الثقافة مهمة لكل الشركات، بغضِّ النظر عن مجالات عملها أو أحجامها، وفيما يلي ست سمات فريدة لثقافة شركات التكنولوجيا الكبرى والتي قد تساعد أيضاً الشركات الصغيرة على النجاح.
6 سمات ثقافية فريدة وقابلة للتطوير تستطيع الشركات الصغيرة تبنِّيها:
1. ثقافة الإبداع، إيجاد طرائق إبداعية للتغلب على القيود:
تواجه شركات التكنولوجيا الكبيرة تحدياً غير مألوف يتمثل في إيجاد طرائق إبداعية للتغلب على القيود التي تفرضها البرمجيات، ويتطلب هذا المرونة والجرأة لتشجيع العمال على حل المشكلات بسرعة بأنفسهم قبل تفاقمها ووصولها إلى الإدارة العليا، وقنوات اتصال مفتوحة وخلق مناخ مريح بين الموظفين لتبادل الأفكار واستنباط الحلول لتحقيق أفضل النتائج للشركة ولعملائها.
يزدهر فيسبوك (Facebook) بثقافة الإبداع التي تعتمد على حل المشكلات بطريقةٍ إبداعية لبناء شبكات علاقات اجتماعية وتقديم حلول تواكب التطورات المستمرة التي يشهدها عالما الإنترنت والتكنولوجيا، وهدفها الحفاظ على الأمن في الفضاء الإلكتروني.
2. تفاعل الموظفين، خلق بيئة مرنة وممتعة:
إنَّ تفاعل الموظفين أمر لا بُدَّ منه حتى تنال رسالة الشركة دعمهم، حيث تُوفِّر جوجل (Google) بيئة مرنة وممتعة مبنية على الثقة التي تُمكِّن الموظفين من التفكير خارج الصندوق واتخاذ القرارات بأنفسهم، ويجتمع العمال في أماكن غير رسمية للتعاون وتبادل الأفكار، فعندما تتسامح الشركة مع الفشل، لن يشعر الموظفون بالخوف من ارتكاب الأخطاء، وسيشعرون بالحرية في طرح الأفكار والابتكار والتفكير خارج الصندوق دون تردُّد.
من خلال رعاية هذا النوع من الإبداع، تُمكِّن "جوجل" موظفيها، وتكسب ثقتهم وولاءهم، وتُطوِّر حلولاً إبداعية للغاية في أثناء ذلك.
3. عقلية النمو، تشجيع الموظفين على النمو بمفردهم:
بالطبع، تواجه كل شركة عقبات، وعندما يَحدث هذا، فإنَّ عقلية النمو تُشجِّع الموظفين على معرفة مزيدٍ من المعلومات عن المشكلة التي تعترضهم لإيجاد حل ممكن لها، كما تَعتمد شركة مايكروسوفت (Microsoft) على عقلية النمو لغرس الرغبة في التعلم الدائم لدى الموظفين وإثارة فضولهم للبحث باستمرار عن المعلومات واكتساب المعرفة، وتُشجِّعهم أيضاً على التجربة والتفكير بشكل إبداعي، ومثل "جوجل"، حيث تُوفِّر لهم بيئة تتسامح مع ارتكاب الأخطاء.
تكون غالباً التجربة والخطأ هي الطريقة التي تُكتَشفُ من خلالها الحلول الثمينة، وتسمح عقلية النمو بحدوث ذلك.
4. لا حاجة إلى درجة علمية، تبنِّي أنظمة تدريب عمالقة التكنولوجيا:
يُدرِك عمالقة التكنولوجيا على نحو متزايد أنَّه ليس بالضرورة أن يتعلم الطلاب كل مهارة ذات توجُّهٍ تقني في الجامعة، إذ تُركِّز شركات مثل: آبل (Apple)، وجوجل (Google)، وآي بي إم (IBM) على توظيف المتميزين بدلاً من أولئك الذين يحملون شهادات جامعية، فهم يبحثون عن الأشخاص الذين يتفوقون في قدراتهم وإبداعهم، والذين يمكِنهم الحفاظ على السرية اللازمة لحماية أفكار الملكية ومساعدة الشركة في التغلب على المنافسين.
بالنسبة إلى المعرفة التقنية اللازمة لأداء الوظيفة، تُقدِّم هذه المنظمات تدريباً داخلياً لتوفير التعليمات التي لم يتلقَّها الموظفون في الجامعة، فمن خلال التأكيد على أهمية المهارة بدلاً من التعليم، تتحدى شركات التكنولوجيا الكبرى المعايير التقليدية وتُمهِّد الطريق للابتكار.
5. التركيز على الابتكار، عدم ترك الأفكار العظيمة تذهب سدىً:
من المُرَجح أن تُطوِّر الشركة التي تضع الابتكار في قمة أولوياتها منتجات متطورة تعمل على تحسين حياتنا اليومية والمجتمع ككُل، فنحن نرى ذلك مع سامسونج (Samsung)، التي تفخر بغرس ثقافة تتمحور حول الابتكار من خلال التأكيد على معرفة موظفيها وقدراتهم ومهاراتهم في تطوير منتجات ذات جودة عالية.
من خلال القيام بذلك، تُوفِّر الشركة فرصاً للتطوير المستمر في جوانب تتعدى منتجاتها وخدماتها، وتُعزز نمو الموظفين على الصعيدين الشخصي والمهني، وتُشجِّعهم على دعم بعضهم بعضاً في تحقيق أهدافهم الفردية.
يضع هذا الأسلوبُ الأساسَ لمكان عمل يتسم بالنزاهة والتغيير المستمر بهدف تحقيق التميز.
6. التعامل مع الموظفين كعائلة:
الأشخاص الذين يَشعرون أنَّهم جزء من الشركة التي يعملون بها هم أكثر مَن يتوق إلى نجاحها، حيث تُمكِّن شركة علي بابا (Alibaba) موظفيها من خلال تشجيعهم على تقديم تغذية راجعة صريحة، وتقديم اقتراحات ثمينة، وانتقاد قيادة الشركة باحترام.
تُعزِّز شركة "علي بابا" بيئة تتمتع بالشفافية، وتقبُّل الأفكار الجديدة بحيث تتضمن تغذية راجعة من الموظفين بشأن القرارات الرئيسة حول الشركة ومنتجاتها، وبهذه الطريقة، تجعل موظفيها يشعرون بالتقدير، مما يبني قوة عاملة مخلصة تبقى مع الشركة لفترة أطول وتستمر في اقتراح أفكار جديدة.
يتمتع الموظفون الذين يُعامَلون كعائلة بقدر أكبر من التأييد لأهداف الشركة وإنجازاتها.
في الختام:
تُؤمِن جميع الشركات - كبيرةً كانت أم صغيرة - بأنَّ ثقافة الشركة هي التي تصنع النجاح أو تؤدي إلى الفشل.
من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات الفريدة، يمكِنك بناء قوة عاملة شغوفة برسالتك، ومخلصة لشركتك، ولديها كامل الحرية في طرح الأفكار الإبداعية التي تضع شركتك في صدارة المنافسة.
أضف تعليقاً