تشمل الفروقات الأساسية بين الحالتين المزاجيتين طرائق التحفيز على العمل؛ إذ يعيد الانطوائيون تحفيز ذواتهم عن طريق قضاء بعض الوقت بمفردهم أو في بيئاتٍ أكثر هدوءاً وأقل نشاطاً وحركة، في حين يستعيد الاجتماعيون نشاطهم عن طريق الاجتماع بأشخاصٍ آخرين في بيئاتٍ أكثر نشاطاً.
تجدر الإشارة هنا، إلى أنَّ الانطواء والانفتاح هي سماتٌ شخصية واسعة الانتشار، كما تُصنَّف شخصياتٌ كثيرة ما بين الاثنين اعتماداً على اليوم أو الظروف؛ إذ لا يحمل أحدٌ صفات أحد النوعين بشكلٍ خالص.
من الفروق الأساسية بينهما في مكان العمل هي تفضيل الأشخاص ذوو الميول الانطوائية التواصل الكتابي بدلاً من التواصل اللفظي، كما يفضلون العمل في مكتب أو حجرة خاصة بهم، على العمل ضمن مكتب ذي طابع مشترك، وتستلزم مشاركتهم في أي حديثٍ في أثناء اجتماع فريق العمل، أخذ وقتٍ كافٍ للاستعداد المسبق؛ لذا يرجى عدم الضغط عليهم لإلقاء ملاحظات خارج النطاق.
في حين يشكل الانطوائيون من ثلث إلى نصف الناس؛ حيث يهيمن الاجتماعيون على معظم المناصب الإدارية، على الرغم من امتلاك العديد من الانطوائيين صفات تؤهلهم ليكونوا قادةً أقوياء، وفي استبيانٍ أجراه موقع "هوف بوست" (HuffPost) طُلِب من المشتركين الانطوائيين الإفصاح عما يتمنون من أرباب العمل فهمه عن شخصيتهم أو طريقتهم في العمل، وهذا ما قالوه:
1. تستنزف الاجتماعات المتتالية الطاقة:
تقول إحدى اللواتي أجرين الاستبيان، وتُدعى "أليسيا جي" (Alicia G): "سواء كان ذلك في اجتماع شخصي أم اجتماع عن بعد، فأنا بحاجة إلى وقتٍ لتخفيف الضغط، فإنَّ عقد الاجتماعات المتتالية هو الأسوأ!".
2. عدم أخذ الأمر على محمل شخصيِّ في حال عدم قضاء ساعات المرح الإضافية مع الزملاء:
أوضحت الموظفة "لورين تي" (Lauren T): "أنا شخصية اجتماعية تماماً في العمل، ولكن من فضلك لا تطلب مني أن أفعل شيئاً بعد ساعات العمل مع زملاء العمل، إذ أحتاج إلى وقتٍ مستقطع لأستعيد طاقتي لليوم التالي؛ ولا أمانع بالقليل من المرح كل ثلاثة أشهر، أما كل أسبوعين فهو أمرٌ مرهِق بالنسبة إليَّ".
3. يمكن زيادة الإنتاجية عند العمل في مساحة عمل خاصة:
يقول أحد الموظفين الذين أجروا الاستبيان: "يمثل العمل في بيئة مفتوحة، الطريقة المثلى لضمان عدم إنتاجيتي وراحتي في عملي؛ حيث يُضيع كل مشتتٍ أتعرض له جهدي ووقتي في سبيل استعادة التركيز، وبالطبع سأشعر بالغضب بعدها بسبب قرب مواعيد التسليم النهائية وانخفاض الإنتاجية".
4. تزداد الإنتاجية عند العمل من المنزل:
تقول الموظفة "جنيفر إل" (Jennifer L): "بدأَت الشركة في تغيير نظام العمل ليصبح افتراضياً في منتصف مارس، وقد استمر الأمر على هذا الحال حتى الآن، بصراحةٍ لم تكن حياتي المهنية أكثر سعادة أو إنتاجية من قبل العمل من المنزل، أحبُّ الكثير من زملائي في العمل، ولكنَّ الضغط الاجتماعي من حولي لأكون متاحةً - للمرح، والثرثرة، والبقاء مفعمةً بالنشاط - طيلة الأسبوع قد اختفى، فلا زلتُ أتحدث مع زملائي عبر تطبيق الدردشة الخاص بالشركة عندما نطرح موضوعاً للنقاش، لكنَّني لم أعد أضطر للتعامل مع الأحاديث اليومية العابرة دون توقف.
لا يعني عدم مشاركتي الدائم خلال اجتماعات الموظفين الكبيرة أنَّني لا أملك أفكاراً رائعة.
أريد أن أستمر بالعمل عن بعد، سأحصل بالطبع على لقاح فيروس كورونا بمجرد أن أستطيع ذلك؛ لأنَّني كبيرةٌ في السن ومريضة بداء السكري؛ لذلك، فأنا أكثر عرضة للفيروس من غيري، ولكن حالَ تلقِّي الجميع للتطعيم والبدء بإجراءات العودة إلى العمل المكتبي، سيكون أمراً صعباً جداً بالنسبة إليَّ".
5. عدم القدرة على التميز في العمل عند وضع الشخص تحت عين المراقبة بسبب الحاجة إلى الوقت للاستعداد:
أوضحت "فكتوريا بي" (Victoria P): "بيَّنتُ لمديري في مقابلةٍ فردية معه أنَّني مهتمة بتوسيع دوري القيادي، وفي ذلك المساء، طلب مني أن أستلم قيادة برنامج معين دون تخصيص وقت لمراجعة المواد أو التخطيط أو عملية معالجة الأمور.
سبب لي مجرد التفكير بهذا الأمر قلقاً شديداً، لهذا أعربتُ عن رغبتي في استلام القيادة لكن في موعدٍ لاحق مع العديد من الملاحظات حول تخصيص وقتٍ أكبر، لكنَّني اكتشفتُ أنَّه كان اختباراً لي، لقد فشلت فيه، ولم يعرض عليَّ منصباً قيادياً مرةً أخرى، بصفتي شخصاً انطوائياً أعلم جيداً أنَّ لدي القدرة على التفوق في المناصب القيادية، ولكنَّني بالطبع لن أرغب بأن أعمل كشخصٍ أعمى".
6. تمثل نشاطات "كسر الجمود" كابوساً:
أوضحت الموظفة "جيسيكا أر" (Jessica R): "تُسبِّب لي نشاطات "كسر الجمود" (لتوطيد العلاقات بين أفراد الفريق) الذعر والإجهاد، ومن المفترض الاستمتاع بها، ولكنَّني أجدها مروِّعة".
7. إدارة اجتماعات منصِفة حتى لا تضيع فرص الانطوائيين للحديث في خضمِّ الاجتماع:
أوضحت الموظفة "لارا بي" (Lara B): "إنَّ مجرد التعبير عن فكرة بصوتٍ عالٍ بطريقة صاخبة لا يجعلها فكرةً أفضل، فعندما يتحدث الانطوائيون، يجب الإصغاء لهم، بالإضافة إلى أنَّ من مهام مدير الاجتماع أن يضع حداً للأشخاص المهيمنين الذين يخيفون الآخرين من المشاركة؛ وذلك بصوتهم العالي وتبجحهم في الكلام، فكن مشرفاً جيداً واكبح جماح هؤلاء الناس من فضلك".
8. الحاجة إلى تخطِّي المحادثات العابرة للحفاظ على الطاقة:
تقول الموظفة "شانون س" (Shannon S): "لا تأخذ عني فكرة أنِّي غير ودودة إن لم أتوقف في القاعة وأتحدث مع كل موظف في المدرسة؛ والسبب أنَّني أحاول تركيز طاقتي على وظيفة التدريس التي وُظِّفتُ من أجلها".
9. يتم تحقيق أفضل أداء عند العمل الفردي أو من شخصٍ لشخص أو ضمن مجموعة صغيرة:
تقول "ماريا ج" (Maria J): "في هذه الظروف نستطيع الشعور بالارتياح والتخلي عن التحفظ".
10. الاعتراف بالجهود المبذولة في العمل الشاق أمرٌ عظيم، ولكن حبذا لو يُتَجَنَّب فعله أمام طاقم الشركة بأكمله:
تقول الموظفة "كاتي كي" (Katie K): "في حين أنَّني أقدِّر حقاً الاعتراف بجهودي، لكنَّني أفضِّل توجيه ملاحظة إيجابية أو رسالة بريد إلكتروني خاصة ومباشرة، بدلاً من الإعلان أمام الجميع في اجتماع عمل".
11. يتطلب الانتقال بين المهام بعض الوقت:
تقول "تيفاني بي" (Tiffany B)": "عندما أنشغل بالقيام بعملٍ ما ويقوم أحدهم بمقاطعتي لطرح سؤالٍ عليَّ، فلا يعني عدم قدرتي على الإجابة على الفور، جهلي بالإجابة أو عدم كفاءتي، كل ما في الأمر أنَّني أستغرق وقتاً طويلاً بصفتي شخصاً انطوائياً حتى يقوم دماغي بالتبديل بين مهمةٍ وأخرى".
12. لديَّ أفكار جيدة، لكنَّني أجد صعوبة في طرحها خلال عملية العصف الذهني الجماعي:
تقول "أليسيا جي" (Alicia G): "لا تقلل من شأني، عندما أمتنع عن الحديث بشكلٍ دائم خلال اجتماعات الموظفين الكبيرة، فهذا لا يعني عدم وجود أفكار رائعة، وبدلاً من ذلك سيوفر تنوع السبل في طرح الأفكار الوقتَ اللازم لتطوير أفكاري، والمساحات المريحة لمشاركتها".
13. تفضيل التراسل عبر البريد الإلكتروني على المكالمة الهاتفية عموماً:
توضح "كيم تي" (Kim T) رأيها: "من فضلك، لا تتصل بي عندما تفي الكتابة أو إرسال رسالة بريد إلكتروني بالغرض، يمكنني الرد بذكاء وبطريقة مثالية على أي أسئلة وحل أيَّة مشكلات إذا لم أضطر لقول ذلك هاتفياً".
14. عندما يتجول رب العمل في المكان طالباً من الموظفين مشاركة معلومة عن أنفسهم كنوع من النشاطات الترفيهية، فاعلم أنَّ هذا النشاط ينعكس سلباً على الانطوائيين:
تقول "كات تي" (Kat T): "لا تتوقع أن يصدقك الجميع القولَ في كل اجتماع، عندما تطلب منهم شرح أمورهم خارج العمل؛ مثل ماذا فعلوا خلال العطلة، أو ما هو رأيهم بالموضوعات الراهنة؛ حيث يذكِّرني هذا الموقف بشعور القلق الذي كان ينتابني عندما كان المعلم يدعو الطلاب إلى القراءة بصوت عالٍ واحداً تلو الآخر فيزداد معدل القلق مع وقوف وجلوس الطلاب في الصفوف".
15. لا يعني الهدوء عدم اهتمامنا بما يجري حولنا:
أوضحت "مارسيلا إي" (Marcella E): "يتفاعل الانطوائيون داخلياً، ولكن هذا لا يعني أنَّني لا أملك أي إضافات للعمل؛ بل يستغرق مني الأمر وقتاً لأعالجها بهدوء قبل إخراجها".
شاهد بالفديو: 8 أمور يقوم بها الأشخاص الاجتماعيون على نحو مختلف
16. قد تكون نقاط القوة أقل وضوحاً ولكنَّها ليست أقل قيمة:
تقول "بام إف" (Pam F): "يعتقد رب عملي أنَّ المعلم الجيد هو شخصية منفتحة فذة عليها أن تكون صاخبة وكثيرة الحركة لجذب انتباه الطلاب والحفاظ عليه، إنَّهم لا يدركون أنَّ الانطوائيين أكثر اعتماداً على الحدس وأشد ملاحظة من نظرائهم الاجتماعيين، وتُعَدُّ هذه الخصال مكاسب قيِّمة ستعود بالفائدة على أصحابها".
ستحتاج في بعض الأحيان هذه الصفات الانطوائية لمعرفة طلابك عن كثب، بالإضافة إلى ذلك، فلن يستجيب الطلاب كلهم استجابةً جيدة لمعلمٍ نشيط وصاخب وكثير الحركة؛ إذ تكمن قوة المعلم الانطوائي في ملاحظته الطلاب الهادئين، والذي سيعمل على التواصل معهم ضمن مستوى يريح الطالب.
17. الحاجة إلى استراحة الغداء لتخفيف الضغط:
أوضحت "شيريل كي" (Cheryl K): "في حين أقدِّر لأرباب العمل رغبتهم في إظهار الشكر للموظفين عن طريق شراء وجبة الغذاء، لكنَّني بحاجة إلى ساعة في منتصف النهار للابتعاد عن مكان العمل وإعادة شحن طاقتي".
18. لا يعني رفض منصب قيادي عدم السعي إلى التطوير:
أوضحت "إميلي بي" (Emily B): "لا يعني أدائي العالي في موقعي الحالي أنَّ لديَّ الرغبة في أن أكون ضمن فريق القيادة، وعلى الجانب الآخر، أرجوك لا تشعر بالسوء عندما تعرض عليَّ منصباً قيادياً وأرفضه، من فضلك، لا ترَ ذلك على أنَّه نقصٌ في التفاني أو الطموح، أنا أحب أن أكون في منطقة راحتي وأحب ما أقوم به حالياً وحسب".
19. عدم كون الشخص ضمن الأشخاص البارزين لا ينفي حقه في تقدير مساهماته:
يقول "كاري إتش" (Carrie H): "أعمل بجد وأعمل لساعات طويلة، ولكن أُتَجاهَل عموماً، بينما يحصل الاجتماعيون قليلو التفاني على المزيد من التقدير والثناء؛ ذلك لأنَّهم يطالبون بملاحظة وجودهم في بيئة العمل. أتمنى أن يفهم رئيسي أنَّ القليل من الثناء أو التقدير سيقطع شوطاً طويلاً لزيادة الإنتاجية".
أضف تعليقاً