ما هي عناصر الثقة؟
"برين براون"، الباحثة والأستاذة الجامعية والمؤلفة والمتحدِّثة الشهيرة في إحدى فعاليات جلسات Super Soul، ناقشت العناصر السبعة لبناء الثقة، ووفقاً لبراون، فإنَّ الثقة لا تتأتَّى من المبالغة في الحُبِّ أو الصداقة، بل تتشكَّل في اللحظات الصغيرة في الحياة التي تُظهِر لك أنَّه يمكنك الاعتماد على شخص ما، وكما وجد "جون جوتمان"، العالم المشهور في علم النفس ومؤسس معهد جوتمان ومبتكِر طريقة جوتمان لعلاج الأزواج، نتائج مشابهة في أبحاثهن وقد أشار "جوتمان" إلى أنَّ "الثقة تنمو في اللحظات الصغيرة في الحياة اليومية، وليس من خلال الإشارات الكبيرة المعروضة مرتين في العام".
عناصر الثقة السبعة التي تعدُّ مكونات أساسية لبناء الثقة في العلاقات وتعزيزها:
- تحديد حدود واضحة واحترامها في العلاقات.
- التعامل بصدق وصراحة مع الآخرين.
- تحمُّل المسؤولية عن أفعالنا والتصرفات الخاصة بنا.
- قبول الآخرين كما هم دون محاولة تغييرهم.
- العمل بصدق وعدم الغش أو الخداع.
- عدم الحكم المسبق أو التقييم السلبي للآخرين.
- التصرُّف بلطف وعطاء نحو الآخرين.
فوائد بناء الثقة في العلاقات:
الثقة تؤدي دوراً حاسماً في تعزيز وتحسين العلاقات بين الأشخاص، وإليك بعض الفوائد الرئيسة للثقة في العلاقات:
1. بناء الارتباط العاطفي:
الثقة تساعد على بناء رابطة عاطفية قوية بين الأفراد، فعندما يثق الشخص في شريكه أو صديقه، يشعر بالراحة والأمان ويتمكَّن من فتح قلبه بصدق وصراحة.
2. تعزيز التواصل:
عندما يكون هناك ثقة بين الأفراد، يصبح التواصل بينهم أكثر فعالية وصدقاً، ويشعرون بالثقة في تبادل الأفكار والمشاعر والمعلومات دون خوف من الانتقاد أو الحكم السلبي.
3. تعزيز التعاون وروح الفريق:
الثقة تعمل بوصفها عاملاً دافعاً للتعاون والعمل الجماعي، عندما يثق أعضاء الفريق ببعضهم بعضاً، ويكونون أكثر استعداداً للعمل معاً وتبادل المسؤوليات والتحمُّل المشترك للتحديات.
4. تحقيق الأهداف المشتركة:
عندما يكون هناك ثقة بين الأفراد، يصبح من الممكن تحقيق الأهداف المشتركة تحقيقاً أكثر فعالية، ويكون الجميع ملتزماً بتحقيق النجاح ويثقون في بذل قصارى جهدهم لتحقيق النتائج المرجوة.
شاهد بالفيديو: 8 طرق أثبت نجاحها لبناء الثقة بالنفس
كيف يمكنني بناء الثقة في علاقاتي؟
إنَّ بناء الثقة في العلاقات يستغرق الوقت ويحتاج إلى عمل مستمر، إليك بعض النصائح لبناء الثقة في علاقاتك:
1. كُنْ صادقاً:
الصدق هو أساس بناء الثقة، فكُنْ صادقاً في التعامل مع الآخرين، وتعامَلْ بصدق في جميع الأمور، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، وتجنَّبْ الكذب والتضليل وكن واضحاً ومباشراً في التعبير عن مشاعرك وأفكارك.
2. التَزِم بالوعود:
عندما تُقدِّم وعداً للشخص الآخر، حاوِلْ قدر الإمكان الوفاء به، واحترِمْ التزاماتك وكن موثوقاً في أفعالك، وإذا واجهْتَ صعوبات في تحقيق الوعود، فحاوِلْ التفاهم والتواصل للبحث عن حلول مشتركة.
3. استمِعْ بتفهم:
استمِعْ استماعاً فعَّالاً ومتفهِّماً للآخرين، واعطِهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم دون انقطاع أو تقاطع، وقدِّم الدعم العاطفي والتعاطف واحترم وجهات نظرهم، حتى إن لم تتَّفق معها.
4. تعامَلْ باحترام:
يجب أن يكون التعامل مع الآخرين مبنياً على الاحترام المتبادل، وتجنَّب التجاوز على حدود الآخرين أو انتهاك خصوصيتهم، واحترِمْ قراراتهم واحترم تنوع الآراء والثقافات.
5. كُنْ موثوقاً:
ابنِ سمعتك بوصفك شخصاً موثوقاً به، وحافِظْ على توافق كلامك وأفعالك وكن مسؤولاً عن أفعالك، وعندما يرى الآخرون أنَّك موثوق به، ستزيد فرص بناء الثقة بينكم.
6. كُنْ متسامحاً:
تعامَلْ مع أخطاء الآخرين بتسامح ورحابة صدر، وقدِّم العفو والمغفرة عندما يرتكب الآخرون أخطاء، ولا تحملهم بالأخطاء السابقة التي ارتكبوها.
7. احترِمْ الخصوصية:
احترِمْ خصوصية الآخرين ولا تنشر معلوماتهم الشخصية أو الحسَّاسة دون إذنهم، والاحتفاظ بالثقة والسرية في المعلومات التي يشاركونك إيَّاها سيعزِّز الثقة بينكم.
أهمية الثقة في العلاقات:
إنَّ غياب الثقة يمكن أن يُلقِي بظلال الشك والارتباك على العلاقات، فيتسلَّل الشك إلى القلوب ويثير التوتر المستمر، فقد تجد نفسك تتساءل باستمرار عن موقف شريكك ودوافعه، ممَّا يؤثر سلباً في التواصل بينكما ويثير الاستياء، وإنَّ الثقة تمنح الأفراد الشعور بالأمان والدعم، وتمكِّنهم من التواصل بعمق وصدق، ممَّا يؤدي في النهاية إلى بناء علاقات قوية ومستدامة، ولذا فإنَّ الاهتمام بتطوير الثقة في العلاقات يستحق العناء، فتعدُّ العلاقات أحد أهم عناصر حياتنا، وتتماشى هذه الرؤية مع الأبحاث العلمية، فقد كشفت أطول دراسة عن السعادة أنَّ العلاقات والروابط الاجتماعية، ضرورية لرفاهيتنا وسعادتنا مع تقدمنا في العمر، بالإضافة إلى ذلك، تعزِّز الروابط الاجتماعية القوية صحتنا العاطفية، وترتبط بانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري والتهاب المفاصل وانحسار القدرات الإدراكية.
كيفية إعادة بناء الثقة في العلاقات بعد كسرها:
من الصعب بناء الثقة في العلاقة بعد حدوث الخيانة أو الغدر، ولكنَّه ليس أمراً مستحيلاً، وهنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على هذا الصدد:
- اعترِفْ بخطأك بكل صدق ووضوح، وتحمَّلْ المسؤولية الكاملة عن أفعالك وتأثيرها السلبي في الطرف الآخر.
- قدِّمْ اعتذاراً صادقاً للشخص الذي أسأت له، وعبِّر عن ندمك العميق للألم والجرح الذي سببته.
- كُنْ جاهزاً للإجابة بصدق على أسئلة الطرف الآخر ووفِّرْ الطمأنينة له من خلال أفعالك.
- امنَحْ الطرف الآخر الوقت والمساحة اللازمة لمعالجة مشاعره والتعافي من الخيانة، وأظهِرْ الصبر والتفهم لاحتياجاته العاطفية.
الآثار السلبية لانعدام الثقة في العلاقة:
عندما يفتقد الشركاء القدرة على بناء الثقة في العلاقة أو يعانون من تجربة سابقة لانهيار الثقة، يحدث غالباً انهيار في التواصل، وينشأ شعور بعدم الأمان ونقص في الحميمية، ممَّا يُشكِّل تهديداً للعلاقة بأكملها، وفيما يأتي بعض التأثيرات الشائعة لعدم الثقة في العلاقات:
- نشوء الشك والشبهات حول أفعال ونوايا الشريك، ممَّا يخلق حالة من عدم الارتياح والتشتُّت.
- رغبة كبيرة بالسيطرة على سلوك الشريك من خلال فرض قيود وتنظيمات، بهدف إدارة عدم اليقين واستعادة السيطرة والأمان.
- تكرُّر المناقشات والخلافات نتيجة انعدام الثقة، فيكون الشك محرِّضاً للمشكلات والصراعات.
- ازدياد التوتر والضغط داخل العلاقة وعلى مستوى الفرد.
- شعور الشخص بالاحتجاز والقيود داخل العلاقة، فيجد نفسه غير قادر على التعبير عن ذاته بحرية وصراحة.
- شعور الشخص بانعدام الأمان العاطفي أو الجسدي في العلاقة.
- امتناع الشخص عن مشاركة أفكاره ومشاعره وتجاربه مع الشريك، خوفاً من التقييم السلبي أو الخيانة.
في الختام:
بناء الثقة في العلاقات يعدُّ عملاً قِيَماً يجب العمل عليه عملاً مستمراً، وإذا نجح الشركاء في بناء الثقة المتبادلة، فإنَّهم سيتمتَّعون بعلاقة قوية ومتينة تساعدهم على تحقيق السعادة والتناغم في حياتهم المشتركة، لذا، دعونا نبدأ العمل على بناء الثقة في علاقاتنا ونخطو خطوات نحو عالم من الاتصال العميق والتواصل الحقيقي.
أضف تعليقاً