديك.
يأتي مع كل مجال من هذه المجالات شرح شخصي لما يجب القيام به لتحقيق أكبر استفادة من نقاط قوَّتك، ويشرح أيضاً كيف يمكنك تجاوز نقاط ضعفك، كما يجمع الكتاب بين الأفكار والنصائح العملية، ويمكنك الحصول عليه من هذا الرابط.
4. تجربة الأشياء الجديدة:
عندما لا يعرف الناس ماذا يفعلون، فإنَّهم يجربون؛ لذلك فإنَّ مفتاح تعلُّم الأشياء التي تستمتع بها هو التجريب، فأنت ستكتشف ما تحبه حقاً من خلال التجربة، وهذا ينطبق على أيِّ شيء، وسواءً أكانت وظيفة جديدة أم مهارة أم هواية أم أيَّ شيء آخر، فإنَّ اكتساب الخبرة يُعَدُّ أسرع طريقة لمعرفة أين تكمن نقاط قوَّتك وضعفك.
وهذه الطريقة التي تتألف من خطوتين ستكون مفيدة أيضاً:
- ضع قائمة بالأشياء التي تحب تجربتها.
- جرب هذه الأشياء.
في أحسن الأحوال، ستكتشف المزيد من نقاط القوة، وفي أسوأ الأحوال ستكون لديك تجربة جديدة تخبر الآخرين عنها.
حاول استعمال هذه الاستراتيجيات لتكتشف أكبر نقاط القوة لديك:
نأمل أن يكون هذا المقال قد ساعدك على تكوين فكرة أفضل عن نقاط قوَّتك وضعفك، لكن طبعاً لا يزال الأمر يتطلب القليل من التجربة والخطأ، وكما قلنا آنفاً، حين تُشكِّل حياتك مُرتكِزاً على نقاط قوَّتك، فسوف تحصل على حياة عالية الجودة.
أضف تعليقاً