15 خطأً شائعاً في التواصل مع الاخرين

كم عدد الأشخاص الذين تعلموا كيفية التواصل بمهارة في المدرسة؟ هل سبق وأعطاك معلموك نصائح حول كيفية خوض نقاشات مع الناس؟ وهل علموك الإصغاء بعناية؟ فقد يرتقي التواصل بعالمك أو يهوي به؛ لكن لعلَّك تعتقد أنَّ هذا الكلام مبالغ فيه للغاية، ولكنَّ سوء التواصل يقود إلى علاقات مخفقة، كما أنَّه أحد أسباب عدم إحلال السلام في العالم، ولكنَّ الخبر السار هو أنَّ الأوان لم يفت على التعلم بعد.



لذا، نقدم إليك 15 خطأً شائعاً لعلَّك ترتكبهم، دون أن تعلم بذلك:

1. عدم امتلاك روح الفريق:

لا تنطوي علاقاتنا مع الناس على أساس من المنافسة، أو على الأقل لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، ولكنَّ الكثير من الأشخاص يتعاملون مع الآخرين وكأنَّهم "أعداؤهم"، ويلجؤون إلى استخدام صيغة "الأنا والأنت" أثناء حديثهم معهم؛ لذا، عليك أن تعيد صياغة حديثك، وتتعامل مع الآخرين بوصفكم فريقاً؛ لذا اعملوا سوياً وليس ضد بعضكم لحل المشكلات، وليس لتحقيق الانتصار على الآخر.

2. عدم النظر في عيون الناس أثناء حديثك معهم:

كم مرةً تحدَّث معك شخص وأنت تحدق في هاتفك أو تكتب على حاسوبك أو تشاهد التلفاز؟ حتى لو لم تشعر بالأمر، فلا بد أنَّك قمت بذلك من قبل؛ كما لا بد أنَّك كنت في الجهة المقابلة، إذ تتحدث ولا أحد ينظر إليك، كيف تشعر عندما يحدث ذلك؟ على الأغلب يراودك شعور سيء؛ فلماذا لا تعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك؟

3. مقاطعة الآخرين أثناء الحديث:

ما الذي يعنيه الأمر عندما تقاطع أحداً أثناء حديثه معك؟ هذا يعني أنَّ ما تقوله أهم مما سيقوله الآخر، إنَّها ليست رسالةً لطيفةً أليس كذلك؟ تميل النساء إلى المقاطعة بسبب شعورهن بالحماسة، أو خوفاً من نسيان ما سيقُلنه، أو بسبب الاثنين معاً؛ وأما الرجال، فيقومون بهذا بالأمر أكثر محاولةً منهم لإظهار قوتهم. مهما كان السبب، فما تزال المقاطعة تعني أنَّك أهم من الآخرين.

إقرأ أيضاً: 5 أخطاء شائعة يقوم بها البعض خلال حديثه مع الآخرين

4. استخدام لغة جسد سلبية تُظهر اللامبالاة:

تحمل لغة الجسد الخاصة بك تسعين بالمئة من معنى ما تقوله للآخرين؛ إذ إنَّها نسبة كبيرة للغاية.

يُعدُّ التواصل البصري جزءاً صغيراً من لغة الجسد، إضافةً إلى وضعية جلوسك؛ فهل تميل نحو الشخص الذي يكلمك، أم تجلس في وضعية تشير إلى عدم اكتراثك بما يقوله؟ وماذا عن درجة مَيل الرأس، ومدى قربك أو بعدك عن شخص ما؟

ترسل كل تلك الحركات رسائل قوية لمن يتحدث معك؛ فكما يقول المثل: "الأفعال أبلغ من الأقوال".

5. عدم العودة إلى صياغة وتكرار ما قاله المتحدث لك:

هل سبق لك أن قلت شيئاً لشخص ما وشعرت أنَّه لم يسمعك أبداً؟ ربما أجابوا بكلمات مثل: "ممم..." أو "نعم..." أو "أها..."؛ لكنَّك تعلم أنَّهم لم يسمعوك حقاً.

هنا تكمن أهمية إعادة الصياغة والتكرار؛ فحاول أن تقول شيئاً مثل: "إذن، ما تقوله هو أنَّني عندما أتأخر، فإنَّ هذا يجعلك تشعر بالقلق؟ هل سمعتك بشكل صحيح؟" لا يُظهر ذلك للشخص الآخر أنَّك سمعته فحسب، بل وأنَّك تهتم بما يكفي لإعادة صياغة ما يقوله لتؤكد له أنَّك سمعته.

6. وضع الافتراضات قبل استماع الحديث بأكمله:

من المحتمل أنَّك أشحت بناظريك عن الناس ظناً منك أنَّك تعرف ما سيقولونه، ولست مضطراً إلى سماع بقية الحديث، وقد يكون ما تظنُّه صحيحاً، أو قد لا يكون؛ ولكن لا ينبغي عليك أن تتصرف بهذه الطريقة، إذ بالتأكيد لا يعجبك الأمر عندما يضع الناس افتراضات حول ما تقوله؛ لذا لا تفعل ذلك مع الآخرين أيضاً.

7. السماح لمشاعرك بأن تتحكم بما تقوله:

قد يجتاحنا غضب شديد أحياناً، وتضيق بنا الدنيا، ولكنَّ ردة فعلك خلال زحمة هذه المشاعر هي ما يهم، لا تدع عواطفك تتحكم بك، وحاول أن تخرج وتهدأ قليلاً كي لا تقول شيئاً تندم عليه لاحقاً، وعندما تعاود التفكير بعقلانية، اجلس وعالج المشكلة باستخدام صيغة الجمع، وتذكَّر أنَّكم فريق واحد؛ لذا لا تتعامل مع الموضوع بوصفه منافسةً كما ذكرنا سابقاً.

8. عدم طرح أسئلةٍ تستفسر فيها عما يتكلم عنه الآخرون:

عندما تقول أشياء مثل: "أخبرني المزيد عن هذا الأمر" أو "إذاً، كيف جعلك هذا تشعر؟" سيعرف الشخص الآخر أنَّك تهتم به بما يكفي لتطلب المزيد من المعلومات، إنَّ هذا يسمى بالأسئلة الاستقصائية؛ لذا اطلب من الناس مزيداً من التفاصيل؛ فهذا يمنحهم شعوراً جيداً.

9. التحدث عن نفسك وحياتك أكثر من السؤال عن أحوال الناس:

إذا لم تسأل الآخرين أبداً عن أحوالهم، وعما يحدث في حياتهم، فستبدو أنانياً ومهووساً بنفسك، ثمة أشخاص في حياتنا يقضون حوالي 95٪ من الوقت يتحدثون فيه عن أنفسهم، ورغم أنَّنا قد لا نهتم بذلك كثيراً، ولكن سيكون من الجيد أن يسألوا عن أحوالنا من حين لآخر.

10. الإحساس بالحاجة إلى كسب جميع النقاشات:

نعيد ونكرر أنَّ العلاقات لا تتمحور حول المنافسة؛ فالاعتراف بأخطائك لا يدل على ضعفك، بل على نضجك؛ لأنَّه لا أحد معصوم عن الخطأ، ولا أحد يمكن أن يكون محقاً طوال الوقت؛ لذا تجنَّب محاولة كسب النقاشات لصالحك؛ فالاعتراف بأخطائك لن يجردك من قوتك، بل يجعلك شخصاً أفضل بسبب صدقك.

إقرأ أيضاً: كيف تكسب قلوب الناس في 26 خطوة

11. مهاجمة شخصيات الآخرين بدلاً من انتقاد ما يقولونه أو يفعلونه:

كم مرةً قلت لأحدهم (أو سمعت) كلاماً مثل: "أنت شخص سيء، وأنا لا أستطيع تحمُّلك أبداً"، ولربما اجتاحك الندم بعد ذلك (ويجب عليك أن تندم بالفعل)، جميعنا نتصرف بشكل سيء من حين لآخر، كما أنَّنا لا نوافق مع كل شيء يقوله الآخرون، ولكن عليك أن تخالف أقوالهم أو أفعالهم وليس شخصياتهم؛ لذا لا تحطم ثقة الناس بنفسها، بل ساهم في تعزيزها.

12. توقُّع أن يقرأ الناس أفكارك:

لا أحد قادر على قراءة أفكارك، فلماذا تتوقع ذلك من الآخرين؟ تميل النساء إلى فعل ذلك أكثر من الرجال، ويتكلمون بطريقة غير مباشرة، ولكن إذا أردت أن يفهمك شخص ما حقاً، عليك أن تكلِّمه بشكل مباشر، وإلا لن تتمكن من لومه إذا أساء فهم حديثك الغامض.

13. التخلي عن قوتك من خلال كلماتك:

تميل النساء إلى استخدام لغة "تجردها من قوتها" أيضاً، وهي اللغة شديدة اللباقة، كأن تقول مثلاً: "عذراً، ولكن هل أزعجك؟" إنَّ هذا يعطي الآخرين فرصةً لأن يقولوا: "نعم، إنَّك تزعجني؛ لذا اغرب عن وجهي"، أو أن تطرح فكرةً خطرت لك وتقول: "قد تكون هذه فكرةً غبية، ولكن…"، وقد يرد عليك أحدهم قائلاً: "أنت محق، إنَّها فكرة غبية"؛ لذا، حافظ على قوتك، ولا تسمح لأحد بأن يستهين بها.

14. السماح لأي شيءٍ أن يمنعك من منح الآخرين انتباهك الكامل:

ثمة الكثير من الأشياء التي تصرف انتباهنا عن الناس الذين يتحدثون معنا، كهواتفنا، أو التلفاز، أو أفكارنا، أو سلوكنا السيء، وتطول القائمة؛ لذا، كن واعياً لنفسك عندما ينصرف انتباهك إلى مثل هذه الأشياء؛ وإن لم تفعل ذلك، سيفهم الآخرون أنَّ ما تفعله يستحق انتباهك أكثر منهم.

15. عدم التعاطف مع الآخرين، والتوهُّم بأنَّ ما نراه هو الحقيقة:

قد ترى الأمور من وجهة نظرك، ثم يراها أحد آخر بطريقة مختلفة، هل يمكنك أن تقول أنَّ أحدكما محقٌ والآخر مخطئ؟ فالأمر برمته يعتمد على من تسأل، وكيف يرى كل شخص منا الحقيقة، فلا وجود لواقع "موضوعي" أحياناً؛ لذا، فإنَّ التعاطف مع الآخرين، وإدراك أنَّ ما يعيشونه ويَخبَرونه حقيقي جداً بالنسبة إليهم، يعدُّ مفتاح تكوين علاقات ناجحة مع الناس.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين

الخلاصة:

يتطلب إتقان التواصل مع الآخرين جهداً؛ فهو شبيه بأن تكون بارعاً في رياضة ما، ويجب عليك أن تواصل التدريب كي تتمكن من إتقانها. ونأمل أن تأخذ هذه النقاط الخمس عشرة على محمل الجد، وتبدأ محاولة تحسين علاقاتك مع الآخرين ابتداءً من اليوم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة