10 نصائح لتوظيف الكسل في زيادة الإنتاجية

يتصف الكثيرون منا بالكسل، ومن الممكن أن يشعر به أكثر الناس كفاءة، وعلى الرغم من احتواء الكسل لمزايا عدة في بعض الأحيان؛ إلَّا أنَّه يصبح مشكلة عند الاستسلام لبعض الأمور.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ومسوِّق المحتوى "ألبرت كوستيل" (albert costill)، والذي يُخبرنا فيه عن تجربته في الاستفادة من الكسل.

يصبح الكسل مشكلة عند الاستسلام للأمور الآتية:

  • إغلاق جهاز التنبيه صباحاً والاستسلام للكسل والبقاء في السرير.
  • انتهاء الأمر بك بالجلوس خاملاً ومشاهدة التلفاز على الرغم من الخطط الكثيرة التي تنتظر التنفيذ.
  • الشعور بالندم على الوقت الذي أضعتَه في النهار؛ لذلك تبدأ الوعود بأن تعوِّض إنتاجك في اليوم التالي، ومع ذلك، تستمر بالكسل وعدم القدرة على العمل.
  • وجود الكثير من المهام غير المنتهية على قائمة أعمالك، فيما يبدو أنَّ الأيام تمضي بسرعة.

إذا كنت تواجه أياً مما ذُكِر آنفاً، فسوف أشارك معك عشر نصائح عملية عن كيفية تقليل الكسل وزيادة الإنتاجية:

1. اكتشف سبب الكسل:

يقول الكاتب "ج. س. واين" (J.S. Wayne) عن نمط الحياة: "إذا كنت تعاني من الاحتراق الوظيفي بسبب العمل المتواصل الذي لا ينتهي طوال الأسبوع ولا تلاحظ ذلك، فهذا دليل على أنَّك بحاجة إلى الراحة أو التغيير.

ليس من المفروض أن يعمل البشر طوال الوقت، فحتى أسلافنا من العصر الحجري القديم كانوا يعملون أقل مما نعمل حالياً، ووسطياً​​، كانوا يقضون حوالي 20 ساعة فقط في الأسبوع في العمل.

ربما تشعر بالإرهاق، أو تخشى الفشل في المهمة، أو لا تريد القيام بها، وهذه مشكلات منفصلة لها حلول منفصلة، ويمكن أن تساعدك معرفة السبب الأساسي لكسلك على إجراء التغييرات التي تحتاجها لتكون شخصاً أكثر فاعلية وحيوية".

ولكن، بالإضافة إلى الاحتراق الوظيفي، تشمل بعض الأسباب الأخرى ما يأتي:

  • تراكم المهام والفوضى في جدول الأعمال والالتزامات الكثيرة جداً التي تملأ الوقت؛ لذا ركز بدلاً من ذلك على المهام الأكثر أولوية.
  • ضعف تقدير الذات وتوجيه انتقادات لاذعة للنفس: أسكِتْ هذه الأصوات بمخاطبة نفسك بعبارات إيجابية.
  • ضعف الحالة البدنية والذهنية: لا بد أن تعرف أنَّ الحل يكمن في الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم وممارسة التمرينات الرياضية وتناول طعامٍ صحي، وإيَّاك أن تتردد في طلب المساعدة.
  • عدم الاستمتاع بالمهام التي تؤديها: قد نضطر أحياناً إلى تأدية مهام لا نستمتع بها، وفي هذه الحالة إمَّا أن نفوِّضها، أو أن نحفز أنفسنا بالنتائج المنتظرة.
  • عدم وجود خطة محددة: اتخذ خطوات صغيرة يمكنك إنجازها لتحقيق أهدافك، إذا لم يكن لديك خطة محددة.
  • الخوف من الفشل: أدِّ خطوات العمل واحدةً تلو الأخرى، واستعد لأسوأ سيناريو، وحاول الاستفادة من الفشل.
  • انتظار الحافز لتشجيعك على البدء بالعمل، ولكنَّ ذلك لا يحدث في بعض الأحيان؛ لذلك عليك أن تقبَل بالأمر وتبدأ بالعمل دون تذمُّر.

2. ركِّز على العمل المثمِر:

إيجاد العمل المثمر هو السر لزيادة الإنتاجية، ولكنَّنا قد ننسى ذلك في بعض الأحيان؛ لذلك يمكنك، ولحسن الحظ، اتباع هذه الخطوات للعثور على عمل ذي مغزى وهدف إذا كنت تشعر بالكسل:

  • تحديد العمل الذي تستمتع بأدائه، على الأقل الجانب المُرضي لك منه، حتى لو لم تتخذ إجراءات فورية وضرورية، فإنَّ البدء بأي شيء يمكن أن يدفع بالحافز إلى أعلى مستوياته.
  • التركيز على المهام التي تتوافق مع قيمك ومواهبك، بالإضافة إلى ما أنت شغوفٌ به.
  • صياغة عملك بالطريقة التي تجعلك تستمتع به؛ وذلك عن طريق تغيير بعض التفاصيل ليكون ذا مغزى، ومن ثمَّ ستكون أكثر تفاعلاً وسعادة في العمل.
  • البحث عن الاستقلالية، مثل العمل عندما تكون أكثر إنتاجية أو في الأماكن التي تلهِمُك.
  • سؤال الآخرين عما تتفوق فيه.
إقرأ أيضاً: كيف يؤثر تعدد المهام في الإنتاجية والصحة العقلية؟

3. أحِط نفسك بالأشخاص الناجحين:

حمِّل بعض البرامج الترفيهية المفضَّلة لديك على جهازك المحمول، أو تصفَّح وسائل التواصل الاجتماعي عندما لا تشعر بالرغبة في إنجاز الأعمال، أو يمكنك البحث عمَّا يزيد من حماستك وتحفيزك، مثل متابعة أشخاص مُلهِمِين من منصة "تيد توك" (Ted Talk)، ويمكنك أيضاً ترديد شعارات إيجابية، أو قراءة سيرة ذاتية لأحد الأشخاص المُلهِمِين، أو تدوين إنجازاتك.

علاوةً على ذلك، تجنَّب إضاعة الوقت مع زملاء العمل المتقاعسين؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تحوُّلك إلى شخص كسول مثلهم، وبدلاً من ذلك، أحِط نفسك بأشخاص متحمسين ينجزون الأشياء.

4. استثمر نقاط القوة لديك:

فكر في نقاط قوَّتك عند تحديد الأهداف أو الاستعداد لمهمةٍ ما، ثم استفد منها بتطبيقها على أجزاء مختلفة من المهمة؛ حيث وجد الباحثون أنَّ التركيز على نقاط القوة يعزز الإنتاجية والمشاعر الإيجابية والمشاركة في مكان العمل.

5. ابتعد عن المشتتات:

من الطبيعة البشرية أن ننجذب إلى المشتتات عندما لا نشعر بالرغبة في العمل، وبالنهاية، تستطيع بدل الوقوع فريسةً لتشتيت الذهن أن تخرج للتنزه مع حيوانك الأليف، أو قراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم؛ لذا حدد طرائق لتقليل هذه المشتتات مثل:

  • بناء بيئة عمل تعزز الإنتاجية: تأكد من حصولك على الأدوات والمعدات الصحيحة، وحافظ على مكان العمل نظيفاً ومنظماً.
  • تخصيص مساحة عمل دائمة أو شبه دائمة لعملك، فمن خلال إعداد وترتيب مكان العمل الخاص بك وتجهيزه مسبقاً، تستطيع بدء العمل مباشرةً عندما يحين الوقت.
  • إيقاف تشغيل الأدوات الذكية؛ إذ يمتلك "كال نيوبورت" (Cal Newport) - بصفته خبيراً معروفاً في التركيز وإكمال المهام - نظاماً لتقسيم الوقت إلى أجزاء مُركَّزة، وتُقلَّل خلال هذه الأجزاء المشتتات؛ وذلك من خلال إيقاف تشغيل الهاتف والابتعاد عن تفقُّد صندوق البريد الوارد، حتى لو لم يناسبك العمل العميق، يمكنك محاولة ترتيب الفوضى في مكتبك وتشغيل الهاتف على الوضع الصامت عندما يحين الوقت للبدء بالعمل.
  • مشاركة خططك مع مَن حولك، حدِّد عملك وجداولك الزمنية الشخصية، وشارك تقويمك الخاص مع العائلة والزملاء حتى يعرفوا متى تكون متاحاً ومتى لا تكون كذلك.

6. ماطِل:

أنتَ تحاول دائماً التخلص من عادة المماطلة في تنفيذ المهام، لكن على الرغم من سمعتها السيئة، من الممكن الاستفادة منها في بعض الأحيان.

ثَبُت أنَّ المماطلة باعتدال تعزز الإبداع؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ المماطلين الذين يمارسون المماطلة باعتدال أنتجوا أفكاراً أكثر إبداعاً بنسبة 28%؛ حيث إنَّ منح الدماغ الوقت لبناء روابط جديدة والتفكير بحرية أكبر هو وسيلة أخرى للسماح للأفكار أن تختمر في رأسك، وعندما يحدث ذلك، يمكن أن يظهر الإبداع.

7. احتفِ بالنجاح:

يمكنك الرقص إذا أردت ذلك، تعبيراً عن الاحتفال بانتصاراتك، فاحتفل بجميع الإنجازات والمكاسب التي حققتَها مهما كانت صغيرة أو كبيرة طالما أنَّك حققتَها.

يمكن لمكافأة صغيرة أن تحفزك وتدفعك إلى الأمام، حتى عندما تتجاوز النكسات، والأكثر من ذلك، كلما تحدثنا عن أنفسنا وعن إنجازاتنا، يتعزز شعور الفخر بأنفسنا لدينا أكثر، وفي نهاية المطاف، نكتسب الخبرة والكفاءة الذاتية ونحن نواصل إنجاز شيء ما، وتُعزَّز قدرتنا على تحقيق أهدافنا على الأمد الطويل.

8. وظِّف الألعاب في العمل:

يوضح "جون هول" (John Hall)، أحد مؤسسي موقع "التقويم" (Calendar): "يتضمن مفهوم توظيف الألعاب في مكان العمل دمج التحديات والمهام لجعل العمل أكثر جاذبية؛ حيث يمكن أن يُكافأ الموظفون بها كطريقة لجعل العمل أكثر إمتاعاً وذا مغزى بالنسبة إليهم.

من الضروري أن تعرف أنَّ الهدف من "توظيف الألعاب في العمل" (gamification) ليس لتحويل العمل إلى لعبة؛ بل هو الدمج بين آليات اللعبة ومسؤوليات العمل لزيادة الإنتاجية وجعل العمل أكثر إثارة للاهتمام"؛ ونتيجةً لذلك، يعزز هذا الأمر المشاركة والدافع والإنتاجية.

في الوقت نفسه، لن يكون هذا الأمر سهلاً دائماً عندما تعمل وحدك، ولكن دعنا نفترض أنَّ مهمةً استغرقت ساعتين لإكمالها في وقت سابق من هذا الأسبوع، هل يمكنك تخيُّل أنَّ هذا رقمٌ قياسيٌّ يجب عليك تحطيمه؟

يمكنك الاستفادة من فكرة عظيمة أخرى وهي تقديم منافسة ودية مع زملائك؛ كأن تُنشئ قائمة منظمة بأكثر الأشخاص نشاطاً وإنتاجاً.

إقرأ أيضاً: بناء علاقات عمل جيّدة، كيفية جعل العمل أكثر متعة وإنتاجية

9. استرخِ وافعل الأشياء التي تستمتع بالقيام بها:

يبدو هذا مثيراً للسخرية، أليس كذلك؟ التغلب على الكسل بالاسترخاء! لكنَّ ذلك يُجدي نفعاً بالفعل.

تقول "شانتال جيربر" (Chantalle Gerber) المستشارة القانونية، في منشور في موقع "تيني بوذا" (Tiny Buddha): "إنَّه أمرٌ مثير للسخرية أنَّه في إمكاننا التغلب على الكسل بالاسترخاء، ولكنَّه قد يُجدي نفعاً؛ فقد نشعر بالكسل في الكثير من الأحيان لأنَّ المهمة قد تبدو صعبة للغاية، ولكن من خلال الاسترخاء وأداء الأشياء التي نستمتع بها فقط، نستعيد بعض الشعور بالرضى عن ذاتنا".

إذاً يسمح لنا الشعور بالرضى بمعالجة المهام الأكبر مع المزيد من القدرة على التحمل، ويسمح كذلك الاستمتاع بالوقت والاسترخاء والتفكير العميق بمراجعة أفكارك والشعور بالإلهام وإيجاد الحلول لمشكلات العمل.

وتضيف "جيربر": "على سبيل المثال: غالباً ما أشعر بفقدان الإلهام لكتابة المقالات، وأعاني الانغلاق الفكري؛ حيث تصبح الكتابة والبحث مهمة شاقة بالنسبة إليَّ؛ لذلك ألجأ إلى الكسل وأتخلَّص تماماً من أي شيء يتطلب مني عملاً شاقاً.

لقد تعلمتُ أنَّه في أثناء الاسترخاء والاستسلام قليلاً للكسل وأداء المهام التي أستمتع بها فقط، يزداد نشاط العقل على التفكير مرة أخرى، ليس خوفاً من الإرهاق والتعب؛ بل لأنَّني أعلم أنَّني لن أفعل شيئاً مثمراً إذا لم أرغب في ذلك، وبهذه الطريقة أستعيد الإلهام مرة أخرى، وعندما أسترخي وأمنح نفسي بعض الهدوء، أجد نفسي تلقائياً أفكر فجأة في كل هذه الأفكار العظيمة، وأستعيد الإلهام والدافع".

10. اطلب الدعم:

لا تترددوا في طلب المساعدة، ففي النهاية، نحن نزدهر وننجح أكثر عندما نكون في علاقات إيجابية وصحية مع الآخرين؛ لذا تأكد من المحافظة على علاقتك دائماً مع أولئك الذين يمكنهم دعمك في رحلتك.

فقد تحتاج إليهم لمساعدتك عندما تواجه العقبات أو للاحتفال معك عندما تصل إلى أهدافك، ومن الممكن اكتساب قدر أكبر من المرونة من خلال الدعم والتشجيع الذي نتلقاه من أولئك الأشخاص الذين نعدُّهم ونعدُّ وجودهم هاماً بالنسبة إلينا.

المصدر




مقالات مرتبطة