لذا سنقدِّم في هذا المقال 3 من أبرز الأحاديث المتعلقة بالمال إحراجاً، مع نصائح للتعامل مع كلِّ واحدة منها:
3 مواقف مُحرجة تتعلق بالمال وكيفية التعامل معها:
1. الاحتفاء بزميل العمل (المساهمة في شراء هدية):
غالباً ما يحدث ذلك عند خطوبة أحد زملاء العمل، وبالطبع يتبعه ذلك الزواج، ومن ثمَّ إنجاب الأطفال، فيعتقد بعض الأشخاص أنَّ الزملاء ملزمون بالمساهمة بشراء هدية بوصفها نوعاً من التهنئة.
لدى "سينثيا هولمان" (Cynthia Holman) أخصائية تمويل تكنولوجيا المعلومات تجربة سابقة بهذا الخصوص، شجَّعها زملاؤها في السابق على المساهمة في التبرُّع لصالح مناسبات تخص زملاء العمل، لكنَّها تعتقد أنَّ قرار المساهمة، ومقدارها يعتمدان على الموقف.
الحل:
تقول هولمان: "أعتقد أنَّه من الضروري أن يوضِّح الشخص الذي يقوم بجمع ثمن الهدية بأنَّ المساهمة اختيارية، فلا ينبغي أن ينعكس عدم مساهمة الشخص سلباً عليه في مكان العمل، ومن المُحتمل أن يواجه الشخص صعوبات مالية تمنعه من المساهمة، ويشعر في نفس الوقت بالإحراج من الإفصاح عن ذلك".
أحد الحلول هو تبنِّي موقف تحدد بموجبه الحالات التي تساهم فيها، وتوضيح هذا الموقف لزملائك عندما تضطر لذلك، فمثلاً، قد ينص موقفك على المساهمة في شراء الهدايا للزملاء الذين يعملون في قسمك فقط، وأنَّك تفضِّل، في غير هذه الحالات، تهنئة الشخص على طريقتك الخاصة.
2. الافتقار للشفافية فيما يتعلق بالراتب:
يحدث أن تتقدَّم للحصول على وظيفة جديدة، ويُطلب منك أنَّ تملأ استمارة التوظيف بالمبلغ الذي ترى أنَّك تستحقه راتباً، لا تريد طبعاً أن تطلب راتباً مبالغاً فيه يؤدي إلى ضياع فرصتك في نيل الوظيفة، ولا تريد في نفس الوقت أن تبخس حق نفسك بطلب مبلغ متواضع جداً، والمشكلة أنَّ وصف الوظيفة لا يوضِّح مقدار الراتب، ويؤدي البحث على الإنترنت إلى أرقام متفاوتة جداً، ولا تعلم بالنتيجة ما هو المبلغ الذي يجب أن تطلبه.
الحل:
بدأ معظم أصحاب الشركات باتِّباع سياسة الشفافية فيما يتعلَّق برواتب الموظفين، وهذا يجنِّب المرشَّح الجديد الشعور بالإحراج، والارتباك عند سؤاله عن المبلغ الذي يعتقد أنَّه يستحقه راتباً، بدأت الشركات في كثير من أرجاء العالم بالإعلان عن الحدِّ الأدنى والأعلى للرواتب الخاصة بكل وظيفة من وظائفها، وذلك للحفاظ على قدرتها التنافسية.
بيَّن بحث أجرته شركة إنديد (Indeed) أنَّ إعلانات الوظائف التي توضِّح الراتب الذي سيتقاضاه الموظف قد ازدادت في الولايات المتحدة الأمريكية (USA) بما يزيد على الضعف بين شهر فبراير/ شباط من العام 2022، إلى شهر فبراير/ شباط من العام 2023، فارتفعت النسبة من 18.4% إلى 43.7%.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح تساعدك على التفاوض على الراتب المناسب بثقة
ترى هولمان أنَّه من الضروري أن تتَّبع الشركات سياسة الشفافية بخصوص رواتب الموظفين، فيساعد هذا الإجراء المرشحين على معرفة مقدار الراتب الذي سيتقاضونه في وظيفتهم الجديدة، ويساهم في تقليل الفجوة بين ما يتوقعه المرشَّح، وما تدفعه الشركة فعلياً.
مع ذلك، فقد تقدَّمت هولمان في السابق لعدة وظائف لم يُعلن فيها عن متوسط الراتب، وتقول: "عادةً ما كان أحد أصدقائي يعمل في نفس الشركة التي سأتقدم للعمل فيها، وكان يخبرني تقديرياً عن مقدار الراتب الخاص بالوظيفة الجديدة".
إذا كنت تتطلع إلى الحصول على ترقية في شركتك، أو العمل في شركة أخرى، ولا يمكنك - من خلال الإنترنت - معرفة مقدار الراتب الخاص بهذا النوع من الوظائف، فاسأل أحد أصدقائك، أو أحد زملائك السابقين، أو أي شخص في نفس مجال العمل للحصول على معلومات إضافية.
إليك نصيحتان تساعدانك على تعزيز ثقتك عند مناقشة الراتب مع مديرك الحالي، أو الجديد:
- تدرَّب على ما ستقوله: تصوَّر طريقة استجابة مديرك لطلب العلاوة، وفكِّر فيما يمكنك القيام به، أو قوله لإقناعه بأنَّك تستحق هذه العلاوة.
- ابقَ مركِّزاً على هدفك: تذكَّر - مهما شعرت بالضيق - أنَّ هدفك من المحادثة هو أن تحصل على مزيد من المعلومات، أو تُقنع مديرك بمنحك علاوة، أو فهم ما يجب القيام به للحصول على ترقية.
ستكون قادراً على التفاوض مع مديرك بشأن الراتب عندما تمتلك ما يكفي من المعلومات، والثقة بالنفس.
3. الشعور بالإحراج وعدم القدرة في نفس الوقت على المساهمة في التبرع لصالح العمل الخيري:
وفقاً لتقرير نشرته منظمة "غيفينغ يو إس إيه" (Giving USA) الأمريكية في عام 2023، فقد تراجع إجمالي التبرعات للمنظمات الخيرية الأمريكية بشكل كبير في عام 2022، وذلك بعد ارتفاع إجمالي التبرعات بشكل كبير في العامين السابقين لعام 2022، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الجائحة، إضافة إلى حركات العدالة العرقية والاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية (USA).
أثَّرت الخسائر في سوق الأوراق المالية في كبار المُتبرعين، كما أدى التضخم إلى انخفاض الدخل الشخصي للأفراد، ما أدى إلى التأثير سلباً في قدرة المواطنين الأمريكيين على التبرُّع لصالح الجمعيات والأعمال الخيرية.
لكن، لا يعني عدم توفُّر ما يكفي من المال للتبرع للجمعيات الخيرية أنَّه لا يمكنك التبرع لصالح أبناء أحد زملائك في العمل من أجل إكمال دراستهم، أو شراء ملابس لفصل الشتاء، وغير ذلك.
الحل:
الحل الأفضل أن تخفف من شعور الإحراج المُحتمل من خلال المبادرة بطرح حلول بديلة، ويمكنك مثلاً، إذا كنت صاحب شركة، أن تعرض على موظفيك حلولاً بديلة لدعم المنظمات الخيرية من خلال العمل المجاني بدلاً من تقديم المال، وإذا كنت تسعى إلى جمع التبرعات لدعم طفلك، فاطلب ذلك من خلال رسائل البريد الإلكتروني، أو من خلال إيجاد آلية تسمح للراغبين بتسجيل أسمائهم في حملة التبرعات تلقائياً، ودون أن تطلب منهم ذلك (يمكنك تصميم لائحة تقوم بوضعها على مكتبك يضع فيها المتبرع اسمه وتوقيعه، وبذلك تعرف من يرغب بالتبرع دون أن تسبب الإحراج لأي أحد).
الأمر الهام هو أن تتجنب الطلب من أي شخص المساهمة بالتبرع من خلال حديث فردي تجنُّباً للإحراج، وتجنَّب أن تذكر، سواء كنت صاحب شركة أم موظفاً، أنَّ التبرع إلزامي، أو أنَّ ثمة فائدة ستعود على المتبرعين، وإذا طُلب منك بشكل مباشر التبرع، ولم تكن قادراً على ذلك، فتذكَّر أنَّ الاعتذار اللبق كافٍ، ولا داعي لتوضيح الأسباب.
في الختام:
قد تكون القضايا المالية إحدى أبرز الموضوعات التي تسبب الإحراج، لكن تذكَّر أنَّ الرفض اللبق لا ينطوي على أي إساءة، أما إذا كنت ممن يشعر بالإحراج كثيراً، ولا يستطيع التعبير عن الرفض بشكل مباشر، فسوف تساعدك هذه الحلول المذكورة آنفاً على التعامل مع مثل هذه المواقف.
أضف تعليقاً