الخروج من دائرة الراحة:
ليس كل ما تريد تحقيقه في الحياة سيكون سهلاً، حيث أن الخروج من دائرة الراحة الخاصة بك سيتيح لك الفرصة لتصبح أكثر إنتاجية. كما أن هذه الخطوة سوف تعزز ثقتك بنفسك، خاصة إذا عملت بجد وتحديت نفسك ونجحت في ذلك.
كما إن الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك يعني تعلم أشياء جديدة، والتعرف على أشخاص جدد، ورؤية أماكن جديدة، وتجربة تجارب جديدة، وكل هذا يمكن أن يساعد في توسيع وعيك بالعالم وكيفية ملاءمتك له وقد يعرّفك على اهتمامات أو مجالات دراسية جديدة ترغب في استكشافها.
ويُشار إلى أن تحدي نفسك للتحرك خارج منطقة الراحة الخاصة بك يمكن أن يزيد من مرونتك، حيث ستكتسب المزيد من الثقة في كيفية التعامل مع الفشل أو النكسات وستصبح أكثر راحة مع زيادة مستويات التوتر والقلق وعدم اليقين.
خطوات كي تخرج من منطقة راحتك:
1. كن مدركاً لما هو خارج منطقة راحتك:
ما الأمور التي تعتقد أنَّها تستحق أن تقوم بها، لكنَّك تخشى القيام بها كيلا تصاب بالإحباط أو الفشل؟
ارسم دائرة، واكتب داخلها أسباب الراحة، وضع خارجها كلَّ الأمور التي تعتقد أنَّها تستحق بذل جهدك للقيام بها؛ حيث تتيح لك هذه الطريقة تحديد الصعوبات التي تخشاها بوضوح.
2. حدد ما الذي تريد أن تتغلب عليه بوضوح:
خذ قائمة الصعوبات التي تخشاها وتعمَّق فيها أكثر، وتذكر أنَّ المشاعر الأساسية التي تحاول التغلب عليها هي الخوف، وفكر كيف ينطبق هذا الخوف على كل حالة على حدة، وكن دقيقاً في ذلك. هل تخشى أن تتقدم للناس وتعرِّف عن نفسك في المواقف الاجتماعية؟ ولماذا؟ وهل يعود ذلك لأنَّك لا تثق بصوتك أو مظهرك؟ أم لأنَّك تخشى أن يتجاهلك الناس؟
3. تأقلم مع الصعوبات التي تخشاها:
تتمثل إحدى طرائق الخروج من منطقة الراحة في توسيعها حرفياً؛ لذا اجعل ذلك هدفك لتجنب الهروب من الصعوبات.
بالنظر إلى موضوع التحدث مع الناس في المواقف الاجتماعية: إذا شعرت بالذعر عند التحدث إلى شخصٍ التقيت به للتو، فحاول البقاء معه لفترةٍ أطول قليلاً قبل الانسحاب إلى منطقة الراحة؛ وإذا بقيت لفترة كافية وفعلت ذلك بشكل متكرر، فسيصبح الأمر أقل صعوبة بالتأكيد.
4. تعامل مع الفشل من منطلق أنَّه درس لك:
يخشى العديد منَّا الفشل، ويفضلون عدم فعل أي شيء سوى أن يحلموا؛ لكن جرب أن تنظر إلى الفشل على أنَّه معلم، واسأل نفسك: ماذا تعلمت من هذه التجربة؟ وماذا سيضيف هذا الدرس إلى مغامرتي القادمة ليزيد من فرص نجاحي؟
في الحقيقة، لقد فشل العديد من الأشخاص الناجحين عدة مرات قبل أن يحققوا النجاح.
شاهد بالفيديو: 7 خطوات لتقبّل الفشل والنهوض لتحقيق النجاح.
5. اخطُ خطوات صغيرة:
لا تحاول القفز خارج منطقة راحتك؛ ذلك لأنَّك ستتفاجأ غالباً وتعود لتقفز داخلها مجدداً؛ بل اخطُ خطوات صغيرة باتجاه الخوف الذي تحاول التغلب عليه.
مثلاً: إن أردت التحدث علناً، فابدأ اغتنام كل فرصة لتتحدث إلى جماعة صغيرة من الناس؛ كما تستطيع أن تتدرب مع أصدقائك وعائلتك أيضاً.
6. رافق الشخص المقدام:
لا بديل لهذه الخطوة؛ فإن أردت أن تكون أفضل في أمر ما، فعليك أن ترافق الأشخاص الذين يجيدون ذلك، ثمَّ تبدأ بمنافستهم؛ وسينعكس بالتالي تأثيرهم على سلوكك حتماً.
7. كن صادقاً مع نفسك عندما تحاول تقديم الأعذار:
لا تقل: "يا إلهي، ليس لدي وقت لأفعل هذا الآن"، بل كن صادقاً، وقل: "أنا أخشى فعل ذلك".
لا تختلق أعذاراً، بل كن صادقاً؛ وستكون عندها في موقف أفضل كي تواجه ما يقلقك، وتزيد من فرص تقدمك.
8. حدد كيف ستستفيد من الخروج من منطقة الراحة:
على سبيل المثال: ماذا ستضفي قدرتك على التحدث علناً على تطورك المهني والشخصي؟ أبقِ هذه الفوائد المحتملة في ذهنك لتحثك على مواجهة مخاوفك دوماً.
9. لا تقسُ على نفسك:
تعلَّم أن تسخر من نفسك عندما تخطئ؛ إذ لا بد أن يتضمن خوض المخاطر بعض الفشل والانتكاسات، والتي قد تجعلك تبدو أحمقاً أمام الآخرين أحياناً؛ لذا كن سعيداً بتخطي العقبات عندما يسخر الآخرون منك.
10. ركز على المرح:
استمتع برحلة اختراق الحدود الآمنة، واكتشاف الأشياء التي لم تكن على علم بها من قبل.
تمارين للخروج من منطقة الراحة:
فيما يلي مجموعة من أفضل التمارين التي يمكن أن تساعدك على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك والانفتاح على وجهات نظر فريدة وإمكانيات لم تكن مرئية من قبل وطرق تفكير جديدة ومبتكرة:
1. اتخذ إجراءين جديدين كل يوم:
كل يوم، قم بإجراء خطوتين صغيرتين وبسيطتين جداً على شيء كنت تعمل عليه لفترة طويلة جداً. هذه الخطوة ستجعلك تعتاد على العيش بشكل تم التخطيط له، مما سيضعك على طريق المضي قدماً.
وقبل أن تدرك ذلك، ستكون قد أصبحت من الأشخاص الذين يتخذون إجراءات هائلة، وسيصبح الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك كل يوم عادة وإدماناً أيضاً.
2. احصل على "الأرضية" أولاً:
إحدى الطرق الفعالة للاستفادة من شجاعتك والدخول في سلوكيات جديدة مرغوبة هي أن "ترتكز" أولاً.
تظهر الأبحاث أن التنفس اليقظ (ستة أنفاس في 30 ثانية) يقلل من التوتر والقلق ويزيد من التركيز والإبداع.
3. اعتماد عقلية الخدمة:
انظر إلى كل لقاء من خلال عدسة خدمة الآخرين كعميل لك، سواء كانوا عميلاً محتملاً أو زميلاً أو نظير، كيف يمكنك أن تكون في خدمتهم؟
رؤية الآخرين بهذه الطريقة تبعد التركيز عنك، ويمكن أن تنشط ارتياحهم وثقتهم بك، وهذا بدوره يساعدهم على التفاعل معك وتحقيق التواصل الحقيقي.
4. قم بتغيير وجهة نظرك:
كن واضحاً تماماً فيما تريد تحقيقه، ثم ابحث في عقلك عن المعتقدات التي تعترض طريق نجاحك.
حيث أن تحدي تلك المعتقدات لإعادة تشكيل وجهة نظرك حول إمكاناتك الخاصة في سياق ما هو ممكن حقاً.
5. تصور أفضل وأسوأ السيناريوهات:
إنها خدعة بسيطة، ولكنها فعالة جداً. أجب عن سؤالين: أولاً، ما هو أفضل شيء يمكن أن يحدث عند الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك؟ تصور ذلك؛ اجعلها ملونة. إذن، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ اختر السيناريو المحتمل، لا يوجد شيء غريب للغاية. وبعد ذلك، فقط قم بتجميعها معاً. هل احتمال حدوث أفضل شيء يستحق المخاطرة بحدوث الأسوأ؟ إذا كانت الإجابة بنعم، افعلها. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا تدخل في المخاطرة.
في الختام:
قد يبدو الخروج من منطقة راحتك أمراً مخيفاً في بدايته، لكنَّك لست مضطراً لتحطيم حدود منطقة راحتك دفعة واحدة، بل يمكنك اتخاذ خطوات تدريجية لفعل ذلك. ستشعر من خلال تجاوز منطقة الراحة ببطء بمزيد من السهولة عند التعامل مع الأشياء الجديدة التي بدت خطيرة بالنسبة إليك سابقاً؛ لذا اخطُ الخطوة الأولى، وثق أنَّك ستنجح.
أضف تعليقاً