إليك الأخبار السارة: سيساعدك تطبيق حيل التعلم هذه على التفوق في عملك وحياتك اليومية، حيث يمكنك زيادة إنتاجيتك في جميع جوانب الحياة من خلال استيعاب جميع المعلومات المفيدة من حولك؛ وإليك أهم النصائح والحيل لتصبح خبيراً في التعلم:
1. حدّد أهدافك:
إذا كنت ترغب في إزالة كل الالتباسات والمشتتات من عملية التعلم، عليك أن توجه عقلك إلى مسار واتجاه محددين، وإلَّا سيتشتت في كل مكان؛ وللقيام بذلك، تحتاج إلى تحديد أهدافك؛ لذا اجلس واكتشف بالضبط ما الذي تريد أن تتعلمه؛ فإن قضيت بضع دقائق في تحديد الأهداف، فسينتهي بك الأمر إلى توفير الكثير من الوقت.
يجب أن تكون الأهداف المحددة جيداً أهدافاً ذكية (SMART)، والتي تكون بدورها:
- محددة (Specific): لا تستهدف كل شيء، بل ضع حدوداً لأهدافك بحيث يعدُّها عقلك قابلة للتحقيق.
- قابلة للقياس (Measurable): يعدُّ هذا المقياس الذي تقيس تقدمك بناء عليه.
- يمكن تحقيقها (Attainable): كن واقعياً؛ ذلك لأنَّه إذا لم يستطع العقل استيعاب الأهداف، فلن تتمكن من تحقيقها أبداً.
- ذات صلة (Relevant): يجب ألَّا تكون الأهداف غريبة أو تتعارض مع معتقداتك وقيمك.
- مقيدة زمنياً (Time-bound): ضع إطاراً زمنياً واقعياً؛ فدون أي قيود زمنية ستماطل أكثر مما تريد.
يجب أن يكون عقلك قادراً على تصور الهدف النهائي، كأن تتصور أنَّك تعزف على آلة موسيقية كمحترف في الشهر القادم أو أنَّك تتحدث لغة أجنبية بطلاقة بعد عام من الآن؛ وبمجرد توجيه عقلك إلى المسار الصحيح، ستسير الأمور بسلاسة.
2. دوِّن ملاحظات مكتوبة بخط اليد:
يتذكر الدماغ الأشياء على نحو أفضل عند تدوينها، فقد تكرر الأشياء مئة مرة في ذهنك؛ ولكن، إذا دونتها مرة واحدة، سيكون عقلك قادراً على بناء مزيد من المفاهيم على شيء مرئي.
لنفترض أنَّك تكتشف بعض الطرائق للتعامل مع العلاقات العامة السيئة، فإن طوَّرت استراتيجية في عقلك وحده، فمن المحتمل أن تنسى بعض الأجزاء، بينما ستجعلك الملاحظات المكتوبة والخرائط الذهنية تتذكر وتوسع تلك الأفكار.
بالطبع، لا تنطبق هذه الحيلة تماماً على أمور مثل تعلم قيادة السيارة؛ ولكن حتى في هذه الحالة، سيتعين عليك قيادة سيارة بدلاً من إخبار عقلك بكيفية القيادة لتتعلم المهارة بالفعل.
3. تعلَّم من خلال جلسات قصيرة:
لا يزيد متوسط فترة انتباه الإنسان عن بضع دقائق، ولكن يوجد خلاف على الرقم الدقيق، حيث تعتقد بعض المصادر أنَّ المدة تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة، بينما يقول بعضها الآخر أنَّها تتراوح من 8 إلى 10 ثوانٍ فقط؛ ولكن في كلتا الحالتين، لا يمكن للبشر التركيز على أي شيء لفترة طويلة، حيث يتوقف الدماغ تماماً عن استيعاب مزيد من المعلومات.
لذلك، بدلاً من تضييع وقتك وطاقتك في جلسات التعلم الطويلة، تعلم من خلال عدة جلسات قصيرة.
يمكنك تقسيم معايير التعلم إلى أجزاء أصغر بحيث تتعلم جزءاً واحداً كل يوم بدلاً من إرهاق نفسك بجزء كبير من العملية مرة واحدة كل أسبوع، إذ يساعد هذا الدماغَ على الاحتفاظ بالمعلومات بصورة أكثر كفاءة.
4. شارك المعرفة:
التعلم عملية ذات اتجاهين، حيث تحصل على بعض المعلومات وتقدم بعضها أيضاً؛ وبالتأكيد، لن يُنقِص ما تقدمه شيئاً من معلوماتك، بل قد يزيدها، خاصة عندما تحصل على تغذية راجعة؛ وإضافة إلى ذلك، سيزيل مجرد التحدث عمَّا تعلمته أي ارتباك من ذهنك.
علاوة على ذلك، قد يشير الشخص الذي تشارك معرفتك معه إلى خطأ فادح كنت ترتكبه طوال الوقت؛ ولكن حتى لو لم يحدث أي من ذلك، فأنت تسهم في دورة التعلم، بحيث تُعلِّم بعض الناس وتتعلم من الآخرين، وتنتشر المعرفة بهذه الطريقة وتفيد كل من حولك.
5. حدد جداول زمنية:
يمتلك عقل الإنسان ساعة ذهنية، فإن ضبطت المنبه على الساعة 6 صباحاً لإيقاظك، فستعتاد تدريجياً على الاستيقاظ في ذلك الوقت لدرجة أنَّك قد لا تحتاج حتى إلى منبه بعد ذلك.
إنَّ عقلك مستعد دائماً للروتين الذي تحدده؛ لذا، استخدم هذا الأمر لصالحك لتتمكن من تعزيز قوة تعلمك؛ فعند تحديد روتين معين، يحتفظ الدماغ بالمعلومات بطريقة أفضل، خاصة إذا كان هناك جدول تعلم منتظم.
لنفترض أنَّك قررت الحصول على جلسة تعلم مدتها 20 دقيقة كل مساء، سيطور عقلك ببطء الميل إلى استيعاب معلومات جديدة في ذلك الوقت، ويساعدك الجدول الزمني المحدد على تحقيق أهدافك في الوقت المناسب أيضاً.
6. نظِّم المعلومات:
لمنع الارتباك، يجب تعلم المهارات الجديدة بطريقة تُبقي على المعلومات الجديدة منظمة في عقلك؛ ويعني هذا أنَّه يجب أن تعدَّ عقلك مثل الكمبيوتر؛ فإن واصلت حفظ الملفات الجديدة على سطح المكتب، سيختلط كل شيء لدرجة أنَّك لن تتمكن من ربط الملفات ذات الصلة أو العثور على ما تبحث عنه، ويحدث الشيء نفسه مع عقلك إلى حد كبير؛ لذا، عليك أن تنظم دماغك بطريقة توفر مساحة ذهنية منفصلة للمهارة الجديدة التي تحاول تعلمها.
لنفترض أنَّك تعرف بالفعل كيفية العزف على الجيتار؛ الآن، إذا كنت ستتعلم العزف على آلة جديدة، فيوجد احتمال كبير لأن يُصاب الدماغ بالارتباك وتختلط أوتار الجيتار مع الآلة الجديدة؛ ولكن يمكن القيام بذلك عن طريق المباعدة الزمنية بين اكتساب المعرفة الجديدة وتكرار الأفكار المكتسبة حديثاً، إذ سيفعل تعزيز المعرفة بالضبط ما يجب القيام به داخل عقلك.
شاهد بالفديو: 9 استراتيجيات فعالة لإتقان المهارات الجديدة
7. استخدم تقنيات متنوعة:
لدى كلٍّ منا أسلوب مختلف في التعلم، ولكن توجد 7 فئات عامة تجدها على الإنترنت يمكنك من خلالها معرفة أسلوبك بسهولة.
يتمثل مفهوم أساليب التعلم هذه في أنَّه إذا تعلم الشخص بطريقة تتوافق مع أسلوبه الخاص بالتعلم، سيتمكن من الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة بنجاح أكبر؛ وتعدُّ هذه النظرية مفيدة، ولكنَّها قد تقيدك أيضاً؛ إذ توجد في عصرنا هذا المئات من تقنيات التعلم المتاحة، وبعضها مزيج جيد من أساليب التعلم المختلفة.
أهم ما في الأمر هو ألَّا تقيد نفسك بأسلوب واحد للتعلم؛ ذلك كيلا يصبح الأمر مملاً، أو لأنَّك في حال أخطأت في اختيار أسلوب التعلم المناسب لك، سيضيع جهدك بأكمله؛ لذا، جرِّب جميع الخيارات المتاحة كحضور ورشات العمل أو الندوات عبر الإنترنت، أو مشاهدة مقاطع فيديو يوتيوب (YouTube)، أو قراءة الكتب؛ أي جرب كل شيء قدر استطاعتك؛ ثم التزم بالطريقة التي تجدها أكثر فاعلية، واعلم أنَّ حيلة التعلم هذه ليست الأسرع، لكنَّها تضمن التعلم الناجح.
8. احذُ حذوَ قدوتك:
يفشل الدماغ في معظم الأحيان في الاتفاق مع مستوى الدافع لديك؛ فقد يكون لديك إيمان كامل بنفسك، ولكنَّ الدماغ لن يكون قادراً على فهم أنَّ ما تحاول تعلمه ممكن؛ لذلك، إنَّ أفضل طريقة لإرضاء نفسك وعقلك هي أن تقتدي بشخص حقق أمراً مشابهاً لما تطمح إليه.
على سبيل المثال: سيكون الشخص الذي تعلم لغة أجنبية في شهر واحد هو النموذج المثالي الذي يجب اتباعه إذا كنت ترغب في تعلم لغة جديدة في فترة زمنية قصيرة أيضاً.
سيقتنع عقلك بذلك بأنَّ هدفك قابل للتحقيق؛ وحتى لو لم يكن لديك القصة نفسها مثل قدوتك، سيكون بمثابة حافز لك لمواصلة الكفاح.
9. استثمر الوقت بكفاءة:
اقترحت إحدى حيل التعلم المذكورة سابقاً أن تتعلم بفترات قصيرة؛ لذا إذا كنت تخصص أقل من ساعة لإنجاز مَهمَّة ما، فكيف ستحقق أهدافك خلال فترة زمنية قصيرة؟
إليك الجواب: جلسة التعلم القصيرة هذه هي الوقت الذي يتعلم فيه عقلك معلومات جديدة، ولكن يجب استخدام بقية اليوم لتحضير عقلك لهذه الجلسة التعليمية؛ لذا طوال يومك، افعل أمراً يتعلق بالمهارة التي تحاول تعلمها، ووجِّه عقلك اللاواعي إلى مَهمَّة ذات صلة حتى في وقت فراغك؛ فعلى سبيل المثال: شغِّل مقاطع صوتية ذات صلة بالمهارة التي تنوي تعلمها في أثناء المشي إلى العمل، أو اقرأ قبل النوم أحد كتب قدوتك.
الأمر الهام هنا هو تركيز كل هذه النشاطات والحيل حول المهارة الرئيسة التي تود اكتسابها؛ لذلك، إذا كنت تحاول تعلم اللغة الفرنسية، فيجب أن تكون أساليب التعلم وغيرها من التكتيكات الداعمة التي تستخدمها باللغة نفسها أو تساعدك بطريقة ما على تعلمها.
شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية
10. حافظ على صحة عقلك:
يمكنك استخدام هذه النصائح والحيل قدر ما تشاء، ولكنَّ العقل السليم هو وحده من يضمن نجاحها؛ ففي النهاية، إنَّ دماغك هو العضو الرئيس الذي يلعب دوراً في استيعاب المعرفة الجديدة؛ فإن لم يكن الدماغ نفسه في حالة صحية، فلن تستطيع زيادة مجموعة مهاراتك، وربما تتدهور ميزاتك الحالية.
لذا، احرص على وضع جدول نوم جيد، وتناول طعاماً صحياً ومتوازناً، وأضف بعض التمرينات الذهنية والتأمل إلى روتينك اليومي لتعزيز أداء الدماغ؛ ذلك لأنَّ العقل المنهك لا يتعلم أي شيء.
لحسن الحظ، تستطيع إضافة هذه الحيل التعليمية إلى حياتك اليومية بسهولة إذا كنت مصمماً على ذلك، ويمكنك بتطبيق هذه النصائح الرائعة الوصول إلى قمة النجاح بخطوات ثابتة.
أضف تعليقاً